π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب

π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب


02-13-2019, 07:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1550041001&rn=12


Post: #1
Title: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-13-2019, 07:56 AM
Parent: #0

06:56 AM February, 13 2019

سودانيز اون لاين
دفع الله ود الأصيل-
مكتبتى
رابط مختصر



(((5)))
السلام عليكم و رحمة الله،
سيداتي آنساتي سادتي المهنيين /دگاترة و مهندسين ، حرفييِّن
و باعة متجولين عبر أزقة حواري قيعان أم المدائن /ود مدني ،
وموش عارف روحي ليه مشتهية ود مدني لكم العتبى حتى تستغيثوا
بالرضاء التام بقضاء الله و قدره و( ثم ضاع الهمس مني..و انطوت
في القلب حسرة لا بد من التنفيس عنها).

[} ها قد أعُدنا الكرة لنفتش في صفحات دفاتر و أرشبف طبيبة
(متقاعدة) بإحدى مستشفيات ود مدني (العتيقة) و هي طافشة حالياً في
بلاد الله الواسعة ، ندعو حضراتگم للتگرم بحسن الاطلاععلى ما يجرى
هنالگ ؛ كما هو الحال في أتبرة الحديد والنار و الأبيض عروس الرمال
و كسلا الوريفة مهد الجمال والطيبة و حسن الفال . فدعونا ندعوكم
لمجرد إمعان النظرثُمَّ إعادة الملف للحفظ و الصون، و الطناش.

• ود الحيشـــــان التلاتـــــــة
مؤذن في جزيــــرة مـــــالطة’،،،،

Post: #2
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-13-2019, 08:24 AM
Parent: #1

((6))))
((
مالو اعياه النضال بدني
روجي ليه مشتهية ودمدني
ليت حظي يسمح و يسعدني
طوفة بالجروف في ربوع مدني
كنت ازور ابوي ود مدني
واحكي ليهو الحضري والمدني
آهٍ أنا علي حشاشتي ودجني
وحنيني ولوعتي وشجني
دار ابوي ومتعتي وعجني..


Post: #3
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-14-2019, 09:21 AM
Parent: #2

{7}
نسائم الصباح الرباح ترتطم عليلةً بجفاف أهداب وجهي،
ليقشع النعاس رموشه المسدلة من على أجفاني.. فأنتفض من
غفوتي شأني گشأن گل المتثائبين، مودعين أديم الخلود و التثاقل
إلى أفرشة النوم إلى براحات الكدح وراء سبل الكسب الشريف للقمة
العيش النضيفةوسط صرير العجلات يصدرعن رگشات لها خوار ،
تشق دروبها هي الأخرى: كررررررررر ، تارة فوق بقايا أسفلت
كان هنا، ثم غدا حطاماً و أثراً بعد عين ؛ و تارة أخرى فوق التراب
البواح بطرق ملتوية و مختصرة نحو وجهات سيرها المقصودة.

Post: #4
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-17-2019, 07:48 AM
Parent: #3

{8}
تبسم على أية حالٍ فأنت على مشارف أطلال
مدينة كانت هنا يقال لها "ود مدني " ولم يعُدْ باقياً
منها سوى أأثرٌ بعد عَيْنٍ . نعم تبسمْ ؛ رغم أن كل شيء
هناك يدعوك لرفع يديك تشيل الفاتحة على روحها .

فملصقات الصورة الحزينة للراحل/ ( الحوت) معلقة أمام
السائقين..بعضهامصمم لغلاف ألبوم ذائع الصيتو واسع الانتشار،
منقوش عليها : (... ساب البلد ). و بعضٌ منها آخر تراها ملصقة
حتى على مؤخرات (حمير اللبن). الشاهد طبعن إنو ذاگ يأتي كدليلٍ
دامغٍ بحيثٌ لا يدع مجالاً للشك على أنو هذه {الأمة أكيد بتحب
النبي، مافي اتنين تلاتة و محمــــود أگيد بحب الرســـــول}.

* ودا لحيشــــان التــلاتة،،،
مؤذنٌ في جزيرة زالطة،،،،

Post: #5
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-20-2019, 11:19 AM
Parent: #4

{9}
[} أمام حالة سجالٍ ساخنٍ رغم متعته مع هبهبة
(النسيمات و الخصل) ، وجدتُ نفسي أقاوم كتاحة الهمبريب
الطلق تعبث بغطاء رأسي فأعدله عبثاً مراراًو تگراراً ، حفاظاً
على عذرية أصول بُصيلات شعري . و سائق الرقشة اليافع ، ببدو
لي متهوراُ و شفقان على رزقو، فهو في صراعٍ مستميتٍ مع المطبات
و الحفر كما دون كيشوت مع طواحينه الهوائية لا يعرف التهدين و الإبطاء
أبداً. جعلن أندم على ما حملني على تنبيهه إلى أنني على عجلةٍ من أمري؛
فصار حالي بين الرغبة في سرعة الوصول و بين خشية الخطر على سلامتي
گحال بالعٍ شفرةموس حلاقة على حدين ، لا، بل أسوأ هو من حال (من يدافع
الأخبيثين). على أية حالٍ ما يطمئن قليلاً ، أن مسافة المشوار ليست بذاگ البعد
السحيق بين مقرسكنايو مبنى مجمع " اللواء عشرون" و هو الاسم الحركي
لمستشفى الأطفال الكائن بقلب أرض المحنة و في قلب الجزيرة .. و برسل
للمِعَافِر أشواقي الكبيرة. عُمومن ، ها أنا ذا أتنفس الصُّعَداء أخيراً لدى
وصولي بالسلامة ، و بعدَ لئيٍ و بشق الأنفس ، لأحاسـب ســائق
الرگشة. ثُمَّ أُهْرَعُ للدخول عبر ممراتِ دهليزٍ مُمْتَدٍّ گنفقٍ مظلمٍ..

Post: #6
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-24-2019, 09:55 AM
Parent: #5

(((10)))
[} الساعة الآن تشير إلى السابعة و الربع صباحاً،
حسب التوقيت المحلي لمستشفى اللواء 20 ، و الذي
يبدو لي ، كلما دنوت منه كمخيم في العراء لإيواء النازحين:
حشودٌ من الأمهات شبه الثگالى متگدسات بأطفالهن في باحة
المستشفى .. إنه موعد نظافة العنابر؛ تطردهن گتيبةً من الخالات
(عاملات النظافة) المدججات بالمقاشيش ومحزمات بالفُوَط. يطردنهنَّ

خارجاً..بقسوة تخفي وراءها دواخلاً بريئةً گبراءة الذئب من نطفة دمٍ گذبٍ

وجدوها مندلقةً على قميص ابن يعقوب عليهما وعلى نبينا السلام. إذ تصيح

إحداهن بوجه إحدى تلگ النسوة المنغلبات على أمرهن : "قومي إتي هوي ها
على حيلگ إتخارجي و سوقي معاگ شافعك دا أمشي أقعدي لينا برة؛ يعني مالك

عميانات، و لا ماگن شايفاتننا براگن هدا دايرين ننضف العنابر الموسخاتنها دي)

يسيل خرير المياه من الدلاء . و تسمع أصوات جرجرة السراير الحديدية ، و صرير

احتگاگها بالبلاط المسهوگ لامن يصرج اللضنين يا كافي البلا و يا حايد المحن

ظنيت من أيام اللنقليز ما ضاق ليه صيانة و لا تبديل، تقول شنوعاد؛ يا حليل

(عمنا شيخ العرب). مزيجٌ من روائح ديتول النضافة مع مخلقات فتايل

و إبر الكينين يفوح نفاذا ، إلا أن أنفاس البشر، و هي تنضح بدفء

الحياة اليومية الذي تطغى عليها بكل أريحيةٍ و بامتياز.

Post: #7
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-27-2019, 08:45 AM
Parent: #6

{11}
[} سيدات بسيطات في الملبس و المأگل ، گما في السحنة و الاقدار .
يتبطحن عشوائياُ تحتَ نيمةٍ مرشوشةٍ على امتداد ظلٍ وريفٍ و مترامي الأطراف،
أو تحت حرازةٍ حمقاءَ شمطاء شاحبة، و قد جافاها قطر الندى وهطل المطر؛ و يلتحفن
قبة السماء و يتفرشن أديم الأرض ؛ كل منهنَّ تحتضن رأس ابنها عليها إلى صدرها ، أو
تدسه داخل حجرها گحطام هيگلٍ عظمي تخشى عليه أن ينهشه كلبٌ صالٌّ سعرانٌ جائعٌ ؛
أو لگأنما تهم بإسعادة (جناها إلى أحشائها) من بين براثن هذا العالم الخرِف إن هي استطاعت؛
حتى ليبدوان معاً ملتصقين گجمرتي بخور تنامان في حضن مسرجةٍ ، ياخ لدرجة ألا يدرگان
تماماً أيُّ قلبيهما ، ذاگ الذي ينبض بينهما بإكسير الحياة . گما أن بعضهن يحاولن عبثــاُ
إطعامهم شيئا ما ، ربما لقناعةٍ راسخةٍ بأنما بالخبز وحده ربما يحيا الإنسان و قد يرد
إليه طعم العافية. لذا فهن يراودن صغارهن على قضم كسرة خبزٍ (قرقوشة)
يابسة و ممرغة بالتراب في محاولاتٍ بائسةٍ يائسةٍ للاستشفاء و لو آجلاً.

Post: #8
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-04-2019, 06:17 AM
Parent: #7

(12}
[} اجتماع الدگاترة ، قبل مرورهم الصباحي، يبدأ في تمام السابعة
و النصف (شوگة و شنگار)، حيث لا يجرؤ كائنٌ من گاَ مريضاً أو زائراً ،
علىإتيان المگان بعد ذلگ، لا من بين يديه و لا من خلفه ، اللهم إلا بمبرر
گونه زائرا ً(فوق العادة) . الجميع هنا يرتدي كلٌّ منهم معطفاً أبيضَ . إذ ل
و كان لا بد من مزيةٍ واحدةٍ لتُحسبَ للواء عشرين ، فهي أنه من دور الرعاية
الصحية القلائل جدن المشهود لالتزا كل من هبَّ و دبَّ فيها بارتدائه .

# و عادة ما ينفض سامر لمة الاجتماع بعد الفطور ، إلى غرفة الحوادث:
عبارةٌ عن قاعةٍ واسعةٍ ، فيها أسرَّةٌ و كراسي تفتح على فناءٍ عريضٍ لگي
يستغله بعض المتسگعين گبهوٍ لممارسة عادة التدخين و أيضاً لتسليگ بعض
خطاهم الضائعة أثناء ساعات الانتظار المملة؛ و بها رسومات بألوان كانت
ذات يومٍ ما زاهيةً و مبهجةً.. لو لا أنَّ عوامل التعرية عبرغوابر الأزمنة
السحيقة ألقت بظلالها قاتمةً عليها ؛ فأصبحت باهتةً و باردةً كحال كل
شيء في زماننا هذا , و في ربوع بلدنا الحبوب هذا، اللهم باستثناء
حالة طقسه الملتهب على ظهر صفيحٍ ساخنٍ. إذن ن عليك أن
تبتسم فأنت في أحضان ارض المحنة و في قلب الجزيرة.

Post: #9
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-12-2019, 06:32 AM
Parent: #8

13}
[}>نساؤنا من أم القرى وضواحيها بأرض المحنة و في قلب الجزيرة
و كافة نواحيها ، يأتين عادة في گلِّ صباحٍ باكرٍ من و الأرياف و الحَلَّال
و النجوع و البوادي في گل حدب و صوب ، يحملن حطام فلذات أگبادهن ،
يضربن بهم أكباد غرائب الأبل، زرافاتٍ و وحداناٍ. فتارةً راجلاتٍ، و أخرى
على گلضامر يأتين من گل فجٍّ عميقٍ ، و ثالثةً بوسائلَ بدائيةٍ تعيسةٍ . أجســاد
اطفالهن ناحلةٌ منهكة و تحمل من صنوف العلل و الأوبئة المستوطنة ما قد
نعرف و ما قد يستعصي فيخفي علينا يگون أعظم . و ثالوث الفقر و الجهل
و المرض يتسيَّد المَشْهَدِ ضارباً بأطنابه أوصال البلاد و العباد من و إلى.

* ود الحيشان الت لا ت ة
* مؤذنٌ في جزيرة مالطة

Post: #10
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-14-2019, 07:12 AM
Parent: #9

{14}
- يا اخالة، إنتي بتقولي:ولدك دا ليه كم يوم ما بياكل؟!
وحات الله تلاتة يوم ..و قُبالا گان عندو جضمارة و
إسهال و أمعوعو و جنس وِردة لامن يلمسوها بالعود!!
- و لي شنو يا جماعة متأخرين بيهو لي يوم الليلة؟!

[} تأتيني إجابات مختلفة: قلنا ببقى كويس وديناه للشيخ
المِكاشفي بوعمر في الشگينيبة ؛ أها أدانا بَخْرة و محاية ؛
و ما كان عندي قروش لمواصلات، عشان أجيكن بيهو هنا.
عمومن , تتعدد الإجابات و المرض و الموت واحد.

[} أحمل الطفل لإدخاله العنبر . هناگ، أوصي الممرضات
و زميل لي آخر مسؤوليته العناية بأطفال العنبر، أنه يعاني
من جفاف حاد .. يبدؤون في العلاج و أغادر للطوارىء ..

[} في الطريق .. فتاةٌ في مقتبل العمر ترتدي ثوباً خفيفاً يكشف
عن جسدٍ صغيرٍ منتحلٍ .. و فتاة أخرى ..تبكي بحرقة أمام غرفة
العناية المكثفة .. يضحكني الآن هذا المسمى. بل الأحرى أنه يدمي
قلبي إن صح التعبير !! فلا أثاث و لا شيء فيها سوى سريرن حديد
ربما ثلاثة، ما عدت أذكر .. فأيُّ عنايةٍ و أيٌّ تكيفٍ هذا الذي أراه؟!

[} بالداخل شاب نحيلٌ هو أيضاً ..يقف شاخصاً بعينين دامعتين،
و تعتريه نوبة خوفٍ و أرقٍ شديدين. يلصق ظهره بجدار الحجرة
و يهمهم بعبارات الرضا بقضاء و قدر الله و حولِه ، خيره و شره.

[} في السرير المجاور طفلة جميلةً بريئةٌ ملائكية العينين .. تبدو نائمة
گدُميةٍ مهملةٍ. زميلتي تحاول أن تجعلها تتنفس بأي شكل . .أساعدها أنا الذي
دخلت دون خطة مسبقة لهذا الموقف الرهيب.. جسد الصغيرة البارد.. يجعل لبي
يسارع نبضه الأخر .. كم وددت لو أني منتُحها شيئاُ من نبضاتي المتسارعة هذه ؛
لكنها رفضت و أصرت على الرفض . كانت أجمل من ان تبقى بوجها الملائكي قمحي
السحنةو شعرها الغجري المجنون ..تبلغ من العمر 12 شهراو لو أنها عاشت ليومنا هذا،
لصار عمرها ثماني سنواتٍ عجاف. تهز صديقتي رأسها للأب و تقول: أنا آسفة جدن يا
عمو.بينما أطئطىء أنا رأسي في خذلانٍ مُريعٍ .يهرع هو لحملها بين يديه و يلفها جيدا ،
گم يخشى عليها منة لسعة البرد..تسيل دموعه عند الباب و يقف مودعاً إيانا: شكراً..قالها
هون وطأة الموقف علينا.. لكنه آثر شكرنا. و عندما غادر قلت لزميلتي بصوت مخنوق ..
يشكرنا ليه .. البت ماتت!!ما قدرنا نساعدا .صوت عويل زوجته في ركنٍ قصيٍّ من
الذاكرة كذلك صورته هو و قميصه يضمها ابنته إلى صدره..شكرًا. إننا عاجزون
أن نشكر بعضنا على الحياة ..كيف يشكرنا هؤلاء على مصيبة الموت بكلِّ صدقٍ
و حزنٍ نبيلٍ؟!كل شيء محفور في هذا قلب ذاگرتي هذه الخربة المفقودة.

Post: #11
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-14-2019, 12:05 PM
Parent: #10

{15}
@ نقول كل قولنا هذا، بحق واحدةٍ من أمَّهات المدائن و محراب الفن
و الجمال في بلادي . و لكن محنتها كغيرها أنها ظلت تستغيث (الانقاذ )
و لكن لا حياةَ لم تنادي . و قد تعاقب عليها رهط من حكامهم لو أنهم
أخلصوا النوايا لصنعوا منها مدينة أفلاطون العائمة في خياله.

# تضج الحياة في ود مدني بوتيرة نبض متسارع..و هي تصطلي بجمر نهارها الملتهب.
كما تعج اللواء 20 بمرضى الأطفال و ممارضيهم مع ضيق ذات فرص العيش و ضوضاء
الرقشات غدواً و رواحاً.. الباعة المتجولون يسدون عين الشمس بين سوق الأوقاف و مواقف الشرق
.. كل ذلك قبالة بوابة المستشفى العريضة .( تياب الجارات) بألوانها الزاهية المزرگشة..أطفالهن الذين
يعاني معظمهم من سوء التغذية .. يتزاحمون الآن بگل وجوههم و ظروفهم المتشابهة على باب ذاكرتي ،
عدا جارية واحدة استرعت انتباهي .. كانت تناهز التسعة أعوامٍ .من عمرها. و تعاني من .. تورم جسدها كله
لنقص بالبروتين .. يرشدنا الطبيب المخنص لادخالها العنبر .. أهمس لزميلتي .. "حنعمل ليها شنو دي هسي؟!!"
فتجيبني بصوت خفيض: "قال نديها أكل لحد ما تتحسن" أنظر إلى أمها الحافية .. ثم أنظر تحت السرير بفضولٍ
قسريٍّ ، فربما نعلاها هناك.. و لكن لا شيء هناگ .. أرجع البصر گرتين في أطفالها الثلاثة الباقيين لا أحدَ منهم
يرتدي حذاءه !! رحت أسألهم ببلادة .. (شبا شبكم وين يا جماعة.). فأجابوني بصوتٍ كورالي مرتجفٍ ( ما عندتا)
و كيف يعني جيتو حفايا گدي من بلدكم ؟!! فتجيبني الام بضحكة لا تناسب مرارة الموقف گما لا يليق بها أيضاً
سؤالي أصلاً. قالت:(آااي والله) حتى أنني استحيت أنا منها و من نفسي كثيراً ..ما الذي دفعني لرمي هذا السؤال
الغبي البايخ.. ثم انسحب منه: (و بتك بتاكل شنو في البيت؟! تجاوبني بكل عفوية: "ما ياهو بناكل ، قصدي
بنشرب لينا كدي (عكارة موص) فيتريتة بي موية ساي و برا سكر" أنا أسأل: و تاني شنو؟! و هي تجيب
بگل تجرد : "بس ياهو شنو تاني عاد، عدمانين الحبة لا قدامنا لا ورانا" و أبو أولادك وين مشى؟!
- أبونا خلانا مرق علي بابا الله ساااه ..لأنو شيتن گدي تقولي عليهو ما عندنا و لا تعريفة.

Post: #12
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-17-2019, 09:59 AM
Parent: #11

(16
[} شيءٌ بدواخلي كان يكذب الفقر الرهيب هذا رغم حقيقته الماثلة
الشاخصة بكثافةٍ في كل ما تقع عليه عينك بكافة أرگان الصورة و
المشهد و مظاهر الحياة . حتى بانت فداحة الفقر و گشر لي عن أنيابه.
عندما أتيتُ تلك العَّمة و صغارها بكوب لبن في المساء حسب تعليمات
الأخصائي"ما تستنو أكل المستشفى ، جازفو معانا نجيب ليهم أكل برانا).

[}حنى بعد أن أسدلتْ شمس النهار رموشه ا و توارى قرصها الشمس خلف
الأفق و حلَّ ال مساءً ، ولا يزال بوخ حرَّاية القايلة بلفج بالوجوه و يؤرق الأجساد
و المرواح تصدر صريرها كأنما تستغيثُ بمن يوقف حركنها العبثية كدرويش فقد
السيطرة على قدميه فراح يدور هكذا في حلقة ذكرٍ . ترقد تلك المسكينة و أطفالها في
سريرٍ مهتوكٍ بركن قصيٍ من العنبر نصف مستيقظة .. انحني بجسدي لأُبشرها : قومي
يا خالة فلانة جبت ليكم حبة لِبَينة .. ترفع رأسها..و تنظر لكورية اللبن في يدي..و كأنما
تكاد لا تصدقُ .. ثم تصفق بكلتا يديها و تطلق زغرودة فرحٍ بأعلى حسها هي اللية عاد جيد
لينا و جيد لينا وجيد لينا و جيد لينا ..الليلة اللبن جانا! ) و هي تنفض أولادها نفضا ً من السرير :
قومو يا جنيات و قومن يا بنات ها..جابولنا لبن؛ هديل الدكاترة يديهن العافية جابو لينا (طنوب)
لبن . توقظهم و هم يبحلقون مندهشين و لسان حالهم كمن يردد قوله تعالى " من بعثنا من مرقدنا ؛
هذا .. ما وعدَ الرحمن و صدق المُرسلون"و أقف أنا في ذهولٍ أمام شبح هذا الفقر اللعين الذي لو
كان رجلاً لصرعته ؛ و هذه السعادة البائسة الغامرة. ثم كيف للسعادة أن ترتدي هكذا ثوب حدادٍ كالحِ
السواد.. كيف لها أن تأتي هكذا ممرغةٌ أنفُها و مُعفرٌ وجهها بالغم و موشح بكل هذا ( الحزن النبيل) .
قول لي بس گيف!! و هي تنده بغبطةٍ زائدةٍ ، الليلة عاد تطراني و تلحقني و تفزعني و تنجدني هووي
يابوي الشيخ المكاشفي أبو عمر يا الحلبت و جيتنا بي قرعتك مرسفة لبن للوليدات !! أضحك أنا سراً
بضحكةٍ تفج لجة الأحزان في قلبي:(إنه لمن الجيد أن يتشبث أحدهم برقراق أمل ٍعلى أية حالٍ ؛ و لكن
ليس إلى درجة الوقوع في مظنة الشرك البواح بالواهب العطاي.. إنها تؤمن على حد بساطتها
أن شيخها المكاشفي قد علم برفة حالها فسابق النهمة يهم بنجدتها و هو يحملُ إليها قصعة
حليبٍ ليتداعى إليها أولئك الصبية الجياع. على أية حال.. يؤلمني كثيراً وضعها في
هكذا بؤس والفقر صنو ودودٌ لدودٌ لبواعث الهم و نذير شرٍّ للگفر البواح!!

Post: #13
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-18-2019, 11:53 AM

(((17)))

@ ربما المساء هنا اخف وطأةً ..و أقل ازدحاماً
بالمرضى و زوارهم القادمين من أصقاع الريف والبوادي.
عنبر الصدرية يعج بالأطفال و يضج صراخهم و صدورهم
العاجزة عن التنفس .. عنابر سوء التغذية تفوح منها رائحة
المعوض الغذائي المحلي ( لبن و سمسم ) .. تختلط بروائح
الاسهال المائي.. قد تشمئز منها بادئَ ذي بدءٍ و لكنك
لا بد أن ستعود انفك على رائحة الموت لامحالة ..!!

# عنابرُ أخرى كثيرةٌ ..أمهات ٌ مرافقاتٌ كثرٌ .. اطفال أكثر .
بعضهم ينجو من الموت ليواجه حياة و صراعاً أكبر من صراع
الموت. هنا ممرضات فضليات .اطباء يتحركون كالنحل في كل مكان
و ثالوث الفقر ينخر في عظام العباد بلا هوادة .الضجيج في كل شيء إلا
في قلبي انا .. لا شيء سوى سكون الحياة العابثة !! و صوت امي عبر خط
اللا سلكي : أها حشاي ، ما ح ترجعوا البيت الليلة أطن عشان حاقربن بيك
عاد خاتنك نطشية و لا شنو؟!! أجاوبها: لو رجعت بكرة العصر يكون كويس
خالس. انتهتمأموريتي هناك منذ ثماني سينين ضوئية خلت. غير أن قصاصة
ورق وجدتها أمسِ مندسة بين أشيائي كورقة توتٍ خريفية يابسة قد أعادت كل
ذلك الشريط إلى ذاكرتي الخربة المفقودة؛ و مكتوب عليها أن إدارة مستشفى
اللواء 20 بود مدني تُقِرُّ و تشهد لي بإكمال فترتي لديهم، كما يجيء
دوري أنا اليوم لاُقِرَّ و أشهد أنا باكتمال غمرة حنيني لكل لحظة
معاناة عشتها هناك بروحي و كياني و شعوري وامتناني.
ما زال يؤرقني السؤال .. لماذا تموت العصافير
الصغيرة في بلادي .. بينما تنعق الغربان للأبد !!
و النجوم تلمع بعيد بعيد
تسخر من السهرانوحيد
ﻭﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻫﺴﻰ .. ﻓﻰ ﻳﺎﺗﻮ ﻟﻴﻞ !! ..
- ﻓﻰ ﻳﺎﺕو ﺻﺒﺎﺡ !! ..
- ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺗﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻚ ..
- ﻭ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ..
- ﻛﻞ ( ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ) ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻪ ﻃﻮﻟﻬﺎ ..
- ﺗﺴﺘﺒﻴﺢ ﻓﻰ ﻋﺮﺿﻬﺎ ..
- ﻭﺃﻧﺎ ﺭﻭﺣﻰ ﺗﺸﺘﺎﻕ لي بلاد ..
- ﻛﺎﻥ ﻃﻴﻨﻰ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﺃﺭﺿﻬﺎ ..
- ﺩﻳﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻼ ﺑﺘﻔﻮﺕ ﻓﻴﻚ ﻭﻛﺖ ..
- ﻻ ﻳﻮﻡ ﺑﺘﺘﺮﻙ ﻓﺮﺿﻬﺎ ..
- ﻳﻮﻣﺎﺗﻰ ﻭﺍﺻﻠها ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ ..
- ﻳﻮﻣﺎﺗﻰ ﻫﻰ ﺍﻟﻔﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ .. ﺗﺠﻴﻠﻚ ﺑرﺿﻬﺎ ..
- ﺇﺷﺘﻘﺖ ﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻏﻠﺐ ..
- غنيتها بادب المديح ..
- سمت غناى قلة أدب ..
( إشتقت ليها .. الشوق غلب ) ..
# و برضو يظل أحب مكان.. وطنى السودان
أعز مكان.. عندى السودان لأنو حسانو أعف حسان
طير و صوادح و روض جنان,,,






Post: #14
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-24-2019, 12:11 PM
Parent: #13

(18)
# تشير عقارب الساعة هنا إلى الثامنة و النصف صباحآ
أقيف لبضع دقائق قدام البوابة المكتظه في اغلب الأحينة..
و الجدل السرمدي: يا زول مافي زيارة هسي، الزياره بعدين..
- و الله جايين من البلد نشوف ود اخونا دا راقد هنا و نبقى رادين..
- يا عمنا قلنالك : الزمن دا الدكاترة بيشوفوا العيانين و بعد شوية
زمن المروووور..كدي عليك الله زح لينا شوية من الباب..

# فما أن تدخل حتى تجد نفسك في أرض الحوادث..المنطقة
الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، و أعلى صخبآ و أسرع إيقاعآ
و أنبل حزنآ.. على الجانب الأيسر أطباء الامتياز يعاينون المرضى
المتشبثون بأثواب امهاتهم..فتصادف اذنك الجمل المعتادة..و الله تلاتة
يوم حمى بس تقول الجمر..البت دي اصلن عندها ازمة..الولد دا ماسورة
طراشو تكُب فيهو (مِرّ) أصفاااااار .. ظنيتا تكون مراريا يا دكتورة..أنا بعرفا..
تنظر يمينآ..فتجد موظفة الإحصاء في ثوبها الأبيض.. اسمه منو..و ساكنين وين..
رقم تلفون..و بالقرب منها شباب شارع الحوادث يلتف حولهم الناس و من قبلهم
الأحلام في ايجاد جرعة مضاد حيوي أو إجراء صورة رنين باهظة الثمن..ما أن
تعبر صالة الحوادث حتى تجد غرفة العناية الوسيطه يمنة و ذلك العنبر الصغير
على الجانب الأيسر..عنبر الشُّفَّع حديثي الولادة.. كائنات صغيرة العمر و الوزن.
يتشابهون شكلآ و قصصآ و مصاباً.. و تنخرط أمهاتهمفي حديثٍ مباح لو دل
على شيء واحدٍ ، فإنما على أنهم معرفةٌ و عُشْرةٌ قدمية لطول الاقامة
في معظم الأحيان.( لكون المصائب يجمعن المصابينا)

Post: #15
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-28-2019, 08:08 AM
Parent: #14

((19))

# أكسر يمينآ..فأجد الإجزخانة ذات اليمين و عنبر الأقامة القصيرة
( و قد تطول أحيانآً) ، ذات اليسار. العنبر الطويل كما يسميه البعض
(عنبر شيخ العرب) الأقدم و الأشهر في تاريخ ود مدني ، و يحتوي
على حوالي أربعة و عشرين سريرآ. و مع كل ذلك التوسع ال\افقي
يحدث أن تضيق أرض اللواء عشرين على أطفاله ذرعاً بما رحُبتْ.

# إنهم يتقاسمون الأسرة أحيانآ و الأغطية والملابس و بعض الاكسجين،
كأحد أبرز المظاهر المُجسِدة لروح النفير و إنو المصائب يجمعن المصابين
و ظروف الحياة هناك مهما تقسى علينا فالدنيا برضو لا تزال بخير . ما زلنتُ
في الطريق الى مكان عملي بالطابق العلوي.. أواصل المسير فأعثر على وحدة ما
ما يعرف العناية المكثفه للأطفال حديثي الولادة يمجدوعة برة و الأباء و الأمهات
يقفون على بابها أها مريتو . بقت كيف ؟ حتطلعونا الليلة؟ جبنا الدواء؛ أها الفحص
طلع كيف.اتجاوزم لأضع نفسي في مواجهة (الممشى العريض) كما تحلو لنا تسميته..
ألقى نفسي تلقائيآ أدندن ببعض الكوبليهات لو اللمين: قالو متألم شوية ياخي بعد الشر
عليك؛ ولا ميغني المامونو فردته أحمد حسن جمعة : مرضان باكي شاكي؛ و ما
عارف ما هو السر؛ فربما أكيد ح بكون مجرد (توارط ) خواتر.، الله أعلم.

Post: #16
Title: Re: π لمدن عنيدة..تنوم و تصحى..على منصات الغضب
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 03-31-2019, 07:33 AM
Parent: #15

(((20)))

# هنا، تبسم .. فأنت في الطابق العلوي.. عنابر مجدعات متل بيوت الكنابي
فوق ضهر التُرع ، في بطن المشروع على امتداده و هي مأهولةٌ بخلقٍ ربما
غير معترفٍ لهم بحق المواطنة, رغم أنهم ذوو السواعد العاملة و القوى المتجة
فعلاً و لعهم من جسدهم أخونا عبد العغزيز بركة ساكن بشخوص روايته "الجنقو
مسامير الأرض" . ماعلينا ، الأطفال هنا و هناك. تداعب طبيبة الامتياز زميلتها
قائلة: هوي يا ناس وحدة الجامعة عنابركم موش فاضية (البوص) بتاعتنا قالت
ليكم مدينكم عنبرين، يلا بترقدوا عياننكم في عنابرنا لي شنو!😅

# أطباء.. ممرضون.. موظف الأكسجين.. اختصاصية التغذية. عمال النظافة
و صراخ الأطفال المستمر حين سحب عينه أو تركيب فراشة. و من هنا، سؤال
يؤرقني : لماذا يصاب جميع الأطفال بنوبات بكاء كورالية ، كلما بدأ بها أحدهم ؛
مثلما كلما بالت حمارةً استبالتْ أحمرة ؟!😅 و أنا أفط كل العنابر و الأفكار لأقيف
قدام باب غرفة العناية مرتفعة الكثافة ، أو بالأحرى أنها رافعة لكثافة كل من
يمر بها فضلاً عمن هم بداخلها، حيثُ أمني النفس بيوم عادي .. فلا موت فيه و
لا ألم .. و رغم كل شيء ، فأم صفقن أو (أم طرقن) على قولة: صديقنا اللدود
الودود/ ود التهامي، لأنو جنو كِسْرَة) .فكل يقترب منها متوجساً خيفةً في كل
مرة.. فلا يمرق منها إلا بملء الأرض حبآ و حنينآ و شعرواً بالانتماء.

# كسرة برة الشبكة الصورة بكاميرا شخصي الضعيف يوم البوست في ديوتي 😃
كسرة تانية يا ودود الابتسامة.. ينتميلك قلبي يا اب قلباً حنين..خلي بالك للغمامة..
تملى لما تنزل لا بتشكي ولا بتحكي إلا بتطلع من انين الأرض وردة وعش حمامة..

كسرة اخيره (ملطوش من خشم طبيبة معاش و طافشة برة شبكة مهنتها الشريفة)


Post: #17
Title: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 04-02-2019, 07:19 AM
Parent: #16

((21))
@ ماله أعياه النضال بدني ..روحي ليه مشتهية ود مدني
ليت حظي سمح وأسعدني..طوفه فد يوم بي ربوع مدني
كنت أزوره ابويا ود مدني..واشكي ليه الحضري والمدني
آه علي حشاشتي ودجني ..وحنيني و لوعتي و شجنى ..
دار أبويا ومتعتي وعجني يا سعادتي وثروتي ومجني.

# عمومن ها نحن قد أنهينا جولتنا عبر دهاليز عنابراللواء (20) ،
و لكنها لم تكن تلك سوى مجرد لمحةٍ خاطفةٍ ضمن مشوار طويــل
سيأخذنا بعيداً للوقوف على تلك الأطلال , في ما يُشبه التفاتةٍ عنيدة
إلى الدواخل، نحو قاع محراب الفنون و الجمال في ربوع بلادي .
و أصلي موش عارف ليه و لمتين ح تفضل روحي ليه ليه مشتهية
ود مدني؟!! إذن فإلى لقــاء .. شوق يخضّ دمي إليه كأن كل دمي
اشتهاء.. جــوع إليــه كجوع كلّ دم الغريق إلى الهواء... .شــوق
الجنين إذا اشرأبّ يصرخ ُ من الظلام المدلهم إلى الولادة!

# ولا أعرف كيف تُنسج خيوط الذكريات، ولا كيف يتحول حدثٌ
عابر لا سترعي انتبهاً ، إلى. ذكرى راسخة لتختلج بها الخواطر؟!!
ذلك في حين تُفلِتُ أو تسقط سهواً أحداُثٌ مجلجلةٌ، في قاع عتمة النسيان.
و من دون أن تُثير ضجة ً، أو تستدعي منَّا التفاتة واحدة إلي الخلف!!


Post: #18
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 04-02-2019, 07:47 AM
Parent: #17

(22)
@ لكن ندرك جيداً، أن هوامش الاحداث، تلك التي تبدو لنا بلا أهمية تُذكرُ،
ثم تفاجئنا بقدرتها المذهلة على إيقاظ فتنة الحنين ، هي ليست سوى أعمارنا
الحقيقية و المحسوبة لا أقول بالسنين ، و إنما بأنفاسنا التي لو طلعت فلا
نضمن لها أن تتدلَّى. و دقات قلب المرء قائلة له نّ الحياة دقائق و ثوانٍ فارفع
لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكرٌ للإنسان عمر ثانٍ. إذن، فيا ليتنا نتبه لأعمارنا
فكم هي جديرة بأن نعيشها بروحنا و كياننا و بملء جوانحنا و جوارحنا .

# صحيحٌ أن الحنين لأزمنتنا الغابرة الجميلة يختار وجهته تلقائياً و بنفسه
نحو رحيق بعض أمكنتنا العتيقة ، فيشدنا شداً لننتشق عبير أنفاس وجــوهٍ
قديمةٍ ، ربما غرسناها و لكن ما دفناها؛ و أنه لا يسمح لكائنٍ من كانَ ليُملي
عليه اسماً أو عنواناً..أياً ما يكون سيد الاسم، أو لافتة العنوان. و لكن هنالك
أناساً بعينهم يملكون مهاراتٍ استثنائيةٍ خاصةٍ لتمكنهم من التسلل إلي حنينك،.

ٌ# ألم يحدث أنك فوجئت في لحظة ما، بحنينك الجارف إلي شارع
جانبي سبق أن شاققتَ به أو نفَّاجٍ ساقتَ خُطاك به عبر السنين تجري
إلي حيث فارقت زميل دراسةٍ أو مهنة ، أو رفيق دربٍ!؟ ألم يحدث
لك قطُّ أن شعرت ذات يومٍ بالحنين يشدك إلي ذاتك ، ليستْ فقط تلك
التي هجرتها في مسقط الرأس و منذ مراتع أيام الطفولة و براطع الصبا
و لكن حتى هذه التي تحملها بين جنبيك ، أو كنت ترجو أن تكونها
يوماً ما. و يظل شوقك جارفاً ليها في كل المواسم و الفصول؟!


Post: #19
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 04-03-2019, 08:19 AM
Parent: #18

(((23)))

// شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//

*صبحگ الله بالخير عزيزي / الدگتور أشرف قرشي.
اأما بعدُ، لقد أعجبني سرد الأخ/ راشد و بخاصة اقتباساته
المختلسة. من الطيب صالح. و إن گان و لا بد من قـواســمَ
مشترگةٍ عظمى بيننا، فلربما گان تعاطينا شذراً، لذاگ الأفيون
الخطير المدعو / سياسة/ فقط مع وجود خيط أبيض رفيع ،قد
يميزني بأنني مدمن عليها فقط من باب (ساس يسوس الحمير
و البغال لتركبوها و زينة ، فهو سائسٌ، لا ، بل و (مسوس)
في أحيانٍ كثيرةٍ .و يظل شوقنا بكل المواسم و الفصول.



بسـم الله الرحـمن الرحيم

® فقد جمعتنا درب الحياة ضمن ظروف استثنائية ؛
و إن من على البعد زماناً و مكاناً ، بواحد من جيل العمالقة
و صناع الكلام البديع وفرسان و القرطاس و القلم من نفس
عيار و قامة ناس عمر الدوش ،تجاني سعيد، و فضل الله محمد
و ما أدراك بهؤلاء من أسراب عصافير كم صالوا و جالوا في
موسم الشوق الحلو..هيج رحيلا مع الغروب إحساس غلبنى اتحملو
وكتمت اشواق الحنين داير الدموع يتقلوورجعت خليت الدموع ينسابو
منى و ينزلو .. و كذلك من طرازات ناس عيسى الحلو و مصطفى سند
و لا يقل أيٌّ من هؤلاء قامة ، و لا ينقصون قيد أنملة من باع الطيب صالح ،
إذا لم يزيدوا عليه حملَ بعيرْ في ما ناله من صبتٍ واسعٍ و شهرة عالمية
هو مدينٌ لها بالنزول بمنسوب أدبه إلى (ما تحت الحبل السري) و أما لماذا
ظلَّ أول ئك النفر كماً مهملاً و نسيا ً منسياً ، ودفناً دفيناً كغيرهم و هم كثر،
بغبار النسيان مع كنوز من منحوتاهم الذهنية و منمنماتهم الإبداعية، فذلك
لغزً قد نتفهمها جيداً لو أننا تبصرنا لنجد جواباً منطقياً شافياً لسؤالنا :
لماذا نظل نصر طرباً لا نميل إلا على أنغامٍ و إيقاعاتٍ ضاربةٍ في
القِدم مثلاً، للمرحومين/عشوشة الفلاتية و أخيها الكاشف إلى
يـــوم يُنفــخُ في الصُّور و يرث الله الأرض و من عليها؟!!
*****(((((+)))))*****

Post: #20
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 04-10-2019, 10:38 AM
Parent: #19

*****(((((24)))))*****
@ و لا أبالغ إن قلت إن خواطري ال\افئة والمبعثرة أدناه*
بما فيها العنوان الملطوش أعلاه لم يكن لقريحتي أن تجود بمثلها،
لولا لحظة تجلٍ و نوبة مخاضٍ عسيرٍ أعيشها الآن مع قصاصة قديمة
لهذا لرجل من أبناء ذاك الرعيل والزمن الجميل، و قد سقطتْ بيدي
كورقة توتٍ يابسة ٍ خريفية و فرغتُ لتوي من التهامها. فأمكن لي
من خلالها، أن أرسم كروكياً كفافاً لملامح شخصه الكريم ، استشفيته
من قسمات وجهه الوديع و المخباً قسراً خلف سواد نظارة قعر كباية.

¶ أوحى لي كل ذلك ، بكهل تناهزه الستون نهزاً ، و أرذل العمر يقفُ
شاخصاً فوق رأسه كسُحُب نذر العذاب تُظِلُ قوماً ببلاد نَيْنَوى و هم
يحسبونها غيثاً ماطراً؛ و ينظر أسفلقدميه ، كبعير سقط في الوحل خطامه
،أو كشحيح و قد باغتته نوبة عطاسٍ مكبوتةٌ، ثم ضاعتْ منه في زحامٍ
بسوق لتشاشة التوابل بساحة المولد منعها ضيق ذات الشرايين .


Post: #21
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 04-10-2019, 10:44 AM
Parent: #20

(25)
# كما أمكن لي رسم أحداثيات عامة لمسيرةٍ عامرةٍ بالعطاء
لي زول واحد(بديري دهمشي بين؛ راكب البدين حاقب البزين).
رغم أن لدي تحفظاً أبديته حول تعقيد معنوي يشوب هذه السجعة
بما لو كانوا يعنون بالبدين فرسَ رهانٍ جموحاً، فقلت: لن يكون مناساً
لنِزال بهذه السمة ؛ و لكنَّ ابن أخ له، هو/ مازن أحمد العطا و هو شاب
أنيق أُحسَد على سكناي بجواره، و قد أسعف موقفهم بشرح أن المعنِي
(جحش حمامي اللون) يحمل المتاع و يسابق به الريح. هناك حيث
نمت للأديب الأريب يوسف عبد الجليل العطا أهداب النعومة
بأظفاره. بالطبع لستُ من جيله. لولا وجود قواسم مشتركة
كان أقربها لقاؤنا على جائزة الراحل الطيب صالح
للإبداع الأدبي ؛ و التي فاز بها عن جدارة
و استحقاق في نسختها قبل قبل الفائتة.
*****(((((+)))))*****

Post: #22
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 04-10-2019, 10:53 AM
Parent: #21

(26)
@ جاء العطا كما عمر الدوش متحدراً مع صوت القواديس
و المياه طلعت متحدرة مد البصر لف الظلام حول الجداول
اسورة . .. نعسان خضارا الانتـكا و رمى الغصون متكسـرة
مد الخيال غنت مدن الساقية طاحونة الأنين طول الليالى مدورة
و (السواقي الناحية عز الليل حنين الدنيا ممزوج في بكاها)
و {زهور نعسانة فوق أحزانا متكية} و ( والطنابير الترن)؛
بناحية تسمى (أرقي) نايمة وادعة في حتة عناق أبديٍّ نادرة
بأحضان رمال عتامير صحراء (بَّيَّوضَة) و غرقانة في
خواصر سليل الفراديس، عند منعرجات عويصة يبدأ
النيل فيها يَحُثُّ الخُطىخبطَ عشواء حتى يوشك يفقد
صواب رشده،فيختلط حابل يمناه بنابل يسراه
و يتعاقب الهوج و الشرق على شلالات
السباليق عبر مجراه.

# لقد سبقني يوسف العطا بثماني حجج إلى
مدرسة حنتوب الثانوية ، ثم في آداب الخرطوم
حيث كان تخصصنا لغات/ ترجمة فرنسي/ أنقليزي ،
و گأنما كنت أتقفىأثره گوقع الحافر على الحافر) . ثم
لامن (ضاق بينا المجال حتى سافر قبالي و اغترب..
لمدن بعيدة تنوم و تصحى على مخدات الغضب).
******(((+)))*****


Post: #23
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-01-2019, 07:33 AM
Parent: #22

(27)
[][] شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//

في بيت أحد البكيات و بعد تجهيز ميتنا و خروجنا به مسجىً على آلة
حدباءمحمولاً، كنعش وطن غريق يمشي رهط متشاكسون على أكتافه بين
ضفتي نهر.و كما ( حملتُ روحي في فؤأدٍ نازفٍ كان نصفه مشلويلاً )

and رغم أنه يظل يعشش في وجداننا كأيقونةٍ أبديةٍ عصية ٍ على الطمس
أو الزوال . وطنٌ يطيب للفرعون وردي من هنا إجلاسنا أمامه القرفصاء
تجلةً : (في حضرة جنابك يطيب الجلوس) بينما الأنيق/ كابلي من هناك
،يحثنا للقيام نوفِه التبجيلا (القومة ليك يا وطني، بعزك يا وطني).

Post: #24
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-01-2019, 07:34 AM
Parent: #23

(28)
and عخمومن، تشكاسنا شديداً حول أين ندفن، ثم هل نفرش أم نقول :
ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدافنة، ناهيك عن رأي بعض الشباب بأنهائه
بقلب آخر صفحة (like) على تويتر! عدنا و بعض الجلاكين أدراجنا حيث
ضُرب سرادقُ للعزاء رغم أنف اليرضى و اليابا، قالها بعضنا في سره كريح
ساخن كتمه بثيابه ك(حبقة) جهل دون الأنف مشمومة (لمحمد الواثق كما في
أم درمان تُحْتَضَر). هناك تجدعنا على البروش نرتشف المشاريب ساخنة
و باردة و نتجاذب أطراف الأحاديث، نمشي بالنميم و نطاعن يمنة و يسرةً
في الغاشي و الماشي و الما يشتري يتفرج. و بطبيعة الحال ، لما كان
هنا للسياسة، ملعون أبو أهلها، من قصب سبق و وما لها من قدح
معلَّا، فلا بد من حشر أنفها برضو رغم أنف العاجبو و الغالبو
***************************

Post: #25
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-01-2019, 07:50 AM
Parent: #24

(28)
حيث قال لنا شاعرٌ بالحاصل :و الله إن تلك لقسمةٌ ضِيزَى:
[][] حيث إقلاع هناك نحو الثريا**و هبوط أضطراري نحو الثرى هـنا ؛
هناك لل(شهامة) أسهمٌ في عنان السماء و هنا (الكساد) يهري كبودَنا؛هناك
تغريد عصفورتين حلتا على فنن ** و بي هنا تلقى ( السُّكَاتْ) بٍتْ المِنَىْ؛
هناك الناطحات قرونها كبد السماء و هنا النواطح لا حيَ أنت و لا أناإذ ،
بحساب السنين كلنا فقراء إلى الله في الهواء سواء. بسواء

# و لكن كم من خطأِ شائع كقولنا:(خشم القربة و خشم بيوت)،
خير من صواب مجهول كلزوم قولهم في جزيرة العرب مثـلاً:
(ووب عليا و سجم فمي). فدي أصلها كلو كلو ما جاية لا شيتين!

Post: #26
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-01-2019, 07:58 AM
Parent: #25

(29)
# الشاهد أن الموت بقت ليهو شنة و رنة ينتظره الخشَّامة زي برامج
زمان(ساعة سمر و ما يطلبه المستمعون) مع نشرة تمانية مساءً.
حينما تصبح فشاخرُ قومٍ عند قومٍ أكل عيشٍ و كسبان مصالح.

# و افتح يا بلديٍ أبوابك نحن الفقراء.منا من يقضي نحبة كل يوم ،
و من لا يزال ينتظر؛ و منا من يظل سائراً و سوف لن يصل إلى
ظهور المسيح شر غائبٍ يُنتَظَر، أو ا لاعة و الساعة حينها سوف
تكو ن أدهى وأمر. و واهم من ظن أن عصي الترحال سنُلقيها ذات
يومٍ هاهنا، حيث يناخ بعيرٌ أجربُ ،لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح .


Post: #27
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-01-2019, 08:04 AM
Parent: #26

(30)
# و لقد ضربنا أكباد الأبل بحثاً و تنقيباً و لكن، لا حياة لمن تناجي ،
إلى أن جربنا كل شيء و ذقنا آخر العلاج في الكي بمآلات الانفصال،
إذ اضطررنا لبتر الغرقرينة و ما زاد أوار الحرب إلا اشتداداً.و لما
استحكمت حلقاها ضاقت و سوف تضيق و تضيق ، ما دام شيمة كبارنا
الرقص ،و بقية أهل بيتنا بين سائس و مسوِّس و قارع لطبول الدمار.
*****************
حـاشية لا بد منها:
النطيحة: هي الميتة نطحاً بفعل شراسة أختها القرناء..و مثلها
المتردية و ما أكل السبع. و لا تأكل الذئاب المنفردة إلا من الغنم
القاصية. و على راي ا لمثل: الما معندو ضهر، ينضرب علي بطنو!!
************
[][][] []

Post: #28
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-06-2019, 11:39 AM
Parent: #27

[]
[][][]،(31)

[]السُّكات بتَّ المِنى//
# على متن واحدة من برينسات زمان المتجهة على خط السوق العربي بالصحافة زلظ
و بينما الجماعة راكبين مترصين متقابلين رجال و نساوين ، و شابات و شابين ؛ متحاذين
المناكب و الأقدام و متلاصقين الركبين في الركبين و الأنفاس جوة المنافس. أول ما غلقت الابواب
و جاء ركب الكمساري آخر زول فوق قليمة صفيحة مكمودة في النص. و بدأ يفرطق بأصابعينو
يخلس الفردة. أخوان فاطنو عاد يعجبوك اللابس نظارات سود و مقابل ليه واحدة الظاهر زينة
و عاجباني ، في وشو طوالي؛ والشكلو كدا زي المحنك لواحدة ، جار فبها نور طوييل . إذا بكل
انظار العيون تشرئبُ ناحية بنية ناس سميحة ليست ككل النبات تسدل ثوبها الأبيض أبو قجيجة
استحياءً لتحجب به صدراً طموحاً كمصد ريح بوجه حرب هوىً شعواء استعرت لتوها، ليفوح
و طيسها من نظرات الغزل تلاحق جليسة الكنبة المقابلة . ساكتة ساااي و كأنو سموها السُّكاتْ،
و راحت تناهش فيها تسعٌ و تسعون نعجة من كل حدب و صوب؛ و لصاحبنا داك نعجتان
لهما ثغاء، ترعيان حول الحِمَى ،و تتفلتان بين فينة و فينة لتأكل لحماً طرياً، و قد توشح
بفأل الخضرة و تدثر خجلاً برقة الوجه الحسن. في لحظات نزوة إبليسية عابرة
عارمة، نسي صاحبنا نفسه تماماً حتى فقد صوابه و سال لعابه فألقى بقجة
أعباء هموم يومه و غده وراء ظهره: فلا طفولة بتنتحب، و لا اللي ماشين
المدارس ، لا مصاريف ، لا كتب .و هو يوشك أن يستبدل حرامه
الذي هو أدنى، بحلاله الذي هو خير ، تماماً كمن هبط
من علياء الثرياً ليخر بأنفه إلى حضيض الثرى.

Post: #29
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 05-30-2019, 12:19 PM
Parent: #28

*********{32}*********
{] منطقة وسطى ما بين الجنة و النار}
توجد منطقة تماس اجتماعي واقعة، لولا تخونني الذاكرة ) ناحية محطة
مدارس حلويات سعد على ظلط مدني شرقاً ما بين مربعات الصحافة (37-
40) و بقية امتداداتها و الديوم الشرقية غرباً و من جهة الشمال الغربي تقريباً.

¶ شاهدنا أن هناك بؤرة لزحامت الكوارُّو وسط نهيق حمير فظيع
يعوق المسير و يجعل من الساحة متاهة لخطاوي المشاة الضائعة
Come les Salles Des Pas Perdus[]
{ منطقة وسطى ما بين الجنة و النار}
∆ توجد منطقة تماس اجتماعي واقعة، لولا تخونني الذاكرة ) ناحية مدارس حلويات
سعد على ظلط مدني شرقاً ما بين مربعات الصحافة (37- 40) و بقية امتداداتها و الديوم
الشرقية غرباً و من جهة الشمال الغربي تقريباً.

¶ شاهدنا أن هناك بؤرة لزحامات كوارُّو وسط نهيق حمير فظيع
يعوق المسير و يجعل من الساحة متاهة لخطاوي المشاة الضائعة
Come les Salles Des Pas Perdus[]
حيث لا حديث و لا حرج أن يرتطم حمار بياع لبن ببتاع برادو فارهة.
¶ و حيث لحم المتزاحمين يفوح لظاه مقلياً بالعرق، و يعاد تسخينه كل يوم متل
(أقاشي) متبل بالقبانيت و الشمار ممزوج بحصحاصالغبار.

¶ القاش و شمس الصيف بس حر لا يطاق ، البعض يسعى بساقي نملة مثقلتين
بكرش فيل. يمضون جل الوقت يسفسفون و يلهطون كمن لا يخشى الموت سُمناً،
و ينثرون القمامة لتُرمى شذَرَ مذَرَ، على قفا من يشيل.

¶ في الشتاء تنشط رياح شمالية مشبعة بأتربةتثور و أعاصير تهز الجبال، حيث
تنطلق أكياس البلاستك في موسم سباق ضاحية سنوي لمسافات تفوت ااطير في الباقير.

¶ و أما الربيع المسكين فلم يُعثر له أصلاً على شهادة ميلاد في أضابير سجلنا المدني
و لم نسمع به إلا مقترنا بثورات المناديل والياسمين تجتاح بلاد العرب أوطاني.

¶ و أما العيد فقد يعود أدراجه ضحوة بدون زهور، و لا قمرنا و لا بخور. ثم يذهب مثل
(ضل يدخل القش و ما يقول: كش)، حتى يعاتبه مغنيٍ بقول المتنبي:بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟
بما مضى أم لامر فيك تجديدُ؟؟؟! و هكذا لامن يضيع عمرنا ساي سُمبُهار

Post: #30
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 06-17-2019, 06:40 AM
Parent: #29

{33}
©تزاحم الأضادπ

∆ أخيراً ، و استشعاراً منهم لمبدأ أن الناس بالناس و الكل برب العالمين،
فقد توصلت لمةٌ من أعيان البلد و عقلائها الحضور في بيت الفــراش ،
توصلو بعد لئيٍ اإلي تهدئة النفوس و توطئة الجو العام لبادرة عقد اتفاقية
جنتلمان ، ليتسنى بموجبها أن يبدي الجميع نوعاً من المـرونة و حسن
النوايا.على أن تبدأ بضبط الأعصاب لبلع الشتائم بين كل متشاحنين .

¶ على أن يقضي أهم بند لها بضرورة ترسيم الحدود لإقامة منطقة
عازلة منزوعة السنون بين مدن صفيح في الضواحي و بين أطراف
المدائن، بحيث تفتح عبرها مسارات آمنة لرواعية السَعِّية و باعة الألبان
و تشاشي الخضَار و التوابل و الأعلاف ، فلاَ يَزْهُو هُنَا أَحَدٌ علَى أحَدٍ
بِأَمْوالٍ وأَلْوانِ كبلادُ العُرْبِمِنْ شَامٍ إِلَى يَمَنٍ إِلَى مِصْرٍ فبغدانِ إِلَى طبرق
إِلَى عَدَنٍ إِلَى قَطَرٍ فوَهْرَانِ إِلَى نَجْدٍ إِلَى حلَبٍ إِلَى فَاس و مكناس فسُودانِ.
حتى ليمضي الرجل من و إلى، لا يخشى سوى الله و الذئب على غنمه.

¶ و ذلك لقاء تعهدهم بكبح جماح عجولهم و جدادهم و جرادهم
عن غزو أي حديقة خلفية تقبع خلف دار أي حنكوش من ناس البرج
العاجي. و ذلك أيضاً شريطة أن يكف هؤلاء السادة الأغنياء عن اتخاذ
خيران أولئكالفقراء مكبات مستباحة لرمي أعقاب طفوات سيجائرهم.

¶ و بذلك فقط يمكن احتواء أية بوادر للتوتر و منع أية أسباب للشقاق.
خصوصاً بعد سقوط نظرية: تمدين الأرياف ليحل محلها ترييف الحواضر
و صارت تلال أسمنتية تغزو البوادي بآله زحف عمراني ساحقة ماحقة و أبنية
تلتهم (السواقي النايحة عز الليل، حنين الدينا ممزوج في بكاها). ياخ دا لدرجة
أن صاحبنا داك بعدما عرَّس صاحبتنا السُّكات بت المنى، خلاس نامت بطاطيرُه
و فقد حساسية (ألا مساس) بعدما كان ينتفض كملسوع أمام أصابع أمه تدغدغ
صفاقيه باحثة عن منابت الضحك تحت إبطيه و هي تدندن:(ضبَّاح كسرة
بي ملاح دي شدرة و دي بقرة ،و بيت العروس بي وين ن؛ إلخ ؛ إلخ).

Post: #31
Title: Re: π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول//
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 06-18-2019, 10:39 AM
Parent: #30

Quote:
و عودة حين ميسرة
دائما تتحفنا بالروائع يا عابر سبيل
و أنت ي بو صديق دوما تؤنس
و حشتي بأريحية حضورك الباذخ..
فنحن كما الحالب والشارب كلانا في
افي استمراء المتعة والتلذذ باجترار الهم سواء بسواء
* أخوك المشتاق دوماً / أبو صديق
.

Quote:
لله درك ايها الرجل الهمام
كم وكم تدلفنا ندور في فلك الذكريات الجميلة
لك العتبي حتى ترضى
سامحني لا استطيع الكتابة
لأنه بستخدم جوال بعدنا كان الملح.
ة اخوك ا المشاكس دومن/ ة بشير ود تهامي
.

(((34)))
@ و الله يا بو صديق و يا بشة تراكم إنتاو اللي ليكم
شوق ن لامن يحشتف الروح و ليكم علينا العتبىحتى تستغيثو
منَّا بالرضا بالقاضاء وا لقدر . و مضكر كمان أعيد و أكرر
ليكم عبارتي الما قاعد يحبذا أخونا أب رويسن مقودس عامل
متل سرج العجلة المدعو / عظمة، بس كيتن عليهو كدي؛ وعارفو
طبعنهسي حا يجي ناطي يقول لي:" قوم لف بالله " ألا و هي إنكم
فعلن و بالجدو كعهدي بك دوماً " تُخجلون تواضعي". و مشتهيكم
الله براه عالم بي و شاهد على الفي القلوب ياخ طمنا عليك و أراضبك.
وين و كراعك تراها لينة جابت معاها رفع العقوبات.العاقبة إن شاء
الله لي شطب سافوتة الدونكيو ملاحقات أوكامبو بالمرة.
و كان عارفينكدي كان حرشناهم يفنشوك من
20 سنة.و العرجاء قالو لي مراحا

«« توقيع ود الحيشان التلاتة»»
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
جَمِيـــــلُ القَـوامِ ** رَدِيْءُ الثَّمَـــــرْ
وَ سَبْرُ النُّفُـوسِ *** كَصم الحجـارة
فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ* وً جلمـود صخــرْ
و كَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ* كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
و كَمْ مِّنْ فُـؤَادٍ *غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ


Post: #32
Title: Re: π π سگينة الحنينة√
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 07-02-2019, 12:04 PM
Parent: #31

π سگينة الحنينة√

السلام عليكم {اسعد الله نهاركم و مساءگم بكل خير
استراحة الخميس من واقعنا الحاضر . وهنا قصة انسانية
بحتة من نبض قاع المدينة الحي.من يقرأها لا يملها ولا
أظنه سيتوقف عن التهامها مرة واثنتان و ثلاث و رباع}.

{{{{{{35}}}}}

[} صادفت في هذا الصباح عمك ( الخير ) واحد من أعمدة الحلة قدامىمحاربيه
لمحته يتنكب الطريق ...بس ما ياهو (الخير ) البعرفو ..جيت عليهو و بعد السلام ..
.قلتا لي مالك ياعم الخير مشيتك فترانة كدا عاينلي و فِي نظرته حيرة ورجاء و إن كان
يبدي بعض التماسك .. قلتا ليه في شنو !؟ قال لي هو ( الفي ) شنو ..قول لي حاجه واحده (في) .
.أنا يا إبني عشرين سنة ما حصل وصلت بي الحالة إني أقيف عاجز عن توفير حاجات البيت و هذا
رمضان داخل علينا ......!! بتصدق ما قادر أجيب ( سكر ) بس .. خليك من أي حاجة تاني ....ولدي
( معاوية ) قاعد في السعودية دا الشهر الخامس بدون شغل و رغم دا كان برسل ليهو مصاريف قال
بسوق مرات حاجه زي (ترحال) دي..!! و منعوهم منها .. مسكين هسا لو صرف علي نفسو بكون
ماقصر .. قاعد هناك علي أمل وظيفة جديدة ..الله كريم و براك شايف أهو البنات قاعدات في البيت
.و الصغيرة ( إلهام ) دي بعد ما اشتغلت في ( زين ) وقلنا خير ..رجعو قالو ليها ما حنقدر نثبتك
تمشي وتجينا تاني .. (وعبد الرحمن) ياهو داك مع الجامعة بتصدق ما عارفوبصرف علي
نفسو من وين.. و انا بعد خدمتي دي كلها يشهد الله المعاش(قفة) ملاح ما بجيبا لي!!
المابخليني مهموم شنو الحمل تقيل و الصبر قليل ..معؤ قلة الحيلة صيق
ذات اليد صعبة يا ولدي الله لا يضوِّقا لحبيب لا قريب. اللهم آمين.

Post: #33
Title: Re: π π سگينة الحنينة√
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 07-02-2019, 12:11 PM
Parent: #32


{{{{{36}}}}}
أربكني الرجل في هذا الصباح القاتم ، و بعثر كل حساباتي و جهجه باگاتي.
قلتا ليهو تعرف ياعم ( الخير ) الحالة دي عامة. حاولتا عبثا أشعرو بأنو ميتة
الجماعةً عرس لتقل درجة الإحباط!!لكن بدا أن جرحه أعمق من أن ترش عليه
الملح ليندمل ، أو يقاومالعفن!! قال لي دا كلو مقدور عليهو يا إبني .. ما في زول
كتلو الجوع بس أنا متألم وموجوع علي أم الوليدات خالتك (سكينة ) دي! قلتا ليهو
خير مالا ...!! قال لي ليها سنة مفروض تعمل عملية الموية البيضا في عيوناو عندها
مشكلةً في القرنية..نشيل ونأجل فيها ..رغم إنو الدكتور قال : لازم وبي سرعة و إلا ح
التا حتتدهور!! ونحنا في بكره وبعد بكرة في درب المعيشة والمصاريف ...!! كل ما
اسألا أقول ليها كيف إن شاءالله احسن ....!! تخاطبني(الرقيقة) بأنها قادرة علي أن
( تنضم ) الخيت في ( الإبرة ) .....!! فهي تري ان هناك أولويات تتعلق بالأولاد
وقرايتم أهما منها كما هو حالها علي الدوام .فيطمئن قلبي قليلا ..!

# حتي جاء هذا الصباح الرباح وانكشف المستور ..تعثرت (سكينة) بالكرسي
الذي أمامها ووقعت من طولا ....نطيت أنا زي الصبي ورفعتها من الواطا ...قلتا
ليها مالك ياسكينة طمنيني ..!! لم تكن لتداري هذه المرة وتخفي الحقيقة ولعلها الخيار
الأفضل لتبرير وقوعها من سبب اخر .. واعترفت لي إنها ماكانت شايفا الكرسي كويس.!
فبكيت..(سكينة ) دي مما اتزوجتها ما بتذكر قصرت في حقي يوم أقع هي البترفعني ...!!
ولما أقوم هي البتسندني ...!! مافي زول بخففعني غيراو لا في زول بشيل همي بلاها..!!
رفيقة دربي..وحبيبة قساي..مرا عظيمة زي دي نخليها بالحالة دي لما تقع ...!!أريتني
كان وقعتا أنا ..وبكي(الخير ) من جديد..!! يقشقش في دميعاتو بي كم عراقيه .!!
و بكاني معاهو ..!! و هو يردد بحرقة و يغالب في عبرتو: كلو و لا سكينة!
كلو بس و إلا (سكينة) دي بس! و ما أعز دموع الرجال حين تنهمر!!

Post: #34
Title: Re: π π سگينة الحنينة√
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 07-08-2019, 08:54 AM
Parent: #33

{{{{{37}}}}}
[} هزمني الرجل في هذا الصباح..ورأيت الوجه البشع الآخر
لنهار قاع المدينة المتصدع ..! تركته في صمت ومضيت و ليس في
مخيلتي سوي صورة الخالة(سكينة ) أطيب نسوان الحلة وأكثرهن حنية
و بركة. و أنا وأنا أعني ما أقول: بتصدقو ( سكينة ) دي هوايتا الاساسية
هي ( الصدقة )! بالجد بكلمكم: الولية دي مما شفتها طالقاة يدها اصلن
ما بترد زول!!والعندهاما حقها..ناس الحلة بعرفو المعلومة دي .مسمينها
(سكينة الحنينة ) طبعن ، دي شهادة ربما تگون مجروحة و لكنها تبدو أكثر
مصداقية من كل تقارير عصيبة (العمم العمريكيو الملتفحف ياخدي بتخت
باقي الأكل في كيس قعدةبتعلقو في قرن شبعة قدام بيتم ليأتي يأخذه
صاحب النصيب بلا منٍّ أو أذي! فأي تحليق هذا يا امرأة !!
ومن علمك ذلك أيتها الأمية الخبيرة الگبيرة!

# صورتها لم تبارح ذهني الْيَوْمَ ...و كل ما أتذكر اصطدامها بالكرسي ،
دون أن تراه أشعر بشيء من الضيق و الألم . ولكن ما العمل ...!!؟ وكيف
التصرف ..!! والمساحات تضيق حيث لاضوء في نهاية النفق ...!! تذكرت
قصة سيدنا موسي وقد وجد نفسه في مربع لايرحم! البحر أمامه و فرعون م
ن خلفه و لا يوجد أبدا ما يدعو حتي لبصيص أمل سوى في حرم عليه مراضع
نياء العالمرن عدا ثدي أمه.. و بحسابات الدنيا فمعركته خاسرة و لا محالة لكنه
لم يستسلم أو يخور عزمه وواتصل بالسماء و رهانه معقود علي الكبير.. فنعم
المولى و نعم لنصير...و لا عاصم الْيَوْمَ الا الله (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)،
فجاءعم المدد الرباني متدفقا وردت السماء عجلي (أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانفَلَقَ). الله ..الله ....ياالله .. امتلات نفسي و روحي وعدا و رجاء فمضيت
و ليس في ذهني إلا عصا موسي أتوكؤ عليها و أهش بها ذبلاب
جلدي؛ و نصب عيني (عيون سكينة ) ، آملاً في علاجها.