انقلاب وانتخابات الخبراء الاستراتيجيين!

انقلاب وانتخابات الخبراء الاستراتيجيين!


12-29-2021, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1640783482&rn=0


Post: #1
Title: انقلاب وانتخابات الخبراء الاستراتيجيين!
Author: أحمد الملك
Date: 12-29-2021, 02:11 PM

01:11 PM December, 29 2021

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر





الخبراء الاستراتيجيون وبقية سدنة اعتصام الموز ينشطون هذه الأيام دفاعا
وتبريرا للانقلاب، باعتبار انه لم يكن انقلابا، فالانقلاب بحسب هؤلاء
(الخبراء) يقع فقط على حكومة منتخبة! وهي حجة فاسدة يرددها الجميع بما
يوحي انهم تلقوا ما يشبه تدريبا جماعيا حول: كيف يمكنك تحويل انقلاب الى
(ثورة) تصحيحية! وحين يُسأل نفس هؤلاء الخبراء في برامج الفضائيات: وهل
العسكر منتخبون؟ يردون بسرعة: تلك كانت شراكة أخي الكريم! وسرعان ما
يتملصون من قصة الشراكة نفسها، حين يلقون بتبعات فشل حكومة ما قبل
الانقلاب على المدنيين وحدهم لا شريك لهم!

يتناسون عراقيل العسكر اليومية، وسيطرة شركات العسكر والجنجويد على
الاقتصاد، وتعاملهم في الذهب واللحوم وغيرها من السلع خارج مظلة الدولة،
يتناسون رعاية العسكر المعلنة للانفلات الأمني واغلاق الطرق والموانئ،
يتناسون احجام العسكر عن هيكلة قوات المنظومة الأمنية بل ومحاولاتهم
الدؤوبة لإعاقة عمل لجنة تفكيك نظام عمر البشير، ما اعطى الفلول الفرصة
للمضاربة في العملة وإخفاء السلع وتخريب خدمات الماء والكهرباء، واحداث
انفلات أمني بواسطة كتائبهم الخفية والمعلنة.

يصبح الفشل في نظر (الخبراء) الاستراتيجيين فقط من نصيب المدنيين، كما
يعلن هؤلاء الخبراء انّ فترة حكم المدنيين الفاشلة كانت ثلاث سنوات!
باعتبار انّ سنة كاملة اضافية (ما بيناتنا) لتضخيم حجم الفشل زمنيا!

ثم يرسمون صورة باهرة للسلطة الانقلابية، باعتبارها الأكثر حرصا على
إقامة الانتخابات وتسليم السلطة للشعب، وأنّ المدنيين ظلوا طوال سنوات
حكمهم (الثلاث) المديدة وهم لا عمل لهم سوى مراكمة الفشل والتهرب من
استحقاق الانتخابات، وكأنّ هذه الانتخابات لا تحتاج لإعداد واحصاء سكاني
وسلام حقيقي يعيد النازحين الى قراهم، ومن قبل تنظيف أجهزة الدولة التي
ستقوم بتلك الانتخابات من الفلول، ما يؤكد ان الانقلابيين لا يسعون الا
لمحاولة (شرعنة) سلطتهم بانتخابات مزورة معلنة مثل انقلابهم، تشرف عليها
نفس المنظومة الأمنية التي سبق لها الاشراف على وتنظيم انتخابات (الخج)
في عهد الإنقاذ!

لاشك أن الحرية والتغيير ارتكبت الكثير من الأخطاء، أولها وأخطرها كان هو
الجلوس والتفاوض مع المجرمين الذين ارتكبوا مجزرة اعتصام القيادة،
ومشاركتهم السلطة بدلا من السعي لتقديمهم للعدالة جزاء ما اقترفت اياديهم
الآثمة. كما ان حجة حقن الدماء لم تكن لتبرر القبول بالوثيقة التي أعطت
العسكر الانقلابيين أكثر مما كانوا يحلمون، وحتى بنود الوثيقة نفسها لم
يكن هناك حرص كاف لدفع العسكر للالتزام بها، فبدأت عملية خرقها قبل ان
يجف مداد التوقيع عليها، حين استحدثوا منصب نائب الرئيس ليشغله قائد
ميليشيا الجنجويد.

وكانت مشاركة الحرية والتغيير في ما عرف باتفاق جوبا للسلام الذي تم
التفاوض فيه مع الجميع عدا أصحاب القضايا الحقيقية. إضافة لبدعة المسارات
التي هدفت في الحقيقة الى اختلاق مشاكل وليس حلها، وتم استغلال الاتفاق
من قبل العسكر لزيادة الضغوط على الحكومة المدنية والتمهيد للانقلاب،
بدفع معارضي الاتفاق في الشرق لإغلاق الميناء والطريق الرئيسي.

الحرية والتغيير اجتهدت فأخطأت، لكن يظل توصيف ما وقع يوم 25 أكتوبر هو
انقلاب عسكري، قامت به مجموعة من الفاسدين تريد احتكار السلطة والافلات
من العقاب على جرائمهم، والاستمرار في نهب موارد هذه البلاد وافقار أهلها
واضطهادهم وتهميشهم.




عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/28/2021


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/28/2021



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/28/2021