|
“كوكو سودان كباشي” رواية تتناول حملة الجيش المصري إلى المكسيك
|
رواية ضد الإمبريالية في صورها المختلفة
“كوكو سودان كباشي” تتناول حملة الجيش المصري إلى المكسيك
القاهرة سيد محمود:
دفعت الكاتبة المصرية سلوى بكر بروايتها الجديدة التي تحمل عنوان “كوكو سودان كباشي” إلى المطبعة لتصدر قريبا عن المجلس الأعلى للثقافة ضمن مجموعة أعمال روائية يصدرها المجلس على هامش الدورة الثالثة لمؤتمر الرواية العربية الذي يعقد في فبراير/شباط المقبل تحت عنوان “الرواية والتاريخ” بعد أن تقرر أن تحمل الدورة اسم الروائي العربي الراحل عبد الرحمن منيف.
وقالت سلوى التي تستلهم التاريخ للمرة الثانية وكانت قد تعاملت معه في روايتها الشهيرة “البشموري” التي صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة وأثارت بموضوعها الشائك جدالا كبيرا: أتطرق في روايتي الجديدة لموضوع لم تتطرق إليه الرواية العربية من قبل حيث تستوحي موضوعها من أطياف الحكايات التي تعرض لها الجنود الذين شاركوا في الحملة العسكرية المصرية على المكسيك والتي جرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ورفضت تفسير الاسم الغريب للرواية وقالت “أفضل لو أن القارئ قرأ الرواية وتعرف إلى دلالات هذا الاسم الغريب على الأذن العربية والقريب جدا من موضوع الرواية”.
وتؤكد الروائية المصرية أن الرواية تتناول صفحة مجهولة من تاريخ النهب الاستعماري للقارة الافريقية لأن الحملة على المكسيك كانت أيضا حلقة من حلقات تجارة العبيد التي تم تحريمها دوليا بعد ذلك حيث استعان الفرنسيون عن طريق الخديوي سعيد ومن بعده الخديوي إسماعيل بعدد من الأفارقة تم جلب معظمهم من جنوب غرب السودان ليشاركوا في هذه الحملة لأن الأطباء الفرنسيين كانوا يعتقدون أن الأمراض في المكسيك لا تصيب ذوي البشرة السمراء.
وتؤكد سلوى بكر صاحبة عدد من الروايات والقصص البارزة ومنها “العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء” و”في وصف البلبل” و”سواقي الوقت” أن روايتها الجديدة أخذت منها حوالي خمس سنوات في قراءة مجموعة من المصادر التاريخية التي تناولت موضوع “حملة المكسيك” واكتشفت خلال تلك الفترة ندرة المعلومات المتوافرة عنها حتى في الدراسات الأكاديمية حيث ترد عنها شذرات قليلة لكنها كانت دائما تلجأ إلى مصدر رئيسي وحيد أرخ للحملة وهو كتاب الأمير عمر طوسون وهو عمدة في مجاله وخلال رحلة البحث اكتشفت سلوى بكر كما تقول “ان المؤرخين اتجهوا في كتابة تاريخ تلك الفترة إلى الجانبين السياسي والعسكري وأهملوا الجوانب الاجتماعية تماما وهو الأمر الذي صعب من مهمتها في كتابة الرواية”.
وعن مبررات الانتقال من السنوات الأولى للفتح العربي لمصر والتي كانت موضوعا لروايتها “البشموري” وصولا إلى القرن التاسع عشر حيث تدور أحداث روايتها الجديدة تقول بكر “لم يحدث انتقال إلا بالقياس إلى القفزة التاريخية التي تفصل بين “البشموري” والقرن التاسع عشر حيث جرت أحداث الحملة على المكسيك لكني اعتبر أعمالي كلها تدور حول تيمتين أساسيتين، الأولى تتناول حياة المستبعدين من المشهد الاجتماعي وهم البشر الذين اسميهم “المعشوائيين” أي الفئة التي لا تملك خبرات تؤهلها للانخراط في العمل وهذه التيمة موجودة في أعمالي كلها، أما التيمة الثانية فتدور حول غياب قيمة العدالة التي انظر إليها كمفهوم متحرك تماما له تجلياته في تاريخنا الإنساني كله”.
وتضيف بكر “إذا كانت “البشموري” دارت حول ثورة فلاحين فقراء تم استبعادهم من الكتابات الرسمية التي أرخت للفتح العربي لمصر فإن راويتي الجديدة “كوكو سودان كباشي” تستمع لأنات وصرخات العبيد المجلوبين لخوض معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل لا هم ولا الجيش المصري الذي دفعه الخديوي للمعركة لإرضاء فرنسا ولدعم نفوذ الإمبريالية الأوروبية ممثلة في تطلعات نابليون الثالث”.
وتشدد بكر على أن حرصها على قراءة التاريخ في مختلف مصادره هو الذي يسمح لها بالاقتراب من مناطق مجهولة وتقول “بالنسبة لي التاريخ هو الرافد الأساسي لمختلف قراءاتي فأنا أقرأ التاريخ بحثا عن المتعة المفقودة وكثيرا ما أرى فيه أمورا أكثر إغراء من قراءة مئات الروايات الجديدة كما أن موضوعاته تسهل عليّ مهمة العثور على مادة روائية”.
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=110730
|
|
|
|
|
|
|
|
|