|
ادبيات المشروع الحضارى والتداعيات الاخيرة
|
ان يستقيل مبارك الفاضل من حزب الامة القومى وينشأ له حزب متوالى هذا لا غبار عليه فالرجل قد ساق اسباب حسب وجهة رايه يراها هى الصواب وانا ليس بصدد تسليط الاضواء عليه بل اخذته كمثال لا اكثر وكذالك ان بستقيل الشريف زين العابدين من الحزب الاتحالى ليتوالى مع المتوالين فكذالك الهندى قد عدد اسباب خروجه من الحزب وهذا شأن اخر لسنا بصدد مناقشته وليكن كسابقه مثال ثانى وقصدت من الاستشهاد بالرجلين لأن كل واحد منهما كان نائب لزعيم حزبه وكذالك اتت اليوم استقالة الرجل الثانى فى المؤتمر الشعبى بل كانت وسائل الاعلام الحكومية قد ادرجت كلمات الاستقالة فى مواضيع النشرات الاذاعيه بحيث اذيع الخبر على اول نشرة افتتاحية فجر اليوم عبر اذاعة امدرمان وهنا مربط الفرس . المؤتمر الشعبى والوطنى وجهان لعملة واحدة كما يعرف الجميع وكل ما يحدث من انشطارات ماهى الا لتكريس السلطة لا اكثر والشواهد على ذالك شهداء حركة رمضان اللذين كان مصيرهم ان قدموا باسم التوجه الحضارى قربانا الى الشعب السودانى فى اول ايام عيد الفطر المبارك ولكن ما ان اتى الدور على الاخلاء من المؤتمر الشعبى ونذكر جميعا الاحداث التى افتعلتها الحكومة وقامت بالقبض على كبيرهم وزبانيته وزجوا بهم فى السجون وتعالت التصريحات على وسائل الاعام تهدد وتوعد ولكن كما يقول العقلاء (كانت زوبعة فى فنجال )ووعادت المياه الى مجاريها وان كان يشبوها فليل من الدوران واطلت مشكلة دارفور واعادوا الينا نسخة من الشريط الاول ولكنه باخراج بوليسى و ظللنا نتابع المسلسل البوليسى والذى يمكن ان اتكلم عليه قليلا فى شكل دارما . لقد كان البطل هو ذالك الابن الثائر على ابيه وتتفاوت الادوار كلن حسب اهميته اما فى الجانب الاخر للصراع كان الخائن هو الرجل المدلل صاحب العقل الثعلبى ويقاسمه الدور الرجل الشهبر بنقطة نظام ابان فترة الديمقراطيه الثالثة عبر قبة البرلمان وبينما نحن مشدوون بحلقات المسلسل فجأة ينقلب صديق الخائن على زعيمه ويصفه بالكثير وكعادة المخرجين يحزفون بعض الكلمات حتى لا يتعرض النص الى مشرط الرقيب وحتى هذه الحلقة ما زلنا نتابع هل سوف نشهد ميلاد حزب جديد لبضاف الى احزاب خيمة التوجه الحضارى ام اننا سوف نرى البطل فى اخر حلقة يعود ظافرا وفى معيته صاحب حروف (نقطة نظام ) وبالرجوع الى معطيات الساحة السياسية الانقاذية خلال الاسابيع التى مرت كان هنالك صراع جديد يتلخص فى (مذكرة العشرة الاخيرة ) والتى انطيت باعلام مكثف ومن ثم وضعت على الرفوف انتظارا الى دورها المناط بها وربما تكون استقالة محمد الامين هى بداية الدور وما علينا الا الانتظار لنرى ما يستجد من احداث. ولكن يبقى السؤال هل هذه هى ادبيات اهل المشروع الحضارى الذى انكوينا به كل تلك السنين العجاف وما زلنا فى نيرانه .
|
|
|
|
|
|