|
|
 لنا مهدي .. تسجل مشاهدات عائد من أرض الوطن ..
|
هاهي الأخت الفاضلة لنا مهدي عبد الله .. هناك وعلى الموقع الجامع
( سودانايل ).. تبدأ سلسلة مشاهدات سجلتها بعيون صحفية راصدة بوعي ونزاهة لما يجري في وطن غاب عنه الكثير منا سنينا وسنينا .
فلها منا جميعا ومن متابعيها ومتابعاتها من أسرة هذاالحوش الكبير
التحية والتقدير .. تحية تجللها دعوات صادقات لها بالعودة الينا
هنا في المنبر الحر .. والتي يرجع الفضل لها في قصب السبق في أن تكون من أوائل من دلوني عليه ..
اليكم الأن أولى حلقات مشاهداتها تلك .. والتي وعدت بتواصلها لاحقا:
**********************************************************
مقدمة لا بد منها:
علمتنا ثورة التعليم [الالفابتيك] كالآتي:آآآآآآآآآآآآآإنقاذ،بااااااااااااااااااااااا بشير ، تااااااااااااااااااااااااااااااااااا تأصيل،، ثم أرجعت البصر كرتين فإذا بالأبجدية العربية-عفوا-السياسية السودانية مع تباشير ألفية السودان الجديدة و الموعود بها الشعب الأبي[بعد انقلاب البصر ليس بخاسئ أو بحسير]قد أضحت: آآآآآآآآآآآأمريكا،باااااااا بترول مستنزف،،تاااااااا تدويل .
منذ عهود ، و برغم تقلبات السياسية السودانية التي أوشكت على أن تلتهم البلاد بما فيها من عباد جراء الحلقة الجهنمية التي اصطلت بها كثيرا :عسكر - ديمقراطية - عسكر،إلا إن الرضا غير المذعن أو المستسلم كان سمة لشعبنا العملاق مهما اعتورته من احن أو ألمت به من صروف لو ألمت بغيره لكان اللا وجود هو المصير الحتمي ،اليوم و بعد غياب عن الأرض الطهور و عود احسبه أحمدا نجد إن سمت الرضا قد تلاشى رويدا رويدا من ملامح الوجه السوداني ليحل محله سخط متوتر ،تبرم متصل و تململ لا تخطئه حتى العين غير المدربة على الملاحظة أو العقل غير المجبول على التدبر أو التفكر،وكيف له ألا يتبرم؟؟،فقد انقسم المجتمع السوداني طبقيا -على الصعيد السوسيولوجي- إلى طبقتين: واحدة من قلة شديدة الثراء و الأخرى الغالبة شديدة العوز وانقرضت الطبقة الوسطى التي حملت على عواتقها مهام التغيير ليس فقط الاجتماعي أو القيمى بل و السياسي مذ وجد السودان المعاصر قبيل الاستقلال بقليل.
يسيطر الحديث عن أزمة دارفور على كافة المستويات في الخرطوم و تكاد تكون القاسم المشترك لأحاديث المدينة ، فقد أصبحت دارفور بكائية لكل مكلوم قلبه على ما آل إليه حال السودان من تشظى و تشرذم،والتعتيم الاعلامى على اى أمر يحدث هناك وان صغر هو السمة الغالبة؛ قالت لى احدى الحبيبات من الناشطات سياسيا بأنه شدد على الصحفيين بعدم نشر اى خبر يمت لدارفور بصلة ؛ ونسوا أننا فى قرية كونية صغيرة وإن ثورة الاتصالات لا تدع مجالا لمثل هكذا تعتيم ،وان الهاربين من جحيم لهيب أسلحة الجنجويد[صنيعة الحكومة] بدارفور ممن استطاعوا الإفلات من قبضة الموت ، هم اقوي أداة إعلامية ضد الصمت و ضد تكميم الأفواه،يقول المهاتما غاندي"وسام السبق الصحافي فضي ووسام الحقيقة الصحافية ذهبي"،أما عندنا فلم يترك النظام للسلطة الرابعة من أوسمة ليقوم صحافيوها بدورهم على أكمل وجه فى نشر الحقائق للفوز بالذهبية منها ،أو اغتنام سبق صحفي ليرجعوا -غير خائبين-محملين بالأنواط الفضية.،ويبدو أنه لم يتبق فى البلد سوي الأوسمة العسكرية لتوزع كيفما اتفق ، ويبقى فشل الحكومة فى حل الأزمة شوكة فى خاصرة انجازاتها المزعومة على صعيد بسط الأمن و إحكام سيطرة المركز على الأقاليم.
وتفرط أحاديث المدينة أيضا في الحديث عن مشروع نبتة السكنى-مشروع السليت سابقا-حيث قام احد قيادات النظام بتعطيش المشروع الزراعي لإجبار أصحاب الأراضي على بيعها بثمن بخس –وكل أصحاب الأراضي من أقربائه-،وفعلا تم له ما أراد،وتحول إلى مشروع نبتة السكنى،وقد عرفت بعدها إن كل الفلل التي ستقام ستكون على الطراز النوبي القديم-لزوم الشياكة ربما- ،وقد تسنت لى رؤية مشروع نبتة :فيللا يتيمة لكنها و الحق يقال أنيقة و لها استايل محبب ويبدو أنها النموذج المطلوب من الملاك أن يحذوا حذوه عندالبناء،طرق ممتدة جاهزة للسفلتة ومخططة جيدا،أعمدة الإنارة و التليفون و الستلايت بالقمر الصناعي منتصبة على مد البصر ،ولأجل عيون نبتة ؛ كل الطرق منها إلى اى بقعة فى الخرطوم منارة تماما ..حقيقة أضحت غابات الأسمنت ظاهرة ملموسة فى كل العاصمة المثلثة،ما لا يفوت الناظر ملاحظة إن مستوي نظافة العاصمة ارتفع عما قبل .
لدي أهلنا فى السودان إحساس عام بضرورة أن يعي المغتربون أو المهاجرون ما هم فيه من نعمة ،فيكفي أنهم يعيشون فى بلاد آمنة وأنيقة فى الغالب ، وإذا أضفنا لذلك الأمان المادي و الوظيفي لأصبح المهجر جنان رضوان،وينسى أهلنا إن للغربة ضرائب باهظة يدفعها الإنسان من جيب أعصابه و سني عمره ،كما يفوت عليهم أن الأمان المادي و الوظيفي غير متوفر للكل على حد سواء ، بل أن هنالك كثيرين فى بلدان الغربة لا يعملون، وآخرون هضمتهم معيَ المنافي ،وإن قسما كبيرا اضطر إلى الهجرة مرغما إن لم يكن لظروف اقتصادية فلأسباب سياسية ،معظم من التقيتهم على استعداد لدفع كل ما يملكون نظير الخروج من السودان،رجل الشارع بعيد جدا عن التفاؤل لتوقيع اتفاقات السلام بين الحكومة و الحركة الشعبية ولا يخطر بباله إطلاقا إن الأمر سيغير شيئا سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي ،كما انه بعيد عن الأمل بان تحل عائدات البترول أزمات المواطن أو ترفع مستوى دخل الفرد،فبترول السودان ربما يؤول مآل بترول نيجيريا الغنية بالنفط الذي لم يسدل أستار الأمان المادي على المواطن النيجيري الحائر بسبب جهله بمصير أموال نفط بلاده .
أكبر مصدر مدعاة للقلق فى كل ما لاقيت من مشاهد وصور فى السودان كان هو انتشار ظاهرة العمالة الوافدة ،وقد سالت صديقة لى فى وزارة العمل عن ضوابط استقدام العمالة الوافدة –سواء من الدول العربية أو غيرها-فنظرت لى وكأني هابطة لتوَى من [كوكب تاني]واجابتنى –دهِشة-"قلبك أبيض"،والحق إن الأمر مزعج جدا ،فمن الواضح انه لا وجود لتقنين إستقدام العمالة الوافدة مما يفجر طوفانا من الأسئلة المشروعة:كم يبلغ حجم العمالة الوافدة إلى السودان؟ما مدى الاحتياج لتلك الأعداد وما جدواها فى ظل وجود أيدي عاملة وطنية و بطالة بين عدد ضخم من السودانيين؟ ما التأثيرات المتوقعة لها على النسيج الاجتماعي السوداني؟
وللحديث بقية
لنا مهدي عبد الله
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لنا مهدي .. تسجل مشاهدات عائد من أرض الوطن .. (Re: بلدى يا حبوب)
|
العزيزان : العمدة و بلدي يا حبوب
شكرا لكما معا على المرور من هنا
وهكذا تتجمع فوق سماوات مناداتنا سحب كثيفة .. كلنا أمل في ان تمطر على أرضنا ماءا تجري في جداوله الرقراقة عودة الأخت العزيزة لنا..
وما لفت نظري ـ ربما الكثيرين غيري أيضاـ هو عدم سماع أي صوت هنا سواء من عميد الدار أو اميننا الجديد.. لا أدري بالطبع ما السبب ؟؟
رغم أنهما قد ظهرا أكثر من مرة ؟؟..؟؟....
خضر عطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لنا مهدي .. تسجل مشاهدات عائد من أرض الوطن .. (Re: خضر عطا المنان)
|
الحبيبة لنا مهدى قلم جرىء وواعد وصادق ؛ يسبر غور المشاهد و الصور التى تمر بها ولا يكتفى بالظاهر على السطح منها
قلم بهذه الجرأة و ذلك الصدق واجبه الطبيعى مناهضة الظلم اينما وجد واماطة اللثام عن الحقائق بنزاهة و موضوعيةلذلك ننتظر منها تسجيل بقية مشاهداتها و التى اختارت لها عنوانا موحيا هو:["تندهشون":خواطر عائدة]
والشكر موصول للحبيب الاستاذ خضر عطا المنان الذى طالما شجعها على المثابرة والاستمرار
ولكم خالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لنا مهدي .. تسجل مشاهدات عائد من أرض الوطن .. (Re: فتحي البحيري)
|
الغالي : يعقوب
شكرا للثناء ولا أقوم بهكذا عمل الا واجبا تمليه علينا جميعادفع الأقلام الجادة والموضوعية ـ أمثال الأخت لنا ـ الى قلب المعركة .. أنهامعركة شرف لا مكان فيهالمتقاعس .. أعني بها المعركة المحتدمة والجارية فصولها حاليا كمخاض لبلورة مستقبل قادم لوطن نركض جميعا لأستعادته من ( براثن الانقاذ ) هؤلاء الذين اختطفوه ويحاولون ـ مستميتين ـ بيع الوقت من أجل ان يطول اختطافه لديهم !!!! .
تحياتي مكررة لك يا سيدي ولرفيقة دربك الأخت الفاضلة لنا والاسرة الكريمة .. ودمتم
خضر عطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لنا مهدي .. تسجل مشاهدات عائد من أرض الوطن .. (Re: خضر عطا المنان)
|
الاحباب البورداب و الحبيب خضر عطا المنان
مع الحلقة الثانية من مشاهدات الحبيبة لناعن ارض الوطن ،نقلا عن سودانايل
ولكم الود
يعقوب
*************************************
"تندهشون":خواطر عائدة (2)
لنا مهدي عبد الله
----------------
نسيت أستأذن الحبيب الإمام الصادق المهدي، فهو صاحب امتياز الماركتين المسجلتين: "تهتدون"ثم "تفلحون"، إلى أن خرجت أنا –على غير ابتكار- بـ"تندهشون" لأنني وجدتها أقرب إلى نفسي في التعبير عما اعتراني من مشاعر نتاج مشاهدات كثيفة وصور متلاحقة تكاد الواحدة تسابق الأخرى،وللتعبير عن ملاحظات جهدت في أن تكون دقيقة لتقرب للقارئ الصورة و كأنه كان معي ساعة الرؤية.
الزحام و السهر أهم ملامح الخرطوم بالليل و كلاهما جديد، الخرطوم الكبرى مدينة اعتادت أن تتثاءب باكرا ثم تتمطي وتسدل جفنيها لتنام عميقا بُعيد التاسعة بقليل، الخرطوم الآن صبية ترتدي الجينز و تطلق شعرها الغجري لتنطلق ؛ سريعة الإيقاع تجدها دائما في عجلة من أمرها؛ تحادثك في ألف شأن دفعة واحدة ولا تعرف الشولة أو النقطة على السطر،كانت منسابة كضربة ريشة فنان فأضحت رسما بيانيا كثير التعاريج،عهدتها هامسة ولم أعهدها تقهقه ملء فيها،التصق أهلوها بالزحام والانشغال و التصقا بهم وكأنهم توأم سيامي ،لطالماأحسست إن الذوبان في الزحام حيلة نفسية يهرب بها السودانيين من معاناتهم اليومية التي ما استطاعوا أن يحيلونها الي أسلوب حياة برغم إصرار النظام على جعلها كذلك،وإذا كان بوسع إنسان الخرطوم إن يتناسى معاناته اليومية مغرقا إياها في لجة الانشغال بالانشغال..فماذا يفعل إنسان دارفور مثلا مع الضائقة المعيشية و الانفلات الامنى والكارثة الإنسانية و مسلسل العذابات التي لا تنتهي؟
عاااااااااااااااااا عتلة وعااااااااااااا عقدة!!!!!!
وهما آخر تقليعات ثورة التعليم التي أتت بالفابتيك مستحدثة تماما ،غير مكتفية ب : اااااااا انقاذ،بااااااااا بشير و تااااااااااااا تدويل خرجت علينا بالعتلة و العقدة و قصة ال[عائينٍ] هذه عرفتها حين أتت ابنة خالتي الصغيرة وهى تلميذة بالصف الأول الابتدائي جاءت بكتاب العربي ؛وكما تعلمون إن تلاميذ الأول الابتدائي شغوفون بتأبط ذلك الاختراع المدهش الذي يلتقونه لأول مرة و المسمى بالكتاب ،حيث يصبح رفيقا دائما داخل المنزل إلى أن تخفت حدة الولع به رويدا رويدا مع ارتقاء كل خطوة في السلم التعليمي [المؤدلج]-غير المدرَج-،المهم اننى دهشت جدا حين وجدت صورتي العتلة و العقدة للتعريف بحرف العين ،وترحمت على أيام عاااااااا عنب أو على اقل تقدير عااااااااا عرديب و كلا ال"عائين" خفيف علي اللسان و رءوف بالطفل يبعدهم عن العنف و التعقيد!!!
ويقودني هذا إلى الحديث عن مخرجات ثورة التعليم العالي،زمان و قبل أن يكون للتعليم العالي ثورة، كان الخريجون يتركون الجامعة مسلحين بالعلم و المعرفة الأكاديمية إضافة إلى الثقافة ؛فقد كان من أهم استراتيجيات واضعي المناهج تثقيف الطلاب منذ المرحلة الابتدائية و حتى الثانوية؛ولم يكن أهم همومهم خلق جيل أكاديمي فقط وذلك حين كان التعليم يمشي على قدمين :الاكاديمى و الثقافي؛وليس مثل ما يحدث حاليا حيث أصبح التعليم يمشى على رأسه، وكان ثمة مقولة إن الكتاب يُؤلًف في القاهرة ويُطبع في بيروت و يُقرا في الخرطوم،الآن اختلت هذه المعادلة الثالوثية حيث أضحت الثقافة ترفاً في ظل أولويات أخرى للبيت السوداني على رأسها لقمة العيش ؛ الأمر الذي يجعل شراء الكتب باهظة الأسعار ضرباً من ضروب اللا معقول ،ونظرة واحدة لقائمة اسعارالكتب في اى مكتبة تبدد حيرتك و تساؤلك عن السبب الذي يجعل معظم من يمر أمام المكتبات من مواطنين يلقى نظرة خاطفة عليها من الخارج دون أن يجرؤ على الدخول؛ الأمر الذي أدى إلى ركود سوق الكتب التي أضحت بضاعة عزيزة وبائرة لا يقوي عليها إلا من أوتى مالاً وسعة...فكيف بربكم ستكون الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005؟
وللحديث بقية،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
"تندهشون "..........خواطر عائدة [3] (Re: خضر عطا المنان)
|
استاذنا الحبيب خضر عطا المنان و الاحباب/اليكم الحلقة 3 من مسلسل الدهشة نقلا عن سودانايل
مع محبتي
لنا
*********************
تندهشون
خواطر عائدة (3)
لنا مهدي عبد الله
الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م هذا حقيقي امر جميل ومبشر وواعد لكن هل استعدت الخرطوم لتصبح عاصمة للثقافة العربية 2005؟؟
بداية لا بد من خلفية تاريخية لفكرة العواصم العربية منشأها،طموحها وآمالها ،المرامى و الاهداف مستعينة بالموقع الرسمى لصنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004 ، كى نتمكن من التقييم ومقارنة الطموح المأمول لواضعى الفكرة بواقع الخرطوم و ما اذا كانت ستلبى ذلك الطموح ام لا؟
تعود فكرة "العواصم الثقافية" إلى المؤتمر الذي عقد في المكسيك تحت مظلة الأمم المتحدة عام 1982 حول السياسات الثقافية ، انطلاقاً من فكرة رئيسة تستند إلى أن الثقافة عنصر أساس في حياة كل فرد وكل مجتمع ، وان التنمية تنطوي على بعد ثقافي جوهري ، مادامت تستهدف في غايتها خير الإنسان. وفي الإعلان الختامي لهذا المؤتمر ، تبنى المشاركون فيه إستراتيجية للسياسات الثقافية في إطار ما أطلق عليه " عقد عالمي للتنمية الثقافية " يكون بمثابة العقد الأخلاقي والاجتماعي الذي سوف يُمكّن الأسرة الدولية من شق طريق المستقبل في عالم ستحوِّل فيه التكنولوجيا الرقمية ظروف العيش بأكملها.
وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 41/187 بجلستها العامة رقم 100 ( نيويورك : 8 ديسمبر 1986) "العقد العالمي للتنمية الثقافية" ليشمل الفترة:1988-1997كبرنامج مشترك لمجمل أسرة الأمم المتحدة ، وتضطلع اليونسكو فيه بدور المنظمة الرائدة.
وترتكز فلسفة العقد العالمي للتنمية الثقافية على ضرورة الترابط بين الثقافة والتنمية بعد ما تبِّينت أهمية العنصر الثقافي في كل عمل إنمائي ، إلى جانب ضرورة إجراء حوار ثقافي بين الشعوب يحترم مقومات الهوية الثقافية الوطنية ، ويراعى التنوع والتكامل بين الحضارات على أساس وحدة القيم البشرية الجوهرية وكونيتها.
وقد ساهم العقد في إشاعة جملة من المفاهيم ، وأثار نقاشات حول سبل إعادة الثقافة ، بوصفها ميزة العبقرية الإنسانية ، الى مكانتها الحقيقية في صلب السياسات الثقافية.
وخلال فترة العقد ، تم إقرار اكثر من الف ومائتى ( 1.200 ) مشروعاً بادرت بها 152 دولة عضواً في الامم المتحدة ، 13 منظمة حكومية ، و 45 منظمة غير حكومية ، واتسمت السنوات الثلاث الأخيرة من العقد بكثافة الأنشطة وتوزعها على مختلف المجالات.
وبذلك توفرت بفضل العقد حركية متميزة شملت مجمل أوجه الحياة الثقافية واتسمت بمشاركة أطراف فاعلة، واستفادت منها جموع غفيرة من المواطنين.
على أن من ابرز ثمار هذا العقد " برنامج العواصم الثقافية الإقليمية " الذي انطلق أوروبياً ، ثم استجابت له المنطقة العربية في السنتين الأخيرتين منه.
جرى إقرار برنامج " العواصم الثقافية الإقليمية ، بطلب من المدير العام لمنظمة اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعقد العالمي للتنمية الثقافية - في دورتها العادية الرابعة - ( باريس : 11-15 أبريل 1994) لمزيد من التعريف بأبعاد وخلفيات العقد العالمي للتنمية الثقافية ، وتعبئة الدول الأعضاء ومؤسسات المجتمع لهذا الغرض.
وتستند هذه المبادرة إلى تجربة المدن الأوروبية الثقافية ، وهي سابقة على بداية العقد، حيث انطلقت منذ سنة 1985.
ويتضمن برنامج العواصم الثقافية الإقليمية جملة من الأبعاد ، تتمثل على وجه الخصوص فيما يلي:
تنشيط المبادرات الخلاقة وتثمين الرصيد الثقافي والمخزون الحضاري من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية متنوعة حول محاور يتم اختيارها من قبل المدن التي جرى اختيارها لهذا البرنامج.
إبراز القيمة الحضارية للعاصمة وإشعاعها على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، وتثمين ما تزخر به من تراث ثري ومتنوع ، وما تضطلع به من دور رئيسى في دعم الإبداع الثقافي والفني والفكري.
الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب ، وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والسلم فيما بينها ، وتعميق الحوار الثقافي مع الاعتراف بالخصوصية الثقافية ، والاندماج في سياق العصر.
العقد العربي للتنمية الثقافية:
تزامن الوعي بأهمية الثقافة في الوطن العربي مع نشأة جامعة الدول العربية سنة 1945 ، ودعم هذا الوعي بإبرام معاهدة ثقافية بين الدول العربية في ذات السنة ، ثم المصادقة على ميثاق الوحدة الثقافية العربية سنة 1964.
وقد حرصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منذ قيامها سنة 1970 على تنفيذ المشاريع والبرامج الثقافية القومية ، ورفع مستوى العمل الثقافي في الوطن العربي لمواكبة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها.
ومع تنامي نشاط هذه المنظمة ، نبتت فكرة الدعوة إلي عقد مؤتمر دوري للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي ، تكون مهمته مساندة عمل المنظمة في مراحل التخطيط ورسم السياسة الثقافية العربية في منظورها القومي وبعدها الإنساني.
بادرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، بالتنسيق مع الدول الأعضاء وبالتعاون مع خبراء الوطن العربي ، بالعمل على إعداد وثيقة تتضمن خطة ثقافية عربية شاملة تم عرضها سنة 1985 على مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي في دورته الخامسة ، واعتبروها مساهمة من الدول العربية والمنظمة في العقد العالمي للتنمية الثقافية.
ويمثل المؤتمر العاشر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي ، المنعقد في تونس ( فبراير 1997 ) ، منعطفاً جديداً لفهم وبلورة القضايا المتعلقة بالثقافة والتنمية والتعمق فيها ، حيث تقرر أن تكون خاتمة العقد العالمي للتنمية الثقافية ( 88/1997 ) منطلقاً لبداية العقد العربي ، استثماراً لمعطيات العقد العالمي ، واستنادا إلى الخطة الشاملة للثقافة العربية التي سبق التنويه عنها، على أن يصدر هذا القرار خلال المؤتمر القادم لهؤلاء الوزراء.
وقد عقد هذا المؤتمر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي - في دورته الحادية عشرة - بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة - خلال الفترة : 2-3 شعبان 1419 هـ / 21-22 نوفمبر 1998م ، واقر مشروع العقد العربي للتنمية الثقافية الذي قدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بحيث يغطي العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين (2000/2009) .
كما تبنى اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى ( اليونسكو ) مرتبة على النحو التالي:
عام 2000 مدينة الرياض ( المملكة العربية السعودية)
عام 2001 مدينة الكويت ( دولة الكويت )
عام 2002 مدينة عمان ( المملكة الأردنية الهاشمية )
عام 2003 مدينة الرباط ( المملكة المغربية )
عام 2004 مدينة صنعاء ( الجمهورية اليمنية)
عام 2005 مدينة الخرطوم ( جمهورية السودان)
وكانت تجربة العواصم الثقافية العربية قد انطلقت في الوطن العربي بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996 ، وتونس عام 1997 بناء على اقتراح من المجموعة العربية في اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعشرية العالمية للتنمية الثقافية ( باريس: 3-7 أبريل 1995 ).
وتواصلت هذه التجربة لتشمل مدينة الشارقة عام 1998 ، ثم مدينة بيروت عام 1999 .
بعد هذه النبذة عن فكرة العواصم العربية تطورا و نشأة لنا أن نتساءل عن جاهزية الخرطوم لتكون عاصمة للثقافة العربية..
بدءً من الشعار – البوابة لأى مشروع ثقافى و فنى بدأت الاختلافات بعد ان قام الفنان د. أحمد عبدالعال بتصميم شعار المناسبة – المهرجان وسبب القيامة التى لم و لن تقعد أن الشعار تم تصميمه بتكليف شخصي للفنان عبدالعال! ثارت ثائرة التشكيليين الذين لم تتم مشاورتهم فى أمر من صميم اختصاصهم ، واننى لاستغرب جداً كيف يتأتى التكليف الشخصي فى أمر عام ؟؟ففى كل العواصم التى تحترم نفسها يكون هنالك لجان متخصصة مهمتها مناقشة كل ما يتعلق بالمناسبة محل الموضوع حتى يتم الأمر بشكل متقن و متكامل و لكن....نحن في الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005!!!
المنظر العام للخرطوم الكبرى لا يوحى البتة أنها تستعد لتأخذ دورها بين رصيفاتها العربيات كعروس فى احتفالية الثقافة والحضارة، فالسمنارات و الندوات التحضيرية التى تقول الجهات الرسمية انها تعقد فى اطار الاستعداد للمناسبة ، تعقد بمنأى عن زمرة المثقفين و الفنانين الذين هم محل الاهتمام فى هذه التظاهرة المقبلة , واصبحنا نشهد تمييزا جديدا على المستويين الفكرى و الثقافى بعد ان شهدناه على المستوى السياسي من ابعاد للمناوئين و المخالفين فى التوجه عن كل المجالات التى تمكنهم من المنافسة بشرف مع اقرانهم ، وتبيان اوجه تميزهم و تفوقهم!! وكيف لا فانت فى اسفل سافلين طالما لا تملك صك المواطنة الجديد و هو الانتماء للنظام فكرا و توجها و اداءا ،وستكون –حتما- فى اعلى عليين مادمت حريصا على تقديم فروض الولاء و الطاعة للتتار الجدد..
ثم أين هي العاصمة التي ستستقبل ضيوف على اعلي المستويات؟؟الخرطوم التي كانت في الستينات من القرن العشرين أجمل العواصم الإفريقية قاطبة وواحدة من أجمل العواصم العربية تعجز اليوم عن أن ترفل في ثوب جمالها القشيب..كما تعجز عن أن تتباهي بين رصيفاتها بمجدها التليد و عزها المقيم بعد أن أهمل الرعاة المفترض إسلاميا أن يكونوا مسئولين عن رعيتهم سقي نبتها و تشذيب حدائقها ورفد شرايينها بمياه العافية والحياة، فأصبح الناظر إليها يتوكأ على عصا حيرته و ارتباكه بين طارف و تليد ناضر وواقع رمادي..
أما من ناحية إبراز القيمة الحضارية للعاصمة وإشعاعها على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، وتثمين ما تزخر به من تراث ثري ومتنوع ، وما تضطلع به من دور رئيسي في دعم الإبداع الثقافي والفني والفكري، فحدث ولا حرج عن قصور في هذا الجانب،فالخرطوم لا تقوى على بسط أجنحة إشعاعها حتى على قاطنيها من أبناء جلدتها ناهيك عن إبراز قيمتها الحضارية على صعيد إقليمي أو آخر دولي ،برغم ما تزخر به هذه العاصمة المنسية من تراث ثرى و حضارة لا تخطئها العين ،ولكن طالها ما طال كل شبر فى بلادي من إهمال وتناسى فأصبحت حبيبة الأمس و معشوقة الآلاف محض دمعة على خد كل عاشق كان يوما ما مدلها في صبابته و جنونه..فلا حدائق غناء ولا الق أو ضياء بل في كثير من الأحايين خرابات وأطلال تحكي حزينة عن قصة فاتنة الأمس التي أوشكت أن تصبح أثرا بعد عين..
وللحديث بقية،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: "تندهشون "..........خواطر عائدة [3] (Re: lana mahdi)
|
Quote: ثم أين هي العاصمة التي ستستقبل ضيوف على اعلي المستويات؟؟
الخرطوم التي كانت في الستينات من القرن العشرين أجمل العواصم الإفريقية قاطبة وواحدة من أجمل العواصم العربية تعجز اليوم عن أن ترفل في ثوب جمالها القشيب..كما تعجز عن أن تتباهي بين رصيفاتها بمجدها التليد و عزها المقيم بعد أن أهمل الرعاة المفترض إسلاميا أن يكونوا مسئولين عن رعيتهم سقي نبتها و تشذيب حدائقها ورفد شرايينها بمياه العافية والحياة، فأصبح الناظر إليها يتوكأ على عصا حيرته و ارتباكه بين طارف و تليد ناضر وواقع رمادي..
|
حبيبتنا : لنا
هكذا أنت .. وهكذا عرفناك : عيون ترصد .. ويراع يصور .. وأحرف تعبر .. وحلم خفي ينداح ليتكئ على أمل نتمنى أن تكونه عاصمتنا
المخطتفة من بين أحضان الجمال الذي كان كما تقولين .
لك تحياتي بلا حدود... وسلمت يداك ليسطرا لنا المزيد والمزيد
من مشاهدات صادقة عن وطن طالت سنوات بعدنا عنه.. ونعيش نبضه
من بين سطورك المعبرة .
خضر عطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لنا مهدي .. تسجل مشاهدات عائد من أرض الوطن .. (Re: lana mahdi)
|
Quote:
الوالد فى انتظار مكالمتك وحملنى السلام و الاشواق.
ولى طلب :
هل لنا بإضاءة عن رابطة الاعلاميين العرب بالدانمارك؟؟
الفكرة،النشأة، الاهداف والطموح ،الانشطة و البرامج؟؟
|
حبيبتنا : لنا
حتما سأتصل بالوالد الحبوب حتما ..
وحتى ذلك الحين لك وله ولجميع أفراد الاسرة الكريمة
سلامي وشوقي وصالح دعواتي بحلول الشهرالفضيل .
وتوقعي منى تسليط الضو ـ كما تطلبين ـ على رابطة
الاعلاميين العرب بالدنمارك والتي تم أنشاؤها عام
1997 ويشترك في عضويتها زملاء أفاضل من تسع دول
عربية مقيمون هنا.. وقد تم أنتخابي أميناعاما لها
عبر اقتراع ديمقراطي حر لدورتين متتالتين .
مشتاقكم أبدا : خضر عطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خضر عطا المنان
saif massad ali
بلدى يا حبوب
فتحي البحيري
lana mahdi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست