|
Re: أبوظبي اليوم حزينة (Re: zola123)
|
Quote: الشيخ زايد الطيب صالح
يحكى عن الشيخ زايد رحمه الله، انه حين بدأ حملته الواسعة لتشجير دولة الامارات، نصحه الخبراء بان الحملة لن تنجح لانعدام المياه. فقال لهم «لا عليكم. توكلوا على الله، فان الله سبحانه وتعالى يرزق الشجر كما يرزق البشر». وقد صدق حدسه. اخضّرت الارض الجرداء وزاد معدّل سقوط المطر وحدث تغيّر في المناخ. وأنت اليوم تسير من مدينة ابوظبي الى مدينة العين في طريق طويل تحف به من الجانبين الاشجار الوارفة والازهار اليانعة. وهو امر لا تجده حتى في بعض البلاد العربية، حيث المياه المتدفقة والتربة الخصبة. انني ابداً لم أحظ بمقابلته، ولكنني واحدٌ من جماهير غفيرة، كانوا ينظرون الى الشيخ زايد باحترام ومحبة على البعد. كان يبدو لي من اقواله وافعاله وسمته، انسانا مُفعما بالشهامة العربية ومكارم الاخلاق الاسلامية. أنجز مشروعا من المشاريع الوحدوية القليلة الناجحة في ظروف العالم العربي المعاصر. فعل ذلك من دون طنطنة ومن دون ادعاء. كانت المشاريع الوحدوية التي حفزتها المزاعم العقائدية، والطموحات الفردية الواسعة، تنهار الواحدة بعد الاخرى. لكن الشيخ زايد رحمه الله انجز مشروعه الوحدوي، بوحي من اصالته العربية وروح السماحة المستمدة من الاسلام. لم يكن سهلا انشاء دولة الامارات العربية المتحدة في تلك الظروف. ولكن الله سبحانه وتعالى كتب لها التوفيق، كما قدّر نمو الاشجار وهطول المطر في الارض الجرداء. ان فطرته السليمة، اوصلت الشيخ زايد دائما بطريق تبدو عفوية، الى القرارات الرشيدة في تصريف شؤون الدولة. ادرك من دون مشقة، وكأنه قد احاط بما في كتب التاريخ وعلوم السياسة والاقتصاد، ان الجغرافيا والتاريخ يحددان مصائر الدول. وفهم وضع دولته ومدى ثقلها في موازين القوى في العالم. قاد سفينة الدولة بحكمة ورصانة، في خضم عالم قلق مضطرب، مبتعدا بها عن الصراعات العقائدية والمغامرات السياسية. وقد اقام علاقات مثالية مع جيرانه ومع العالم العربي عموما، ومع المجتمع الدولي. وضع نصب عينيه في علاقاته مع دول الجزيرة العربية، ان الدولة التي يُركن اليها، هي المملكة العربية السعودية. وساعده على اقامة علاقات حميمة معها، انه وجد في السعودية قادة على شاكلته، لديهم كما لديه فطرة سليمة ونخوة عربية متأصلة. وفي محيط السياسة العربية، فهم فهما عميقا ان الدولة المحور هي مصر، فأقام مع مصر علاقات اخوية ثابتة، ولم يبخل على مصر بالمعونة والدعم. ولعله لا توجد دولة من الدول الاقل رخاء في العالم العربي والاسلامي، من موريتانيا والسودان، الى بنغلاديش وباكستان، لم تهطل عليها سُحب المعونة من دولة الامارات العربية المتحدة. رحم الله الشيخ زايد، واحسن ثوابه عن العرب والمسلمين. كان من هؤلاء الرجال الذين يذكرّون المرء بالقادة المسلمين الاوائل. رجال لم يدخلوا في اكاديميات ولا درسوا على ايدي اساتذة فنون السياسة والحكم، ولكنهم جاءوا شُعثا غُبراً من بوادي جزيرة العرب، فحرّكوا الجيوش وبنوا الدول واقاموا الحضارة. الشرق الاوسط - 4/11/04 |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-04-04, 07:13 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | abas | 11-04-04, 07:51 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-05-04, 01:18 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | محمد الامين احمد | 11-04-04, 08:08 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-05-04, 01:19 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | أحمد الشايقي | 11-04-04, 02:42 PM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | خضر عطا المنان | 11-04-04, 04:22 PM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-05-04, 01:29 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-05-04, 01:25 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | Nada Amin | 11-05-04, 07:54 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-05-04, 08:51 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | Emam Hassan | 11-05-04, 08:54 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-06-04, 03:47 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | Raja | 11-05-04, 09:02 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | zola123 | 11-06-04, 03:49 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | abdalla BABIKER | 11-06-04, 10:46 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | abdalla BABIKER | 11-06-04, 10:55 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | Shalabi | 11-06-04, 01:20 PM |
ابوظبى | mohmmed said ahmed | 11-07-04, 02:01 AM |
Re: أبوظبي اليوم حزينة | mahdy alamin | 11-07-04, 02:30 AM |
|
|
|