مؤتمر شركاء السودان ببرلين و مآلاته. بقلم يحي البشير ( بولاد )

مؤتمر شركاء السودان ببرلين و مآلاته. بقلم يحي البشير ( بولاد )


06-27-2020, 11:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593297252&rn=1


Post: #1
Title: مؤتمر شركاء السودان ببرلين و مآلاته. بقلم يحي البشير ( بولاد )
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 06-27-2020, 11:34 PM
Parent: #0

11:34 PM June, 27 2020

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر



لندن :-

انعقد مؤتمر شركاء السودان الاسفيري ببرلين في ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ وان التمثيل فيه كان عاليامن مختلف الاصعدة، الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام (شخصياً) ووكالاتها المتخصصةبالاضافة الي الولايات المتحدة الامريكية، الاتحاد الاوروبي، الاتحاد الإفريقي، الجامعةالعربية، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، بنك التنمية الإفريقي، الصندوق العربي للتنمية،بنك التنمية الاسلامي وغيرها من مؤسسات التمويل الدولية وذلك لمساعدة السودان عبر شراكةدولية للنهوض به الي مصاف الدول المتقدمة في مجالات التنمية حتي يلعب دوره الرائد فيمحيطه الاقليمي العربي، الافريقي و العالمي.

ان موقع السودان الجيوسياسي الاستراتيجي علي البحر الاحمر و ارتباطه بالقارة الافريقيةشرقا، غربا، شمالا وجنوبا وكحلقة وصل بين العالم العربي و الافريقي وغناه بالموارد البشرية،الزراعية، الثروة الحيوانية، المعدنية و غيرها من الموارد، كل ذلك يجعل السودان مهمًا في خارطةالعلاقات الدولية و ان قيام هذا المؤتمر لاشك يعتبر نجاح من الناحية الدبلوماسية للحكومةالانتقالية بمؤسساتها الثلاثة مجلس السيادة، مجلس الوزراء، الحرية و التغيير. بدلًا من ان كانالعالم يجتمع لفرض عقوبات علي السودان اصبح يجتمع لمساعدة السودان.

ان السودان خلال العقدين الاخرين مر بعدة تجارب ممثلة في عدد من مؤتمرات المانحين الدوليةخاصة بعد إتفاقيات السلام، مما يشير الي ان معضلة ومشكل السودان و تخلفه عن ركبالتنمية هي الحرب. مثلا مؤتمر المانحين في اوسلو لدعم اتفاقية السلام الشامل، وكذلك مؤتمرالمانحين لاعمار دارفور عبر اتفاقية ابوجا لسلام دارفور، و مؤتمرات المانحين لدعم صندوقاعمار
دارفور عبر اتفاقية الدوحة.

ان تلك المؤتمرات الدولية المنبثقة من اتفاقيات السلام لم تؤدي دورها المطلوب منها كاملة لعدةاسباب منها عدم الشفافية من جميع الاطراف و لتاريخ السودان الحافل جدا بتلقيه القروضالمالية من الدول المانحة و مؤسسات التمويل الدولية بعشرات المليارات من الدولار لكن العبرة هيكيف يتم صرف و استخدام تلك الاموال وتنفيذ المشاريع التي جاء التمويل من اجلها يمكنالرجوع الي سجلات بنك السودان ووزارة المالية وصناديق الاعمار للتحقق من ذلك.

كذلك عدم استفادة السودان من برنامج اعفاء الديون لدول العالم الثالث حيث بلغت ديونه اكثرمن ٥٠ مليار دولار و فوائد الديون الشهرية، و عدم استفادته من اتفاقية كتونو نادي باريس وكثير من الشراكات الدولية مع مؤسسات التمويل الدولية وذلك يرجع الي الاتي:

١- إرتباط تنفيذ امر القبض للمتهمين الصادر من محكمة الجنايات الدولية بموجب قرار مجلسالامن الدولي رقم ١٥٩٣ تحت البند السابع في يوم ٣١ مارس ٢٠٠٥ كشرط لاعفاء الديون وتوفير التمويل الاقتصادي الدولي عبر مؤسسات التمويل الدولية خاصة التمويل النوعي فيمشاريع البني التحتية و الشركات العابرة للقارات و البنك الدولي و صندوق النقد الدولي.

جاء ذلك الشرط في مشروع أهداف التنمية المستدامة Sustainable Development Goals (SDG)الصادر من الامم المتحدة ووكالاتها المختلفة في ٢٠١٥حيث ان هناك 16 هدفا يجبتحقيقها و لاول مرة يدخل بند العدالة كشرط قبل التمويل. حيث تم استضافة المدعية العامةلمحكمة الجنايات الدولية فاتو بن سودا لالقاء محاضرة و حوار في المعهد الملكي لتنمية ما وراءالبحار بلندن Over Seas Development Institute ( ODI ) في صيف ٢٠١٥ وذلكلاهمية ربط التمويل الدولي بشرط تنفيذ العدالة الدولية.

٢- السلام هو التحدي الثاني الذي غيابه يؤثر علي جميع التحديات التي تواجه حكومة الثورةمثال لذلك ان منبر جوبا لا يشمل جميع حركات الكفاح المسلحة و ان مسار دارفور لا يوجد فيهكل حركات الكفاح المسلح و اختصر علي عدد معين من الحركات و المحصلة عبر منبر جوبا هوسلام ناقص وايضا التمويل الدولي مربوط بتحقيق السلام العادل الشامل.

٣- التحول الديمقراطي وهو بعد العدالة و السلام لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية مثلالمجلس التشريعي و تعيين الولاة و المؤتمر الدستوري و الانتخابات وذلك ايضا مربوط ببرنامجبناء السلام من الامم المتحدة.

٤- رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب لان اكبر ارهاب حول ارتكاب الابادة الجماعيهفي حق الشعوب وعدم تسليم المتهمين.

دون تلك الشروط الاربعة ستظل المساعدات في اطارها الاغاثي الانساني الطاريء و ليسالنوعي ويمكن الرجوع الي سياسات الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الاوربي تجاهالسودان. اذن الحل بيد السودان و داخل السودان وليس خارجه و ذلك بتطبيق العدالة الدولية،السلام ، التحول الديمقراطي و رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب و لا يمكنتحقيق تنمية مستدامة ولا ديمقراطية مستدامة في السودان من دون تطبيق العدالة الدولية والتوصل سلام عادل وشامل.

يحي البشير ( بولاد)
لندن ٢٧ يونيو ٢٠٢٠