|
مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان
|
مفهوم اﻻستقالة لدي ياسر عرمان/ مجاهد عبدالله
بعد حضوره الجلسة الصباحية والتي بدأت كعادت كل جلسات المجلس الوطني الروتينية الشكل واﻷشكال والكل أتى ليعلم اﻵخر أنه موجود وحادب على شغَل مقعده الوثير دلف اﻷستاذ ياسر عرمان رئيس اللجنة اﻷعلامية بالمجلس الى مكتب رئيس المجلس الوطني والذي يحتمل ان يكون منشغلاً باداء صلاة الضحي في ذلك التوقيت ودخل عليه ليس لتناول وجبة اﻻفطار او احتساء القهوة (*) ولكن ضاق صدر رئيس اللجنة اﻻعلامية ذرعاً بسيل الشكاوي والذي ينهمر عليه من كل صوب صحافة وصحفيين ووكاﻻت انباء محلية وعالمية والكل يتقدم بشكواه عن ممارسات جهاز اﻻمن والقمع الذي يقوم به تجاه حرية الصحافة والنشر وبعد أن ملّ سياسة اﻻدانة والشجب الذي يقوم به على صدور الصحف فقد كانت لهجته هذه المرة اكثر عنفاً ذلك عندما لوّح باستقالته من الحكومة نتيجة اﻻنتهاكات المتكررة لحقل اﻻعلام . واﻻستاذ اعلاه الناطق الرسمي للحركة الشعبية والجيش الشعبي الفصيل اﻻصيل المشارك في حكم السودان مع صنوه المؤتمر الوطني (الحركة اﻻسلامية) والفصيل المؤسس لدستور الفترة اﻻنتقالية ورئيس اللجنة اﻻعلامية صعُب عليه الوضع اﻻعلامي آخيراً وبات يندد باستقالتة وهل باﻻعلام وحده يحيا اﻻنسان ؟ وهل كبت تصريح صحفي جرمٌ كبير امام موت شعب ؟ . كل يوم يمرّ على السودان يموت أُناسٌ باسباب مختلفة فما زالت اﻻمراض الفتاكة تواصل حصدها ﻻصحاب الدخل المحدود والحوادث المرورية تتلذذ يومياً برؤية اﻻشلاء المتناثرة على الطرق والصراع القبلي والذي تغذيه الدولة يتنامى بالليل والنهار ومواطني الجنوب مازالوا في انتظار حصتهم من القسمة الضيزي والجبهة الشرقية تواصل النزيف ومواطني الحماداب لعنّوا حظهم العاثر وهم يصارعون الوحش اﻷنقاذي لوحدهم اما اهلنا في دارفور فقد سلمّوا آمرهم للمجتمع الدولي وهم في انتظار المارينز ﻻنتشالهم من حكومة الفترة اﻻنتقالية مع العلم أن كل هذه اﻷزمات ليست وليدة اليوم وبعد كل هذا يخرج اﻻستاذ المفدى ملوحاً باﻻستقالة واين هذا التلويح من بحر كل هذه اﻷزمات والتي تستحق التمرد والدخول للغابة والصحراء . ونعلم أن المصدات الكبيرة والتي اعدتها الحركة اﻻسلامية لكبح انفاذ دستور الفترة اﻻنتقالية بانت في الظهور منذ توقيع اتفاق نيفاشا ويبدو أن فقد الحركة للزعيم د.جون قرنق أبطىء وافشل معظم بنود اﻻتفاقية حتى جاء اليوم الذي يلوح فيه ساعده اﻻيمن والناطق باسمه في يوماً ما باستقالته في وجه المؤتمر الوطني وهو الذي سبق وصك اذاننا بهدير المدافع والرصاص ومبشراً من اذاعة الجيش الشعبي بتحرير المدن . واللافت للنظر أن سياسة الاٍستئناس والتي يقوم بها المؤتمر الوطني قد أتت اكلها وها هي المؤشرات قد بدات في الظهور فبعد ثباتٍ عميق للحركة الشعبية وغض الطرف عن كل ممارسات المؤتمر الوطني تجاه الشعب السوداني يلوح آحد اعضاء الحركة الشعبية بتهديد باهت للحكومة . وهذه اﻻستقالة ﻻ نحتاجها اليوم ﻻنها ﻻ يمكن أن تعيد اي يوم اسود مرّ على هذا الشعب وﻻ روح عزيزة فقدها اهلها وﻻخطر قادم يمكن ايقافه . الحركة الشعبية ومنذ بداية شراكتها مع حكومة اﻻنقاذ لم تهتم بالممارسات القمعية لهذا النظام وغضت الطرف عن كثير من اﻻنتهاكات وهي خروقات دستورية يميزها الجاهل والمتعلم ولكن يبدو أن الحياة قد تلونت لقيادة الحركه واستكانوا للنوم في مقاعد اﻻنقاذ الوثيرة وذهبت قضايا السودان ادراج الرياح وهي الحركة والتي نادت نفسها بحركة تحرير السودان والتي كان الشعب يعوّل عليها كثيراً واكثر من اي تنظيم داخل السودان وذلك لرد المظالم ورفع سياسة القهر وبسط القانون وانفاذ الدستور ولكن يبدو أن ﻻ حياة لمن تنادي . أن التلويح بالاستقالة لهدر حرية اﻻعلام هو تجاهل متعمد لجذور اﻻزمة المتقيحة والتي تحتاج ﻻفعال ﻻ اقوال فما زال اصحاب مجازر الصالح العام يصطفون في انتظار رد مظالمهم ومازالت قوانين الطواري جاثمة على صدر الشعب بينما ظل الدستور يراوح مكانه ويبدو أن ثقافة الحرية ﻻزالت بعيدة حتى اﻻن عن اذهان النظام ونسبة العطالة في ارتفاع بالرغم من تقارير النمو المغشوشة والمباني الحكومية تئن من السرقات وتتهاوى في رؤوس أﻻبرياء والمستشفيات اصبحت مزدحمة بالجثث واصحاب الامراض المستوطنة والميئوس من علاجها وفوق هذا كله يواصل النظام في ترقيع أزماته المتفجرة وله الحق في ذلك ونحن نرى آحد حماة الدستور يخرج علينا بتلويح انيق بالاستقالة وانطبق المثل القائل ( جيتك يا عبد المعين تعيني لقيتل يا عبد المعين تتعان ) والخوف من أن تسلك الحركة الشعبية مسلك شريك التفاهم المؤتمر الشعبي وتغدو من المتفرجين بعد الخروج من السلطة
(*) من الوحي الخاص(*)
|
|
|
|
|
|