مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان

مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان


09-14-2006, 12:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=403&msg=1240555114&rn=1


Post: #1
Title: مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان
Author: مجاهد عبدالله
Date: 09-14-2006, 12:40 PM
Parent: #0

مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان/ مجاهد عبدالله


بعد حضوره الجلسة الصباحية والتي بدأت كعادت كل جلسات المجلس الوطني الروتينية الشكل واﻷشكال والكل أتى ليعلم اﻵخر أنه موجود وحادب على شغَل مقعده الوثير دلف اﻷستاذ ياسر عرمان رئيس اللجنة اﻷعلامية بالمجلس الى مكتب رئيس المجلس الوطني والذي يحتمل ان يكون منشغلاً باداء صلاة الضحي في ذلك التوقيت ودخل عليه ليس لتناول وجبة اﻻفطار او احتساء القهوة (*) ولكن ضاق صدر رئيس اللجنة اﻻعلامية ذرعاً بسيل الشكاوي والذي ينهمر عليه من كل صوب صحافة وصحفيين ووكاﻻت انباء محلية وعالمية والكل يتقدم بشكواه عن ممارسات جهاز اﻻمن والقمع الذي يقوم به تجاه حرية الصحافة والنشر وبعد أن ملّ سياسة اﻻدانة والشجب الذي يقوم به على صدور الصحف فقد كانت لهجته هذه المرة اكثر عنفاً ذلك عندما لوّح باستقالته من الحكومة نتيجة اﻻنتهاكات المتكررة لحقل اﻻعلام . واﻻستاذ اعلاه الناطق الرسمي للحركة الشعبية والجيش الشعبي الفصيل اﻻصيل المشارك في حكم السودان مع صنوه المؤتمر الوطني (الحركة اﻻسلامية) والفصيل المؤسس لدستور الفترة اﻻنتقالية ورئيس اللجنة اﻻعلامية صعُب عليه الوضع اﻻعلامي آخيراً وبات يندد باستقالتة وهل باﻻعلام وحده يحيا اﻻنسان ؟ وهل كبت تصريح صحفي جرمٌ كبير امام موت شعب ؟ . كل يوم يمرّ على السودان يموت أُناسٌ باسباب مختلفة فما زالت اﻻمراض الفتاكة تواصل حصدها ﻻصحاب الدخل المحدود والحوادث المرورية تتلذذ يومياً برؤية اﻻشلاء المتناثرة على الطرق والصراع القبلي والذي تغذيه الدولة يتنامى بالليل والنهار ومواطني الجنوب مازالوا في انتظار حصتهم من القسمة الضيزي والجبهة الشرقية تواصل النزيف ومواطني الحماداب لعنّوا حظهم العاثر وهم يصارعون الوحش اﻷنقاذي لوحدهم اما اهلنا في دارفور فقد سلمّوا آمرهم للمجتمع الدولي وهم في انتظار المارينز ﻻنتشالهم من حكومة الفترة اﻻنتقالية مع العلم أن كل هذه اﻷزمات ليست وليدة اليوم وبعد كل هذا يخرج اﻻستاذ المفدى ملوحاً باﻻستقالة واين هذا التلويح من بحر كل هذه اﻷزمات والتي تستحق التمرد والدخول للغابة والصحراء . ونعلم أن المصدات الكبيرة والتي اعدتها الحركة اﻻسلامية لكبح انفاذ دستور الفترة اﻻنتقالية بانت في الظهور منذ توقيع اتفاق نيفاشا ويبدو أن فقد الحركة للزعيم د.جون قرنق أبطىء وافشل معظم بنود اﻻتفاقية حتى جاء اليوم الذي يلوح فيه ساعده اﻻيمن والناطق باسمه في يوماً ما باستقالته في وجه المؤتمر الوطني وهو الذي سبق وصك اذاننا بهدير المدافع والرصاص ومبشراً من اذاعة الجيش الشعبي بتحرير المدن . واللافت للنظر أن سياسة الاٍستئناس والتي يقوم بها المؤتمر الوطني قد أتت اكلها وها هي المؤشرات قد بدات في الظهور فبعد ثباتٍ عميق للحركة الشعبية وغض الطرف عن كل ممارسات المؤتمر الوطني تجاه الشعب السوداني يلوح آحد اعضاء الحركة الشعبية بتهديد باهت للحكومة . وهذه اﻻستقالة ﻻ نحتاجها اليوم ﻻنها ﻻ يمكن أن تعيد اي يوم اسود مرّ على هذا الشعب وﻻ روح عزيزة فقدها اهلها وﻻخطر قادم يمكن ايقافه . الحركة الشعبية ومنذ بداية شراكتها مع حكومة اﻻنقاذ لم تهتم بالممارسات القمعية لهذا النظام وغضت الطرف عن كثير من اﻻنتهاكات وهي خروقات دستورية يميزها الجاهل والمتعلم ولكن يبدو أن الحياة قد تلونت لقيادة الحركه واستكانوا للنوم في مقاعد اﻻنقاذ الوثيرة وذهبت قضايا السودان ادراج الرياح وهي الحركة والتي نادت نفسها بحركة تحرير السودان والتي كان الشعب يعوّل عليها كثيراً واكثر من اي تنظيم داخل السودان وذلك لرد المظالم ورفع سياسة القهر وبسط القانون وانفاذ الدستور ولكن يبدو أن ﻻ حياة لمن تنادي . أن التلويح بالاستقالة لهدر حرية اﻻعلام هو تجاهل متعمد لجذور اﻻزمة المتقيحة والتي تحتاج ﻻفعال ﻻ اقوال فما زال اصحاب مجازر الصالح العام يصطفون في انتظار رد مظالمهم ومازالت قوانين الطواري جاثمة على صدر الشعب بينما ظل الدستور يراوح مكانه ويبدو أن ثقافة الحرية ﻻزالت بعيدة حتى اﻻن عن اذهان النظام ونسبة العطالة في ارتفاع بالرغم من تقارير النمو المغشوشة والمباني الحكومية تئن من السرقات وتتهاوى في رؤوس أﻻبرياء والمستشفيات اصبحت مزدحمة بالجثث واصحاب الامراض المستوطنة والميئوس من علاجها وفوق هذا كله يواصل النظام في ترقيع أزماته المتفجرة وله الحق في ذلك ونحن نرى آحد حماة الدستور يخرج علينا بتلويح انيق بالاستقالة وانطبق المثل القائل ( جيتك يا عبد المعين تعيني لقيتل يا عبد المعين تتعان ) والخوف من أن تسلك الحركة الشعبية مسلك شريك التفاهم المؤتمر الشعبي وتغدو من المتفرجين بعد الخروج من السلطة


(*) من الوحي الخاص(*)


Post: #2
Title: Re: مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان
Author: حسين يوسف احمد
Date: 09-14-2006, 01:37 PM


الأخ الأستاذ ، مجاهد عبد الله ..
التحايا والود ..

Quote: وانطبق المثل القائل ( جيتك يا عبد المعين تعيني لقيتل يا عبد المعين تتعان ) والخوف من أن تسلك الحركة الشعبية مسلك شريك التفاهم المؤتمر الشعبي وتغدو من المتفرجين بعد الخروج من السلطة


والمثل بقـول التركـي ولا المتـورك !!!

هـل تتـذكـر تصـريحـات السـر عـرمـان هـذا و المدعو الدرديري محمد أحمد
في المؤتمر الصحفي للمفوضية القومية للمراجعة الدستورية
حين عقدا ذاك المؤتمرً الصحفيً !!؟؟
لا بأس أن أذكـرك بمـا قاله عـرمـان فـي ذاك المؤتمر :

(أن هنالك اتجاه قوي داخل المفوضية ، بأن تكون مشروعية العمل السياسي والترشيح للانتخابات ، مستمدة من الاعتراف بالاتفاقية وبالدستور ، كأساس لممارسة العمل السياسي في البلاد .
وإن أي جهة لا تعترف بالدستور ، وباتفاقية السلام يصعب عليها ممارسة النشاط السياسي .. وإن عدم الاعتراف بالاتفاقية والدستور يعني الرغبة في الرجوع للحرب ؟! .)

وفي رده على سؤال حول إمكانية أن يجاز الدستور بواسطة الشعب ؟

أجاب : هنالك نص واضح جداً في الاتفاقية يقول بأن تتم الاجازة بواسطة المجلس الوطني ، ومجلس الحركة ؟!
وأضاف : أن هنالك مصدرين أساسيين لهذه المسودة ، هما دستور 1998 وإتفاقية السلام !!

التصريحات أعلاه تكشف مجدداً أوهام التحول الديمقراطي الذي يمكن أن تفضي اليه الاتفاقية الثنائية ، وتؤكد الطبيعة والعقلية الشمولية المتأصلة في النظام وشركاؤه الجدد.
كيف لا ؟
وحرية النشاط السياسي للأحزاب وحقها في خوض الانتخابات تتوقف على موافقتها على اتفاقيات ودستور المؤتمر والحركة الشعبية ؟!
إنهما بذلك يلغيان الحق المشروع في الاختلاف عن رؤاهما .

الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني يمارسان بذلك وصاية على الشعب ويلغيان وجوده وإرادته .
إذ ليس الشعب هو صاحب الحق في إجازة أو عدم إجازة الدستور بل مجلس الحركة ، والمجلس الوطني – وحتى هذين المجلسين لم يكن مسموحاً لهما سوى اجازة الاتفاقية أو وضع البصمة عليها .
اعتبار دستور 1998 ، واتفاقية (السلام) هما مصادر تأسيس الدستور ، هذا الاعتبار يتجاهل تاريخ الفقه الدستوري ، وحق الآخر – غير الإنقاذ / والحركة – في صياغة دستور كل السودان والذي لا يتطابق بالضرورة مع فقه الإنقاذ أو الحركة الدستوري منفصلتان أو متحدتان .

تصريحات النظام وشركاؤه الجدد ، تتعالى على وعي الحركة السياسية السودانية وتستخف به عندما تشير إلى (أن المفوضية ليست هي المحطة الأخيرة ، وأن هناك محطات أخرى من ضمنها الحكومة القومية ، المفوضيات المختلفة ، وأن أكبر المحطات هي الانتخابات العامة والتداول السلمي للسلطة ) !! .

وتعليقنا هنا لا يهتم كثيراً بموضوع المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة القومية أو المفوضيات المختلفة أو الانتخابات العامة..
ليس لأن تلك الموضوعات قد حسمتها تصريحات ممثلي الشراكة الجديدة التي جعلتها وقفاً على المؤيدين للاتفاقية والدستور فقط ..
بل ولأن بعض القوى - -حزب البعث العربي الاشتراكي مثلاً – لم تكن يوماً ممن يقفون على رصيف محطات الإنقاذ.
بل وحدد موقفه بوضوح من مسألة المشاركة في دستور أو حكومة الوحدة الوطنية بتوفر الحريات العامة وفي مقدمتها حرية العمل السياسي وإلغاء حالة الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات وإطلاق سراح المعتقلين وحرية الحركة النقابية والصحافة ..الخ
وبخروج القوات متعددة الجنسيات التي تنتشر كالسرطان في أرض السودان بمسميات مراقبة وقف إطلاق النار وغيرها..
لكن الذي يستدعي التعليق هو ( محطة ) التداول السلمي للسلطة ..
ذلك أن التداول السلمي للسلطة والاحتكام إلى قواعد الممارسة الديمقراطية ونبذ العنف أو التنكر لتقاليد الممارسة الديمقراطية هو المفهوم الذي ظلت تناضل من أجله القوى القوى الديمقراطية وتحدده إرادة شعب السودان بمختلف أحزابه ومنظماته الأهلية وليس فرمانات أو قرارات الحركة والمؤتمر الوطني فحسب ..
إنه برنامج تناضل تحت راياته كل القوى الوطنية والديمقراطية معاً كل حسب إيمانه واستعداده وعطائه وليس وقفاً على رؤى او إجراءات أو قوانين الشركاء الجدد لأنه خيار هذه القوى الديمقراطية كنقيض لخيار قوى التصعيد والتصعيد المضاد – خصوم الأمس / شركاء الساعة .
إن مشروعية العمل السياسي ليست منحة نظام الشراكة الجديد للحركة السياسية في قطرنا .
أو منحة من المدعو عرمان ..
ولا يستطيع الشركاء الجدد حجب تلك المشروعية ..
نعم باستطاعتهما ممارسة مختلف أنواع القمع والعسف اضافة الى ماهو قائم بحق المعارضين ، ولكن يستحيل عليهما أن يجتثوها أو أن يوقفوا مسيرة قوى الديمقراطية ، والأشرف للنظام الجديد أن يكشر أنيابه في وجه من فتح أمامهم الباب لاستباحة حرمة التراب الوطني بمختلف قواتهم ومنظماتهم وأجهزتهم التي تتمادى يومياً في الانتقاص من السيادة الوطنية لشعب السودان .
إن مشروعية العمل السياسي لا ترتبط برضاء أو عدم رضاء الشركاء الجدد بقدر ما ترتبط بقدرة الفعاليات السياسية المختلفة على التعبير عن معاناة جماهير شعبنا وحضورها الفاعل وسط هذه الجماهير وعبقريتها في صياغة البرنامج البديل للأزمة الوطنية الشاملة التي يعاني منها شعبنا ، وذلك بالاعتماد على الشعب وحده صاحب المصلحة والارادة في التغيير .

أما حديث المدعو عرمان عن الاستقالة ..
فهو حديث مردود ويعبر عن هشاشة الاتفاق نفسه ودليل على أنها ليست اتفاقات سلام شاملة وعادلة ونهائية وأنها لا تعدو كونها هدنة مؤقتة تطول أو تقصر عن سنوات الانتقال الست .

شعبنا وقواه السياسية التي لم تشارك في صياغة أو ابرام الاتفاقية يمتلك الارادة والحق في أن يرفض الاتفاقات أو يقبلها .
ورفضه للاتفاقات بكل ما ترتب عليها من انتهاك للاستقلال والسيادة الوطنية ، وبكل ما تنذر به من احتمالات تفتيت السودان ليس شمالاً وجنوباً فقط بل شرقاً وغرباً ، لم يكن يوماً مسؤولاً عن اشعال الحرب أو تصعيدها وليس له مصلحة فيها ، إنما ترتبط مصالحه بالسلام الشامل والعادل والدائم ..
المطلوب من الذين يتظاهرون بدفاعهم عن الحريات ، الكف عن المحاولات البائسة اليائسة في خداع جماهير شعبنا ..

والمسؤولية الوطنية التي كان مخاضها الأحزاب الوطنية تفرض على مولودها هزيمة محاولات وأدها ببناء جبهة معارضة وطنية ديمقراطية سلمية وحدوية تتصدى لمهمة اسقاط حكومة الجبهة التي يدافع عنها المدعو عرمان ويرفض اسقاطها..

مـع التقـديـر ...