الطواريء وهلع المُستبد ..!:هيثم الفضل

الطواريء وهلع المُستبد ..!:هيثم الفضل


12-29-2021, 02:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1640783612&rn=0


Post: #1
Title: الطواريء وهلع المُستبد ..!:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 12-29-2021, 02:13 PM

01:13 PM December, 29 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح



الأربعاء 29 ديسمبر 2021

لو يعلم غير المتخصصين مغبة إعلان حالة الطواريء في دولةٍ ما ، وما ينطوي عليه هذا الإجراء من مخاطر على الإنسان والحيوان والبيئة والأخلاق والقيَّم النبيلة ، لأصابهم الذهول والخوف من مستقبل مجهول يُهدِّد هذا البلد وشعبه الكريم ، ولو قرأوا وإطَّلعوا على خِضَم المُفردات والشروط والإجراءات التي تفرضها دساتير الدول من أجل (تقويض) و(تلجيم) و(كبح) قُدرة السلطات الحاكمة على إستيفاء شروط وإجراءات إعلان حالة الطواريء التي غالباً ما تنتهي بمصادقة برلمانية تستوجب الإجماع ، لأعتقدنا أن المشرِّع الدستوري يستهدف بإشتراطاتها مُجرَّد المُستحيل ، ووفقاً لكل ما سبق علينا أن لا نترَّدد ولا يساورنا شك حول نية إنقلابيي 25 أكتوبر التضحية بكل غالي ونفيس من أجل وصول مُخطَّطهم الدنيء إلى نهاياته ولو كلَّفهم ذلك الإبحار في بركٍ من دماء الشُرفاء.

أقول ما سبق حتى لا يلتفت البُسطاء إلى فرعيات تعمل قوات الإنقلاب المُنهزم وحلفائها من الفلول والحركات المسلحة المـُتآلفة معهم على نشرها كمحوَّر إستراتيجي للحرب النفسية المُستهدفة حماس الثوار وعزيمتهم ووضوح رؤيتهم حول طريق الخلاص قناعتهم الراسخة بالإنتصار ، وجميع هذه الفرعيات الإرهابية والتضليلية التي ينشرها ويروِّج لها إعلام الإنقلاب تختصرها لجوءهم الأساسي والإستراتيجي لإعلان حالة الطواريء بُغية إتاحة كل أنواع القمع المُحرَّم والممنوع والمُستهجن في أدبيات السجال السياسي إستنصاراً للباطل وإستهدافاً لهزيمة هذا الشعب النبيل ، من فرعيات إعلان حالة الطواريء تعطيل القوانين والإجراءات العدلية العادية ، بل وإمكانية تعديلها بواسطة سن قوانين وإجراءات جديدة تتلاءم و(خطل) الحاكم المُستبد ، ومن فرعياتها أيضاً إمكانية إنشاء محاكم طواريء خاصة لا تستند في أحكامها على دستور ولا لوائح ولا أعراف ولا سوابق قضائية ، كما أن إعلان حالة الطواري يكفل للحاكم المُستبد أن يُلغي ويُجمِّد ويستبدل شكل ومضمون المؤسسات المدنية والنظامية ، كما يمكن بواسطتها إلغاء مهامها وتوجُّهاتها وأهدافها ، وإعلان حالة الطواريء يُتيح للحاكم المُستبد منح الحصانات وسحبها ، ومصادرة الأموال والمُنشآت والمنقولات العامة والخاصة ، هي بإختصار حكمٌ مُطلق لفردٍ واحد لا يُثنيه عن قراراته نظام ولا قانون ولا إجماع ولا مصلحة عامة.

إن من يُقْدِم على إعلان حالة الطواريء في بلادٍ ليس فيها برلمان ولا حاضنة سياسية ولا مرجعيات للإجماع العُرفي ، هو ليس إلا (خائن) أو (مُنهزم) أو مُرتعِب على أقل تقدير خوفاً على حياته وحياة من يعتمد عليهم في غيهِ ، لكن وبالرغم من وقوع هذا السؤال تصنيفاً في قائمة (البيزنطيات التي لا طائل منها) ولكن سنطرحهُ إعتباطاً ونقول (هل سينجح الإنقلابيون في حُكم شعبٍ يرفضهم بهذا السفور ويحاربهم بهذه السلمية التي تُزيِّنها الجسارة ؟) ، الإجابة بلا جدل لا وألف لا ، وبغض النظر عن كل مؤشرات الإنهيار التي بدت واضحة للعيان في أركان الإنقلاب على إثر مُجاهدات الشارع الثوري التي لا تنقطع ، إلا أن قانون الطبيعة وما جبل الله عليه الكون منذ أزلٍ قديم أن النُصرة في النهاية للحق والإنزهاق لا محالة من نصيب الباطل .. الشعب أقوى .. أقوى والرِدة مُستحيلة .





عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/28/2021


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/28/2021



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/28/2021