|
Re: لماذا فشل المشروع الإسلامي في السودان؟ (Re: ثروت سوار الدهب)
|
الاخ/ العزيز ثروت سوار الدهب
تحايا و سلامات
تشكر يا اخي علي نقل هذا المقال الكبير. فقد تم فيه تحليل العديد من القضايا التي تحتاج الي تحليل في مستوي تحليل هذا المقال.
نعم فشل (المشروع الاسلامي/ الاسلاموي) في السودان, لانه مشروع قاصر و اقصائي و لا يمتلك الاجابات (الشافية) للعديد من الازمات التي يعاني منها انسان السودان.
نعم فشل (المشروع الاسلامي/ الاسلاموي) في السودان, لانه يحمل جينات هذا الفشل في الافكار الهلامية التي يطرحها, فشعار مثل شعار (التمكين) في الارض بدون وجود (برنامج تمكيني), يعد نوعا من انواع التهريج السياسي.
نعم فشل (المشروع الاسلامي/ الاسلاموي) في السودان, لانه ينادي بدولة لا يمكن تطبيقها علي ارض الواقع السوداني, و لا حتي في الاحلام.
نعم فشل (المشروع الاسلامي/ الاسلاموي) في السودان, لان الدولة التي ينادي بها, لم تحدث من قبل في التأريخ الاسلامي الحديث و لا حتي في صدر الاسلام, لان دولة المدينة, دولة استثنائية في التاريخ الاسلامي, بل يمكنني القول بانه اذا كان يمكن للمرء منا ان ينتزع دولة المدينة من مكانها و زمانها, و يجيء بها الي هذا الي هذا الزمان و هذا المكان لواجهت تلك الدولة نفس المشاكل التي واجهتها دولة (المشروع الحضاري الانقاذي) الان.
القشة التي قصمت ظهر (دولة المشروع الحضاري الانقاذي) , لم تكن انفجار الازمة في الرابع من رمضان, و لكنها كانت ملامح و برامج ( دولة المشروع الحضاري الانقاذي) نفسه, بمعني اخر ما تم في الرابع من رمضان, كان تحصيل حاصل.
فراق العسكر من المدنيين لم يحدث في (دولة المشروع الحضاري الانقاذي) بعد و لن يحدث في القريب العاجل, لان لا فرق بين العسكر و بين المدنيين, من ناحية الافكار التي يتبنونها, فالكل يشرب من منهل واحد, و من منبع واحد, فكل ما في الامر, هو ان هؤلاء عسكريين غير عاديين و هؤلاء محاميين غير عاديين...الخ, فدولة (المشروع الحضاري الانقاذي), دولة اقامها حزب عسكر نفسه , مثله مثل معظم الاحزاب السياسية السودانية العاملة في ساحة العمل العام الان, يمينها و يسارها ووسطها. و هذه هي الطامة الكبري التي تعاني منها احزابنا الان.
و لا يمكن لاصحاب دولة (المشروع الحضاري الانقاذي) ان يتخلوا عن عسكرة حزبهم, لانهم مثل السمكة التي تم اخراجها من الماء, فمصير هذه السمكة الموت, و هو ما سيحدث لهؤلاء اذا ما تخلوا عن عسكرة حزبهم العجيب. لان العسكرة عندهم تعني القوة, التي لها مرجعيتها عند اصحاب (دولة المشروع الانقاذي), بمعني اخر عسكرة هؤلاء , عسكرة غير تقليدية, بمعني العسكرية المعروفة لمعظم الناس.
الحديث عن الشرعية الثورية و الشرعية الدستورية, حديث لا يستقيم, فعن اية شرعية يتحدث الناس, فؤلاء انقلابيين, اتوا للسلطة ليلا, و ما ينجم عن كل هذا العمل الليلي, ما هو الا عبث, لا يصح للناس البحث عن مسميات و مبررات من هذا النوع, كما ان التأسيس لشرعية ثورية او دستورية, من هذا الطراز, سيجعل الباب مفتوحا للمغامرين , فلا يعقل ان يشرعن الناس, العبث الذي يقوم به البعض منا, فيجب ان يؤسس الناس لعملية التحول الديمقراطي و للعمل الديمقراطي وفق المنهج اليديمقراطي, الذي ليس من بينه الشرعية الثورية و لا الشرعية الدستورية بعد الانقلاب!! فهذا عبث ما بعده عبث.
اخيرا و ليس اخرا الود موصول للاخ/ ثروت سوار الدهب, لنقله لنا هذا المقال الكبير.
(عدل بواسطة برير اسماعيل يوسف on 12-25-2004, 05:35 AM)
|
|
|
|
|
|