الاصلاح الديني واشكالياته (منقول)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2004, 00:32 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاصلاح الديني واشكالياته (منقول)

    الاصلاح الديني واشكالياته
    رضوان السيد الحياة 2004/12/18

    راد صديق ياباني مختص بالدراسات الإسلامية (لا يحب ان يسمى مستشرقاً لأنه ليس غربياً, ولأن أحداً ما عاد يريد هذا التلقيب بعد كتاب ادوار سعيد) طمأنني الى اننا نحن العرب والمسلمين لسنا المظلومين الوحيدين من الأوروبيين والأميركيين, فأهداني كتاباً عن تطور الرؤية الغربية لليابان واليابانيين. وكنتُ عرفت مبكراً عندما كنتُ أدرس بالأزهر في الستينات كتاب بانيكار: آسيا والسيطرة الغربية, مترجماً الى العربية, وفيه يقصّ الكاتب قصة الهند المؤسية حضارة وأدياناً وتاريخاً مع الفرنسيين والبريطانيين والهولنديين... والأميركيين. وقد صدر اخيراً بالعربية كتاب لجيرار ليكلرك, ترجمه زميلي في الجامعة الدكتور جورج كتورة واسمه: "العولمة الثقافية: الحضارات على المحك", وعنوانه موهم, فهو يحكي قصة الرؤى الغربية للحضارات والشعوب الآسيوية والافريقية في ما بين القرنين الثامن عشر والعشرين. ويظهر منه انه كان للصينيين واليابانيين والهنود مستشرقوهم, الذين لا يقلون ضراوة عن مستشرقينا, وان ذهب ليكلرك الى ان المستشرقين الفرنسيين من مواطنين أفضل من الآخرين, لأنهم تأثروا بأفكار الثورة الفرنسية, ولأنهم اهتموا قبل غيرهم بالسوسيولوجيا والسوسيولوجيا التاريخية, والتمييز فيها صعب. لكنه لم يتنبه الى المقولة الاخرى التي تفضّل المستشرقين الألمان, لأن دولتهم ما ملكت مشروعاً استعمارياً مبكراً, ولضآلة ارتباط المؤسسات العلمية عندهم بالدولة وسياساتها.

    على اي حال, ما أريد الوصول اليه من وراء هذا التمهيد ان المستشرقين (الكبار) ما كانوا يملكون رؤية أو رؤى عنا بشراً وثقافة وديناً وتاريخاً وحسب, بل كان كثيرون منهم ايضاً يملكون رؤى وآراء ونصائح لنا في حاضرنا, وفي الكيفية الصالحة لتعاملنا مع ديننا ومع العالم. وقد تأثر بعضهم بنظرية "التحديث" وقابلية الاسلام لذلك, في حين كان آخرون يرون ان التحديث يشوّه الاسلام, ويسيء الى تلك الثقافة الكلاسيكية الكبرى والرائعة, كما يسيء اليها المتشددون من المسلمين, والذين يحوّلون التجربة التاريخية الى عقيدة. وقد كنا نعزي النفس بأن آراء هؤلاء تبقى آراء, لأن أكثرهم غير مرتبطين بسياسات دولهم, ولأنهم مفيدون في البحوث المتخصصة التي يقومون بها. انما المشكلة في ان ذلك الرجل الذي ينجز دراسة عن الغزالي او الماوردي او ابن رشد, يعتقد دونما سند انه ما دام يعرف ابن رشد, فهو بالضرورة قادر على إرشادنا في الازمنة الحديثة. ثم طرأ على وعينا وديارنا المستشرقون / الخبراء من الأميركيين, الذين يفتخرون بأنهم مؤثرون في سياسات دولتهم تجاهنا, لارتباط المؤسسات العلمية بالمؤسسة السياسية, ولأن مراكز البحوث في الجامعات تدعمها جهات وشركات وهيئات له مصالح كبرى في منطقتنا وفي العالم الاسلامي. وزادت الطين بلة في السنوات الاخيرة صيرورة الرؤى الارشادية والمهدوية للإنجيليين وللمحافظين الجدد عقيدة استراتيجية, وتجاه العرب والشرق الاوسط بالذات. وهم يرون ان التدخل في شؤوننا بالرأي او بالقوة حق لهم لثلاثة اسباب: الثروات الطبيعية في الوطن العربي, والتي يحتاج اليها العالم لازدهاره وأمنه, ونحن لسنا اهلاً للانفراد بتقرير مصيرها. والسبب الثاني: وجود اسرائيل التي يريدون حمايتها من شرورنا وبأسنا ويأسنا. والسبب الثالث: احداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001, التي دلّت على وجود نيات وممارسات عدوانية (ذات أصل ديني) لدينا تجاههم. وهكذا فهم يريدون فرض "إصلاحين" علينا: إصلاح سياسي, وآخر ديني. والمقصود بالاصلاح الديني, ايجاد او تطوير إسلام مسالم لا يتهدد مصالحهم ولا أمنهم. واذا كانوا توصلوا بعد نحو الثلاث سنوات من هجمات ايلول الى ان الاصلاح السياسي لا يفرض (بدليل المجريات في افغانستان والعراق وفلسطين), فالأمر ليس كذلك بالنسبة الى الدين. اذ عندهم افكار محددة فيه: لا بد من إزالة الاصولية المتشددة من طريق اجراء اصلاح داخل الاسلام, يشبه ذاك الذي جرى بالمسيحية من خلال نقد نصوصها المقدسة, وتفكيك العقائديات المتجمعة من حولها. وقد كثرت الدراسات منذ السبعينات, والتي تتركز على اثبات ان القرآن متأخر النشوء والتحول الى نص قانوني, وأن شراذمه النصية بقايا وشذرات تجمعت خلال القرنين الهجريين الأولين, ومن مواريث اليهود والمسيحيين والثقافات الاخرى, وتجربة العرب والمسلمين خلال قرن ونصف القرن بعد البعثة المحمدية. وما كانت المشكلة في خطل أو صحة هذه المقولة, بل في عقائديتها, وصيرورتها علماً, يعتبر المجادل فيه غبياً وغير عالم, وقد يكون رجعياً او أصولياً. وقد طفت بأقسام الدراسات الاسلامية والشرق أوسطية في الجامعات الاميركية والأوروبية خلال العقد الاخير, فوجدت انه لا همّ للمختصين بتاريخنا الثقافي او الديني القديم الا البحث عن الأصول المستورة او المزورة او غير المفكر فيها, مع قياسات تصل الحاضر بالماضي, وتجعل منا بشراً من نوع خاص, فنحن الوحيدون الذين يأسرنا ذلك الماضي السحيق بين أنيابه الغليظة والفتاكة. وهم يريدون منا ونحن تلامذتهم, ونأخذ شهاداتنا من عندهم, ان نستفيق الى أنفسنا, ونفكك من حولنا السلاسل التي بناها تراثنا, لكي نتنشق هواء الحرية والعلمانية وسلام النفس والعقل, تارة استناداً الى نصوص ووقائع انشقاقية وتحريرية في تراثنا نفسه, وطوراً استناداً الى تجارب الأمم الاخرى مع تراثنا الديني او الثقافي. واذا اعترضنا وثُرنا قالوا لنا انهم انما يريدون خيرنا, ونحن محتاجون الى ذلك, وإلا فكيف نعلل أحداث ايلول, وهذا الاقبال على الحجاب, وتلك الأسلمة الطاغية على المجال العام؟! وما عاد الامر قصراً على "المختصين" الأميركيين, والمستشرقين الجدد هناك, بل انتقلت الموجة الى أوروبا او فاضت عليها منذ مدة. أوَلَم نلحظ غيرة الفرنسيين والألمان علينا ان يستأثر بنا الأميركيون, وكيف دخلوا بالحُسنى وبالقوة في مشروع "الشرق الاوسط الأوسع" لأنهم يريدون الأخذ بأيدينا الى ما فيه تنورنا وتقدمنا, وخلاصنا من الأصولية ومن الاستبداد السياسي والديني والظلامية؟!

    آخر المحاولات الملحاحة لتنويرنا كانت مفاجأة مؤسسة كونراد أديناور لنا (وهي مؤسسة تعنى بالتنمية وإعطاء منح للدراسة في الجامعات الألمانية) بتمويل ترجمة ونشر كتاب تيودور نولركه (1936): "تاريخ القرآن" بالعربية. واحتل الكتاب أطروحة للدكتوراه قدّمها الرجل عام 1859, ثم تطورت المحاولة على ايدي تلامذته في حياته وبعد مماته الى ان اكتملت في ثلاثينات القرن العشرين. وكان الشيخ أمين الخولي فتن بالكتاب وأراد ترجمته قي الأربعينات, ثم انصرف او صرف عنه (بحسب ابي إسحاق النظّام الذي كان يرى ان إعجاز القرآن كامن في صرف الله الناس عن تقليده او المزايدة عليه!). وبعد أمين الخولي دأب محمد أركون (وهو لا يعرف الألمانية, كما لا يعرف شيئاً عن الكتاب الا الصفحات الثلاث التي كتبها بلاشير في مقدمته لترجمة القرآن بالفرنسية) على الاشادة بالكتاب, والدعوة لدراسته وترجمته لتحرير عقول المسلمين من الخزعبلات حول القرآن! والذي يبدو ان احد المعجبين الألمان بأركون وآرائه اقنع جماعة أديناور بأن ترجمة الكتاب العجيب هذا كفيلة بأن تحرر عقول المسلمين وقلوبهم من عقد التاريخ والحاضر, ويكون ذلك إسهاماً من جانبهم في مساعدتنا وتنميتنا. وخلاصة الامر انني أعدت قراءة الكتاب بعد نسيانه منذ العام 1975, والترجمة جيدة ودقيقة. لكن الكتاب قديم قديم, وتسوده الطريقة الفيلولوجية التي عرفت عن كلاسيكيي المستشرقين الذين لا يرون ان لأي نص قواماً أو بنية, وأن تلك البنية يجرى فهمها من طرائق اشتغال عناصرها الداخلية. فمنذ الصفحات الأولى يقول الرجل في حكم قاطع: القرآن شراذم أفكار يهودية, ثم يعمد لاعادة تركيب السور وترتيبها استناداً الى هذه المفردة او تلك, او هذا الحدث او ذاك, دونما أثر لاهتمام خاص بكونه نصاً دينياً متلواً, له جماليته وروحه العام. ويضاف الى ذلك حس غليظ لدى نولركه بالذات, لا يستطيع معه ان يتذوق النص او يصغي لآلياته وأسلوبه ووظائفه, بغض النظر عن ايمانه او عدمه, فهو عالم بالدراسات السامية, ويعرف عشرات اللغات القديمة, لكنه بخلاف يوليوس متهاوزن (الناقد القاسي ولكن الحساس إزاء النص الديني لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين) لا يستطيع الاحساس بوتائر النص الشعائري, ولا الفروق بين الشفوي, والملقى والمتلو. وهذا لا يعني ان نولركه كان متحيزاً ضد القرآن, فقد أنفق صفحات كثيرة من الجزءين الاول والثاني في الدفاع عن صدق النبي مع نفسه وجماعته, والرد على سابقيه ممن تأثروا في آرائهم بالقرآن والنبي بالعصبيات الدينية او العلمانية.

    قرأت الكتاب المترجم, فأحسست بقدم النص, كأنما هو كتاب ادوارد غيبون عن الامبراطورية الرومانية, والذي مضى عليه ثلاثمئة عام. ويستطيع المختصون بالاطلاع عليه النظر في تاريخ الدراسات القرآنية او بداياتها العلمية غير التبشيرية في أوروبا. اما التنوير, فمعاذ الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله.


    --- نقلا عن "الحياة" اللندنية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de