لماذا فشل الاخوان المسلمين في إدارة الدولة السودانية ؟؟

لماذا فشل الاخوان المسلمين في إدارة الدولة السودانية ؟؟


12-25-2018, 10:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1545729953&rn=0


Post: #1
Title: لماذا فشل الاخوان المسلمين في إدارة الدولة السودانية ؟؟
Author: عماد سويكت
Date: 12-25-2018, 10:25 AM

09:25 AM December, 25 2018

سودانيز اون لاين
عماد سويكت-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

بقلم عبدالفتاح المك :

تعرفنا على الاخوان المسلمين وفكرهم في سبعينيات القرن الماضي بمدرسة عطبرة الحكومية. وقد حضر إلينا الإخوان امين حسن عمر ومعه آخر لا أذكر اسمه وتم الاجتماع في مسجد الداخلية مساء. وكان مبتدأ كلامهم اننا ندعوكم إلى مأدبة الله وهي القرآن الكريم ولأول مرة اسمع كلمة مأدبة في غير ما نعرفه من موائد. وفي أثناء حديثهم ذكروا الآية التي تدعوا أن تكون منكم جماعة تدعو إلى المعروف وتنهي عن المنكر وأنهم هم هؤلاء الجماعة. وذكروا انهم اجتمعوا بنا ليلا خوفا من متابعة الأمن لهم وهم لا يدرون ايذهبون إلى السجن ام الى منازلهم. وبما أننا في هذه السن الصغيرة تستهوينا البطولة التي رأيناها في هذين الشخصين تم تجنيد عدد مقدر من الزملاء وصرنا نسمع عن حسن البنا وسيد قطب وكتابه في ظلال القرآن بل اطلعنا على ادبياتهم.
انتقلنا إلى جامعة الخرطوم حيث هناك قدر واسع من الحرية والأفكار الكثيرة المتصارعة مثل الجمهوريين والشيوعيين والبعثيين وأنصار السنة وغيرها. ولكن جماعة الإخوان المسلمين كانت الأكثر تنظيما والاقدر على مخاطبة الوجدان ولها كوادر خطابية مميزة مثل التجاني عبدالقادر وأمين بناني وابن عمر محمد أحمد و محمد محي الدين الجميعابي وغيرهم كثر. وبالرغم من عدم التزامنا دينيا إلا أننا نصوت لهم في انتخابات الاتحاد باعتبارهم هم الأقدر على توفير الخدمات والرجولة في الموقف واذكر قصة عرضية اننا حين كنا في سنة البرالما توفي أحد زملائنا وأهله من قرية فارس بالقرب من سنار وبعد تجهيز اللوري للسفر كان في معيتنا الأخ موسى محمد كرامة وزير الصناعة الحالي ممثلا للجبهة القومية وكان يكبرنا سنا وهو في الصف الثالث واكثرنا فداحة وهو من تحدث باسمنا أمام أهل المتوفى. لم يرافقنا اي شخص من التنظيمات التي تعج بها الجامعة ولذلك كما ذكرت نصوت للاتجاه الإسلامي.
عاليه هي تجربتي الشخصية مع الاخوان المسلمين وحين استيلاؤهم على السلطة تفاءلنا خيرا مما عرفناه منهم خارج السلطة. إذن لماذا فشلوا في إدارة الدولة؟ ارتكب جماعة الإخوان المسلمين خمسة أخطاء قاتلة وبدأت آثارها التراكمية تنخر في جسد الاقتصاد السوداني إلى أن وصل إلى ما نراه الآن من تدهور في مناشط الحياه وهي (1) السياسة الخارجية (2) سياسة التمكين (3) سياسة التجنيب (4) الحروب (5) ترهل الدولة.
وسوف اتناول هذه الأخطاء بشئ من التفصيل في ما يلي.

Post: #2
Title: لماذا فشل الاخوان المسلمين في إدارة الدولة السودانية ؟؟
Author: عماد سويكت
Date: 12-25-2018, 10:27 AM
Parent: #1

1- السياسة الخارجية
لم يعلن قادة الانقلاب حين استيلائهم على السلطة عن هويتهم الإخوانية وسموها ثورة الإنقاذ تحت فقه التقية وحصلوا على الاعتراف بهم من قبل دول الإقليم مثل مصر والسعودية وغيرها ولكن لم يمكثوا كثيرا حتى فاجأ صدام حسين العالم باحتلال الكويت وهنا تمايزت الصفوف وانحازت حكومة السودان إلى جانب العراق بالرغم انه هو المعتدي ونسوا كل الأعمال الجليلة التي قامت بها الكويت لمساعدة السودان وأطلقوا إعلامهم لسب دول الخليج و حلفائهم التي يسموها دول الاستكبار العالمي واظنكم تذكرون خطب في يونس محمود في هذا الشأن.
من مبادئ الإخوان المسلمين هي عدم اعترافهم بالدولة القطرية واعتبروا أن الحدود الدولية هي فكرة استعمارية لتفريق المسلمين وعليه فتحوا حدود السودان لكل من هب ودب باعتبارها دار اسلام وجذبوا إليهم كل من يدعي انه يحارب دولته الكافرة وحتى أصحاب الجرائم والملاحقين دوليا مثل كارلوس والخليفي وغيرهم.
أسسوا ما يسمى بالمؤتمر العربي الإسلامي وصار زعيمهم رئيسا له واستقطبوا له كل المارقين على دولهم بدعوى نصرة المستضعفين في الأرض وارسلوا كتائبهم إلى إثيوبيا وإريتريا وأفغانستان والبوسنة والهرسك مع التمويل المقتطع من أفواه الشعب السوداني الفقير اصلا.
لم يكتفوا بالصراع الإقليمي بل امتد بصرهم إلى الصراع مع دول الغرب التي يسموها دول الاستكبار العالمي ورفعوا شعار يا امريكا ليك تسلحنا وأمريكا وروسيا دنا عذابها.
لم يسكت العالم الخارجي على كل هذه التخبطات وخاصة حين محاولة اغتيال حسني مبارك فشعروا بالخطر القادم من هذا النظام فبدأت الإدانات تتري من مجلس الأمن والمنظمات الدولية وحتى الأعمال العسكرية من ضرب مصنع الشفأء ومجمع اليرموك الصناعي واتهام رئيسه بارتكاب جرائم حرب وملاحقة من المحكمة الجنائية الدولية ووضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وتوقيف المعاملات المالية بين السودان وبقية دول العالم.
الاقتصاد السوداني تحت هذه الظروف مع الأثر التراكمي لهذه المقاطعة لا بد له أن ينهار

Post: #3
Title: لماذا فشل الاخوان المسلمين في إدارة الدولة السودانية ؟؟
Author: عماد سويكت
Date: 12-25-2018, 10:28 AM
Parent: #1

ذكرنا في مقالنا السابق أن الجبهة القومية أو الاتجاه الإسلامي أو الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني هي كلها مسميات للإخوان المسلمين قد ارتكبت أخطاء فادحة أدت إلى ماوصلنا إليه من سوء الحال وذكرنا سياستهم الخارجية وما جرته علينا من أهوال والآن نتعرض إلى سياسة التمكين 2- سياسة التمكين تاصيلا لفكرة التمكين من القرآن لجؤوا إلى تفسير الآيات القرآنية ( الذين ان مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة) ( خير من استاجرت القوى الأمين) وهذه الصفات لا تنطبق إلا على جماعتهم ( الإخوان المسلمين) وبهذا الفهم سلطوا على الخدمة المدنية والعسكرية ما يعرف بالاحالة للصالح العام وإحلال جماعتهم مكان من تم فصلهم بالرغم من عدم الخبرة والدربة في الوظائف التي تقلدوها وبعيدا عن تعاليم الإسلام التي تقول كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه فتشردت آلاف الأسر بعد فقد عائلهم لوظيفته و بعيدا عن العدل الذي سمي الله سبحانه وتعالى به. وقد ذكر لي واحد من قياداتهم أن من أكبر الأخطاء التي ارتكبناها في حق الشعب السوداني سياسة التمكين. فماذا يضيرنا إذا كان الطبيب أو المهندس أو المحاسب أو حتى الخفير شيوعيا أو علمانيا طالما يؤدي عمله بكفاءة واقتدار. ودب الرعب في موظفي الخدمة المدنية والعسكرية وصار كل واحد يشك في زملائه حتى أنهم اضطروا لتربية اللحى وأطلق عليها العامة دعني اعيش وانطبق عليهم قول المتنبي وصرت اشك في من اسطفيه لعلمي انه بعض الأنام ولما لم تكفي الخدمة المدنية والعسكرية عن استيعاب كل كوادرهم لجؤوا لإنشاء أجسام موازية للوزارت والمؤسسات الحكومية القائمة مع امتيازات تفوق ما هو موجود في الوزارة الأم مثل الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وقوات الدعم السريع والتصنيع الحربي وغيرها وفي الشق المدني النهضة الزراعية وشركة جياد بشركاتها المتعددة بالرغم من عدم جدواها الاقتصادية والعديد من الشركات الحكومية ذات الميزات الخاصة واعفائها من الرسوم الجمركية والضرائب مثل منظمة الشهيد وسند الخيرية وغيرها. محصلة التمكين انهيار الخدمة المدنية والعسكرية لأن من تولوا الأمر لم يكونوا ذو خبرة ولم يكونوا أمناء ولا أقوياء. والظلم ظلمات يوم القيامة