مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2004, 05:10 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني







    مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني

    د. بشارة صقر
    [email protected]

    تقويض مفردات الخطاب الرئاسي من خلال تحليل نماذج من تلك المفردات مثل "ديل" بمعني "هم" مقابل "نحن" وهو نفسه خطاب الذي يضع "الجنوبي" مقابل "السوداني" او "الغرباوي" مقابل " ود البلد" او "مرتزقة" و"نهب " و" قطّاع طرق" مقابل "جيش أمة" الخ ........ يكشف ضحالة مفهوم الدولة في بنية هذا الخطاب رغم انه خطاب راسخ وصادر من قمة هرم الدولة. يستخدم هذا الخطاب معيار تمييزي "عنصري" في تصنيف ظواهر متشابهة مثل "حركة التمرد " في الغرب مقابل "جيش امة " سابقا في الشرق , فيصف الاولي بقطّاع طرق وثاني بجيش معارض دون وعي بدلالات هذا التمييز.

    بنية الخطاب الرئاسي يصنف القطاعات الشعبية الي "ديل" و "نحن" وبالتالي له معاييره في "تصنيف" حتي معارضيه حسب الفئة التي ينتمون اليها بين "ديل" و "نحن". هذا الخطاب يختزل الكل الجغرافي في الجزء الذي يفترضه هذا الخطاب باعتباره مكانا محتكرا لتوليد وتغذية الجهاز الرئاسي وبالتالي فاي محاولة للخروج بهذا الجهاز من دائرة "نحن" بواسطة مجموعات "ديل" يعتبر " امرا جللا" يتطلب استخدام اردع واردئ انواع الاسلحة حتي لو كان الثمن ابادة مجتمع "ديل" كما في حالة استخدام سلاح الجنجويد لحرق البنية التحتية لمجتمع دارفور نموذجا . او البتر مثل الخطابات الشمالية التي تطالب بفصل الجنوب عن السودان حتي لا يكون مصدر ازعاج مزمن.

    هذا المفهوم الاختزالي التنضيدي يفرغ المؤسسة الرئاسية مِن َ كونها كيانا كليا شاملا لكل الشعب إلي مؤسسة "نحن" في يد الفئة الحاكمة كآلة وسلاح لمواجهة "هم" او "ديل" , وبالتالي فان المؤسسة لا تجد أي حرج في ارتكابها كل الممنوعات التي تدخل في القاموس الدولي ضمن "جرائم الحرب" دون أي وعي او اعتقاد بمسؤوليتها تجاه من تبيدهم

    السؤال الذي يبادر الي ذهن المراقب هو ماالذي يجعل الجهاز الرئاسي يتخلي عن متطلبات الحد الادني تجاه من يفترض انهم مواطنيها من المدنيين وهل الجهاز يرتكب ذات المجازر ويتعامل بذات الوسائل اذا حدث نزاعا او تمردا مشابها لما حدث في الغرب في الدائرة الجغرافية لمجموعة "نحن"؟ .

    لمعرفة جذور هذا الخطاب ومرتكزاتها المنهجية , لا بد من تحليل مفهوم الدولة عند الجهاز الرئاسي وهو مفهوم ظل راسخا منذ قيام الكيان السوداني وقد بدات بوادره بالظهور مع الدولة المهدية في ما عرف بصراع الغرابة – اولاد البلد "الاشراف".

    هذا المفهوم يرتكز علي الخلفية الشرقية لمفهوم الدولة , وسنقوم في السطور التالية شرح هذا المفهوم بناء علي قراءة د. محمد جابر الأنصاري ثم نورد نماذج من مفهوم الدولة التي تقابل هذا المفهوم والذي قام عليه كثير من الامبراطوريات والممالك الافريقية.

    نستخدم نموذجين من نماذج لغة الخطاب الرئاسي لتفكيك تلك العقلية في فهمها لمفهوم الدولة القائم علي معني "د-و-ل" و "دولة" بمعني غلبة . وهو مفهوم يختزل الدولة في الفرد او الجماعة او النظام الحاكم وهو ذاته المفهوم الذي يجسده بجدارة المفهوم الشرقي للدولة .

    النموذج الاول:

    في لقاء تلفزيوني بث علي الهواء مباشرة قال الرئيس البشيرموجها حديثه الي اهل دارفور وبصورة يستبطن السخرية :

    "ديل شبعوا وعايزين يحكموا"

    النموذج الثاني :

    قال النائب الاول للرئيس في لقاء بثه الفضائية السودانية في امسية الاحد 27/6/2004 بغرض تسويق اتفاقية نيفاشا :

    "اذا اراد اهل دارفور ان يحكموا انفسهم فان اتفاقية نيفاشا وفر لهم ذلك , اما اذا كان لديهم طموحات اكبر ويريدون المشاركة في السلطة المركزية فهذا ايضا ممكن". (الخط من طرفنا)

    تفكيفك المعني الكامن وراء نموذجين يكشف عن بنية خطابية فوقية "استعلاعية" يعمل علي تصنيف الآخر"ديل" في اطار ادني منه وبالتالي يفترض ان لا يفكروا في الحكم , واذا ظهرت لديهم طموحا فان ذلك يتم معالجته في اطار ما يمنحه لهم جماعة "نحن" وليس خارج هذا الاطار.

    ان هذا الخطاب الرئاسي الاستعلائي يشتغل مستندا علي المفهوم الشرقي للدولة والتي تتعارض مع او تتقاطع مع مفهوم الدولة في التراث الافريقي الذي يرتبط عادة بالمكان او الشعب , ومع المفهوم المعاصر للدولة لدي كثير من الامم.

    فالخطاب الرئاسي يصنف الشعب في تراتيبيات تنضيدية يخلع علي بعضهم "حق الحكم" ويخلع عن البعض الاخر هذا الحق بناءا علي فرضية "الاصالة" الموهومة متجاوزا علي سبيل المثال في حالة اهل دارفور تاريخهم الثري الراسخ في مسائل الحكم المشهودة . وقد استخدم الجهاز الرئاسي ارتكازا علي هذا المفهوم وسائل وآليات غير اخلاقية و تعسفية لسحق الثورة في دارفور , فقام باستخدام "الجنجويد" كسلاح لضرب بنية دارفور المجتمعية في "الصميم" ضربة يقصم ظهرها ويجعلها تتخبط في وحل الصراع الداخلي هادفا من ذلك ابعادها عن مركز الحكم وان كانت تلك الضربة اخطات هدفها الاستراتيجي بسبب يقظة الثورة , الا ان آثارها الانسانية احدثت جراحا يصعب اندماله بسهولة.

    تعاملت الدولة مع شعب دارفور بمفهوم "نحن" و"ديل" لذلك لم تكن همها كم روحا ازهقت و كم مدنيا شردت بقدر همها ابعاد هذا "الآخر" او "ديل" حتي لا تؤول "الدولة" له انطلاقا من المفهوم الشرقي الذي يربط الدولة بالفرد القائم وليس كمؤسسة منتصبة قائمة تتعالي علي الجهاز الرئاسي لتحتضن الجميع.

    القراءة العميقة لما وراء تصريح الرئيس ونائبه يكشف مفهوم الدولة عند الجهاز الرئاسي والتي تقوم علي فرضية ان الدولة تعني في الاساس شمال السودان وان الحاكم يجب ان يكون من تلك البقعة الجغرافية وهو المفهوم التي يربط الدولة التي فضاءها مليون ميل مربع بجماعة وساحة جغرافية محددة مسبقا .

    حسب مفهوم الجهاز فان الجماعة الموصوفة "بديل" يمكن ان يكونوا من غرب السودان او جنوب او شرق ولا يجب عليهم ان يفكروا اكثر من "الشبع" اما موضوع "الحكم" فذلك خط احمر . خطورة هذا المفهوم في كونه صادر من قمة الجهاز الرئاسي ومرتبط باللاشعور وبالتالي يمثل اساس وقاعدة قوية لتوليد واعادة انتاج الصراع الذي وصف في اكثر من ورقة بصراع المركز - الهامش.

    ولمعرفة جذور هذا المفهوم العربي للدولة والذي يختزل "الكل" الجغرافي او الشعب في "الجزء" الحاكم سوف نقوم بشرح هذا المفهوم معتمدين علي قراءة د.محمد جابرالأنصاري كما ذكرنا, كما نقوم بشرح مفهوم الدولة في التراث الافريقي

    يقول د. محمد جابر الأنصاري عن مفهوم الدولة في الشرق العربي:

    " فقد اقتصر المصطلح السياسي العربي التقليدي –والي الوقت قريب في العصر الحديث – علي معني "الحكومة" او "النظام القائم الحاكم" او "الاسرة والجماعة الحاكمة"- معني السلطة السياسية القائمة في زمان ما بمعزل عن عموم الكيان الجغرافي والبشري الذي تحكمه , فقيل "الدولة الاموية" و " الدولة العباسية" و "الدولة الادريسية" و "الدولة الطولونية" الخ ....."(27)

    ويضيف:

    "والجدير بالملاحظة – والتحليل و التفسير- ان مفهوم "الدولة" في الاصطلاح العربي التقليدي المقتصر علي معني السلطة الزمنية لجماعة ما , المعرضة دوما للتغيّر والانقلاب لتحل محلها "دولة" اخري – بعكس المفهوم الكياني المؤسسي الدائم و الثابت للدولة في معناها الكلاسيكي الغربي والمعاصر" (29)

    ويقول:

    "ان ذلك المفهوم العربي نابع من المعني اللغوي الاصلي للجزر د-و-ل (ومنه:دال) الذي يدل بشكل متواتر علي معني التحول والتبدل والانقلاب والتداول من حال الي حال دون ثبات دائم علي نحو معين او وضعية بعينها" (29)

    ثم يقوم د. الأنصاري بمقارنة بين المفهوم العربي والغربي للدولة:

    " والدولة – في ((لسان العرب)- هو اسم الشئ الذي يتداول , والدولة الفعل والانتقال من حال الي حال )) فنلاحظ رغم كونها اسما فهي ((فعل)) متحرك منتقل وليست حالة ثابتة (state , static ) كما في المعني الاوروبي وجزره اللغوي اللاتيني , فمصطلح state في الانجليزي او (etat) في الفرنسية مستمد من الاصل اللاتيني status وفعله stare الذي يقابله الفعل ( to stand ) في اللغة الانجليزية – بمعني ((يقف وينتصب ويصمد. ويكون في موقف او وضع معين , ويظل قائما او نافذا ساري المفعول)) . كما جاء في معانيه المعجمية وعلي عكس من ذلك ((دال ويدول)) في العربية اذ يقال للشئ اذا اصابه البلي او تعرض للذوال (( اندال القوم تحولوا من مكان الي آخر)).(29)

    "من منظور فلسفة الدولة الحديثة يمكن القول ان العرب قد عرفوا الدولة بمفهومها لدي ميكافيلي وهوبز , لكنهم لم يقتربوا منها بمفهومها لدي هيغل ومون لوك , فبقدر ما يقرب ((الدولة))عند العرب من طبيعة الدولة ((الهوبزية)) تفتقد طبيعة الدولة ((الهيغلية)).

    ثم يقول " ولعل هذا التماهي والتداخل البنيوي بين الحكومة والدولة في العالم العربي - قديما وحديثا - يفسر لنا الان ذلك الاضطراب المفهومي الذي عرضنا له في بداية هذه الدراسة فيما يتعلق بالدلالة الحقيقية لمصطلح ((دولة)) في القاموس السياسي العربي .وبالايهام واللبس المعنوي الذي مازال يوحي به بين مفهوم ((دولة)) كنظام و ((الدولة)) كمؤسسة شاملة للوطن والحكم , مع تضخيم معني ((الدولة)) في مفهومها الفرعي الاول , وضموره في مفهومها الاساسي الثاني الي حد الاندماج في المفهوم الفرعي .وكما يقول جورج بوردو في مبحثه: ((ليس كل مجتمع منتظم دولة.. وثمة اشكال (من السلطة) لا تمت بصلة الي دولة)) " (47)

    فالدولة اذا في المفهوم العربي يعني الجزء الحاكم ويتمثل في العائلة او الفرد او الجماعة الحاكمة وهي دولة "بينهم" يمكن "فقدها" ليذهب الي "الآخر" او "ديل" الذي هو في الاساس جزء اصيل من هذا الكيان , وبهذا المعني فلا وجود للشعب ولا معني للجغرافيا الا في الاطار الذي يخدم هذا الجزء المتمثل في " الحاكم" او "الملك" او "الجماعة الحاكمة" .

    وهكذا يتضح ان المفهوم الشرقي للدولة والذي يرسخها الخطاب الرئاسي في السودان والذي جعل الكل "الدولة" او "الشعب" يختزل في "الجزء" الحاكم , هو المفهوم ذاته الذي بني عليه الكواكبي نظريته في تحديد الفروق بين الشرقيين والغربيين في كتابه طبائع الاستبداد حيث كتب :

    " وبين الشرقيين والغربيين فروق كثيرة , الغربيون يستحلفون اميرهم علي الصداقة في خدمته لهم والتزام القانون . والسلطان الشرقي يستحلف الرعية علي الانقياد والطاعة! , , الغربي يعتبر نفسه مالكا لجزء مشاع من وطنه, والشرقي يعتبر نفسه واولاده وما في يديه ملكا لاميره! , الغربيون يضعون قانونا لاميرهم يسري عليه , والشرقيون علي قانون مشيئة امرائهم! الغربيون قضاؤهم وقدرهم من الله , والشرقيون قضاؤهم وقدرهم ما يصدر من بين شفتي المستعبدين!" (97)

    الدولة في مفهوم الشرق هو" النظام القائم" لذلك جاءت تسمية "الدول" في التراث الشرقي مرتبطا بالجزء مثل "الدولة الاموية" و "الدولة الفاطمية " والدولة الادريسية"

    وفي التراث السوداني جاءت "الدولة المهدية" قائما علي تلك الخلفية الشرقية . كما قامت الدولة السودانية منذ الاستقلال وحتي النظام القائم الآن علي ذات المفهوم في جوهرها وان اختلف الامر هنا في عدم الارتباط المباشر بين اسم النظام الحاكم والدولة , ويمكن توضيح ذلك من خلال الثنائيات التالية:



    السودان- الشمالية

    حزب الامة – المهدي

    حزب الاتحادي – الميرغني

    الجبهة - الترابي

    الشيوعي - نقد

    هذه الثنائيات مرتبطة ارتباطا وثيقا فيما بينها الي درجة التي اصبحت من المستحيل التفريق بينها الا في اطار البتر اوانتاج الازمات الخانقة سواء كانت ذلك متمثلا في صراعات الشمال الشرق او الشمال الجنوب او الشمال الغرب او في الانشطارات المتكررة للاحزاب السودانية بسبب هذا الارتباط القوي بين ثنائية الحزب – الزعيم

    اذا كانت مفهوم الدولة في الشرق مرتبطة" بالجزء" وتتجسد فقط من خلاله , سواء كان ذلك "الجزء" حاكما فردا مطلقا او نظاما حاكما . كيف كانت مفهوم الدولة في التراث الافريقي؟.

    مفهوم الدولة في التراث الافريقي ارتبطت بالجغرافيا او الشعب , وهذه ظاهرة مشهودة فالممالك الافريقية حتي الاسلامية ذات الارتباط الوثيق بالتراث الشرقي لم تشذ كثيرا من هذه القاعدة.

    مثل امبراطورية "غانة" و "مالي" و"سونجي والمملكة التي تكونت من اتحاد كونفدرالي بين مجموعة من قبائل افريقية في غرب افريقيا والتي سميت "مملكة كانم" التي تحولت فيما بعد الي مملكة اسلامية علي يد ماي دوناما ديباليمي Mai Dunama Dibbalemi (1221-1259)

    وفي التاريخ السوداني قامت ممالك افريقية عريقة ارتبطت اسمها بالشعب او الجغرافيا مثل "الكوش" ومملكة "العلوة" و "سلطنة دارفور.

    ففي سلطنة دارفور علي سبيل المثال كانت نسق العلاقة التي تربط مركز السلطنة بالممالك التابعة لها علاقة شبه فيدرالية حيث تتمتع تلك الممالك بشكل من اشكال الحكم ذاتي .

    معظم الممالك الافريقية قامت علي مفهوم الدولة "الارض" او الشعب" وليست الدولة "النظام الحاكم" او "الجزء" الذي يختزل "الكل".

    كما سجلت التراث الافريقي انماط من الديمقراطية تجلت في المقدرة علي محاسبة الحاكم "الجزء" من قبل الشعب "الكل" مما يؤكد فرضية قيام الدولة بمعناها (state).

    اذ كتب الزعيم الافريقي نلسون مانديلا في كتابه رحلتي الطويلة نحو الحرية عن النمط الديمقراطي في محاسبة سلطان الكوسا في اجتماعات مجلس اعيان السلطنة وهي الشعب الذي ينتمي اليه مانديلا اذ قال :

    " يوجه السلطان الدعوة لهذه الاجتماعات وتبدا الحياة تدب في "المكان العظيم" بوصول الوفود القادمين للمشاركة من جميع انحاء بلاد التيمبو. يتجمع الحاضرون في السّاحة الواقعة امام بيت السلطان , فيفتتح السلطان الجلسة بتوجيه الشكر للحاضرين فردا فردا ثم يشرح الاسباب التي دعت الي عقد الاجتماع ثم يلتزم الصمت حتي يشارف الاجتماع الي نهايته. في تلك الاثناء تتاح الفرصة لكل من يرغب في الحديث ان يتكلم ويستمع الحاضرون لما يقوله بدون مقاطعة او تمييز اللهم الا في مراعاة ترتيب المتحدثين حسب مكانتهم في القبيلة.انه ديمقراطية اصيلة تتيح التعبير للرئيس والمرؤوس, وللمحارب والطبيب, وللتاجر والمزارع , وللمالك الارض والعامل سواء بسواء.وكانت الاجتماعات تستمر ساعات طويلة وكان الاساس الذي يقوم عليه ذلك النظام هو حرية الجميع في التعبير عن آرائهم والمساواة بينهم كمواطنين .فيما عدا النساء اللاتي كن ويالاسف يعتبرن مواطنين من الدرجة الثانية.(*)

    ثم يقول:

    " كم كان تدهشني في الايام الاولي الشدة والصراحة التي يصل اليه الحاضرون في انتقادهم للسلطان. فلم يكن السلطان قط فوق النقد بل انه غالبا ما يكون الهدف الرئيسي له, ومهما بلغت خطورة التهم الموجهة اليه كان ينصت لما يقال دون ان يهب للدفاع عن نفسه او تظهر علي وجهه ملامح الانفعال , وعندما يقترب الاجتماع من نهايته وتميل الشمس الي الغروب, يقوم السلطان ليتحدث فيلخص ما قيل ويحاول التقريب بين ما طرح من آراء مختلفة تمهيدا لبلورة راي يمكن ان يجمع عليه الحاضرون.غير ان الاجتماع لا يفرض رايا معينا ان وجد من يعارضه ,واذا لم يتحقق الاتفاق يؤجل الامر الي اجتماع آخر ويختتم المجلس بقصيدة تمدح امجاد الملوك القدامي فيها مزيج من الشكر والهجاء للزعماء الاحياء فيهتز المجلس بضحك الحاضرين وفي مقدمتهم السلطان نفسه"(*)

    ثم يقول منديلا:

    "لقد التزمت طوال حياتي بتلك المبادي التي كان السلطان يتبعها في مجالس "المكان العظيم", فاحرص دائما علي الاستماع الي ما يقوله كل من يشارك في نقاش او اجتماع قبل ان اجازف بالتعبير عن راي الخاص الذي لا يعدو في الغالب ان يكون تلخيصا لراي مشترك من بين ما سمعته من آراء وافكار ولا زالت اذكرالحكمة التي يرددها السلطان من ان القائد كالراعي يسير وراء القطيع فيدع اكثرها رشاقة يتقدم وبقية القطيع تتبع دون ان تدرك انها توجه من الخلف".(*)

    اما في قبيلة الاشانتي في الافريقيا الغربية فقد ذكر هرسكوفتش في كتابه اسس انثروبولوجيا الثقافية عن ممارستهم لنوع من الطقوس تسمي طقوس الابو تؤكد قدرة هذه القبائل علي محاسبة الحاكم علي طريقتها :

    " ففي احتفالات الآبو، لا يسمح فقط، بل يجب، أن يسمع أصحاب السلطة، السخرية واللوم واللعنات من رعاياهم بسبب المظالم التي ارتكبوها. ويعتقد رجال الآشانتي أنّ في هذا ضمانة لكي لا تتعذّب أرواح الحكام بسبب كبت استياء الغاضبين. ولولا ذلك، لأفضى تراكم الاستياء وتعاظم قوّته، إلى إضعاف سلطة الحكام، بل وإلى قتلهم. ولا تتطلّب فعالية هذه الآلية (الفرويدية الجوهر) في التنفيس عن الكبت أي إيضاح. فهي تلقي ضوءاً أكبر على ما تقوم به من أشكال السلوك المنظّمة في نظم اجتماعية، من تصحيح لاختلال التوازن في نمو شخصيات الأفراد الذين تشملهم".

    ما بين المفهوم الافريقي للدولة والتي تجب ان تكون وعاءا جامعا للكل المجتمعي ومستودعا ومتنفسا للثقافات كلها من خلال خلق نسق وظيفوي فعّال , وبين المفهوم الشرقي الذي يستميت الي اقصي درجة ممكنة من اجل اختزال الدولة داخل "ساحة" او "ثقافة" او "جماعة" ما دون دون الفضاء الكلي او الثقافات او الجماعات الاخري يبقي مآلات الصراع المسمّي المركز – الهامش مفتوحا في كل الاتجاهات ولكل الاحتمالات

    الهوامش:

    - 27 ص , 29 , 47 , د. محمد جابر الانصاري التأزم السياسيّ عبد العرب وسوسيولوجيا الاسلام

    - ص 97 عبدالرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد

    - * نلسون مانديلا رحلتي الطويلة من اجل الحرية , ترجمة عاشور شامس
                  

11-11-2004, 02:57 AM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    الاخ/الدكتور بشار
    تحياتنا لك ولنا عوده للموضوع
                  

11-11-2004, 08:11 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    مرحبتين حبابك

    يا ابوعرفة

    البيت بيتك اتفضل لقدام
                  

11-11-2004, 08:30 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)




    تكرر كثيرا علي لسان الرئيس بشير واركان نظامه تصريحات ومقولات وعنتريات تؤكد ضحالة مفهوم الدولة والعلاقات التي تنتظم بينها وبين الحكومة في بنية العقل الملهم لنظامهم .

    عندهم الحكومة هي الدولة ومن ثم أي خروج علي الحكومة اوالهجوم عليها تعني خروجا وهجوما علي الدولة نفسها ويتطلب معاملة المواطن "الخارج" او "المتمرد" او "المعارض" معاملة العدو المتربص "بالحكومة" والتي تعني عندهم "الدولة" وبالتالي فهم يتعاملون مع المواطن المعارض بذات الطريقة التي يتعاملون بها مع العدو المهاجم للوطن من الخارج بل وبشكل اكثر وحشية ودموية واستئصالية
    وقد تجلّت ذلك بشكل واضح في حديث المحامي الانقاذي فتحي خليل عبر الفضائية السودانية في معرض انتقاده للتقرير الامريكي عن الابادة الجماعية في دارفور , حيث لا يري فتحي خليل في مليوني لاجئ ونازح سوي اعداء يجب عدم الاخذ بشهاداتهم في ما يقولونه عن المآسي او الجرائم التي ارتكبتها النظام في حقهم حينما قال " ان التقرير اخذ من النازحين واللاجئين في تشاد وهم يقولون ذلك تحت ضغط املاءت من المتمردين" انتهي .

    في اعتقادي من هذه العقلية تولدت الافكار الجهنمية التي تجلّت في سياسات الارض المحروقة وقتل وحرق وابادة المجتمعات التي لم تجد غير الكفاح المسلح سبيلا لاسترداد حقوقها .
    وهي سياسة مرضية خبيثة تاخذ المواطن البرئ المسالم بجريرة "المتمرد"
    المقاتل .

    نماذج اخري

    " زارعنا غير الله اليقلّعنا "

    اخذناها بالقوة ومن ارادها فلياخذها بالقوة

    عند النظام
    الحكومة = الدولة
    الشعب = المؤيدين للنظام
    المصالح العليا للشعب = تلك القضايا الضيقة التي تخدم النظام ويطوّل فترة بقاءه في السلطة ولو كانت علي حساب سحق وقتل الاكثرية المعارضة للنظام
    فهل يستقيم اقامة دولة بمعناها الحديث دون تفكيك هذه العقلية الضحلة في مفهومها للدولة ؟
                  

11-11-2004, 01:55 PM

فايز السليك

تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    الصديق الدكتور بشار
    لك التجلة على هذا المجهود الفكرى المميز. وكم هو مهم ان نبدأ فى تفكيك ما يسمى بالدولة فى السودان. هذا الكيان المترهل.
    وايسعدنى ان انقل هذه الاضافة وهى من مشروع كتاب اقوم بتأليفه باسم _ دارفور من اشعل الحريق؟
    مشاهدات وشهادات حول الابادة والجنجاويد
    . والدولة هى الاطار العام الذى يضم الحكومة والاحزاب والمنظمات والمجتمع. و " الدولة ليست مجرد مؤسسة فقط او مجرد تركيب، بل هى مركب علاقات معقدخلقته اختلافات وصراعات العلاقات الاجتماعية واشكال التنظيم الاجتماعى المتطابقة معها، ولذلك، الدولة ليست مستقلة عن الطبقات الاجتماعية او عن صراعاتها، بل هى فى ذاتها نتاج حقائق الواقع الاقتصادية الاجتماعية. ولكن هناك فى المجتمع. بشكل عام مصالح متنافسة وصراع مرير من اجل الهيمنة" . وكلما انحسر وجود منظمات المجتمع المدنى زادت اهمية المؤسسات البدائية، وتقوقع السكان المحليون فى قوقعة القبيلة، واشبعوا غريزة الانتماء من اثدائها، ووفقاً لنظريات علم النفس يحتاج الفرد الى اشباع الحاجات الاساسية مثل الاكل، والشرب، والمسكن، والملبس، ثم بعد ذلك يفكر فى الانتماء الى اسرة وقبيلة ومجموعة؛ ومن ثم اشباع الغرائز الاخرى مثل الحب والابداع وتحقيق الذات فوق قمة الهرم.
    الا ان الفرد السودانى غالباً ما لايستطيع الصعود فوق قمة الهرم لان حاجاته الاولية جائعة وظمأى فيتوقف طموحه فى الاندماج فى مؤسسة القبيلة. ويسمى الدكتور ابكر هذه العلاقة بنمط الاسرة البطرياركية" فاذا عرفناهابانها الاسرة الممتدة التى تحتوى اكثر من جيلين، وتعتبر الاسرة النووية – اى علاقة القرابة من الدرجة الاولى – مجرد فرع من فروعها او امتداد من امتداداتها، نجد ان هذا النمط هو السائد فى اغلب بقاع السودان ( لا نفرق بين احد من قراه او مدنه ). ولدى كافة الكيانات الثقافية والاثنية التى يفوق عدد الاسرة الواحدة فيها المائة فرد كما عند بعض القبائل فى جنوب السودان. ومشكلة هذا النمط انه يربى الفرد غالباً علبى نوع من التبعية الصارمة، يصل الى احيان كثيرة الى درجة الغاء استقلاليته فى امور هى الى الخصوصية اقرب، مثل اختيار الزوجة بالنسبة الى الرجل اما بالنسبة للمرأة فلا قياس" . وهذه التبعية الصارمة تتجلى فى الوعى الجمعى، او ما يصطلح على تسميته بعقلية القطيع، حيث يتبع كل الافراد الى سلطة القبيلة. فالدولة فى السودان لم تتشكل بالمعنى الحقيقى للدولة الى اليوم. "والسودان من اكثر الدول تعددية فى الاعراق والثقافات ، فهناك اكثر من 500 قبيلة ولغة، والتعدد ليس هو المشكلة فى حد ذاته. المشكلة هى الطريقة المذكورة اعلاه فى النظر الى الآخرين والنظر الى السلطة خاصة وان السودان دولة مصنوعة وقصيرة التجربة – اقل من قرنين منذ قيام الدولة الحديثة فيه – وهذه الدولة الحديثة مجرد شكل تم الباسه على مجتمعات تقليدية مختلفة ثقافياً ومتفاوتة تاريخياً تم جمعها حسب مقتضيات خارجية متمثلة فى مصالح الاستعمار وتوجهاته فى الاساس، ولما ذهب الاستعمار خلف شكل الدولة وراءه لهذه الكيانات للتنازع حوله كل باسلحته القديمة، التى ليس من بينها مالك لافق يستوعب ضرورة التوازن من اجل التعايش السلمى، التوازن بين حاجة الدولة الى النظام وحاجة هذه الكيانات الى التعبير والممارسة والتطلع. وبرغم صحة التنظير ان التعدد مصدر للاغناء، الا ان الواقع يسير بعكس ذلك خاصة على مستويات السلطة والاقتصاد والاعلام، ولان كل حزب بما لديه فرحون فقد برزت النزاعات الدامية حول السلطة والحروب الاهلية وازمة الهوية" . كما يواصل ابكر رؤيته فى مقال آخر ( قراءة نقدية لخطاب المهدية الجديدة " وهي المجتمعات القرابية (قبائل، قوميات، طوائف، عصبيات) ووجودها الاجتماعي يخفي طبقيته الرأسية في أشكال أفقية من مراكز وهوامش لا تكون الهيمنة في أساس الفوارق فيها لعلاقات الإنتاج فحسب، وإنما تتداخل الأبعاد الأخرى؛ العرقية، الدينية، المذهبية.. إلخ. " . "ولا يعرف النظام الإجتماعي هنا التمايز الواضح بين البنيتين التحتية والفوقية، بل الغالب فيها هو تداخل عناصرهما بصورة تجعل نظام المجتمع برمته عبارة عن بنية كلية واحدة مما يخفي الصراع الطبقي، وبالتالي ضعف الوعي الطبقي. وأبرز سمات هذه البنية هي:

    ـ هيمنة العلاقات الطبيعية (القرابة، العصبية، القبيلة) والعلاقات الإيديولوجية (الدينية، الطائفية، والمذهبية..).

    ـ سيادة (الوعي الفئوي)[7] (العصبية القبلية، التعصب الطائفي، التضامن الحرفي/أو الإقليمي أحياناً).

    ب/ المجتمعات ماقبل الرأسمالية المشوهة: التراتبية المزدوجة:

    هي الطابع العام لمجتمعات الدول التي صنعها الاستعمار، المكونة من مجتمع أو مجتمعات قرابية متعددة أُلبست شكل الدولة الحديثة، فصارت لا هي تدار بالشكل الذي يتناسب وبنيتها وإمكانيات تطورها الداخلية، ولا هي استطاعت تغيير بنيتها لتتناسب مع شكل الدولة الحديثة، فأصبحت حقلا من التناقضات الرأسية الطبقية، والأفقية الإثنية الثقافية (الكلية)، وهو ما نسميه تناقضات المركز والهوامش. أي أن التراتبية الاجتماعية ذات طابع مزدوج، فصعود الفرد يحدده البعد الرأسي المتعلق بعلاقات الإنتاج وفي نفس الوقت يحكمه وضعه الإثني الثقافي (القرابي) في الوضعية/الدولة " .
    والكلام بين الاقواس من الدكتور تيسير محمد احمد والدكتور ابكر آدم اسماعيل
    وسنواصل.
    فايز السليك
                  

11-12-2004, 07:33 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    الصحفي الانسان

    فائز السليك

    كل عام وانت بالف خير

    اعاده الله علي الجميع بالخير والبركات

    مربتين حبابك في دارك

    وكيف احوالك وانت هنالك بدون رفقة الرائع بكري الجاك


    وشكر اجزله علي هذا المجهود المقدّر الذي تبدي لنا من مناظره عمق ما في داخل جرابه

    وفي انتظار التدفق التفكيكي لموضوع الدولة الاشكالية هذه
    .

    (عدل بواسطة د. بشار صقر on 11-13-2004, 05:42 AM)

                  

11-12-2004, 10:50 AM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    الدكتور بشار

    الازمة الاكبر ليست فى الخطاب الرئاسى فقط انما فى العقلية المركزية المهيمنة على النخب المسيطرة على السودان منذ الاستقلال حيث تماهى مفهوم الدولة مع شخصياتهم فاصحبوا ينظرون الى السودان من خلال انفسهم هم وما عداهم فهم رعايا لاغير .
    فانظر الى الازمة فدارفور والتى نتج عنها اكثر مليون ونصف مشرد داخلى اكثر من ثلاثمائة الف لاجئ فى تشاد حوالى سبعين الف قتيل بالاضافة الى حالات من الاغتصاب وووو الخ تجد ان كل القوى السياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار لم تتفاعل مع هذه الاحداث ولم تدين العنف حتى هذه اللحظة بصورة صريحة مما يضع كثير من علامات الاستفهام حول الكثير من المسلمات القديمة وانا شخصيا تناقشت مع العديد من السودانييين من مختلف التخصصات من اساتذة جامعات حتى مواطنييين عاديين حقيقية وجدت افكلرهم واحساسهم بقضايا الهامش مهبطة الى الحد البعيد لمستقبل السودان ككيان موحد
                  

11-13-2004, 05:41 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: abuarafa)

    الحبيب ابوعرفة

    كل عام وانتم بخير

    وعلي الجميع باليمن والبركات

    المداخلة عميقة وساعود للتعليق

    صقر
                  

11-12-2004, 10:21 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    صرخه00
    جميعنا نقف على حنين وذكرى00
    و
    عندما نقف على الاطلال يشتعل فينا الحنين بلهب الذكرى 00
    *المشوار والاختيار كثيرا مايبدو صدفه وحقيقه عندما يتسع الافق تضيق العبارة فالموقف اكبر من ان تحصره كلمات00
    كل عام وانتم بخير والسنه دى قبل الجايه تتحق امانيكم00 د. بشار صقر 00


                  

11-13-2004, 05:36 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)



    الرائع معتز


    وانت بالف خير


    وكل سنة وجميع الرائعين بخير
                  

11-16-2004, 12:02 PM

فايز السليك

تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    ما بين المركز والقبائل الدارفورية ذات الاصل العربى. من يستغل من؟.
    الدكتور بشار كل عام وانت بخير - واضيف هنا هذا الجزء المرتبط بالدولة وعلاقة الازمة السودانية فى دارفور بشكل الدولة وعلاقاتها فى محاولة لتفكيك بنية ما يسمى بالدولة السودانية والموضوع ادنا مأخوذ من مسودة الكتاب الذى اشرت اليه فى الماخلة السابقة

    ويبقى السؤال من يستغل من؟. هل يستغل المركز احساس القبائل ذات الاصل العربى لبسط هيبة الدولة المنكوبة والحفاظ على بقاء رموزه فى الحكم؟. ام تستغل تلك القبائل سلطة المركز لتبطش وتقتل وتغتصب تحت اشعة الشمس الاستوائية، وتحقق نفوذاً لها وتعيد توطين افرادها فى دارفور لا سيما فوق الاراضى الخصيبة فى الجنوب من ذاك الاقليم المنكوب؟. وهل السلطة هى اداة تلك القبائل فى ممارساتها التى هزت الضمير العالمى وتحقيق اجندتها؟ ام ان القبائل هى اذرع السلطة الباطشة للحركات المقاتلة، او المتمردة، او الثائرة؟. ام تلاقت مصالح الطرفين تحت عباءة الايدولوجيا ليشكلا تحالفاً ضد المجموعات الاخرى ليحفظ كل منهما بقاء الآخر ويضمنان هيمنتهما؟. هى تساؤلات تقفز الى الذهن كلما ازداد الصراع الدموى ضراوة، وارتفعت السنة لهب الحريق الكبير فى دارفور الكبرى، وانا اذ اطرح هذه التساؤلات اطمح فى اجوبة من قبل القراء بعد ان اجتهدت فى تقديم توصيف وتحليل متواضع للازمة السودانية فى دارفور. كما سوف اضع رؤيتى الخاصة فى خلاصة هذا الكتاب.
    ربما يظن البعض ان الازمة فى دارفور هى ازمة خاصة بتلك الرقعة الجغرافية فى الخارطة السودانية، وان الحرب فى حد ذاتها هى الازمة. لكن ما حصل فى دارفور، وما يحصل فى المستقبل مرتبط ارتباطاً لا فكاك منه بالازمة السودانية فى شمولها. وهى ازمة نتجت عن سياسات النخب الحاكمة ومنطلقاتها الاسلاموعروبوية. وهنا تجدر الاشارة الى ان الفرق كبير بين الاسلاموعروبوية كايدولوجيا، وبين الثقافة العربية كقيم وانماط سلوك وعادات وتقاليد، والعروبة كمشروع هوية. وبين الاسلام كدين وممارسة شعبية وطقوس وروحانيات، وبين الاسلام السياسى كنظام للحكم يقوم على آيدولوجيا تخاطب المشاعر وتغدغدغ عواطف المسلمين. وعند الايدولجيين الاسلام عربى وبلسان عربى، فكل مسلم هو بالضرورة اقرب الى العروبة. فالثقافة العربية هى واحدة من مكونات الثقافات السودانية ومن العسف القفز فوق هذا الواقع. كما انه من حق اى فرد او جماعة ان تختار الهوية التى تروق لها، والاسلام هو دين الاكثرية فى السودان وليس من المنطق انكار هذا الامر. والاثنان - العروبة والاسلام يلبيان طموحات الكثيرين ويحققان اشواق فئات من الشعب السودانى. لكن الازمة تكمن فى الرؤية الاحادية لنخب حقل الثقافة العربية والاسلامية بمحاولة الغاء الآخر والاعتراف بوجوده ككيان مستقل لا رابط يربطه بالعروبة، ولا وجدان يشده نحوها، ولا حنين يجرفه صوب ماضى العرب ودولة الاندلس والفردوس المفقود لان مخياله لم يتلون بصور فرسان العرب وايام مجد العباسيين قبل انتصار سلالة العباس قبل ان تتلوث بجينات الموالى والفرس. هى ازمة الايدولوجيين الذين تغطى عيونهم الغشاوة فيسعون وهم فى غيهم ماضون الى ازمنة ثقافية راكدة، ويريدون اسر الجميع معهم فى ذات الازمنة.
    وفى السودان كما يرى السيد الصادق المهدى الذى قال " اسجل اعترافاً بان كثيرين منا نحن ممثلوا الثقافة الاسلامية العربية قرأوا دورها قراءة ايدولوجية اغفلت حقوق الآخرين ووصلت ذروتها على نظام الانقاذ مما خلق ظروفاً موضوعية لاستقطاب حاد جعل ارباب الاديان والثقافات الاخرى يندفعون فى نهضة احتجاجية مضادة". . ونشكر للمهدى اعترافه رغم انه يأتى فى محاولة تبريرية للدفاع عن مشروعه العروبى الذى يحمله كل مستعربى السودان فى اقصى اليمين او اليسار. لكن المهدى كان اول المتواطئين مع مشروع" التجمع العربى" فى دارفور ولو صمتاً. وفى عهد المهدى بدأ مشروع العروبيين فى دارفور فى التخلق، واعطاء مسحة جديدة للصراعات القبلية فى دارفور. وهو الذى ذهبت حكومته فى الثمانينات الى اصدار احكام الخيانة ضد اثنين من اساتذة جامعة الخرطوم ؛ هما عشارى احمد محمود وسليمان بلدو لاصدارهما كتاباً عن مجزرة الضعين التى صمتت حيالها الحكومة الديمقراطية تواطؤً. وهو الذى وقف متردداً بين ابقاء قوانين سبتمبر 1983 الاسلامية رغم نعتها بانها لا تساوى المداد الذى كتبت به وبين دعمها فظلت ساريةً كقانون للاحكام دون مراعاة لارباب الديانات الاخرى. وليس بعيداً عن الذاكرة الاتهامات التى كان قد وجهها وزير داخليته مبارك الفاضل المهدى ضد عدد من المثقفين والاكاديميين من الذين شاركوا فى ندوة منتجع امبو فى عام 1988 مع "الحركة الشعبية". فوصفهم بالعمالة والارتزاق والخونة لانهم اجتمعوا بقادة حركة قرنق الجنوبيين!.
    واذا رجعنا الى الوراء سنيناً سنجد ان حزب المهدى بالتحالف مع الاتحاديين وجبهة الميثاق الاسلامية كان اول من دق اسفيناً فى نعش الديمقراطيات المنكوبة والمستضعفة فى السودان بطرد نواب الحزب الشيوعى السودانى من البرلمان حفاظاً على المجتمع الاسلامى، وانتصاراً لمشروع الدستور الاسلامى فى السودان.
    وعبر تاريخ السودان الحديث سارت كل الانظمة الحاكمة ضد ارادة وتوجهات الشعوب السودانية. وهى النخب التى يطلق عليها اسم الجلابة " ويقول الدكتور صلاح آل بندر فى مقال نشرته صحيفة الحركة الناطقة باسم حركة تحرير السودان" هذه الفئة الاجتماعية تمسك بمفاصل الاقتصاد والسلطة، وتسعى دون تردد فى فرض تصوراتها الثقافية على كامل البلاد. ومن خلال مؤسسات التعليم والاعلام حاولت ومازالت تحاول ان تقدم مصالحها الفئوية باعتبارها مصالح الدولة السودانية القومية باجماع مكونات البلاد العرقية والثقافية والجهوية". وهذه الشريحة التى تمثل الشمال السياسى بثقافته الاسلاموعروبوية، ظلت تخلق لنفسها امتيازات من توهمها غير المبرر بتميز عرقى ودينى وتعالى ثقافى منذ امد بعيد يعود الى عشرات السنين الى الوراء. فهى ذات الشريحة التى اعلنت رفضها تأييد حركة اللواء الابيض فى عام 1924 بسبب ان من تزعمها ليس من ابناء الاصول والطوائف المحترمة، سواء طائفة الختمية، او الانصار؛ بل هو منحدر من ام دينكاوية واب نوبى، ووصف مثقفوا تلك الفترة الضابط على عبد اللطيف وجماعته بانهم من السوقة والرجرجة والمنبتين!. والجلابة هى ذات الشريحة التى كانت تعمل فى التجارة فى اسواق الجنوب والغرب، وكان من اثمن بضاعتها؛ بضاعة البشر والنخاسة، والرقيق والحرائر من سلالات السودانيين الافارقة.
    و استمر الاستعلاء الثقافى، وفرض الرؤية الاحادية لشريحة الجلابة للهوية السودانية عندما خرج الاستعمار البريطانى المصرى من البلاد، وحلت محل المستعمرين، فبدأوا فى تنفيذ سياسات التعريب والاسلمة القسرية فى الجنوب كما حصل فى عام 1961 ابان حكم الفريق ابراهيم عبود. وهى سياسة تصادر حق الآخرين فى ان يكونوا آخرين، وان يتعلموا باللغة التى يمكن ان يفهموا بها بسهولة، وان يدينوا بالديانة التى تروق لهم فى عهد الاستقلال والحرية. وقد وصلت لتك السياسات اوج سطوتها فى عهد الرئيس الفريق عمر البشير، الذى بشر منذ استيلائه على السلطة فى انقلابه العسكرى بمشروع حضارى عن طريق الجهاد والحرب فى دار الكفار وفق التقسيمات السلفية العتيقة، والتى تقسم العالمين الى دار اسلام ودار كفر. وسيرت جماعة البشير قوافل الفتح عبر الوية الفتح المبين والمغيرات صبحا وبدر ومسك الختام. وكان الشعار النصر او الشهادة وهى مبتغى كثيرين لا لقاء وجه الله، وانما لمضاجعة الحور العين فى الفراديس الموعودة.
    وهو ذات المشروع الذى حارب طواحين الهواء وتوعد روسيا وامريكا بدون العذاب، واعلان القطيعة مع العالم فى زمن العولمة وقيام التكتلات الاقتصادية والسياسية. وقد تبلور ذلك الحلم الوهم فى سياسات التعليم العام والعالى وفرض التعريب فى الجامعات، و مشاريع التدجين فى منظومة الاسلاموعربوين دون مراعاة لواقع التنوع والتباين والتمايز والتعدد الثقافى والعرقى والدينى فى السودان. وهى كما اشار الدكتور منصور خالدفى كتابه السودان هوال الحرب وطموحات السلام قصة دولتين فى صفحة 32 احدى الخصوصيات الشمالية" باعتبار رواد الحركة السياسية منذ ثلاثينات القرن الماضى ان الثقافة الاسلامية العربية، المحدد الوحيد والمكون الاساس للهوية الوطنية السودانية. ولو جاء ذلك الطرح فى بيئة اكثر معافاة من البيئة التى تسودها ثقافة الاسترقاق، وتطغى عليها النظرة الاستجانية لغير العرب- بمن فيهم ابناء واحفاد الارقاء فى شمال السودان والذين اصبحوا شماليين بما تعنى الكلمة من معنى- فربما كان لرواد الحركة الوطنية ما ارادوا. ولكن فى ظل الثقافة الشمالية الاستعلائية، والنظرة البطرقية الطاغية من جانب الشمال للجنوب، كان رد فعل الجنوببيين هو الاستمساك بخصائصهم الثقافية ودياناتهم المحلية وعاداتهم الموروثة. ولم يتحملوا الالم فى صمت كما افترض السادة ظناً منهم ان العبد ينبغى ان لا يعصى لسيده امراً." . والنظرة الاستعلائية هى التى قادت الى اعلان الرفض المسلح للواقع فى عام 1955 فى الجنوب عن طريق الانانيا الاولى، والى قيام منظومات سياسية مطلبية لاهل الهامش مثل مؤتمر البجا فى شرق السودان. وسونى واللهيب الاحمر وجبهة نهضة دارفور فى الغرب، وكيانات اتحاد جبال النوبة فى وسط البلاد، وكيانات الفونج والانغسنا. ثم قيام الحركة الشعبية لتحرير السودان فى عام 1983 عندما يأس ابناء الجنوب من التغيير سلمياً. وتمكنت الحركة التى رفعت شعار السودان الجديد من احتواء ابناء النوبة والانغسنا والفور والمساليت.
    وهذا الواقع هو ذاته الذى فرض على مؤتمر البجا اعلان الرفض المسلح للواقع والعمل على تغيير جذرى فى عام 1994، وقيام التحالف الفدرالى الديمقراطى، ثم قيام حركتى تحرير السودان والعدل والمساواة فى دارفور فى عامى 2001 – 2003. وهو واقع مترهل، ومتعفن، يشجع على استخدام العنف كثقافة للتغيير. وليس غريباً. فالكيانات المقهورة والمهمشة ستختار احد ثلاث طرق. اما الرضوخ للواقع واستمراء سياسة اعادة الانتاج والاستلاب والتماهى فى ثقافة القاهر. او اختيار طريق المحاورة والمثاقفة لبناء واقع افضل مبنى على احترام الوجود والحقوق فى مناخ كبير من الحريات الاساسية، والديمقراطية الكاملة. اما الخيار الثالث فهو الخيار الاخير؛ وهو خيار الرفض المسلح والتمرد على الواقع. وآثرنا هنا استخدام الرفض المسلح بدلاً عن التمرد للتشويش الدلالى الذى صاحب المفردة، وطبعها الاعلام الرسمى فى اذهان الكثيرين بالعمالة والارتزاق والمروق والخيانة.
    ومن هذا المنطلق نعتبر ما يدور فى دارفور جزءً من الازمة السودانية الكاملة. وامتداداً حقيقياً للحروب العادلة فى مناطق السودان المهمشة. فالحرب فى دارفور هى حرب عادلة لانها حرب حقوق وهوية ومصير. وهى انتفاضة مسلحة ضد الدولة الفاشلةوالمخفقة. ومفهوم الدولة الفاشلة" جاء نتيجة حوارات. ولكن من روج له واعطاه شعبية هو الكاتب الكندى مايكل ايقانتيف فى كتابه The warriors Honour الذى يصف لوردات الحرب والمليشيات والجيوش غير النظامية التى تعمل فى اجزاء من افريقيا والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى" . ويشير الدكتور حيدر ابراهيم على فى مقال نشره فى صحيفة الصحافة فى الثالث من يوليو 2004 نقلاً عن روبرت روتبرج الى ان العلامات الانذارية الدولة الفاشلة" تبدأ الدولة فى الفشل عند عجزها فى السيطرة على حدوده الدولية، اى ترابها الوطنى، عندما يتدهور اجمالى الدخل المحلى ومؤشرات الامم المتحدة للتنمية البشرية التى توضح تدنى مستوى المعيشة وتلبية الحاجات الاساسية. كذلك عنما ينتشر الفساد وتبدأ القيادة فى فقدان شرعيتها وشعبيتها. اما المرحلة الحرجة فهى التحول التدريجى من عنف داخلى منقطع الى حرب اهلية كاملة. ويصنف حسب الترعيف السابق عددأ من الدول باعتبارها فاشلة او ذات قابلية للفشل مثل الصومال وليبريا وسيراليون وجمهورية الكنغو الديمغراطية وانجولا والسودان وكولومبيا والبوسنة وكوسوفو وافغانستان( طالبان ) واليمن وجورجيا" .
    فايز السليك
                  

11-16-2004, 02:19 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)



    الاخ العزيز

    فائز السليك

    كل عام وانت بالف خير

    عيد سعيد





    ساقوم بقراءة وتحليل مداخلاتك "الشحمانة" كما يقولون ثم اساهم فيه بالرأي

    لك شكري علي اثرائك لهذا المقام الذي هو ملك لك


    واقول "مد رجليك وواصل"
                  

11-19-2004, 01:15 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)




    صديقي العزيز
    فائز السليك

    بعد التحية والتقدير
    لقد تابعت اللقاء الشخن علي شاشة الفضائية الاريتيرية التي استضاف شخصكم الكريم ود.تيسير

    لقد كان لقاءاً قويا وجيّدا , قراتم اللحظة السياسية الآنية السودانية بعيون العائش لاحداثها لحظة بلحظة
    وقد اعجبني رؤيتك المدركة لجذور ازمتنا السودانية الخانقة , ارجو ان ان نتمكن وايّاكم من قوي التغيير ان ندفع بوطننا نحو بر الامان من بين فكي هذه الطغمة المهلكة


    اين تكمن الاشكالية في مشروع التحول الي الدولة الحديثة

    كيف يمكن احداث الاختراق اللازم في بنية النسق المجتمعي الراسي ذات الجذور العميقة والتي تشتغل من خلال نمط العلاقات "البطرياركية" علي حد وصف د. ابكر اسماعيل ؟

    كيف يكون المدخل الي تفكيك هذه المنظومة بشكل ممنهج وواعي بحيث تتمكن آليات التفكيك من تفادي الانزلاق في اوحال الصوملة او البلقنة او العرقنة

    هل هنالك أي امل في ان تتنازل المجموعة المهيمنة علي جهاز السلطة وبالتالي الدولة باعتبارها كيانا ذائبا فيها , علما بان هذه المجموعة تعي جيّدا نمط العلاقات السائدة في المنظومة المجتمعية السودانية , ولها باع طويل في استغلالها بشكل ميكافيلي شيطاني اتت مردوده بشكل مدمر علي مستقبل الكيان الكلّي من اجل منافع انتهازية ذاتية ضيقة ؟











    Quote: فصارت لا هي تدار بالشكل الذي يتناسب وبنيتها وإمكانيات تطورها الداخلية، ولا هي استطاعت تغيير بنيتها لتتناسب مع شكل الدولة الحديثة، فأصبحت حقلا من التناقضات الرأسية الطبقية، والأفقية الإثنية الثقافية (الكلية)، وهو ما نسميه تناقضات المركز والهوامش. أي أن التراتبية الاجتماعية ذات طابع مزدوج، فصعود الفرد يحدده البعد الرأسي المتعلق بعلاقات الإنتاج وفي نفس الوقت يحكمه وضعه الإثني الثقافي (القرابي) في الوضعية/الدولة



    كيف نتمكن من القبض علي مفاتيح شفرات المجتمع , ان نغوص في اعماق بنيتها ونسعي الي تفكيكها "بهداوة" بحيث نصل الي النقطة التي نستطيع فيها تدشين مشروع نسق مجتمعي متعدد متفاعل ايجابيا ونمط تفكير متعددمتفاعل ايجابيا ونسق علاقات متعددة متفاعلة ايجابيا تتقولب مجتمعة داخل " وعاء الاختلاف " و تشتغل من خلال نسق وظيفوي فعّال .


    هل حان موعد تاسيس آليات بناء مجتمعية ( منظمات مجتمع مدني /وسائط اعلامية متخصصة /تكتلات فكرية اجتماعية ) تشتغل خارج سياق المفاهيم الحزبوية/العقائدية/العائلية القديمة التي تشتغل من خلال الايديولوجيا الشعبوية التهييجية السائدة في السودان من خلال السعي الدؤوب لتوطين ثقافة التنوع وروح الانتماء متسلحا بسلاح المعرفة المتمكنة ؟

    كيف لنا ان ندشن فضاءا للتغيير طوله وعرضه وافقه المعرفة وهدفه ان يضع الانسان السوداني وحقوقه وحياته ورفاهيته وحاجياته في المقام الاول ؟
    ان يكون هنالك معيارا واحدا لهوية الانسان السوداني


    كيف نؤسس لوطن يكون المساواة بين الناس من البديهيات؟



    Quote:

    Quote: . والدولة هى الاطار العام الذى يضم الحكومة والاحزاب والمنظمات والمجتمع. و " الدولة ليست مجرد مؤسسة فقط او مجرد تركيب، بل هى مركب علاقات معقدخلقته اختلافات وصراعات العلاقات الاجتماعية واشكال التنظيم الاجتماعى المتطابقة معها، ولذلك، الدولة ليست مستقلة عن الطبقات الاجتماعية او عن صراعاتها، بل هى فى ذاتها نتاج حقائق الواقع الاقتصادية الاجتماعية. ولكن هناك فى المجتمع. بشكل عام مصالح متنافسة وصراع مرير من اجل الهيمنة" . وكلما انحسر وجود منظمات المجتمع المدنى زادت اهمية المؤسسات البدائية، وتقوقع السكان المحليون فى قوقعة القبيلة، واشبعوا غريزة الانتماء من اثدائها، ووفقاً لنظريات علم النفس يحتاج الفرد الى اشباع الحاجات الاساسية مثل الاكل، والشرب، والمسكن، والملبس، ثم بعد ذلك يفكر فى الانتماء الى اسرة وقبيلة ومجموعة؛ ومن ثم اشباع الغرائز الاخرى مثل الحب والابداع وتحقيق الذات فوق قمة الهرم.









    في السودان تتحمل الحكومة والاحزاب مسؤولية كبري في في ما اصاب النسيج المجتمعي من حلحلة وتمزق واستقطاب وتنامي روح "البطرياركية" لانها ساهمت بطريقة او اخري في ضياع اكثر من اربعون عاما من عمر الدولة في صراعات سفسطائية عبثية تدور في حلقات مفرغة تعيد انتاج نفسها افرزت في آخر المطاف حالة الدولة التي تسمّي "الدولة الفاشلة" وهي دولة مرشحة لان تتحول الي حالة "لا دولة" .

    ترسخت في وعي الاحزاب الشمالية والتي يمثل النظام الحاكم احد ابنائها الاكثر سوءً ثقافة التهافت والتكالب علي السلطة منذ فطامها واعتمدت نمط العلاقات البطريركية الرأسية التي تعتمد علي الولاء فقط كمعيار لاختيار القادة حيث استخدمت شعارات اسلاموعروبية كاطار احادي لهوية الدولة المتعددة الثقافات . وقد ادّ كل ذلك الي انتاج اجيال متتالية من نخب شمالية ادمنت الفشل , نخباً تحمل افضل القدرات العلمية تلتف حول شخصيات مثل عمر البشير البهلوانية الخاوية المضمون والمحتوي , يرقصون حوله في مآتم الموت الذي يسمّونها اعراس.
    هذه النخب ادمنت الفشل , ولان كل حياتها فشل في فشل , فهي لم تعرف النجاح يوما ولذلك معيارها للنجاح نفسه تاتي بمرآة الفشل , بمعني انها نخب تري في الفشل نجاحا, وتعيد انتاج نفسها بشكل يسبب الغثيان.
    ان مشروع التغيير الذي نريده يجب ان تاخذ خطوة جريئة في اتجاه خلق ميديا جديدة تشتغل خارج دائرة الانساق السياسوية/الحزبوية /العائلية/العقائدية المدمنة للفشل , نحو اتجاه فكري ثقافي تنتصب باقدام المعرفة الرصينة لانزال التنوع الثقافي الي واقع التطبيق وهي المرحلة الاكثر صعوبة من مراحل التغيير
    ولنا عودة

    (عدل بواسطة د. بشار صقر on 11-19-2004, 01:26 PM)

                  

11-19-2004, 01:24 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)


    الصديق العزيز
    ابوعرفة

    اتفق معك في قولك
    Quote:
    الازمة الاكبر ليست فى الخطاب الرئاسى فقط انما فى العقلية المركزية المهيمنة على النخب المسيطرة على السودان منذ الاستقلال حيث تماهى مفهوم الدولة مع شخصياتهم فاصحبوا ينظرون الى السودان من خلال انفسهم هم وما عداهم فهم رعايا لاغير .


    ولكن الرئاسة كرمز للسلطة ولما لها من نفوذ وسطوة تمثل راس البلاوي التي تسقط في رؤس عشّاق الحرية والتغيير والمستضعفين من ابناء الهوامش الهوامل الذين يرشّون رش الجراد حتي اذا ما وصل اخبار الموت الجماعي الي الجنرال احتفي ذلك بمظاهر رقصه المقززة المعروفة
    ان توطين الاسس القانونية والدستورية في البنية المؤسسية للدولة تمثل صمام الامان , ولكن هكذا التوطين لا يتم بسهولة وقد راينا الثمن بام اعيننا في الجنوب وفي الغرب والشرق واجزاء اخري من وطننا

    فهل نعانق فجر التغيير قريبا
    مجرد سؤال
                  

11-20-2004, 02:47 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    ** **
                  

11-27-2004, 02:54 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    up
                  

11-27-2004, 05:45 AM

محمد حلا
<aمحمد حلا
تاريخ التسجيل: 04-14-2003
مجموع المشاركات: 1060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني (Re: د. بشار صقر)

    الدكتور بشارة

    لك ما تشتهي من حلم غير عجوز!!!
    ولي معك حوار ولي في هذا البوست غرض ولى عودة!!!!!!


    محمد حلا

    قد نضعف يوما ولكننا لن نموت
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de