عبدالحميد البرنس يحاور ابراهام مدوت رئيس الجالية السودانية بونيبيك
نشأته الأولى،تكوينه المعرفي النيّر،ارتباطه العميق بقضايا الشأن العام السوداني، كل ذلك و غيره،جعله في الأخير رئيساً للجالية السودانية في مدينة وينبيك الكندية،إنه أبرهام مدوت باك دينق،المولود الثالث لمساعد بيطري تنقل بحكم وظيفته بين مناطق و مدن و قرى سودانية مختلفة،مما أكسب الأبن و أشقائه قدراً كبيراً من القدرة على التعايش مع الآخر المختلف عرقياً و ثقافياً و جهوياً،الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي لاحقاً على شكل إدارته لكيان الجالية على أساس ( قومي ) بامتياز- التقيت به أخيراً قرب نهاية رئاسته في الشهر الجاري،و لعل أهمية مثل هكذا حوار تنبع من كثافة الانتشار الأفقي و الرأسي للتواجد السوداني في الخارج طوال الخمسة عشر عاماً الماضية،مما يستلزم أكثر من قراءة لهذا النزوح الجماعي،فالى مضابط هذا الحوار :
- أستاذ أبرهام ... هل يمكنكم القاء الضوء على المسار و الهدف الأساسيين من وراء قيام هذه الجالية؟!.
- تم تكوين الجالية خلال العام 1991،وفي ذلك الوقت كان ثمة عدد ضئيل من السودانيين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة،و مع ذلك كانت الرؤية التقدمية لهؤلاء النفر تتمثل في تكوين رابطة تضم كل السودانيين بغض النظر عن اختلاف و تعدد تكويناتهم العرقية و الثقافية و ما إلى ذلك،وعلى الرغم من أن هذه الرابطة قد قامت على جوهر اجتماعي ،الإ أنها منذ رئيسها الأول ألبينو ألام استطاعت أن تعمل إلى ذلك على توعية المجتمع الكندي في هذه المحافظة ( منيتوبا ) بقضايا الشأن السوداني التاريخية،و مما يحسب لذلك الرئيس المؤسس نزعته القومية التي حدت به في الماضي إلى أن يرفض حتى مقابلة أحد قادة ( غرب السودان ) في المدينة الذي أراد مقابلته وقتها ليتحاور على أساس عرقي و جهوي شديد الضيق،إن قاعدة ألبينو القومية المتينة هذه شكلت لنا على الدوام دليل عمل بالغ الإلهام لوحدة المجموعات السودانية و تماسكها،و هو على أية حال دليل عمل يتمتع بوجاهة كبيرة لجهة حقوق الإنسان القائمة على مباديء عليا مثل المساواة و العدل .
- أستاذ أبرهام ... ما أهم إنجازاتكم في هذا الصدد ؟!.
- بالنسبة لي عندما توليت مهام رئاسة الجالية خلال العام 2001،كانت لدي آمال كبرى لجهة أن تكون الجالية ممثلاً فعلياً حقيقياً واقعياً لكل السودانيين المتواجدين هنا في مدينة وينبيك،و بما أن هذا الوجود السوداني كان في أغلبه من الجامعيين ،فقد قمنا كمكتب للجالية بتكوين ( المنتدى السوداني ) ،و قد كان الهدف منه و لا يزال أن يكون نواة تطبيقية لفكرة القدرة على العمل التنظيمي داخل كيان واحد مكوناته كل أشكال التعدد و التنوع الاجتماعي و التاريخي في السودان،و هو ما يسمونه في اللغة الانجليزية ( حس الانتماء) لجهة واحدة،مما يساهم في السير نحو الانتقال بصراع التعدد و التنوع القائم في السودان من مستوى ( تناحري ) إلى مستوى ( إبداعي )،و كان من أهم الانجازات العملية لهذا المنتدى دعوة الأديب و الدكتور البارز فرانسيس دينق الذي جاء الى المدينة خلال العام 2002 وحاضر وجودها السوداني و الأصلي حول فكرة التنوع كمفهوم محوري لمسار الحراك الاجتماعي في السودان تاريخياً،كما استضاف المنتدى خلال العام الماضي بالتعاون مع نشطاء في الجالية السودانية ( التحالف الديمقراطي ) الأستاذ و السياسي المخضرم التجاني الطيب بابكر الذي ألقى الضوء في جامعة وينبيك على كيفية البحث عن سلام دائم في السودان،وأخيراً استضاف المنتدى في نفس الجامعة الأستاذة مبينة جعفر مندوبة الحكومة الكندية الحالية للسلام في السودان - و خلال هذه المحاضرة نجح عدد من أبناء دارفور في توصيل صوتهم مباشرة الى الحكومة الكندية التي تتصدر منذ فترة قائمة الدول الغربية في الاهتمام فيما يجري في دارفور من مآسي إنسانية على وجه الخصوص.
- في تصوركم ... ما أهم المعوقات التي واجهتكم خلال رئاستكم للجالية؟!.
- هناك ... في الواقع ... اخفاقات عديدة ... في مجالات عدة ... فمثلاً ... الأحداث السياسية التي تجري داخل السودان تنعكس على عمل الجالية سلباً ( أحياناً ) ... و كما أشرت سابقاً يمكن للمنتدى السوداني أن يحد وفق تصوره المفترض من الكثير من مثل هكذا معوقات ... و لكن للأسف هناك بعض الناس لا يعجبهم مثل هذا النشاط الداعم لوحدة معالجة القضايا في السودان ... ربما لأن ذلك لايخدم مصالحهم الفردية الذاتية شديدة الضيق ،لا سيما إذا كانوا قد اكتسبوا هذه المصالح البائسة على أساس عرقي أو جهوي ،ذلك أن من الصعوبة بمكان على مثل هؤلاء أن يتنازلوا قيد أنملة لما فيه خير المجموع أو المصلحة العامة،إن أكثر ما يميز مثل هؤلاْ كما توضح خبرات المنفى هنا أو هناك هو قدرتهم على صنع المشكلات و النزاعات الصغيرة و تبديد الجهود و الطاقات الفردية و الجماعية في أحزان لا مبرر لها!!!!!!!!.
- ما ملامح توصياتكم لمكتب الجالية القادم؟.
- هي كذلك ... مجرد خطوط عامة ... قد لا أرى أنهم ربما يختلفون معها في شيء ... ذلك أن العمل على تحقيق وحدة الصف عمل جوهري لكل سوداني أصيل عن حق ... و هو ما يأتي دائماً عن طريق نكران الطموح الذاتي الشديد الضيق ... و قبل ذلك ( الوعي ) بالمعني الكامل للكلمة .. و كذلك و دائماً اعتماد المنهج الذي يحترم مبدأ الاختلاف في الرأي و عدم نفي الآخر المختلف عرقياً و ثقافياً و سياسيا ،مستفيدين في ذلك من معطيات التجربة الكندية لجهة إدارة واقع الصراع الاجتماعي بالغ التعدد و التنوع ...
- كلمة أخيرة!.
- فقط أناشد كافة السودانيين في مدينة وينبيك لا سيما الجدد منهم المشاركة في انتخابات الجالية القادمة بفعالية،و إلى تنشيطها و تطويرها،خاصة و أن للجالية منجز مادي الآن يتمثل في امتلاكها لمقر حصلت عليه بمشاركة من المنظمة السودانية للإغاثة،مما يوفر فضاء مكانيا لمختلف أنشطتها وبالطبع ذلك يساهم في زيادة التواصل بين أعضاء و عضوات الجالية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست