رحيل الشاعر ممدوح عدوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2004, 10:43 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحيل الشاعر ممدوح عدوان

    بعد صراع مرير مع السرطان


    رحل ممدوح عدوان المبدع المتعدد ذو المواقف الساطعة


    كتب - عمر شبانة:



    لم يكن الشعر وحده هو الذي لفت الانتباه والاهتمام إلى الشاعر ممدوح عدوان الذي رحل عن عالمنا ليل أول أمس الأحد، بل الجرأة وخفة الظل. ففي شعره كله دافع صاحب “تلويحة الأيدي المتعبة” عن القناعات التي رافقته على امتداد تجربته برمتها بكل ما يلزم من سطوة المحاججة وقوة البرهان. كان يروي حكاية طريفة عن هارون الرشيد الذي شاهد رجلاً يسدد قضيباً من معدن إلى حلقة ضيقة فيصيبها عن بعد فأمر بأن يكافأ ويجلد في الوقت ذاته. أما المكافأة فبسبب المهارة والدأب والإتقان وأما الجلد فلأنه صرف جزءاً من حياته على ما لا طائل منه. وأما ممدوح فقد كان ينتزع من الحكاية بعدها الرمزي ليخلص إلى أن الشعر، وفق رأيه، ليس مهارة محصنة ولا لعباً مجانياً على حبال اللغة بل ينبغي أن يمتلك إضافة إلى ذلك وظيفة اجتماعية وموقفاً من العالم. وقد ظل الشاعر أميناً لهذا الموقف ومنافحاً عنه في مجمل أعماله.

    يعتبر ممدوح عدوان اول من كتب المونودراما في سوريا، واول نص كتبه من هذا النوع كان بعنوان (حال الدنيا) وتبعه ب (القيامة) ثم (الزبال)، وذلك في النصف الثاني من الثمانينات. وهي نصوص يعالج فيها الكاتب جملة من القضايا الاجتماعية الراهنة، مثل الفقر والفساد. وكان الممثل زيناتي قدسية قد قام تباعا باخراج وتمثيل هذه النصوص الثلاثة. هنا سنكتفي بالحديث عن الزبال كنموذج لهذا النوع من المسرح.

    ومنذ أعوام.. دخل الشاعر في صراع مرير ودامٍ وتراجيديّ مع الموت، من جهة القلب أولاً، ثم من جانب السرطان الملعون، وظل في مواجهته يتحدى بصلابة وقوة، وبجهود مكثفة ومتنوعة، وبقهقهة تسخر من العدم، فقد عرف كيف يحول مأساته الشخصية إبداعاً خالداً يدفع عنه شبح الفناء. يدفعه بالشعر وبالرواية وبالترجمة وسواها، ويتمنى لو كانت لديه أدوات أخرى للتعبير عما لديه. “هناك مناطق لا يعبر عنها الشعر، ولا بد من وسائل أخرى. أتمنى لو كنت أستطيع أن أرقص وأغني وأعزف..” كان ممدوح يقول.

    وحين كان يسأل عن مرضه كان يقول “أنا لا اشعر أنني مريض، شعرت فقط في الشهرين الأولين ببعض التعب، ومن ثم استأنفت نشاطي، خلال العلاج شعرت بفقدان ذاكرة جزئي، ولكنني خلال الفترة التي تلت أصدرت كتابين هما “حيونة الإنسان والآخر” “الجنون مرة أخرى”، والذي يعتبر جزءا ثانيا لكتابي “دفاعا عن الجنون”.

    يصفه حسن حميد ب”غول الأدب في سوريا”، ويقول إنه “ينتمي.. إلى طينة الخزف الصيني”.عرفناه في أوائل العقد التاسع من القرن العشرين، شاعراً ممتلئاً شباباً متدفقاً حياة وضحكاً، بل قهقهات تملأ ردهات الفنادق التي كان ينزل فيها، مترافقاً، غالباً، مع علي الجندي الشاعر الأكثر شغباً وتمرداً، حتى ارتبط الشاعران في حضور يشي بحميمية العلاقة التي جمعت عدوان ابن “مصياف” إلى الجندي ابن “السلمية”، طوال عقود من الشعر والسهر والعشق للحياة، رغم الفارق في العمر بينهما.

    وفي دمشق التسعينات، صرت أراهما معاً في “شرفة” اتحاد الكتاب العرب، المطعم والمقهى المعروف لكل من يعرف دمشق جيداً، إلى أن تزوج الجندي زواجه الثاني وانتقل إلى اللاذقية، وانشغل ممدوح بورشته المتعددة الأشغال، دون أن يتوارى تماماً، فقد ظلت إطلالته خفيفة الظل تتكرر في “رواق الفنانين”؟ أو في “نادي الصحافيين”؟ مع ضحكته المجلجلة التي تجلب التائهين إلى طاولته المحتشدة برفاق الليل والشعر والحياة.

    يُعدّ ممدوح عدوان، المولود في قرية قيرون (مصياف) العام (1941)، من أكثر أصحاب التجارب الأدبية والشعرية العربية إثارة للجدل، فهو مثقف ثقافة ذات أبعاد ورؤى غنية وواسعة ومختلفة، مشاكسة ومتحدية ومتمردة.

    وإلى كونه واحداً من شعراء جيل الستينات، الجيل المؤسس للمشهد الشعري في سوريا، فهو قدم قدراً كبيراً من الإبداع المتعدد، إنه روائي؟ مسرحي وكاتب قصة ودراما ومترجم ذو أهمية استثنائية. وقد قيل إن له في الأسواق حوالي ثمانين كتاباً والعشرات من المسلسلات الدرامية.

    فمنذ مجموعاته “الظل الأخضر”، و”تلويحة الأيدي المتعبة”، و”الدماء تدق النوافذ”، و”يألفونك فانفر”، و”لا بد من التفاصيل”، مروراً ب”طيران نحو الجنون”، حتى مجموعته “كتاب الموت”، وعلى مدى سبع عشرة مجموعة شعرية، كرس عدوان صوتاً شعرياً متميزاً ببصمة المواجهة مع أشكال القهر والطغيان والتسلط.

    وهو كان يرى أن الشاعر دون كيشوت، وقد أصدر كتاباً أسمه “نحن دون كيشوت”. فما هو الدون كيشوت عند ممدوح عدوان؟ يقول “هو شخص اطلع على الثقافة واكتشف خطأ العالم، فقرر أن يجابه العالم بأسلحة لم تعد صالحة. الشاعر هكذا. يخرج الشاعر من الثقافة وعنده رؤية لفساد العالم، فيُقرر أن يُحارب هذا الفساد بالكلمة، ولو أن كل شخص منا استخدم أسلحته في ميدانه لمجابهة هذا الفساد مثلما الشاعر يستخدم أسلحته، لما بدا أنّ الشاعر دون كيشوت، ولكن عندما يحارب الشاعر لوحده دون الاقتصادي ودون السياسي ودون الآخرين تصبح المسألة وكأنها تكبير رأس”.

    وللتعدد في إبداعات عدوان نكهة الموسوعة، فمن منا لم تحرضه مجموعة “أمي تطارد قاتليها” في السبعينات؟ ومن منا لم تسحره ترجمة عدوان “تقرير إلى غريكو” لكازانتزاكيس في الثمانينات؟ ومن الذي لم يتوقف متأملاً صراعات “الزير سالم” أو رواية “أعدائي” في أواخر القرن العشرين ؟ وكيف يمكن أن ننسى ترجمة “الإلياذة” مطلع القرن الواحد والعشرين؟ ومن لم تأخذه إلى الطفولة والشقاوة والصبا مجموعته الشعرية “عليكَ تتكئ الحياة”؟ وعلى مدى أربعين عاماً جسد عدوان العطاء الغزير والمتنوع.. وهو عن قرب إنسان خجول، لكن أبرز ما لديه مشاكسته وسخريته ومداعباته اللطيفة والحميمة، وروحه المرحة، وفطنته العالية ونكتته الحاضرة على الدوام. تجلس معه فتشعر كم هو رقيق وودود. يحب الحياة ولا ينشغل بحديث الموت، “كل إنسان يخاف الموت، يقول، ولكن هذا لا يشغل تفكيري كثيراً، فهو لا يعني لي سوى توقف مشاريع. أنا أخاف أن أموت قبل أن أكتب كل ما برأسي، وأحب الحياة ومتعلق بها، لكن أحس كأنني أتفرج على شيء في الحياة، لكنه شيء غريب..”. ويبدو الشاعر شديد الشبق تجاه الحياة، وهو لا يقول ذلك شعراً فقط، بل سلوكاً يومياً جعله يستهلك أجمل ما فيها، فشرب من “رأس النبع”، وتذوق أجمل الغابات والجبال والبحار، وتلذذ بكثير مما يحلم به من متع العيش ومراراته، ووزع ثمار أشجاره على الأصدقاء والمحبين، حتى صاح، في مجموعته “وعليك تتكئ الحياة” تلك الصيحة الغريبة “أنِلْ قدمي ظهرَ الموت/ دنا وقت الترجل عن جراحي/ أنل عينيّ إغفاءً بحضن الموت/ قد أضنانيَ السفرُ..”، ثم يصرخ باستعلاء “لقد أمسكت بالسنارة/ اسحبني من الماء/ وطوح بي على الرمضاء”.

    وحين يرى أباه الرمزي ضعيفاً، وقد بدأ جبينه يميل نحو الأرض، يصرخ به، وربما يصرخ بنفسه أيضاً “مت يا أبي/ مت كي ترى حبي/ الذي أخفيت عنك طوال عمري/ في رثائك/ الآن مت/ لا ترتشف تلك الحثالة من وعائك/ مت واقفاً../ أرِهِم بأنك تستطيع بهمّة/ أن تنتقي موتا../ مت كي أراك/ أو مت لكي أكبر/ وتظل ملء البيت فوّاحا”.

    وهو على قدر من الاعتداد بما فعل في الحياة والعيش والعمل حتى يقول “ما الذي ظل لدى البحر سواي/ ما الذي يفعله البحر إذا غبت وخليتُ مياه البحر في غفوتها دون زبد..؟”.

    وفي مجموعته الشعرية الأخيرة “كتابة الموت” تبدو الحياة مائدة والبشر يلتفون حولها، أو يغادرونها “إننا ننهض عن مائدة العمر ولم نشبع/ تركنا فوقها منسف أحلام/.../ نحن أكملنا مدار العمر فرساناً/ وقد متنا شبابا..”. رأى فيه البعض “الشاهد المحتج بصوت عالٍ على الهزائم وارتكاساتها المهددة لمصائر الأمة العربية بأفدح الأخطار، والتردي القاتل في الأوضاع العربية.. وهدر الذات على أيدي أنظمة وحُكام لم يعرفوا يوماً كيف يوحدون كلمتهم على شيء إلا على التخاذل والتسليم.. وعلى محق شعوبهم وتغييبها والتنكيل بها تحت (يافطات) وشعارات خداعة”.

    أما جهوده المسرحية، فكانت علامة بارزة في تاريخ المسرح السوري والعربي، فقد استند إلى تراث عربي وتاريخ حافل ومسرح عالمي استقى منه فنياته العالية.. فكانت مسرحياته “الرجل الذي لم يحارب”، و “سفر برلك” و”جمال باشا السفاح” وغيرها، تؤرخ للحياة الثقافية والإبداعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في سوريا، من جهة، وتتناول الصراعات تناولاً نقدياً لاذع السخرية من جهة ثانية. وقد أعطى لمسرحه روح الشعر، كما أمدّ شعره بروح المسرح ولغته وحواراته.



    حياته في سطور



    ولد في قرية قيرون (مصياف) عام 1941.

    تلقى تعليمه في مصياف، وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة الانجليزية، عمل في الصحافة الأدبية، وبث له التلفزيون العربي السوري عدداً من المسلسلات والسهرات التلفزيونية.

    عضو جمعية الشعر.

    مؤلفاته:

    1 المخاض- مسرحية شعرية- دمشق 1967.

    2 الظل الأخضر -شعر- دمشق 1967.

    3 الأبتر -قصة- دمشق 1970.

    4 تلويحة الأيدي المتعبة -شعر- دمشق 1970.

    5 محاكمة الرجل الذي لم يحارب -مسرحية- بغداد 1970.

    6 الدماء تدق النوافذ -شعر- بيروت 1974.

    7 أقبل الزمن المستحيل -شعر- 1974.

    8 أمي تطارد قاتلها -شعر- بيروت 1977.

    9 يألفونك فانفر -شعر- دمشق 1977.

    10 ليل العبيد- مسرحية - دمشق 1977.

    11 هملت يستيقظ متأخراً- مسرحية- دمشق 1977.

    12 زنوبيا تندحر غداً- مسرحية.

    13 لو كنت فلسطينياً- شعر.

    14 مذكرات كازنتزاكي -ترجمة -جزآن- بيروت 1980 1983.

    15 حكي السرايا والقناع - مسرحيتان- دمشق 1992- اتحاد الكتاب العرب

    - وله في نقد الشعر والمسرح كتابان هما: الأول بعنوان “هواجس في الشعر” والثاني “هواجس في المسرح”.

    - دميان : رواية/ تأليف هرمان هيسه ؛ ترجمة - ط.1. - عمان، الأردن: دار أزمنة، 1998. كما صدرت ضمن سلسلة (ابداعات عالمية/ دار الحوار - اللاذقية).

    - سد هارتا/ تأليف هرمان هيسه؛ ترجمة ممدوح عدوان. - ط.2. - دمشق، سوريا : دار ورد، .2000

    - تلفيق إسرائيل التوراتية تأليف: كيث وايتلام الناشر: قدمس للنشر والتوزيع - سوريا


    http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=129242
                  

العنوان الكاتب Date
رحيل الشاعر ممدوح عدوان sympatico12-20-04, 10:43 PM
  Re: رحيل الشاعر ممدوح عدوان عصام عيسى رجب12-22-04, 10:05 AM
  Re: رحيل الشاعر ممدوح عدوان EMU إيمو12-27-04, 09:09 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de