بص الحاج يـوســف قصــة قصيــرة على من الله، أو المجـروس كمـا يطلق عليـه أصـدقاؤه، شـاب فى مقتبل العمـر، ضخــم الجثـة، ولكن صـوتـه خافت ولا يناسب حجمــه بأى حال. رغبتـه دائمـا أن يكون قاصـا، تتلقف أعمالـه دور النشـر، ويـدور فى فلكـه المخـرجـون وكتاب السيناريـوهــات!! ولا يخـرجـه من هـذا الحلـم اليـومى إلا الكمســارى الذى يأتى من وقت لأخــر ليأخـذ الأجـرة من الركاب الجـدد، ولا مناص من المـرور بمقعـد المجـروس، الذى يزعجـه صــوت النقـود الفكــة فى يـد الكمسـارى، التى يصــوتهـا لكى ينبـه الركـاب ويكونـوا مستعـدين بثمن التذكــرة. وفى لحظــة، جاءتـه فكــرة أن يبـدأ كتابـة قصـتـه الأولى قبل أن يصل محطتـه ، ووجـد ورقـة فلســكاب، كان قـد وضعهـا فى جيب الســاعـة قبل أن يغادر منزلــه.. فبـدأ على الفـور الكتابـة...
كانت طول الوقت تتململ، وتنظــر إلى سعــاد متمنيـة أن تنهـى حـديثهـا الملفق، الذى لا تنتظــر من ورائـه إلا تزجيـة الوقت.. ولكن المسكينـة دلال لم تـدر أن سعـاد لهـا حيل لا نهايـة لهـا للتحكـم فى بقيـة النســوان، وعـدم إعطـاء فرصـة لأى منهن للحـديث.. ومن هـذه الحيل، أن تطلق صـرخـة مـدويـة ، وتمسك طفلا بـدعـوى أنـه كاد أن يقـع على الأرض، وبذلك تنسى دلال ترقبهـا للفرصــة وتحـول كل إهتمامهـا للطفل أيضـا.. وهـذا هـو ما تريـده سعـاد بالضبـط حتى تنتقـل لمـوضـوع أخـر، بدون أن تعطى الفـرصـة لدلال للقفــز فى الحـديث!
- بعض الركـاب: أاااى اللفـة.. أاى نازلين.. أيوا يا إبن العـم نازلين..
- طوووااااااالى يــا !!
- شنـو الطواالى، يا زول ما قلنـا ليك نازلين
- حـد نازل اللفـة يا أخـوانا؟ اللفـة.. فى زول نازل؟
- يا وهـم إنت، ما قلنـا ليك نازلين،... يا أطـرش وقف الأخلاق دى، خلينـا نشـوف دين إيمـانـا.
- اللـفــة يــا ..........
يتوقف البص، وينتبـه المجـروس حـولـه، ثم يســأل المـرأة التى تجلس بجـواره: يا بت العـم، لو سمحت، سعــد قشــرة فتنـاهـا واللا لســه؟ - سعــد قشــرة؟!! دا بص الحاج يـوسـف.. انت قايلو ماشـى سعــد قشــرة عشـان كدا ركبتـو؟ لا دا ما ماشى سعــد قشــرة، دا ماشى الحاج يوسـف.. سعـد قشــرة بصــهـا براه.. نان ما سعلت الكمســارى.. بس ركب سـاكت.. المحطـات دى كلهـا الحاج يوسـف.. غايتـو إذا عنـدك ناس بتعـرفـهـا بيت معاهـم وصباحـة الله بى خيرهـا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abureesh
mekki
almulaomar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست