تضاريس...

تضاريس...


11-22-2015, 04:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1448206093&rn=0


Post: #1
Title: تضاريس...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-22-2015, 04:28 PM

03:28 PM Nov, 22 2015

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

تـضـاريــــس




تضاريسُ الرُّوح (شهوةُ الخلاص)



...


استبدّ بالرُّوحِ، وطهمْ القلبَ: شجنٌ بَكاءْ.


فما نفعُ التكدُّسِ، دعي يدَّ ضحكتي واصرخي بالعراءْ.




تضاريسُ اليقين (شرنقةُ السرد)



أغمِدْ عينيكَ، تلقى ربيعُكَ جامحا، والأشياءُ دائرةً، وأنتَ تحصيها..


الخيالُ نقطةٌ في الخضمِ، والمنطقُ ينغلقُ عند حدِّ المقدرةِ،


بين مسافاتِ الخالِقِ والصفاءِ،


لما يغمرُ الضوءُ عينيك، ويبللُّ براحاتَكَ الضجيجُ.



لتتوغلَ في الظنِّ، فالظنُُّ دربٌ ليقينٍ موقوتٍ بالأسئلةِ المُدببةِ..


فظنٌّ، فيقينٌ، فيقينٌ، فظنٌّ، فظنٌّ، فيقينٌ، فيقينٌ، فظنٌّ، فظنٌّ، فظنيقين...


لتقرعنا الدوائرُ، تمتطينا فزاعاتُ الشكِّ، حتى نغدو مُعلقين بسُلطةِ الهباءِ..


.


.


.


"رجتِ الجُزئياتَ جاذبيةٌ ورتبتها حتى افتقادِ التواصُلِِ، فنقطةُ الإله.. تليها نقطةٌ، فنقطةٌ، فنقطةٌ،


ف


ن


ق


ط


ة


حتى يرثُّ أرواحنا وما نظنّ..


.


.


.


.


ثمة مُدبرٌ يفضي كُلُّ شيءٍ إليه"..





تضاريسُ الجسد والفناء (شفةُ النحيب)




1/



كما تهلعُ من رداءٍ كئيبٍ تُخبئهُ العتمةُ، تحملُ حيناً من الشجنِ شفقٍ مُريبْ،


تُطفرُ عيناكَ شمعاً، ويغشاكَ سهوُ الحريقِ،


على مركبِ العُريِّ، يحكُّ جسدُكَ صاخِبَ الشبقِ، لينتفضَ من سِلالِ العُمرِ الرديءِ..


ثم ها أنتَ، أيها المارِقُ من مدارِ العطّنِ، تنفَحُ أوجَ الشبيهِ الغِناءْ.


.


.



2/



في عجلةٍ، يلهبُ بعجلاتِ دابتِهِ: ظهرَ الإسفلتِ.. ويلقاكَ،


مارِقاً من سطوةِ التلفتِ، إلى مطباتِ الوجودِ..


فيُلطِفُ دمُكَ اشتعالَ الأرضِ، ويتبعُ وجوهَ العابِرينَ إلى قيامتِهم..



تجاوزتُ صرخةً علقتْها بأُذنِ الرِّيحِ البنتُ التي أشبعتَ شفتَها المُكتنزةَ بآخِرِ نظرةٍ بلهاءْ،


لتدورَ كُراتُ الجمرِ، يدويّ الدّوارُ، وتنشقُّ الأرضُ..


يدسَّ الأنبياءُ: شرنقةَ الذكرياتْ/


كُلَّ الهفواتِ، والدّمَ الحبيسْ.


الآنُ..


هاجِعاً برِمسِكَ..


تتنفسُ ما أوتيتَ من الغِبارِ والصمتْ.




تضاريسُ القبر و القيامة (شُرفةُ البدء)



أرى زهراً يؤانسُ وحشتي في القبرِ..


يدعكُّ قلبي المختولْ، يمنحني أريجَ الصمتِ.


أرى ثمراً وأُغنيةً ومشكاةً، تُحومُ فوق الشفةِ العطشى،


وتلكزُني...


أحلُّ النزقَ، تنبثقُ المفازاتُ المُزركشةُ..


فأغدو للندى منذور،


وبالأصقاعِ قد قُصِمتْ سماءُ الغابِ، وانطبقتْ سماءُ اللهِ، وانشقتْ أرضُهُ العُليا..


أراني شاخِصاً أرنو إلى الجبارِ، في عليائهِ..


أدنو..


ويرفعُني بهارُ الغيُّ..


أُلقي سحنتي للضوءِ،


.


.


يا اللهُ، يا اللهُ..



ملاكٌ قدَّ عينَ الزّهوِ،


وانتفختْ مواراتي..



أراني فوق الجمرِ مِثل الجمرِ،


أزرعُ في فضاءِ اللهبِ ولولةً وإذعاناً،


وإذعاناً وولولةً،


أراني يابِساً .... أخضر،


وملءُ براحي النّارُ،


ودربٌ ردّ أنفاسي إلى البّلورِ


فانكبتْ غِشاواتي..


.


.


أراني أخضراً ... أخضر..



27/2/2008م