|
|
 لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم
|
في عددها الصادر يوم 3 اكتوبر 2004 نشر في صحيفة New York Times مقالا صحفيا بقلم "Somini Sengupta" , اعجبني المقال لما طرحه من مواضيع هامة و حساسة و بالفعل تستحق النقاش الهادئ العقلاني وقد قمت بترجمته بتصرف نوعا ما و ارجو ان لااكون قد اخليت بموضوعاته و او يسطته لدرجة الاخلال , فالي المقال :
عنوان المقال ""In Sudan , No Clear Difference Between Arab and African و يتحدث المقال عن شخص اسمه عبدالله ادم خاطر يبلغ من العمر 50 عاما من اقليم دارفور بالسودان .
يقول خاطر عن نفسه ان جدته من جهة و الدته كانت عربية و جدها ينتمي لقبيلة افريقية و لكنه يقول عن نفسه بانه افريقي .. و عندما كان عبدالله ادم خاطر صبيا في منطقة كبكابية في قلب دارفور سافر لمدة 3 ايام بلياليها بقافلة من الجمال يقودها عربي , سافر الي اقرب مدينة تتوفر فيها مدرسة متوسطة ثم واصل خاطر دراسته في العاصمة في الستينات من القرن الماصي وكان من المتحمسين لشعار الوحدة العربية الافريقية الذي كان ينادي به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في تلك الايام و لكنه اليوم يجد نفسه يصارع الحقيقة التي تقول انه وفي خلال العامين الماضيين فقد 102 من اهله و اقاربه فقد قتلوا في دارفور بواسطة المليشيات العربية . السيد خاطر هو كاتب و عضو في اتحاد كتاب و صحفيي دارفور و يقول انه لاينظر الي الحرب الدائرة رحاها في دارفور علي انها حرب بين العرب و الافارقة . انه يلقي باللوم و المسئولية علي حكومة الخرطوم و قادتها الذين يحملهم مسئولية اثارة النعرات القبلية و العرقية بغرض المحافظة علي سلطتهم و البقاء فيها لاطول زمن لقد بدأت الحرب في غرب السودان في بدايات 2003 عندما قال الثوار ان حكومة الخرطوم تهمش اقليم دارفور و طالبوا بالاصلاح السياسي و الاقتصادي و في المقابل قامت حكومة الخرطوم بتأليب المليشيات العربية في الاقليم ضدهم و بدأت دورة من العنف حصدت ارواح اكثر من عشرات الالاف شخص و نزوح مايقارب من المليون و نصف عن ديارهم و قراهم و علي امنداد اقليم دارفور و باستثناء القليل فان معسكرات اللاجئيين التي انتظمت الحدود مع تشاد كان جلها من الافارقة و قد اتهمت الامم المنحدة و اخرون , اتهموا المليشيات المهاجمة بارتكاب مجاذر و تنفيذ التطهير العرقي بصورة منظمة .و يقول Juan Mendez مسنشار في الامم المتحدة انه من المحتمل ان تكون جرائم الحرب و التصفية العرقية هي الاعمق و الاشمل في عصرنا الحديث.
والسؤال هو : كيف دخل العنصر العرقي في هذا الصراع اذ انه و لاجيال و اجيال لم يكن العنصر بشيء ذي اهمية في مجتمع دارفور فالناس في ذلك الاقليم يعرفون انفسهم بقبائلهم و ليس علي انهم عرب او افارقة .
لقد جاء العرب الي الاقليم منذ ما يقارب الالف عام و قد كان تعريف " العربي" ذلك الشخص الذي يتحدث اللغة العربية مقابل عشرات اللغات المحلية او يطلقون كلمة " عربي" علي هولاء " الرحل" و الذين ليس لديهم حياة زراعية مستقرة . يقول "Mohamed Mamdani " ان ماينطوي عليه هذا التقسيم العرقي لمجموعة مستفرة و الاخري غير ذلك لجد خطير " .
لقد كشفت ازمة دارفور عن المستور من خفايا الصراع الافريقي العربي و الذي له ملامح في الحزام الذي يمتد في افريقيا من موريتانيا في الغرب الي السودان في الشرق وفي واقع الامر فان " الوعي العرقي" مطمور و مدفون في تأريخ افريقيا الوسطي فعلي سبيل المثال كان السودان مركزا لتجارة الرقيق التي قام بها العرب وفي موريتانيا كان الافارقة في يوم من الايام هم تجار الرقيق و اليوم ارتبط اسمهم بالعبودية ويقول الكاتب "Breyten Breytenbach " من جنوب افريقيا ان التقسيم العرقي هو اكثر المشاكل الملتبسة و الشيطان الاكبر في القارة الافريقية .
ولكن الامر الذي ادهش السودانيين هو انه و بمجرد بدء التمرد المسلح فان خطوط التقسيم العرقي قد رسمت و قد هرولت القبائل العربية ناحية الحكومة " و يقول البعض انها صفقة مقابل الارض و السلطة" بينما رفع بعض من المعارضين السياسيين للحكومة شعار " الافريقية" و اعلنوا تحالفهم مع المتمردين. وهذه الخطوط ينتظر ان تتصلب اكثر فاكثر .
ان الجانب العنصري الذي اضيف علي الحرب في دارفور بواسطة الحكومة و المتمردين قد وجد له اذانا صاغية وارتفاع صوت النداء بضرورة التضامن العرقي الامر الذي قد يمتد الي تشاد و النيجر و مالي حيث من المحتمل ان يتحول التنافس بين المزارعين و الرعاة الرحل الي مواجهات عنيفة . يقول احد الناشطين في احدي المنظمات الافريقية في اميركا : لقد كانت هنالك جهود منذ زمن طويل لكبح جماح التوتر العرقي وعلي القارة الافريقية ان تصارع ذلك بقوة . ان التعصب العنصري اذا تركناه يفلت من عقاله في المجتمع فانه من الصعوبة السيطرة علي عواقبه و سيقود حتما الي جرائم القتل و التصفية .
يقول السيد خاطر " انه لمن الحماقة ان يقول اي سوداني عن نفسه بانه عربي " . " نحن لسنا بعرب و لاسودانيين و لاحتي اولئك الذين يعتبرون انفسهم عرب "
ويضيف السيد خاطر " انا افريقي تشرب بالثقافة العربية الاسلامية و اري شعبي السوداني بقبائله العربية و الافريقية هم ضحايا لسياسات الحكومة السودانية و كلنا ضحايا .
انتهي المقال
****************************************************************
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-06-04, 06:09 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-06-04, 11:40 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | عبداللطيف خليل محمد على | 10-07-04, 00:58 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-07-04, 02:29 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | serenader | 10-07-04, 07:25 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-07-04, 11:41 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Bashasha | 10-07-04, 07:57 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Deng | 10-07-04, 04:31 PM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | matthew FARIS | 10-07-04, 04:51 PM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-08-04, 06:13 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-08-04, 06:18 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | serenader | 10-08-04, 10:17 AM |
| Re: لافرق واضح بين العرب و الافارقة في السودان -مقال مترجم | Khalid Eltayeb | 10-09-04, 10:53 AM |
|
| |
Khalid Eltayeb
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست