Author: Saeed Mohammed Adnan
|
إنني أعجب من نداء السودان هذا والذي يؤمه السيد الصادق المهدي... لقد كتبت قبلاً كلاماً واضحاً حول خلاف الناس مع مواقف حزب الأمة (وبالأجدى الأحزاب الطائفية كلها)، أنها جميعاً أسيرة لعقيدة التسييس الديني. ينكرونها لفظاً ويعتنقونها فكراً. إن التسييس الديني انحراف بالعقيدة التي أنزلها الله تعالى للبشر بغرض إحقاق الحق، ألا وهو التسليم له تعالى والقبول بالحق وهو العدالة والأمانة، أما السياسة وهي التصرف القانوني في ما هو مباح، فيأتي من تصرف الفرد بضميره، وتصرف الجماعة بالقانون الذي تتعاقد عليه، وذلك ليس معنى العقيدة. البند 9 في بنود بيان نداء السودان يوضح "نحن ضد الإقصاء" ويحددون أن الإسلاميين الذين خرجوا من النظام وانتظموا في صفوف الثورة لا يصح إقصاؤهم. وأسموهم ب "الإسلاميين"، أي اعترفوا لهم بتوجههم الإسلامي!! هل توجه الثوار غير إسلامي؟ الخلط بين الإسلام الرسالة والإسلام السياسي كالفرق بين الأرض والسماء. في التهجم الإرهابي على المصلين في نيوزيلندا، حيث اغتيل 50 مصلياً مع أطفالهم، هل تفاعل السيدة رئيسة الوزراء وعموم النيوزيلانديين لا يستحق تسميته بتفاعل إسلامي؟ أليسوا بذلك إسلاميين، علماً بأن إيمانهم بالله تعالى والتسليم له امرٌ مكتوم يعلمه الله تعالى وحده، فهل تنكر عليهم إسلامهم الخلقي؟ فكيف تساوي بينهم وبين الإسلاميين الذين لا إسلام لهم في عقيدتهم بالتسليم لله لأنهم يرسمون برنامجهم السياسي على التغول على وحدانية الله تعالى في رسالته فيتدخلون في تحويرها وتفسيرها لغيرهم، بل لأمةٍ كاملة ولم يوكلهم الله تعالى بها. حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنحه الله تعالى حق الحكم على إسلامية عباده، أو تفسير ما أنزله الله تعالى عوضاً عن التفكر والتعقل الفردي، ولم يجعل أحداً والياً لعقيدة أحدٍ. إن الأمر واضح ولا يحتاج لشرحٍ، ويكون في حسابنا جميعاً شمل "الإسلاميين" بدلاً من المسلمين التائبين من تسييس الإسلام، ضمن صفوف الثورة يستحق أن يُسمى اندساس والثورة في غنىً عن الخيانات والخباثات في لهيب المعترك الحالي |