|
|
 السودان ليس صومال آخر ولا عراق جديد بل إنه جنوب افريقيا آخر
|
السودان ليس صومال آخر ولا عراق جديد بل إنه جنوب افريقيا آخر
ففي ظل تداعيات الاحداث والظروف التي يمر بها السودان حرب الجنوب لم تنطفئ ولم تصل الى نهايتها الحقيقة واخرى في الغرب في دارفور واحتقان كبير في العديد من الاماكن خاصة في شرق البلاد كل من جراء سياسات التهميش والافتراء والطغيان من النظام الفاشستي الظالمة وكذلك من خلال حياكة المؤامرات وافتعال الاحداث والازمات الداخلية هنا وهناك يتسائل البعض عن ماهية السودان وصيرورته في الفترة المقبلة هل هو صومال آخر ام هو عراق جديد ام ؟؟؟؟؟؟.
ولكنني من خلال متابعتي للاحداث والظروف الدولية التي تجعل من البعض ان يفكرفي قراءة الوضع المقبل للسودان على نحو انهربما يكون صومال آخر اي نشوب حروب اهلية متعددة في اتجاهاته المختلفة بالاضافة الى الحرب المشتعلة في دارفور والتي اربكت كيان النظام الطاغي ربما تنشب حرب اخرى في شرق البلاد لذات السبب الذي قامت به الحرب في دارفور وهو المطالبة بعدالة السلطة والثروة والمساواة بين كافة المواطنين السودانيين دون اختلاف فيما بينهم بسبب العرق او اللون اوالدين او اي اعتبار آخر وكذلك نتيجتة للتهديد الذي من قبل الحركة الشعبية على لسان نائب قرنق السيد باقان اموم المتمثل في نفاذ صبرها واعلانها بانها لن تستطيع ان تسكت كثيرا حتى انتهاء المفاوضات بين الحكومة حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان في دارفور واتهامها للحكومة الذي جاء على لسان الناطق باسمها السيد ياسر عرمان بانها اي الحكومة السودانية تراوغ من اجل كسب الوقت حتى انتهاء الانخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية ربما حتى تفرز حكومة اخرى غير حكومة بوش الجمهوري التي استعصى على النظام التعايش معها لذلك يريدون نظام او حكومة الديمقراطيين الذين ربما يكسبوهم قدرا اكبر من الغنائم في حواراتها المختلفة مع الفصائل السودانية المتعددة سواء كان من جانب الحركة الشعبية في نيفاشا او حركات دارفور في ابوجا او من جانب التجمع الوطني الديمقراطي في القاهرة نتيجة لذلك يعتقد البعض ان السودان مقبل الى مرحلة مظلمة حتى وصفت من البعض بانه صومال آخر والبعض يصفه بانه عراق جديد .
أولا : فيما يتعلق بصوملة السودان
انني ارى فيما يتعلق بمقولة ان السودان سيكون صومال آخر ويدخل في تفكك وصراعات حتى تصل ربما إلى الاقتتال القبلي في مختلف بقاع البلاد اعتقدهذا غير وارد للاسباب الآتية:
1- ان الشعب السوداني حريص جدا بكل اختلافاته على بقاء الوطن واحدا وموحدا او على الاقل انها امنية الجميع واعتقد جازما ان الجميع سيبذلون الغالي والنفيس من اجل بقاء وحدة البلاد لذلك لا يقتتلون فيما بينهم قبليا .
2- المشاكل التى نراها على السطح الآن هي كلها مفتعلة من قبل النظام الذي يؤجج لها ويشعل النار ويصب البنزين عليها ذارا الرماد في العيون مرعب للموطنين حتى يقفوا بجانبها لكن الشعب السوداني لن يقف مع الظلم .
3- كما ان الشعب السوداني شعب مسامح غير ميال للحروب والاقتتال وخاصة الاقتتال السياسي لذلك لا ارى ان السودان سيكون كالصومال .
ثانيا : ان يكون السودان عراق اخر :
هذا ايضا قول اننى ارى ان هذا الطرح او هذا التفكير غير دقيق لانه يفترض ان امريكا والدول المتحالفة معها ستدخل السودان عسكريا كما فعلت ذلك في العراق وافغانستان وهذا لن يكون في السودان ليس لان السودان سيتحدى الولايات المتحدة عسكريا وليس لان امريكا تخشى تصريحات البشير وبعض المطبلين لا بل لان امريكا لا تريد الدخول في حرب ثالثة لاسباب داخلية كثيرة اهمها ان اهداف الحربين الاولى ضد افغانستان والثانية ضد العراق لم تتحقق
فاهداف حرب افغانستان هي القضاء على نظام طالبان بزعامة الملا محمد عمر وتفكيك شبكة القاعدة بقيادة اسامة بن لادن والقضاء عليها تماما وذلك من ضمن حربها على الارهاب المزعومة فلم تتحقق تلك الاهداف حتى هذه اللحظة بصورة مقنعة للشعب الامريكي من ناحية ولا حتى للادارة الامريكية من ناحية اخرى ، كذلك المواطن الامريكى يرى انه ارهق بالضرائب ودفع فواتير حروبات لا تكسبه فائدة كما انه يعتقد ان تلك الحروب لا دخل له بخوضها اي يفترض ان لا يخوضها النظام باسمه لا تلك الحروبات افقدته الكثير من سبل عيشه وعلى حساب بحبوحته لذلك لا يرضى باية حرب جديدة سيما في هذه السنوات القليلة القادمة .
اما اهداف الحرب على العراق حسب زعمهم اي الامريكان فهي ايضا لم تجد طريقها للنجاح فتلك الاهداف المتمثل اولها في العثور على اسلحة الدمار الشامل والتي تبين انها كانت خديعة كبرى انطلت على كثير من الدول والشعوب والهدف الثاني هو احلال الامن في العراق فما زال الشعب العراقي يقاوم الاحتلال الامريكي على بلده وايضا الهدف الثالث هو عودة الحكم الديمقراطي التعددي الذي يحترم اختلاف الشعب العراقي المتعددة من اكراد وعرب وتركمان وغير ذلك وهو ايضا لم يكتمل له النجاح فهي اهداف بعيدة عن الواقع وغير صادقة فرغم بعدها عن الواقع وعدم صدقيتها الا انها ما زالت خارج نطاق النجاح وان الامريكان ما زالوا في داخل المستنقع العراقي الذي استعصى عليهم الخروج منه الامر الذي يجعلهم لا يفكرون في الدخول في حرب جديدة .
بالاضافة الى تلك الاسباب هنلك اسباب اخرى تتمثل في الصراع الدائر الان بين الولايات المتحدة الامريكية من ناحية وبين ايران من ناحية اخرى كذلك يوجد صراع آخر بينها وبين كوريا الشمالة ناهيك من محاولة امريكا حتى هذه اللحظة في اقناع بعض الدول بحربها الجائرة على العراق خاصة فرنسا والمانيا ولم تستطيع فهي لا يمكن ان تدخل حرب اخرى عسكرية وكل هذه الامور تجعل من الولايات المتحدة غير قادرة من الناحية الشرعية الدولية لانها لا تستطيع انتهاكها للشرعية مرة اخرى والعالم ما زال يراقب كذبها في قضية العراق واكذوبة اسسلحة الدمار الشامل المزعومة لذل لا اعتقد انها ستخوض حرب عسكرية مباشرة مع السودان .
ولكن تلك الاسباب تجعل الولايات المتحدة تكون اكثرشراسة في حربها الاقتصادية والعقوبات التي تفرضها على كل من يقف في طريقها في تنفيذ اهدافها الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط وغرب افريقيا وذلك من خلال وضع قواعد عسكرية في تلك المناطق للسيطرة عليها لتحقيق اهداف عدة منها :
1- محاصرة الارهاب ووقف المد الاسلامي في افريقها التي يعتبر السودان البوابة الرئيسية في تغذية ذلك المد .
2- حماية الثروات المتواجدة في السودان خاصة تلك التى تتمثل في تواجد اليورانيوم وهو الاهم بالنسبة لها حتى لا تتدخل الادول الاخرى والاستاثار بتلك الثروات .
3- وقف الزحف الصيني وهو العدو الاخر للولايات المتحدة الامريكية وكبح جماحها في السودان لا سيما وان الصين هي من اكبر الدول المستثمرة في البترول السوداني كما وان معدل النمو في الصين يثير غريزة الغيرة لدى الامريكان .
لذلك ارى ان السودان سيكون جنوب افريقيا أخرى في العالم وذلك من خلال القضاء كل اشكال التمييز العنصري والقضاء على نظام الجهة الواحدة المسيطرة على الحكم في البلاد منذ الاستقلال والذي جعل من الاخرين اما خارج الحكم او مطية لهم يستغلونهم للوصول الى سدة الحكم والسيطرة على ثروت البلاد التى بددت ودخلت الى جيوب اهل الحكم دون رقيب او حسيب ويتحقق العدل المنشود وارساء دعائم الديمقراطية والحرية والمساواة عبر دستور متفق عليه بين افراد الشعب بمختلف مكوناته الاثنية والدينية.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبدالعظيم عبدالله
د. بشار صقر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست