|
|
 قـراءة "جنـوبية" للتركيبة القـبلية في السـودان
|
كشفت دراسة اعدها ناشط اكاديمي من ابناء جنوب السودان ان غالبية سكان الجنوب أصبحت تعتنق وتدين بالاسلام والمسيحية بعد ان كانت تدين بديانات افريقية تقليدية وأبانت ورقة قدمها البروفيسور( أجانق بيور ) الناشط والأكاديمي من جنوب السودان عن رؤية جديدة للتركيبة الأثنية والقبلية في الجنوب والشمال.
واشار اجانق الى ان جنوب السودان يتكون من اربع مجموعات رئيسية هي النيليون الشماليون، النيليون الشرقيون، السودانيون الغربيون، الزاندي «البانتو» في غرب الاستوائية.
النيليون الشماليون هم الدينكا، النوير، الشلك، الاو، الانواك، الاشولى اللاكورو، الشات، اللاندا والبورو واخرين وهؤلاء لا يسكنون بالضرورة في الجزء الشمالي من جنوب السودان ولكن التركيبة الاثنية بصورة او اخرى تعتمد على الشراكة اللغوية والثقافية.
النيليون الشرقيون تضم مجموعتهم الباريا، اللاتوك والمجموعة المتحدثة بلهجة الديدنقا، الفوجولو، الكاكوا، الكوكو، اللانقو، الدونفوتونو، التوركانا، الدودوث، التبوسا، البويا، الهورلي واخرى.
السودانيون غرب الجنوب يقعون في تصنيفات عريضة تتشكل من عدة مجموعات: ـ البانقو ميتو التي تضم البونقو، الميتو البيلي، السوفي، القبري، اللوري والموروكودو النياموسا.
ـ مجموعة الندوقو التي تضم الندوقو، البيوري، السيري والباي.
ـ مجموعة المورو التي تضم قبائل الميزا المتفرعة من المورو، الاندري، الكيديرو والاوجي، الكاليكو، اللوقوارا، اللوقو، والليندو.
ـ تشابه هذه المجموعات فصائل القبايا ـ قولو- المندوو- بابكور.
الازاندي وعشائرهم المكاريكا يشكلون مجموعة البانتو ولهم امتدادهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى وهم مزارعون مقيمون يعيشون في منطقة تتمتع بأطول موسم لهطول الأمطار.
اغلبية سكان الجنوب ـ يقول البروفيسور اجانق ـ «أفارقة» ويدينون بديانات افريقية تقليدية ولكن بسبب اوضاع خاصة فان الاغلبية اصبحت تدين بالاديان السماوية خصوصاً الاسلام والمسيحية.
المسلمون بين الجنوبيين اصبحت اعدادهم في ازدياد ولكن التحول للمسيحية يطغى من حيث العدد ويؤكد البروفيسور اجانق انه من حيث الدراسة السكانية فان تحديد الارقام لن يكون دقيقاً فيما يختص بجنوب السودان حيث ان الأقليم ظل مغلقاً ومحصوراً ومحشوراً في حرب طويلة.
ويشير الى ان احصائيتين سكانيتين فقط تم اجراؤهما في اوقات السلام النسبي: هما احصاء عام «1956» عام الاستقلال، وعام 1983 ويلاحظ ان اسئلة الاستبيان التي اشتمل عليها الاحصاء انها مختلفة بدرجة ملحوظة فحين تم ادراج سؤال عن الديانة في احصاء عام 1956 تم اهمال هذه السمة في احصاء 1983م.
قبل حديثه عن سكان جنوب السودان طوّف بروفيسور اجانق بيور في التركيبة الاثنية لشمال وشرق وغرب السودان وجاءت استقراءاته كما يلي:
في شمال السودان اكثر المجموعات المميزة اثنياً هم النوبيون، «الحلفاويين، السكوث والمحس والدناقلة» حيث انهم يمثلون جزءاً من المجموعات ذات الاستيطان المبكر في السودان بما يعود الى ثلاثة آلاف سنة، وهم يتحدثون لغات حامية ومع انهم كانوا يتبعون معتقدات غابرة في القدم وكانوا من قبل مسيحيين فانهم الان قد تحولوا الى الاسلام.
بعد النوبيين مباشرة نجد البديرية، ثم الشايقية الذين يقطنون من كورتي ثم اعلى النهر الى الشلال الرابع.. ثم المناصير.. الرباطاب والميرفاب الذين تتمثل اهم مدنهم في ابو محمد وبربر ثم الجعليين الذين ينتشرون حول شندي والمتمة في شرق السودان هناك قبائل البجا والهدندوه والبنى عام، الامرأر، والبشاريين والحلنقة ويعيش بالقرب منهم المهاجرون المتأخرون من العربية السعودية الرشايدة والزبيدية، ويمتد الشكريون في البطانة الى اقليم القضارف والشرق. وغير هذه المجموعات هناك الفلاتا الذين جاءوا من غرب افريقيا والذين استوطنوا الان في اقليم القضارف الى الحدود الاثيوبية مع القلابات.
اراضي وسط السودان يمتد عليها الاحامدة، الجموعية والبطاحين و الخ.. وعلى النيل الابيض هناك الهبانية والحسانية والجعافرة. سهل الجزيرة ومدينة الرئيسية واد مدني، الحصا حيصا. الكاملين به الان خليط من عدة قبائل من كل انحاء السودان الذين جذبهم اليه المشروع الزراعي الكبير «الجزيرة والمناقل».
في سهل البطانة وحوض النيل الازرق توجد قبائل رفاعة، العبدلاب، العركيين، الحلاوين والشكرية. قبائل الفونج توجد في أعلى اقليم النيل الازرق تجاه الحدود الاثيوبية المجموعات الرئيسية منهم هي الهمج، أهل فازوعلى، الانقسنا، البرتا، البورنو، ادوك والكوما.
الرحل من الرفاعيين ومستوطنات الفلاتا توجد حالياً على طول ضفاف النيل الازرق جنبا الى جنب مع الفونج.
اقليم كردفان توجد به ثنائية المزارعين والرعاة الرحّل من القبائل البدوية العربية، من بين هؤلاء الرعاة.. الكبابيش، الهواوير والشنابلة، ومن بين المزارعين الجوامعة، بديرية الغرب، الحوامدة والحمر. في جنوب كردفان هناك قبائل النوبا، اولاد سليم والحوازمة، يجاور هؤلاء المسيرية ودينكا ابيي من النوقك.
في اقليم دارفور هناك الداجو، البيقو، البركد، فلاته امبررو من غرب افريقيا.
كل هذه الاقاليم المذكورة اعلاه تدخل جغرافياً في نطاق شمال السودان وسكان هذا الاقليم في مجملهم يعودون الى جذور اثنية تتشكل من الأصول الافريقية والعربية. ومعظم هذه المجموعات يقول بروفيسور اجانق ـ يحتضنون الاسلام كدين لهم عدا جيوب قليلة في جبال النوبة حيث يعتنقون معتقدات افريقية بجانب المسيحية.
يخلص البروفيسور اجانق الى ان الدراسات الاثنوغرافية توضح نقاط تشابه وتمايز في الثقافات الفرعية ويرى اجانق انه مع الثقافة العربية ـ الاسلامية السائدة في كل شمال السودان هناك جيوب لاتزال بعيدة عن تأثير هذه الثقافة، وفي جنوب السودان في المقابل مشمول لنمط المعتقدات الافريقية التقليدية في ريفه بينما تتم ممارسة التقاليد الاسلامية والمسيحية في مجتمعاته الحضرية المدينية.
ويقول ان هذا التنوع الثقافي ينبغي الا يكون من نقاط الضعف للأمة السودانية رغم انه يؤدي احيانا الى صراع عنف ضد التكامل الوطني.. ويضيف احياناً لا تنشأ المشكلة من التنوع بل من سياسات الدولة التي تنزع الى ارغام المواطنين على انتهاج نمط احادي للعيش.. ويرى ان التركيز على ديانة واحدة مهيمنة ولغة واحدة وثقافة واحدة تعتمدها آلية الدولة لابد ان تنشأ عنها مواجهة ورفض بما يهدّد التكامل الوطني المطلوب.
المصدر : البيان
|
|
 
|
|
|
|
wad gindeel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست