Author: Saeed Mohammed Adnan
|
هذه قضية من القضايا الهامة جداً وتم إهمالها وأيضاً (عنوةً) كما ذكر البيان إن الاهتمام بقضايا البادية هي الاهتمام بقضايا أحد أهم ارتكازات الاقتصاد السوداني الحقيقي والمستدام، وفيها حلول لمشكلة الحواكير التي لها الدور الأكبر في هشاشة الهامش والتي تم استغلالها لسوم الشعوب استغلالها وأدى أيضاً إلى الحروب القبلية التي تمخضت عن ميلاد المليشيات الإسترقاقية وأدت إلى تمزق البلاد. وهي مدعاة لطمع التدخلات الأجنبية والغزو النازح، كما وعشوائية البادية لا تساعد في استيطان القبائل وتلاحمها في هوية سودانية موحدة كاد استغيابها يؤدى إلى ضياع دولتنا أمام عينينا كما شهدنا قرب المآل في ثورتنا الفتية الحالية. إن البادية جزءٌ ضخم من اللحمة السودانية، وآن الأوان لأستيعاب تطويرها والعمل العلمي الجاد على بنائها وتأمينها فوراً بكل ما تستحق من دراساتٍ وتمويل حتى تلحق على الأقل برصيفاتها عصب الإقتصاد في دول العالم خاصة الدول الغربية التي ينبني اقتصادها على الزراعة والمراعي والانتاج الحيواني عامةً، بطريقة يكون هيكل بنائها مدروس في الهيكل الاجتماعي الذي يفيد ويفاد بها، فالثروة الزراعية والثروة الحيوانية ليس هناك اعظم منهما، ولكنهما بالمثل يحتاجان لتمويل طائل وانتظامٍ ثابت، ولكنهما عصبة قوية في قاموس الاقتصاد يسهل بها اكتساب التمويل ورفع مقام الدولة. عندها يمكن أن نتأمّل في كيف نحقق أن يكون السودان مسلة غذاء العالم، وأنه سيكون مساهمٌ مؤثرٌّ جداً في تحرير الشعوب من رق لقمة العيش. |