كرموا هذا البطل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2004, 11:26 AM

MISBAH


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كرموا هذا البطل

    بمناسبة العيد الذهبي للجيش
    كرموا هذا البطل
    الملازم/ عبد القادر محمد عباس (حتكاتة)

    يكتبها / الرشيد أبو شامة/ضابط سابق/الدفعة 11

    سمعت طرفاً من سيرته - أول ما سمعت - عند الجاويش جمعة، مدربنا في فريق الجمناستكس بمدرسة وادي سيدنا الثانوية. وإن أنس لا أنس سحابة الحسرة والحزن والأسى التي غشيت وجه الجاويش جمعة وهو يقول بأن عبد القادر قد اغتيل في توريت (تلك الحوادث- حيث بقرت بطون الحوامل- قد كانت في نظري المحدد الاساسي لاسلوب المواجهة العسكرية مع حركة التمرد في مقبل الايام).
    وحينما اقتفيت أثره من مدرسة وادي سيدنا الى الكلية الحربية، سمعت ذلك الاسم يرن في الساحة العسكرية وكأنه الذهب المصقول. وتكاملت الصورة في ذهني بعدما حدثني كثيراً عنه الضابط الراحل علاء الدين محمد عثمان زميله وصديقه في مدرسة وادي سيدنا والكلية الحربية كليهما.
    واتصف فقيد الجيش، عبد القادر حتكاتة بمجموعة من الصفات قل ان تتوفر في واحد، فقد اتسم بالذكاء والوسامة والرجولة والمهابة. كان قوي الجسم والبنية رياضياً لا يجارى وعلى خلق رفيع، تحصل فقيدنا على شهادتي كيمبردج واكسفورد المدرستين كليهما قبل التحاقه بالكلية الحربية - وتلك ظاهرة غير مسبوقة. فقد كان الطلبة في ذلك الوقت يجلسون لكي يتحصلوا على شهادة كمبردج التي تؤهلهم للدخول الى الجامعة. ونادراً جداً من يجلس من المدارس الثانوية لشهادة اكسفورد (والتي يجلس لها طلبة الكمبوني) حيث كان امتحانها يجري قبل عام من نهاية السنة الرابعة بالدراسة الثانوية. أى ان الجلوس لها قد كان مغامرة كبيرة لا يقدم عليها إلا ذوو الكفاءة والثقة وهم يختزلون عاماً دراسياً كاملاً. وبالفعل اعترض المستر لانج الناظر البريطاني لثانوية وادي سيدنا- في بادئ الامر على عبد القادر ان يجلس لشهادة اكسفورد. وقد كان المستر لانج يريد في واقع الامر ان يحتفظ بعبد القادر حتى نهاية المرحلة الثانوية. وبالرغم من حصوله على شهادة اكسفورد، فقد بقى عبد القادر بالمدرسة حتى السنة النهائية وجلس لامتحان كمبردج واحرز اعلى الدرجات التي اهلته لدخول اىة من كليات الجامعة. قالت لنا أخته سعاد بأن عبد القادر قد كان رزيناً، لطيفاً وحبوباً.. لا يكثر الكلام مع فصحاته في الحديث والبيان، باراً بوالده واخوته. وقالت إن عبد القادر قد كان شخصاً نادراً قلَّ أن يوجد مثيله، كما ان اخلاقه قد كانت من اخلاق الأنبياء.. هكذا قالت اخته المكلومة بعد خمسين عاماً من مقتله في توريت. واكدت أن العسكرية قد كانت تجري في دمائه. وقال لنا العميد ابو الدهب وقد كانت تربطه بالفقيد صداقة قوية منذ وادي سيدنا، إن الفقيد لو قُدر له أن يعيش لكان أميز ضابط تنجبه الامة العربية، كما وصفه ابو الدهب بالاناقة في المظهر والملبس. وقال إنه قد كان اقوى ضابط من الناحية الجسدية، هو وصديقه الضابط الراحل علاء الدين محمد عثمان، حيث كانا كلاهما متدربين عن الجاويش جمعة في فريق الجمناستكس. وحدثنا السيد مهدي مصطفى الهادي وقد كان ضمن دفعته في مدرسة وادي سيدنا، فقال لنا إن عبد القادر قد كان عاشقاً للعسكرية، كما أن روحه قد انطبعت بميسمها. وقد كان عضواً نشطاً في فرقة الكديت المدرسية. وقد كان أول من يأتي الى ارض الطابور. وكان معلوماً لدينا - كما قال مهدي- بأن وجهة عبد القادر قد كانت نحو الكلية الحربية. واشاد مهدي ايضاً بمتانة بنيته الجسدية وتميزه في كل ضروب الرياضة، ثم ختم حديثه قائلاً إنه قد كان مستقيماً وعلى خلق. أما زميلنا الضابط حسين بيومي وهو مثل فقيدنا من أبناء الخرطوم، فقد قال بأن عبد القادر سوف لن يتكرر وقد كان كالاسد.



    وقد التحق فقيدنا بالدفعة الرابعة بالكلية الحربية في الفترة ما بين عام 1951-1953م. وتخرج الاول على دفعته وقد اثار اعجاب البكباشي جون بوب المدير البريطاني للكلية الحربية في ذلك الوقت. والذي تنبأ له بمستقبل زاهر في مهنة الجندية، كذلك كان فقيدنا مثار احترام وتقدير المستر هيمر وهو الصول البريطاني الشهير بالكلية الحربية في ذلك الوقت. والذي هيمن بهيبته وشخصيته الفذة على أجواء التدريب والنظام والضبط والربط. وقد نال فقيدنا جائزة (السيف) عند تخرجه من الكلية الحربية. وهى عادة تمنح للاول في كل دفعة. ولكن ما هو جدير بالاثارة ان فقيدنا قد حصد كل الجوائز الاخرى التي كانت تذهب عادة الى آخرين، فقد تحصل فقيدنا على كأس ضرب نار باعتباره أحسن رامٍ. ودرقة الثقافة باعتباره أكثر الطلبة معرفة والماماً بالثقافة العامة، اي انه قد حصد كل جوائز التخرج ما بين يديه. وقد تكونت دفعة الفقيد بالكلية الحربية من عشرة طلاب حربيين فقط. وهم على وجه التحديد: أنس عمر علي، عوض خلف الله(طيار لاحقاً) علاء الدين محمد عثمان، اسماعيل مراد (طيار لاحقاً) حسن الأمين صالح، كمال حسن ( طيار لاحقاً)، سيد احمد عثمان، عبد البديع علي كرار، وفضل الله حماد.



    وبعد تخرجه من الكلية الحربية - عُين فقيدنا في سلاح الاشارة. ولكن كما جرى التقليد في ذلك الوقت- فقد الحق فقيدنا بفرقة العرب الشرقية لفترة تدريبية تواصلت لمدة ستة اشهر. وهناك التقى مرة اخرى بصديقه ابو الدهب، حيث توثقت العلاقات بينهما الى حدود بعيدة، قبل ان يعود الى سلاحه الأم (سلاح الاشارة).



    ورشحته إجادته ومعرفته باللغة الانجليزية الى مرافقة الحاكم العام المستر توكس هليم (آخر حاكم عام) الى الجنوب. وقد عاد الحاكم يلهج بالاعجاب والتقدير لمرافقة الضابط الصغير. ولم يكن ذلك الاعجاب وقفاً على الحاكم العام بشخصه. وإنما امتد الى اسرته التي رافقته ايضاً الى الجنوب.



    وعندما ذهب في رحلته المشؤومة والاخيرة الى توريت. وقضى نحبه هناك على اثر اندلاع التمرد في اغسطس عام 1955م، فقد شكل مقتله صدمة غير متصورة عند جميع زملائه وأهله واصدقائه وجيرانه في الخرطوم. وقد حزن الناس عليه حزناً شديداً. وتجمعت يوم النبأ جحافل الناس وزحفت نحو منزله من كل حدب وصوب. وقالت لنا اخته سعاد بأن الرجال قد ذرفوا الدموع، كما أن النساء في الخرطوم 3 قد لبسن أثواب الحداد.



    وحاولت أن اتقصى الظروف والأحوال التي قتل فيها فقيدنا في توريت، حيث وردت - لاهتمام الناس بشخصه وتأثرهم بفقده- عدة روايات مختلفه عن مقتله، فمن قائل بأنه قد قتل في مكتب الاشارة وهو خلف جهاز الارسال وأحرقت جثته. ومن قائل بأنه قد غُدر به بعد أن الح عليه التجار الشماليون بتسليم سلاحه وفق رغبة المتمردين كي يتم العفو عنهم. ولكن بعد تسليم السلاح قتلوا جميعاً بمن فيهم التجار الشماليون. وفي بحثي عن الحقيقة حول ذلك، اطلعت على تقرير لجنة التحقيق الاداري في حوادث التمرد اغسطس 1955م برئاسة القاضي مطران وعضوية كل من خليفه محجوب والزعيم لوليك لادو. ولكني لم أجد شيئاً محدداً حول الموضوع في ذلك التقرير، إلا انني اتوقف هنا وبصفة خاصة امام شهادة ادلى بها اللواء الركن الشيخ مصطفى علي في مقالاته الحالية التي ينشرها في صحيفة «الأيام». حيث ذكر نقلاً عن شهود بالمحكمة أن الجندي الذي قتل عبد القادر قد كان يسمى سايمون. وقد مثل امام المحكمة الثانية التي شكلت لمحاكمة المتمردين برئاسة الاميرألاي عبد الله الصديق دار صليح. وجاء في ما ذكره اللواء الشيخ مصطفى بصحيفة «الأيام» ان المحكمة حينما اعلنت حكمها بإعدام الجندي سايمون أخذ اهله ( وكانوا حضوراً في المحكمة) اخذوا في البكاء والنواح والولولة، فخاطبهم الجندي سايمون بقوة قائلاً: ( لا تبكوا.. انا قتلت احسن رجل في الدنيا وأنا ما عارفه. سمعت حركةً في القش وضربت عليه ووجدته الضابط عبد القادر محمد عباس. أنا لو عارف انه ده عبد القادر ما كنت ضربت عليه.. كان ضابطا ممتازا ويعاملنا معاملة كريمة).



    ويحضرني الآن ما قالته شقيقته سعاد، بأن عبد القادر حينما رجع في مأمورية عاجلة من توريت الى الخرطوم اشترى هدايا لجنوده من الجنوبيين بما يتفق ورغباتهم وامزجتهم. وذكرت السكسك بصفة خاصة ضمن تلك الهدايا.



    وقد لعب عبد القادر قبل مقتله دوراً كبيراً في إرسال كل الإشارات اللاسلكية عند اندلاع التمرد الى الخرطوم، كذلك استلم كل الرسائل التي ارسلها رئىس الوزراء ووزير الداخلية السيد اسماعيل الازهري الى المتمردين. والتي حوت الانذارات وطريقة تسليم السلاح.



    إما والد عبد القادر فقد تعذَّر عليه تصديق النبأ. وانتظر عودة ابنه سنين عددا، الى ان توفاه الله ولحق به في دار الخلود. وكان والده يعمل- كما ابلغتنا ابنته سعاد- مفتشاً في مطافيء الخرطوم. ولما كانت المطافيء في ذلك الوقت تسمى على الصعيد الشعبي بالحريقة، فقد جرى اسم محمد عباس حريقة على اسم والده. وعرف ذلك في أنحاء الخرطوم المختلفة.



    وسكن محمد عباس حريقة في منازل الحكومة بالخرطوم غرب. وهى المنازل التي تم هدمها الآن. وكانت تقع شرف الطرف الجنوبي لشارع علي عبد اللطيف الحالي، حيث ولد وشب وترعرع فقيدنا عبد القادر ودرس في مدرسة الخرطوم غرب الاولية. وبعدها مدرسة الخرطوم الاميرية الوسطى. وذلك بالطبع قبل إن ينتقل الي وادي سيدنا الثانوية. وعندما تقاعد والده بالمعاش- انتقل من منزل الحكومة الى منزلهم الخاص والذي مازال موجوداً حتى الآن بالخرطوم ثلاثة جنوب منازل السكة حديد وقريباً من الصينية التي تقع عند التقاطع في بداية شارع كترينا من الشمال. والممتد الى جامع شروني شمالاً ومجاوراً لمبنى سوداتيل الحالي. ويسمى الشارع الذي يقع فيه منزل الفقيد بشارع «39» دون اي اسم بالتحديد.



    وقالت لنا أخته سعاد بأن والده محمد عباس عمرابي الجنسية. ولد بجبل أم علي، اما والدته فمن مواليد مدينة ود مدني، كما أن جده عباس ود احمد والذي كان يلقب (بالخواجة) فقد عمل تاجراً في سن الفيل وريش النعام، قبل أن يصبح شيخاً للربع الرابع بحي ود نوباوي بام درمان. وكان والده كثير العيال. وكان فقيدنا واحداً من أثني عشر من الأبناء والبنات، ستة من الأبناء وست من البنات، أما الأبناء فهم على التوالي حسن وعبد القادر وابو القاسم وعباس واحمد والفاتح، اما البنات فهن ايضاً سيدة وعزيزة وسعاد وسكينة وعلوية ونور. وقالت لنا سعاد بأن فقيدنا قد كان باراً بوالده واخوته، حيث كان يرسل كل مرتبه الى والده ويعيش على ما يتقاضاه من العلاوات الاضافية.



    وسألنا أخته سعاد إن كان عبد القادر قد تزوج او ارتبط بخطبة ما قبل الزواج، فنفت ذلك إلا أنها قالت بأن أبنة الحاكم الذي رافقه عبد القادر في رحلته الى الجنوب قد اعجبت وتعلقت به. وقالت بأن ذلك كان من الممكن أن يكون مشروع زواج.



    وبقى أن نعود الى ما بدأنا به. وهو تكريم فقيدنا الشهيد والذي ذهب مبكياً عليه وهو في ريعان الشباب. وأعظم مناسبة يكرم فيها هذا البطل هي العيد الذهبي للجيش، حيث تتطابق ذهبية العيد مع ذهبية وفاته. ونحن نترك لجهات الاختصاص بالقوات المسلحة نوعية التكريم، إلا أن ذلك لا يمنع أن نسعفهم بالاقتراح في ذلك. وبما أن زملاء دفعته من الطيارين وقد خلدت ذكراهم بأسماء شوارع في الخرطوم، فلماذا لا نخلد ذكرى بطلنا العزيز وأن نطلق اسمه على شارع «39» الذي يقع امام منزله ويبتدئ من الصينية الواقعة مباشرة جنوب كوبري الحرية. وينحدر شرقاً بمحاذاة منازل السكة حديد حتى الصينية الواقعة عند تقاطع شارع كترينا شمالاً. وينطلق من هناك شرقاً الى حديقة اشراقة (التجاني يوسف بشير). ويتواصل في نفس الاتجاه حتى شارع افريقيا.



    وأخيراً لهم جميعاً الرحمة والغفران والخلود ونحن نحتفل هذه الأيام بالسلام.. وعاشت ذكرى بطلنا العزيز.
                  

11-09-2004, 03:47 PM

MISBAH


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
## (Re: MISBAH)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de