|
الأعياد والمناسبات الإسلامية تحظى باعتراف متزايد في الولايات المتحدة
|
نقلاً عن الموقع العربي لوزارة الخارجيّة الأمريكيّة
تصدّر عناوين الأنباء في الآونة الأخيرة، قرار اتخذه مجلس مقاطعة هوارد بولاية ميريلاند المتاخمة للعاصمة واشنطن، بالموافقة على قانون يحظر تحديد موعد لعقد أي جلسات استماع علنية خاصة بالمقاطعة في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى. وطبقا لما ذكره مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية ( كير) الذي يهتم بمتابعة مثل هذه التطورات، فإنه على الرغم من أن الإجراء الذي اتخذته مقاطعة هوارد يعتبر إجراء غير معتاد، فإنه يجسد الاتجاه المتزايد نحو الاعتراف الرسمي بالأعياد والمناسبات الإسلامية بالولايات المتحدة. ومنذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 فإن "مزيدا من المسلمين يعملون من أجل تحقيق اندماج جالياتهم في المجتمع الأميركي بدرجة أكبر، ويبذلون الجهد من أجل الحصول على الاعتراف بمناسباتهم وأعيادهم الدينية وتلبية احتياجاتهم المتعلقة بها في المدارس وأماكن العمل" حسبما تقول ربيعة أحمد المسؤولة عن تنسيق الاتصالات في المقر الرئيسي لمنظمة (كير) بالعاصمة واشنطن. وحتى قبل 11/9 فإن المناطق التعليمية في ولايات ميشيغان ونيوجيرزي التي توجد فيها نسبة كبيرة من المسلمين كانت قد أعلنت منح المدارس عطلة رسمية في عيد الفطر وعيد الأضحى. وتحرص المدارس العامة في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وفي جامعات مثل جامعة سيراكيوز بنيويورك على توفير وجبات في مطاعمها تتوفر فيها الشروط الإسلامية وتكون معدة طبقا للشريعة الإسلامية. وفي سيراكيوز يعتبر يوم عيد الفطر إجازة رسمية للطلبة وهيئة التدريس. كما يستضيف كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية حفل إفطار سنوي أثناء شهر رمضان المبارك. وحضر حفل الإفطار الذي أقيم تحت رعاية منظمة كير في الكونغرس الأميركي هذا العام عشر شخصيات من الكونغرس شاركت في رعاية الحفل الذي حضره عدة مئات بمن فيهم دبلوماسيون وأعضاء في الكونغرس ومسؤولون في الحكومة. وفي كاليفورنيا شارك خمسة من أعضاء المجلس التشريعي للولاية في رعاية حفل الإفطار الذي يعتبر أول حفل إفطار رمضاني في مبنى المجلس التشريعي للولاية بمدينة ساكرامنتو عاصمة الولاية. ونعود إلى مقاطعة هوارد بولاية ميريلاند، والقانون الذي أصدرته كان نتيجة تحديد مواعيد لجلسات استماع مهمة لمجلس المقاطعة أثناء عطلة رأس السنة اليهودية وإغفال المناسبة. لكن عضو المجلس كين أولمان -- وهو يهودي -- قدم مشروع قانون يقضي رسميا بحظر عقد أي جلسات استماع في أيام الأعياد اليهودية الرئيسية وهي رأس السنة اليهودية وعيد الغفران. وقال أولمان "حينما كنت أعد مشروع القانون فكرت في أنه من المناسب أن تكون هناك صلة مع الجالية المسلمة بمقاطعة هوارد وسألت إن كان هناك يوم أو يومان في العام يكونان أهم مناسبتين دينيتين أو عيدين للمسلمين لا يستطيعون خلالهما المشاركة في أي جلسات استماع مهمة لو حددت في هذين اليومين." ، وأضاف أولمان أنه بناء على ما تلقاه من ردود "فقد فكرت في أنه سيكون من اللائق أن يرد ذكر عيد الفطر وعيد الأضحى في مشروع القانون." ، وبعد الموافقة على القانون -- حسبما قال أولمان -- فإنه تلقى أكثر من 100 رسالة بريدون (بريد الكتروني) من جميع أنحاء العالم ترحب بالإجراء الذي اتخذه وتصفه بأنه دليل احترام وتقبل. وأضاف: "لقد تلقيت رسائل من مسلمين ومن يهود ممن شعروا بأنه رغم كل القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط فقد كانت لفتة حضارية رمزية أن يتضمن مشروع قانون واحد عيدين لليهود وعيدين للمسلمين."، من ناحية أخرى قالت سيلينا الخطيب مديرة مكتب (كير) في ميشيغان إنها لاحظت جهدا متزايدا من جانب المسلمين وغير المسلمين في سبيل التوصل إلى درجة أكبر من التفاهم المتبادل خلال السنوات الأخيرة. وأضافت: "لقد لاحظت زيادة عدد المطالبين بتلقي تدريب على كيفية تقبل التنوع في المجتمع، والمطالبين بمتحدثين عن الإسلام. إني أتلقى مكالمات تليفونية طوال الوقت من إدارات شؤون العاملين في جهات متعددة تطالب بالحصول على معلومات حتى يتمكنوا من تلبية احتياجات العاملين معهم من المسلمين. وأعتقد أن الجالية المسلمة أدركت بعد 11/9 أننا بحاجة إلى أن نكون منفتحين بدرجة أكبر أمام الناس حتى يمكنهم التعرف علينا، ولذلك يجب أن نكون أكثر نشاطا وفاعلية." ، أما كين أولمان عضو المجلس التشريعي بمقاطعة هوارد في ولاية ميريلاند فإنه أعرب عن تقديره للجالية المسلمة في مقاطعته، وعزا إليها فضل إدراك مدى أهمية الاتصال بالمسؤولين المنتخبين. وأضاف: "إن لم أكن تمكنت من التعرف على القيادات المسلمة، فإنني ربما لم أكن سعيت للاتصال بهم، أو لم أكن لأعرف بمن أتصل." ، ثم خلص عضو المجلس التشريعي بمقاطعة هوارد في ولاية ميريلاند إلى القول: " إن هذا البلد (الولايات المتحدة) قام على أساس قوة التنوع الموجود فيه، رغم أن الأمر استغرق منا وقتا طويلا قبل أن نرى القوة الكامنة في التنوع لدى بعض الجماعات. إن الأمر كله يتعلق بدرجة الوعي، وباكتشاف الفوارق فيما بيننا، وتحطيم الحواجز."
نقله/ أحمد الريّح
|
|
|
|
|
|