یا سعادة الوزیر فیصل: أین الحوار؟! )٢-٢( بقلم بدر موسى عضو الحزب الجمهوري

یا سعادة الوزیر فیصل: أین الحوار؟! )٢-٢( بقلم بدر موسى عضو الحزب الجمهوري


05-24-2020, 01:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590280822&rn=0


Post: #1
Title: یا سعادة الوزیر فیصل: أین الحوار؟! )٢-٢( بقلم بدر موسى عضو الحزب الجمهوري
Author: بدر موسى
Date: 05-24-2020, 01:40 AM

01:40 AM May, 23 2020

سودانيز اون لاين
بدر موسى-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




الحوار الذي أطالب به لیس هو من عینة ما یجري الآن في القنوات التلفزیونیة، والإذاعیة، والذي كثیرا ما یجریه إعلامیون ومقدمو برامج من متواضعي المواهب والإمكانیات، وبعضهم من الذین لا یؤمنون حقیقة بهذه الثورة، وممن ظلوا یؤیدون النظام البائد حتى آخر لحظات سقوطه وفنائه. مثل هذا الحوار الذي یلاحق مجریات الأحداث، ویتركز حول سیاسات وبرامج الحكومة الانتقالیة الیومیة، على الرغم من أهمیتها. المطلوب، بصورة أهم، وأكثر إلحاحا، هو الحوار حول الرؤیة والاستراتیجیة الشاملة، وحول فلسفة الحكم الصحیحة. نرید حوارا جادا وعمیقا یستقصي ویجیب على السؤال الجوهري، كیف یحكم السودان؟! حوار لا بد أن یشارك فیه كل حزب، وكل كیان سیاسي، وكل صاحب رأي حر، وكل صاحب نظرة ورؤیة فكریة شاملة، لیقدم ما عنده، ویناقشه فیما یطرح لفیف من المفكرین، ومن قادة الرأي العام، والأكادیمیین، والمتخصصین، لیكون حوارا بناًءا، ومستفی ًضا، ومستمًرا، یدیره المؤهلون و المتمكنون فنًیا، من ذوي الدربة والخبرة، ومن المشهود لهم بریادة مؤتمرات وسمنارات الحوار المتمدن والمتقدم، من السودانیین، داخل وخارج السودان، وما أكثرهم والحمد الله. نرید حوارا تتاح وتوفر له كل العوامل المساعدة، من إمكانات فنیة، ودعم، ورعایة، وتتاح فیه فرص المشاركة لممثلین من جمیع قطاعات شباب الثورة، من بقاع السودان المختلفة، الذین هم أصحاب المصلحة الحقیقیة في اكتمال الوعي، لیسألوا، لیشاركوا بما عندهم، حتى یتطور ویكتمل وعبهم بمتابعة الحوار، والمشاركة فیه. ونرید للحوار أن یصبح ممارسة یومیة، وأساسیة، وثقافة عامة، یضطرد ویعم تأثیرها الإیجابي، فنخرج منها برؤیة متقاربة لخط سیر بلدنا، وخطط حكومتنا وبرامج سیاساتها قصیرة الأجل، وعلى المدى الطویل، حتى تنعكس وتدعم تطور وتنمیة ورفاهیة الوطن، على أسس قویة من الوعي بین عامة أبناء الشعب، وبین شباب الثورة بصورة أخص. بدون هذا الحوار الجاد والمتواصل، تزداد الحیرة، و یتفاقم التنازع والتشظي، حول كل خطوة تتخذها الحكومة الانتقالیة، ویشتد التجاذب حول البرامج والخطط، على نحو ما نشهد من صراع شرس حیال قبول أو رفض التعاون مع صندوق النقد الدولي، مما سیوسع هوة الخلافات بین جمیع الكیانات السیاسیة والأحزاب، وبین مكونات قحت وبقیة الجبهات، والتي ستؤثر جمیعها سلبا على وحدة شباب الثورة، وتضعف تماسكهم، وتنهك قدرتهم على حمایة الثورة، وهم الذین نعول على اكتمال وعیهم، وقوة سواعدهم، أولا وأخیرا، لتحقیق أهداف الثورة، وبناء هذا الوطن، )البنحلم بیهو یوماتي(. إذا لم نسلك هذا السبیل الصحیح، وإذا لم نصر على هذا الحوار الجاد، للوصول للتقارب، إن لم نقل الاتفاق، حول هذه الرؤیة الشاملة، وحول فلسفة الحكم الصحیحة الجدیرة بالاتباع، لالتي یجب أن تبنى على أساسها جمیع سیاسات وبرامج الحكومة، سنظل ندور في الحلقة المفرغة، وسنظل نجتر هذه الخلافات، ونردد أقوالا ووجهات نظر سیاسیة متناقضة، لا نفتأ نتلاحى حولها، مثل تلك التي یلح المؤمنون بها على فرضها على الجمیع، كمسلمات لا تقبل الشك، بدون أدنى درجات التمحیص، وبلا قناعة عامة، أو إجماع حولها، من غالبیة الشعب، وستكون نتیجتها المزید من الخلافات، والمزید من تمزق التحالفات، والتي ستضطر بالضرورة بعض كیانات قحت، مكونات الجبهة الثوریة، ومكونات تحالف نداء السودان، والأحزاب المختلفة، للتحالف حتى مع أعداء الثورة، من أنصار النظام البائد، أو مع الطامحین من العناصر العسكریة، )مثلما رأینا مؤخرا من محاولات حزب الأمة، وبالتحدید من زعیمه الإمام الصادق المهدي(، للوصول لما یریدون فرضه، على حساب الشعب، خصما على مستقبل الثورة، وستقل تبعا لهذا، وبالضرورة، احتمالات التوافق والتقارب، لأن هذه هي طبائع الأشیاء، حین یكون )كل حزب بما لدیهم فرحون(! فكما لاحظ الدكتور النور حمد: )... الثورة تعني، بالضرورة، أن هناك تطل ًعا مل ًحا للتغییر، لا یحتمل الإرجاء. هذا التطل ُّع ال ُملح هو ما دفع بالناس إلى الشوارع، ووضعهم في مواجهة النظام المدحور، بكل ما كانت تحمله تلك المواجهة من أخطار. لابد لأي تغییر من خط ٍط وبرامج، لكن، لا یبدو أن
نخبنا السیاسیة بعقلیتها المنحبسة في أطر الماضي ومفاهیمه، منشغلة بهذا. هي، كما عودتنا دائًما تتصارع، على الأسلاب؛ من توسیع
ٍ
للحی ِّز السیاسي، والحصول على مقعٍد في السلطة، ومن ثم، فتح باب للثروة والوجاهة..(.