الجنجويد اسطورة ام خيال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2004, 03:24 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجنجويد اسطورة ام خيال

    نقلاّ عن جريدة الرياض

    7/10/2004



    دارفور..شركاء في الدين..غرماء في في الوطن..(الحلقة 1)

    تحقيق: موفد "الرياض" - محمد الأمير

    فجأة تسارعت مجريات الأحداث في إقليم دارفور السوداني وتشابكت خيوط الأزمة.. وألقت الولايات المتحدة ودول الغرب بثقلها وراء ضرورة حماية النازحين واللاجئين في الإقليم حتى ولو اضطر الأمر للتدخل العسكري.. وتسارعت الآلة الإعلامية الجهنمية بوصف دارفور بأنها أبشع مأساة إنسانية معاصرة.. وتوافدت عشرات الوفود الأمريكية والأوروبية ومنظمات الإغاثة وحقوق الإنسان على دارفور بصورة غير مسبوقة وبأهداف أبسط القول فيها أنها أيضاً واضحة!!
    وقد عكست أزمة دارفور الحالية جوانب المشكلة السياسية في السودان بكل مكوناتها الأساسية والمتمثلة في السلام والوحدة والديمقراطية والهوية ونظام الحكم واقتسام الثروة.
    فأزمة دارفور أو الأزمة الإنسانية التي تبارت دول العالم ومنظماته المختلفة في وصفها خلال الفترة الأخيرة بأنها أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم حالياً.. لم تكن وليدة اليوم ولم تكن أيضاً وليدة الأحداث الدامية في السنوات الأخيرة وإنما حصيلة نزاعات وتراكمات ورواسب ساهمت فيها الأوضاع السياسية والنخبة الحاكمة في السودان منذ الاستقلال.


    كما ساهمت فيها أيضاً الحروب والصراعات الإقليمية بين الدول المحيطة بدارفور خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.. وظل هذا الإقليم يعاني أوضاعاً مضطربة ولم يعرف الاستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي على مدى عدة عقود زمنية مضت.
    ومع تفاقم الأزمة وتعقدها صار السودان مثخناً بالجراح من كل جانب.. فبالأمس كان الجنوب واليوم الغرب في دارفور وغداً في الشرق حيث روائح الدم بدأت تفوح من تحت الرماد.
    ولهذا ذهبت "الرياض" في رحلة طويلة شملت الخرطوم ودارفور وتشاد تستطلع حقيقة ما يجري في هذا الجزء الكبير من السودان الشقيقة وتستجلي الآراء المختلفة على أرض الواقع.. وترى المشهد المأساوي بالعين المجردة والمحايدة.. عسى أن نهتدي إلى الحل الممكن بدلاً من أن تكون دارفور لا قدر الله مسماراً أخيراً في نعش السلام السوداني الذي طال انتظاره ودفع الشعب السوداني ثمناً باهظاً دفعته الأرواح البريئة التي راحت ضحية لحروب كارثية بين أبناء البلد الواحد دون جدوى وبلا هدف!!
    ونستعرض في الحلقة الأولى من هذه السلسلة الجذور التاريخية للصراع في دارفور وكيف بدأت المأساة وما هو الموقف الآن على الأرض..

    أولاً: معلومات أساسية
    يقع إقليم دارفور غرب السودان حيث يحده من الغرب دولة تشاد ومن الشمال ليبيا ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى.. والإقليم بذلك يشكل نقطة تماس مع ما يعرف بالحزام الفرانكفوني المكون من أربع دول هي تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى والكاميرون.. وهي الدول التي كانت تحكمها فرنسا أثناء العهد الاستعماري وهو ما يفسر سر اهتمام فرنسا بالأحداث الجارية في دارفور.
    وتقدر مساحة دارفور بخمس مساحة السودان أي نصف مليون كيلومتر مربع أي ما يعادل مساحة ثلاث دول أوروبية هي هولندا والبرتغال وفرنسا كاملة!!
    وينقسم الإقليم إدارياً إلى ثلاث مناطق هي: شمال دارفور وعاصمة مدينة الفاشر.. وجنوب دارفور وعاصمته مدينة نيالا.. وغرب دارفور وعاصمته مدينة الجنينة.
    ويقدر عدد سكان دارفور بحوالي 6.6ملايين نسمة أي ما يعادل 22% من سكان السودان موزعين على عدد من القبائل الافريقية والعربية ويجمعها جميعاً الدين الإسلامي.

    عرب دارفور
    توجد في شمال دارفور أغلبية القبائل العربية الذين يشكلون نسبة 40% من بين قبائل دارفور.. وانهم القبائل العربية الزيادية وبنى نعفل والرزيقات و العريقات والعطيفات والزبلات الذين يعرفون برزيقات الشمال مقابل رزيقات الجنوب.. وتمتهن معظم القبائل العربية في دارفور مهنة الرعي حيث تمتلك ثروة حيوانية ضخمة قوامها الإبل والغنم والبقر.. وفي الغرب توجد قبائل بني حسين وفي الجنوب قبائل الرزيقات والهبانية والتعايشة والبرقد والمعاليا والبني هلبة والفلاتة والقمر.

    القبائل الأفريقية
    يشكلون نسبة 60% من سكان دارفور.. وينتشرون في كافة أنحاء الإقليم حيث توجد قبيلة (الفور) التي اتخذ الإقليم اسمه نسبة إليها - توجد في الشمال كما توجد قبائل الزغاوة والبرتي والميدوب.. وفي غرب دارفور توجد قبائل المساليت والتاما والزغاوة وفي جنوب دارفور توجد أيضاً قبائل افريقية وعربية عديدة.

    القوى السياسية والعسكرية في دارفور
    1- حركة تحرير السودان
    وتتكون من مقاتلين ينتمون إلى أشهر وأقوى القبائل الافريقية مثل الفور والزغاوة والمساليت ويرأسها المحامي عبدالواحد محمد نور المتواجد في تشاد حالياً.. وتملك الحركة حوالي 16ألف مقاتل.
    2- حركة العدل والمساواة
    وهي ذات توجه إسلامي وتتكون هي الأخرى من القبائل الافريقية في دارفور خاصة قبيلة الزغاوة ويرأسها الدكتور خليل ابراهيم محمد وهو وزير سابق للأمن في حكومة الرئيس عمر البشير وتملك الحركة حوالي 9آلاف مقاتل.. أصدرت الحركة بيانها التأسيسي في عام 2001وبدأت نشاطها العسكري إلى جانب حركة تحرير السودان في فبراير 2003وتشترك الحركتان في اتهامهما للحكومة السودانية بالخرطوم بأنها تقف وراء ميليشيات الجنجويد التي تشن غارات على القبائل الافريقية.. وتقوم هاتان الحركتان بالتمرد العسكري الشامل ضد الحكومة السودانية وتشن هجماتها ضد القوات السودانية وضد القبائل العربية بالاقليم.
    3- الجنجويد
    وهي الجماعات العربية المتهمة من قبل القبائل الافريقية ومن قبل الغرب بأنها هي التي تقوم بعمليات القتل والسلب والنهب للقرى ذات الأغلبية الافريقية في دارفور في حين ان القبائل العربية بدارفور تنفي عن نفسها هذه التهمة.. ونظراً لأهمية الجنجويد سوف نخصص لها حلقة خاصة ضمن هذا الاستطلاع الموسع.

    ثانياً: الأصول التاريخية وجذور الأزمة في دارفور
    يعود أصل الصراع في دارفور إلى النزاع بين الرعاة الذين أغلبهم من القبائل العربية وبين المزارعين ذوي الأغلبية الافريقية على الموارد المائية والطبيعية كالعشب والكلأ التي هي بطبيعتها شحيحة في دارفور خاصة مع أوقات الجفاف وزيادة التصحر.. وكالعادة فإن مثل هذه النزاعات سرعان ما يتم التغلب عليها وتسويتها ضمن النظم والأعراف القبلية.. ويذكر التاريخ عدة نزاعات عنيفة منها نزاع عام 1989بين قبائل الفور والعرب والذي انتهى بالمصالحة في مؤتمر كبير عقد بعاصمة دارفور الفاشر.. كذلك النزاع بين العرب وقبائل المساليت الافريقية عامي 1989و 2001والذي تم احتواؤه بعقد اتفاقية سلام بين الطرفين.
    ومن المعروف ان الإقليم شهد ثلاث مجاعات كبيرة عام 1973وعام 1985وعام 1994مما أدى إلى جانب الصراع التشادي - التشادي والصراع الليبي التشادي خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات إلى انتشار السلاح والجماعات المسلحة وبالتالي أدى إلى ازدياد عمليات النهب والسلب والتي راح ضحيتها وقتئذ مقتل (15) ألف مواطن من بينهم (3500) شرطي سوداني.
    ولم تكن الصراعات بين القبائل العربية والقبائل الافريقية فقط بل شملت صراعات بين القبائل العربية وبعضها البعض مثلما حدث بين قبيلتي البني هلبة والمهرية في منطقة عد الفرسان عام 1984وكذلك الصراع بين القمر والفلاتة عام

    1987.التجمع العربي وتجمع قريش
    بيد ان هذه الصراعات القبلية تطورت بتحالف بعض القبائل العربية ضد (الفور) في مناطق جبل مرة ووادي صالح بعد الانفلات الأمني عام 1986حيث انتظمت هذه القبائل فيما سمي باسم (التجمع العربي) والذي أنشىء في بداية الثمانينات عندما كان أحمد ابراهيم دريج وهو من (الفور) يتولى منصب حاكم الاقليم ليكون كياناً سياسياً سرياً هدفه السيطرة على جميع أراضي دارفور وطرد جميع القبائل غير العربية من المنطقة ونتج عن هذا الكيان تنظيم سري آخر عرف بتنظيم (قريش) وهدفه تجميع القبائل العربية بدارفور وكردفان وفق برنامج زمني لحكم السودان ومنافسة قبائل الشمال التي استأثرت بالحكم منذ الاستقلال وفي مواجهة التجمع العربي الذي كان يجد الدعم من السلطات الرسمية في الخرطوم ابان حكم الصادق المهدي حاول (الفور) احياء حركة (سوني) التي تأسست كمنظمة عسكرية سرية عام 1965وكذراع لنهضة دارفور التي كانت تضم جميع مثقفي المنطقة بالخرطوم.. بيد ان الفور فشلوا في احياء التنظيم بسبب عدم خبرتهم العسكرية وتضييق القبائل العربية وحكومة الصادق عليهم لأن عرب دارفور كانوا من أهم المناصرين للثورة المهدية الأم.
    وظلت الأزمة في دارفور مكتومة كالنار تحت الرماد دون حل جذري لأسبابها الحقيقية.

    ثورة داوود بولاد وإعدامه
    في نوفمبر عام 1991م قام داوود بولاد القيادي في الجبهة الإسلامية القومية والذي انضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في بداية التسعينات بسبب موقف قادة الجبهة من الصراع القبلي بين قبيلته الفور وبعض المجموعات العربية قام بقيادة مجموعة من مقاتلي الحركة بهدف السيطرة على منطقة جبل مرة لاعلان انضمام الفور للتمرد.. إلا ان الحكومة استنفرت جميع القبائل وخاصة العربية التي استطاعت القضاء على قواته وألقي القبض عليه واعدم رمياً بالرصاص بعد محكمة صورية سريعة وسرية وبعد إعدام بولاد بدأ الفور في وضع الترتيبات اللازمة لإنشاء كيان عسكري بدلاً من المليشيات غير المنظمة وأجروا اتصالات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، كما أجروا اتصالات مع قيادتهم السياسية في الخارج وعلى رأسهم أحمد إبراهيم دريج حاكم اقليم دارفور السابق ورئيس الحزب الفيدرالي.

    الصادق وبداية الصراع
    يرى الكثير من أبناء دارفور أن الشرارة الأولى لهذا الصراع الدامي الأخير انطلقت في حقيقة الأمر سنة 1986م في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي حينما تجمعت بعض القبائل العربية تحت مسمى التجمع العربي بدعم من حزب الأمة في مواجهة قبيلة الفور التي يدعمها الحزب الاتحادي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحكومي، وقد ظهر هذا الصراع في الحرب الأهلية بين الفور وبعض القبائل العربية في مناطق جبل مرة وجنوب غرب دارفور والتي راح ضحيتها أكثر من (15) ألف مواطن وبلغت خسائرها أكثر من (20) مليون دولار وقد استطاعت حكومة الانقاذ اجبار الطرفين للتوصل إلى اتفاقية صلح هش في ايامها الاولى.. إلا أن الصراعات القبلية تواصلت بعد عام 1993م في مختلف مناطق دارفور الشمالية والغربية بين القبائل العربية والافريقية خاصة قبائل الفور والمساليت والزغاوة إلا أن الصراع لم يتطور إلى نزاع سياسي وعسكري وتمرد مسلح على صورته الحالية إلا بعد قيام مجموعة مسلحة من أبناء الفور الذين تحالفوا مع الزغاوة باحتلال مدينة (قولو) عاصمة محافظة جبل مرة بغرب دارفور في 19من شهر يوليو عام 2002م حيث تم لأول مرة اعلان الحركة المسلحة وتوزيع منشورات سياسية باسم جيش تحرير
    دارفور وحُددت اهداف الحركة الجديدة في تحرير الاقليم من سيطرة الشماليين بحجة مساهمتهم في تردي الخدمات وتهميش المنطقة.
    وفي عام 2003م تحولت دارفور إلى منطقة عمليات عسكرية كبرى لمواجهة التحالف الجديد خاصة وأن الحكومة بدأت في التنبه لخطورة الادعاءات التي بدأت تنتشر من أن مسلحي الزغاوة يسعون لاقامة دولة الزغاوة الكبرى والتي تضم دارفور وتشاد واجزاء من ليبيا والنيجر وقد استفاد التجمع العربي من هذا الادعاء في التقرب من الحكومة والتنسيق معها لمواجهة هذا التهديد الأمني الجديد.. وتجلى هذا التنسيق بصورة واضحة بعد احداث الفاشر في ابريل عام 2003م عندما استطاع المتمردون تدمير 6طائرات عسكرية في مطار المدينة واختطاف قائد عسكري حكومي كبير برتبة لواء.
    وبدأت الحكومة السودانية في الخرطوم التعبئة لسحق التمرد عسكرياً واستنفرت القبائل المختلفة لمواجهة تطورات الاحداث والتي كانت تصفها قبل ذلك بعمليات قطاع الطرق والنهب واستفادت من مليشيات القبائل العربية في منطقة جبل مرة والتي كانت تقاتل الفور والزغاوة تحت اسم (الجنجويد) واعترفت بها رسمياً حسب ما تقول المعارضة في دارفور كقوات دفاع شعبي يتم معاملتها كقوات نظامية كما استفادت الحكومة من الوجود المسلح لبعض العناصر الاجنبية التي دخلت السودان عبر الحدود مع ليبيا.
    وتكاتفت القبائل العربية بشمال وغرب دارفور بعد ان وفرت لها الحكومة السلاح والاموال - حسب المعارضة - وظهر ما يعرف بمليشيات الجنجويد والتي تحولت من مجموعة صغيرة كانت تحارب في مناطق جبل مرة للاستحواذ على نفوذ محلي إلى مليشيات منظمة ومدربة تحت سيطرة الجيش السوداني تملك أسلحة حديثة وانتشرت في كل مناطق الاقليم الشمالي والغربي.
    وقد وجهت الحكومة والجنجويد عملياتهما العسكرية وكما تقول المعارضة - ضد المواطنين المدنيين وتسببت هذه العمليات في نزوح أكثر من مليون مواطن من قراهم منهم 200ألف هربوا إلى تشاد وتأثر أكثر من مليونين آخرين وقتل أكثر من (50) ألف مواطن وتم حرق أكثر من (3000) قرية ومدينة في ولايات دارفور الثلاث ومن أشهرها قرى كورما وطويلة.. كما تسببت في خلخلة مجتمع دارفور المتماسك والمتسامح وانتشر السلاح وسط القبائل التي سعت لحماية افرادها وتسببت عمليات الجنجويد العشوائية في جعل جميع سكان دارفور من القبائل غير المتورطة معها رصيداً لصالح المتمردين وبالتالي هدفاً للغارات الجوية من الطيران الحكومي ومن الجنجويد.. كما سحبت الحكومة تواجدها العسكري خارج المدن الرئيسية بدارفور مما منح الجنجويد والمتمردين فرصة لاستهداف الآمنين.

    المفاوضات مع الجنوب وأثرها في اشتعال الأزمة بدارفور:
    لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نستبعد تأثير المفاوضات التي اجرتها الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق عن مجمل الاحداث التي ساهمت في سرعة اشتعال وتوتر الموقف في دارفور بغرب السودان.. وذلك للاسباب التالية:
    اولا: ان الولايات المتحدة رأت ان تدخلها في شأن جنوب السودان جعل الحكومة تسارع دون أية معارضة في التعاون مع حركة جون قرنق سواء في مشاكوس أو نيفاشا وتتوصل مع الحركة إلى حلول موضوعية ما كان يمكن ان تقبل بها لولا التدخل الامريكي.. وهذا من شأنه انه فتح شهية واشنطن لمزيد من التدخل في الشأن السوداني حيث سارعت إلى التدخل في دارفور ولفت كافة أنظار العالم إلى ما يجري في هذا الاقليم وأدخلت الأزمة مجلس الأمن الدولي الذي أصدر قرارين بشأن الاقليم وفي زمن قياسي.
    ثانياً: ان تفاوض الحكومة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحركة الوحيدة الحاملة للسلاح دون بقية الاحزاب السودانية الاخرى الشريكة لها في تجمع المعارضة أوحى إلى بقية أقاليم السودان والمتمردين بها بأن الحكومة لا تتفاوض إلا مع من يحمل السلاح ويحارب ويفرض شروطه بالقوة.. وهذا تسبب في قيام المتمردين بدارفور إلى تصعيد عملياتهم العسكرية حتى يمكن للحكومة ان تعترف بهم وتستجيب لمطالبهم المشروعة أسوة باستجابتها لمطالب أهل الجنوب.
    ثالثاً: ان الحكومة السودانية فاتها ان تتفاوض وتتحاور مع كافة أطياف المعارضة السودانية واستبعدت الاحزاب السودانية عن التفاوض بشأن الجنوب مما أضعف موقفها وخلق ذريعة للحركات المسلحة في دارفور وهي التي تنضوي ضمن تجمع الشمال اعطاتها ذريعة ومبرر لحمل السلاح.
    رابعاً: ان الحكومة قدمت تنازلات في مشاكوس ونيفاشا للجنوب من خلال القبول بعلمنة الدولة واقتسام السلطة والثروة والاستفتاء على انفصال الجنوب وهذا قد يكون أضعف من هيبة الحكومة مما جعلها تسارع في قمع تمرد دارفور بالقوة وباستخدام كافة الاسلحة العسكرية، وأيضاً سارعت بتجنيد وتجهيز ميليشيات الجنجويد.. وذلك لأنها رأت في سرعة القضاء على هذا التمرد الطريق الأمثل لاعادة هيبتها امام أقاليم السودان الاخرى وانذارا لكل المتمردين فيها بأنهم لن ينالوا ما ناله الجنوب.
    أي ان من أهم أسباب تعقيد الوصول إلى حل سلمي وشامل للازمة ليس تزامن تصعيدها وحسب مع توقيع اتفاقيات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية بل في تداخل طبيعة الصراع واستجابات الحكومة للتعامل مع حملة السلاح، كما ذكرنا بصورة ثنائية في غيبة المجتمع السياسي السوداني وما يمكن ان توحي به نجاحات الحركة في قسمة الثروة والسلطة لمطالبات الدارفوريين علاوة على تصاعد آليات التدويل التي وصلت في قضية دارفور إلى أهمية ومكانة لم تبلغها في مسألة جنوب السودان.
    إن الوضع الآن في ضوء رؤية الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يشير في أفضل احواله إلى تحسن في الوضع الإنساني (الاغاثة) لا الوضع الأمني.. هكذا يقولون مع استبعادهم لأي رؤية لأفق الحل السياسي الذي يصعب قياسه رغم الشرط الثالث في مطالب الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان.. مازالت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ينفيان وجود أي علامات حقيقية للعودة الطوعية للنازحين التي تشير اليها الحكومة بل يتحدثان عن محاولات اعادة قسرية تمت مع عدم توفر الأمن.
    أما الحكومة السودانية فترى ان مسؤولية حماية المواطنين هو واجبها الذي لا تريد حياله نصحاً.. لكن بالأمس القريب وافقت الحكومة السودانية في خطوة ايجابية على نشر قوات افريقية بالاقليم وهذا ما رحبت به كافة الأطراف الدولية وإلى الحلقة الثانية التي تستعرض (الرياض) فيها عن الجنجويد.













    نقلاّ عن جريدة الرياض
    8/10/2004

    الجنجويد.. أسطورة أم خيال!! الحلقة الثانية

    تحقيق: موفد "الرياض" - محمد الأمير

    استعرضنا في الحلقة الاولى الاصول التاريخية لأزمة دارفور بشكل شامل لجميع المعلومات الاساسية لهذا الاقليم ومنها خريطة القوى السياسية والعسكرية الفاعلة وذكرنا ضمنها ميليشيات الجنجويد ووعدنا بتخصيص حلقة كاملة عنهم لما لدورهم الأثر البالغ والخطير في أزمة دارفور وكذلك مستقبلها أيضاً..
    لذا تأتي الحلقة الثانية عن الجنجويد ذلك الشيطان المارد الذي احتار فيه المراقبون وراحوا يرونه مرة حقيقة وعشر مرات خيالاً!!
    لم تحظ كلمة أو مصطلح بكثرة التناول في وسائل الإعلام الغربية مثلما حظيت كلمة الجنجويد في الفترة الأخيرة.. فهي كلمة سودانية دارفورية مكونة من ثلاث كلمات هي (جني وجواد وجيم ثلاثة) وتعني في العرف المحلي جان أو شيطان يمتطي جواداً ويحمل بندقية جيم ثلاثة وتقال بالعامية السودانية (جني شايل جيم وراكب جواد).. في حين يربطها بعضهم بصعلوك من عرب دارفور يدعى حامد جنجويت مارس الحرابة مع عصابته ضد القرى الافريقية في الثمانينات من القرن الماضي فأدخل الرعب في قلوب السكان.. ومهما تعددت تفاسير الكلمة فإن لها معنى مشتركاً بينهما جميعاً وهو انها جماعة مسلحة بدارفور يحملها أكثر من طرف مسؤولية الاخلال بالأمن والسلام في الاقليم.



    نشأة الجنجويد:
    ذكرنا في الحلقة الاولى أن تحالفاً موسعاً شمل كل القبائل العربية ظهر بالاقليم في 1987م اطلق عليه اسم (التجمع العربي) ويضم 27قبيلة كان الهدف منه الحد من نفوذ القبائل العربية في الشمال أي الجعليين والشايقية والدناقلة.. وقد توسع التجمع ليشمل بعض قبائل كردفان ذات الاصول العربية.. وليأخذ التنظيم الجديد اسم (قريش) وصدرت عن هذا التنظيم بيانات توضح نزعة عروبية عنصرية واتهمت حكومة الصادق المهدي في الثمانينات ومن بعدها حكومة البشير الحالية بأنها ترعى هذا التنظيم في حين اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق بأنها تسعى لتسليح قبيلة الفور في اقليم دارفور لمواجهة حكومة الخرطوم.. ومن هنا أخذ الصراع في دارفور منحى عربياً افريقياً بعد ان كان محصوراً في مواجهة بين الرعاة والمزارعين.
    وفي هذا السياق نشأت ميليشيا الجنجويد التي تتهم بأنها الذراع العسكري للقبائل العربية بدارفور وهو أمر دأبت تلك القبائل العربية على نفيه تماماً.. في حين يربط بعضهم نشأة الجنجويد بالحرب التشادية - التشادية في الثمانينات حين واجه الرئيس التشادي الحالي إدريس دبي خصمه حسين هبري فجند كل طرف بعض المليشيات من أبناء القبائل العربية القاطنة بشرقي تشاد فبرزت مليشيا الجنجويد.

    أقسام الجنجويد:
    ينقسم الجنجويد إلى قسمين: قسم أصغر بشمال دارفور ويتكون من عدة ميليشيات تابعة للقبائل العربية أو الابالة وهي تمتهن رعاية وتربية الابل وتقول بعض المصادر إن جنجويد الشمال استباحوا مدينة (كتم في اغسطس 2003م.. اما القسم الأكبر من الجنجويد فيتركز بجنوبي دارفور وهم من أبناء القبائل العربية المعروفة بالبقارة أي التي يغلب عليها نشاط تربية البقر ويقدر عددهم بأكثر من (5) آلاف مسلح بتحصنون بجبال (كرقوا) بأقصى جنوب غرب دارفور.. وتتهم ميليشيا الجنجويد بأنها شاركت إلى جانب قوات الجيش السوداني في الحملة ضد المهندس داوود يحيى بولاد من قبيلة الفور.. وهو الذي كان قد قاد تمرداً عام 1991م متعاوناً مع جون قرنق ومنشقاً عن الجبهة القومية الإسلامية بزعامة حسن الترابي وقد قمعت حملته وأسر وحكم عليه بالاعدام..
    كان سيظل لفظ جنجويد لفظاً محلياً لولا أن غياب التنمية أبقى المواطنين وراء جدران التخلف الاقتصادي الاجتماعي والاحتفاظ بتقاليد حياتهم الموروثة غير انه مع ازدياد عدد المنتفعين وتناقص الموارد المحلية زاد حجم النزاعات عليها خاصة بين الرعاة وأغلبهم من المجموعات ذات الاصول العربية وبين المزارعين الذين يمثلون الواقع السكاني التاريخي للمنطقة في اطارها الافريقي الموروث وهكذا تمظهرت النزاعات في بعض جوانبها على خطوط عرقية وبدأ ذلك أكثر وضوحاً عندما تطور النزاع وبلغ ذروته بالتمرد على الحكومة خلال العام الماضي.. لقد خرج من بين المجموعات الرعوية التقليدية من أعاد الحياة للفظ الجنجويد واعطاه صيتاً دولياً واسعاً، لما ارتكبه المنتمون اليه من فظائع ولما وجدوه من مقاومة وما توافر لهم من دعم أثار ومايزال يثير جدلاً واسعاً على كل مستويات الاهتمام بالأزمة في دارفور.

    مساهمة في قمع التمرد
    إن المناخ الجديد الذي أعاد للحياة لفظ الجنجويد يجب أن ينظر إلى مكوناته بحذر، فالقبائل السودانية الدارفورية من جذور عربية ذات الحق في الأرض والإرث التاريخي لم تكن راغبة في أي مرحلة من مراحل الصراع لأسباب خاصة بها، أما الحكومة وبعد تجارب غير موفقة في القضاء على التمرد في مراحله الاولى رأت ان تستقطب عناصر محلية للمساهمة معها وأنه لا توجد خلفية دينية ثقافية أو فكرية عقائدية تقدم بها حكومة الخرطوم مشروع مساندتها ضد التمرد، فلجأت إلى الواقع القبلي القائم على النزاع حول الموارد وإلى الاغراءات المادية بما في ذلك الحصول على الأرض وتوفير السلاح وضمانات العمل على نحو ما يبدو مستقلاً عن الإدارة العسكرية، هذا المناخ الجديد جذب إلى ساحة الصراع المسلح مجموعات كانت تطمح ان تحصل على الأرض بأي كيفية حتى ولو جاءت مخالفة لما جرت عليه الأعراف في دارفور المعروف بنظام الحواكير، كما جذبت مجموعات أخرى هاجرت أو تم تشجيعها على الهجرة من دول الجوار تحت مظلة تأمين الكلأ والماء في ظل العلاقات القرابية بالدم.

    فضائع جسيمة
    أما المجموعات الاخرى فهي أساس الجنجويد والتقليدية ذات السمعة السيئة في المنطقة ولعله ليس من قبيل العرف أن تكون كل هذه المجموعات من أصول عربية على تلك لا خلقية عندما اقترن نشاط هذه المجموعات بالفظائع في انتهاكات حقوق الإنسان ليس في مواجهة التمرد بل في مواجهة مواطنين عاديين بالقتل وحرق القرى واغتصاب النساء ونهب الاموال والاساءة إلى الاعراف والتقاليد المحلية، عادت إلى الذاكرة المحلية أعمال الجنجويد التقليدية المحلية فأطلق شعبياً على مكونات هذا التيار الجديد الذي يمثل موجة من الاعتداءات والكراهية والاذى الجسيم لفظ جنجويد ولكن بدلالات جديدة ممعنة في القسوة والاستهتار بحقوق الإنسان وتشجيع من أطراف غير مرئية حتى شاع ان الجنجويد يعني راكب جواد ويحمل جيم السلاح الناري لقد بدا أمام السودانيين والمجتمع الدولي من خلال التقارير الاخبارية ان دارفور انقلبت فيها الأوضاع رأساً على عقب بفعل الجنجويد باعتبار انها ميليشيات كونتها المجموعات العربية في مواجهة القبائل الافريقية.
    فعندما بدأت سحب التمرد تتجمع في جبل مرة دعت حكومات دارفور في فبراير 2003م إلى ملتقى تشاوري حول أمثل الطرق لمواجهة ما قد يستجد من احداث، وقد حضر الملتقى نحو خمسمائة من المستنيرين من أبناء دارفور وبعض قيادات تنفيذية عليا في الدولة بمن فيهم القوات المسلحة، بعد التداول على مدى يومين خرج الملتقى بتلخيص أن الواقع التنموي في دارفور مترد ولا يتناسب وحجم مشاركة الاقليم القومية والتاريخية فهذا ما اعلن بعض أبناء دارفور احتجاجاً مسلحاً فانه من الخير ان تتم مخاطبتهم سياسياً لا أن تتم مجابهتم عسكرياً، وان أهل دارفور على استعداد للقيام بالوساطة الضرورية لانهاء النزاع وهم مجمعون على ان ثمة ضرورة لمعالجة الأزمة في مجملها على أسس جديدة وعادلة مع معقولية الاتجاه إلا ان ثمة مجموعات تنفيذية في حكومة الخرطوم كان رأيها مختلفاً إذ إن الحكومة في حالة حوار للوصول على سلام في الجنوب بمجهود اقليمي (الايقاد) ودولي (بشركاء الايقاد) وأي نزاع مسلح جديد قد يشوش على جهودها خاصة في دارفور بخلفية الصراعات القبلية واعتقاد الحكومة ان مناوئيها السياسيين خاصة المؤتمر الشعبي يستغل الوضع فدخلت الحكومة في حرب اعتقدت انها ستكون خاطفة وحاسمة واستخدمت كل
    الامكانات العسكرية بما في ذلك الطيران المكثف ولم يؤت الثمار المرجوة وأخذت أنباء القتال تتصاعد هنا وهناك في أجهزة الاعلام عبر المنظمات الإنسانية التي أخذت تعمل وسط اللاجئين السودانيين بتشاد، على درب دعم المجهود الحربي في دارفور اعلنت الحكومة رغبتها في مساعدة مواطنيها ولم يستجب بجدية ورغبة إلى الحرب إلا المجموعات التي تكونت بها الجنجويد.

    النهب هوايتهم
    إن مجموعات الجنجويد لم تعلن بحربها القضاء على التمرد كما هي رغبة الحكومة، ولكنها ظلت معنية بالطمع فيما لدى الآخرين من الأرض والممتلكات فالأكثر رغبة في الحرب هم اولئك الذين اعتقدوا انه بعد الحرب انهم وسلطة الحكومة سينزعون لهم حواكير ولو كان ذلك على حساب غيرهم ويتضمن ذلك توسيع نشاطهم الرعوي على حساب المزارعين التقليديين وتدخل لهذه المجموعة الذين هاجروا من دول الجوار خاصة تشاد والغرب الافريقي بأهداف مماثلة تحت مظلة الروابط القرابية الاثنية لهم داخل السودان وإلى ذلك انضم الشتات الذي عرف بالنهب وسلب الاموال واعطى اسمه التقليدي (الجنجويد) لكل المجموعات الاخرى في نطاق الحرب بين الحكومة وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بجامع السمات المشتركة بين تلك المجموعات في القسوة وارتكاب الفظائع وانتهاك حقوق الإنسان.
    تلك المجموعات الجنجويد لم تكن تواجه التمرد على نحو مصيري بل كان أهم مجالات نشاطات اجتياح القرى الآمنة وترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم وقد ارتبط كل ذلك بظواهر مخجلة وغير إنسانية.
    لقد كانت الرغبة في تفكيك الروابط الاجتماعية الاولية هي بداية للتخلي عن الأرض التي يرغب الجنجويد في السيطرة والاستيلاء عليها إلى الأبد وقد كان نمط تعامل الجنجويد في كل المناطق التي تعاملوا فيها مع مواطنين خارج دائرة الصراع خاصة في مناطق الكثافة السكانية العالية في غرب دارفور كما افاد النازحون في المعسكرات التي زرتها والتي تحكي قصصاً مريعة تختزن في ذاكرتها معلومات مأساوية يندى لها الجبين.
    إن الهدف النهائي للجنجويد هو أموال الضحايا وأرضهم على زعم انها مملوكة لأسرهم وامتداداتهم الاجتماعية وهم بذلك لم يقدموا أي مساعدة جدية للقضاء على التمرد وحتى عندما وصلت اطراف النزاع لاتفاق وقف اطلاق النار ظل الجنجويد على حالة من النهب والاستلاب وبذلك أصبحوا عبئاً على حكومة السودان محلياً وقومياً ودولياً.
    ويرى الباحث السوداني الطيب زين العابدين أن الحكومة السودانية اعترفت ضمنياً بعلاقتها بالجنجويد، ويقول زين العابدين في مقالة "مرتزقة الجنجويد في دارفور" أن وزير الخارجية فضلاً عن مسؤولين حكوميين آخرين وردت منهم اشارات تؤكد صلة الحكومة بالجنجويد.
    ولا يرى زعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال الأمر من هذه الزاوية أو تلك، فالشيخ هلال يرى اطلاق اسم الجنجويد على المجموعات العربية التي تحاول الحفاظ على مصالحها في وجه هجمة شرسة من المتمردين التشويه والتضليل.
    لكن بعضهم يربط اقالة والي نيالا آدم حامد موسى من منصبه بعلاقة الجنجويد مع حكومة الخرطوم عندما دخلت مجموعة من الجنجويد إلى منزل الوالي صباح ذات يوم طالبت بأخذ مستحقاتها المالية والتي تقدر ب 6دولارات لليوم الواحد، وعندما رفض الوالي تلبية الطلب هذا خشية التورط في اشكالات لا يحمد عقباها.. قررت مجموعة الجنجويد بدء عملية السلب والنهب في اسواق نيالا جنوبي دارفور إلا أن الوالي آدم حامد موسى لبى لهم طلبهم كي لا يقع مكروه، وبعد ذلك أقيل الوالي نتيجة هذا التصرف الذي اعتبرته الحكومة السودانية عملاً يؤكد وبصورة واضحة علاقاتها بالجنجويد، وهذا طالما نفته حكومة الخرطوم.

    الجنجويد في قلب ابوجا
    كما أن مصطلح الجنجويد طفح على السطح حتى أصبح مؤثراً حتى في مداولات المفاوضات بين الحكومة والمسلحين حيث ترى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي أن هناك أكثر من تعريف للجنجويد الذي اقرت الامم المتحدة ووافق السودان على نزع اسلحتهم فالحكومة تقول إن الجنجويد هم قطاع طرق وخارجون عن القانون وسارقو ماشية وناهبو ممتلكات من شتى القبائل.. والتعريف المقابل يقول إنهم المجموعات التي سلحتها الحكومة في حروبها ضد التمرد المسلح ثم تحاول الآن استيعابهم داخل جسم النظام والجيش.
    والقبائل العربية التي حاربت مع الحكومة في السابق ترفض أن يشملها وصف الجنجويد.. زاد تعقيد الأمر أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير صرح بأن نزع أسلحة الجنجويد أمر ممكن.. في حين وصف وزير داخليته عبدالرحيم حسين وممثله في اقليم دارفور نزع سلاح الجنجويد بأنه غير ممكن وأشبه بشن حرب أهلية جديدة..

    نزع السلاح والأعتقال
    طالب مجلس الأمن الدولي الحكومة السودانية بداية اغسطس 2004م في قرار بشأن دارفور نزع اسلحة مليشيا الجنجويد وضرورة تعقب الضالعين في القتل والنهب والاغتصاب، وقد برز اسم الشيخ موسى هلال ناظر قبيلة المحاميد العربية بدارفور بوصفه زعيم الجنجويد وقد رفع متمردو دارفور اسمه في صدر قائمة قالوا انهم من قاموا بالتطهير العرقي من الجنجويد، وقد تبنت أمريكا اتهام الشيخ موسى هلال بتزعم الجنجويد وهو أمر ما فتئ هلال ينفيه عن نفسه.

    ÷÷

    http://www.alriyadh.com.sa/Contents/10-10-2004/Mainpage/POLITICS_28654.php

    (عدل بواسطة د. بشار صقر on 10-10-2004, 03:36 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الجنجويد اسطورة ام خيال د. بشار صقر10-10-04, 03:24 AM
  Re: الجنجويد اسطورة ام خيال د. بشار صقر10-10-04, 03:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de