لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2004, 10:44 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر

    المرأة المغتربة في سودان المهـجــر
    لنا مهدي عبدا لله

    المقدمة :
    إعداد ورقة بحثية عن المرأة في سودان المهجر مدعاة للحيرة نظراً لافتقار المكتبة العربية لكافة المراجع والمصادر الخاصة بالبحث حول أوضاع المرأة في المهجر وطموحاتها، آمالها، تطلعاتها ومشاكلها وآلامها وواقعها المعاش، إضافة للتحديات التي تواجهها باعتبارها تعيش حياة استثنائية بعيدة عن الوطن بكل ما فيه من إشباع معنوي ونفسي، فالأوطان مهما ضاقت بأبنائها تظل مساحات الأمل وطاقات الطموح فيها مفتوحة على فضاءات أرحب، والمهاجر مهما اتسعت لقاصديها تظل في الحقيقة دوائر مغلقة وخطوط متشابكة، فالاستثناء مهما طال أمده وامتد لا يستطيع الرقي للأوضاع الطبيعية المنسابة، افتقار المكتبة للمراجع والبيانات والإحصاءات بالنسبة للمرأة في المهجر ظل حجر عثرة طوال كتابة هذه الورقة لأنها بشكل أعمق تختص بالمرأة المغتربة في سودان المهجر، والتي طالها ما طال رصيفتها العربية من نضوب الموارد البحثية في مجال مهجرها إضافة لحداثة تجربة المهجر نسبياً بالنسبة للسودانيين والتي شارفت على العقود الثلاثة على وجه التقريب مقارنة بنظيرتها العربية التي بدأت منذ مطلع القرن العشرين، لكل ما سبق فإنني أعتبر هذه الورقة مجموعة استنتاجات مبنية على المعايشة والملاحظة والمراقبة أكثر من كونها ورقة علمية بحثية بشكلها المتقدم وإن كان ذلك لا يمنع من أن تكون نواة لبحث أشمل وأعم في المستقبل بإذن الله .
    أولاً: تيارات الهجرة الدولية في الوطن العربي.
    شهد العالم العربي كل أنواع التحركات السكانية في القرن العشرين والتي نتجت عن عوامل متعددة سياسية واجتماعية واقتصادية وتميزت بعد الحرب العالمية الثانية بظهور تيارات قوية متجهة من الأقطار التي ترتفع فيها نسبة السكان إلى الموارد إلى الأقطار العربية التي تنخفض فيها هذه النسبة إلى حد كبير، حيث يمكن تقسيم هذه التحركات من حيث المدى والاتجاه إلى ثلاثة أنماط كبرى وهي التحركات الدولية أو الموسمية والتي تعرف بالانتقال الفصلي والهجرة الداخلية أو المحلية ثم الهجرة الدولية والأخيرة خضعت بعد الحرب العالمية الثانية للظروف الاقتصادية والسياسية، وتيارات الهجرة العربية يتمثل احدها في التيار العربي نحو الأقطار المتقدمة والثاني نحو الأقطار العربية الثرية الأخرى، ويتضمن التيار الأول الهجرة من شمال أفريقيا و الشرق العربي نحو الدول الصناعية في غرب أوروبا والأمريكتين واستراليا والثاني يتضمن هجرة العمالة العربية إلى دول النفط الغنية.
    و الواقع أن التيارات القوية للهجرة في الوطن العربي تدل على أن هذا الإقليم يمر في الوقت الحاضر بمرحلة تغيرات ديمغرافية واجتماعية واقتصادية ضخمة أسهمت الهجرة الدولية بدور كبير في إحداثها، ورغم تعدد مظاهر الهجرة في هذا الإقليم إلا أنه يمكن تقسيمها إلى أنماط وهي الهجرة الدولية الوافدة، والهجرة الدولية العربية – العربية و الهجرة المغادرة ( الخارجية).(1)
    وجدير بالذكر أن الهجرة العربية – العربية هي في الأساس هجرة مؤقتة للعمل وغير اندماجية – ربما باستثناء الهجرة إلى العراق – ومن ثم فهي ليست هجرة استيطانية، كما لا يقوم تفاعل اجتماعي قوي بين المكونات الوافدة والمواطنين في قوة العمل والسكان. (2)

    ثانياً: الهجرة الدولية والمرأة العربية .
    أدت التحركات السكانية الدولية التي شهدها الوطن العربي في العقود الأخيرة إلى تأثير قوي في البنية الاقتصادية والاجتماعية في دول المنشأ ودول المهجر في آن معاً، ورغم أن بعض الدراسات قد حاولت تحليل آثار الهجرة ونتائجها على التغير الاجتماعي خاصة في دول الخليج، إلا أن القليل منها هو الذي تناول تأثيرها على المرأة العربية ودورها المتغير في المجتمع وربما كان ذلك راجعاً إلى قصور البيانات من ناحية أو لقلة حجم الهجرة النسائية من ناحية أخرى.
    وتؤثر الهجرة على المرأة تأثيرا متعدد الجوانب سواء كانت مهاجرة مستقلة أو معولة ، فالمرأة المهاجرة تعد دالة لعوامل متشابكة في بيئتها الأصلية وعوامل الجذب في البيئة المستقبلة ، شأنها في ذلك شأن الرجل المهاجر، كذلك فإن هجرة الذكور المتزوجين الذين لا يصحبون زوجاتهم في المهجر تؤثر بطريق مباشر على دور المرأة ونمط حياتها وعلاقاتها الاجتماعية، وهناك بعض الأدلة على أن الهجرة الدولية من قبل النساء تولد على الأرجح تغيرات بنيوية أساسية في المجتمع أكثر مما تفعله الهجرة المماثلة للرجال. (1) بل يصل هذا التأثير إلى تقليل معدلات الإنجاب لدى المرأة من خلال ما يعرف بالإبالة التطوعية ABSTINENCE في إطار المتغيرات الوسيطة المؤثرة في الخصوبة، كما تؤدي هجرة الذكور غير المتزوجين إلى تأخير تكوين الأسر المستجدة من خلال ارتفاع متوسط السن عند الزواج لدى الذكور والإناث معاً، ومن هنا يمكن تناول تأثير الهجرة الدولية على المرأة العربية من زاويتين تأثير الهجرة على المرأة العربية في مناطق الاستقبال وبالتحديد في دول الخليج العربية، والثانية تأثيرها على المرأة في مناطق الإرسال، وفي كلتا المنطقتين قد تضم المرأة طبقة موسمة تتيح لها إمكانيات الارتقاء الحضاري من خلال التعليم والإسهام في النشاط الاقتصادي، أو قد تضمها طبقة دنيا تقل فيها فرص تعليم المرأة بل وتزداد معاناتها من خلال انخفاض مستوى العيش وتدني الخدمات الصحية وقيام المرأة بأعمال مضنية خاصة في المناطق الريفية.

    حجم هجرة الإناث.
    من الصعب الوقوف على حجم الهجرة الدولية للمرأة في الوطن العربي وذلك نابع من صعوبة التأكد من حجم المهاجرين العرب بصفة عامة وإن كانت بعض الدراسات اتخذت بعض المؤشرات للوقوف على حجم الهجرة النسائية من خلال نسبة الإعالة حيث تكون المرأة في أغلب الأحيان ضمن أسرتها المهاجرة. (1)
    وتتباين الدول العربية في تشجيع هجرة الأسر، فبعض الدول المستقبلة مثل السعودية وعمان لا تشجع اصطحاب المهاجرين لأسرهم إلا في حالات محددة، وسواء كان عدم اصطحاب الأسرة قراراً فردياً أو مرتبطاً بنظم الدولة المستقبلة، فمن المؤكد إن عدد الإناث المهاجرات أقل بكثير من عدد الذكور المهاجرين، وبالإضافة إلى ذلك فإن الانتقال المؤقت للأسرة مع عائلها ليس نمطاً مميزاً لكل المهاجرين من الجنسيات المختلفة، فعلى حين تعتبر هذه الظاهرة عادية بالنسبة للمهاجرين ذوي المستويات المهنية العالية، فإن المهاجرين الأدنى مهارة والأقل دخلاً يكونون بمفردهم، وتعمل الإناث المهاجرات في كثير من قطاعات النشاط والاقتصادي وتتركز النسبة العالية منهن في قطاع الخدمات المجتمعية والشخصية وأبرزها التدريس والتمريض. (2)

    ثالثاً: سودان المهجــر.
    قبل النظام المايوي الذي امتد قرابة العقدين من الزمان ( 1969 – 1985 ) لم يكن السودانيون يعرفون سوى سودان واحد هو سودان الموطن والمستقر حيث اقتصر الرحيل نحو الخارج على أسباب محددة تتعلق إما بالدراسة أو بالتجارة ، ولو أدرنا آلة الخيال وعدنا للوراء ليتخيل سودانيو الماضي أن أبناءهم وبعد أقل من خمسة عقود من الاستقلال – الحلم سوف يزرعون الكرة الأرضية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بحثاً عن أوطان بديلة وملاجئ لشتاتهم ودفئا لأمانهم المفقود، لعدوا ذلك ضرباً من ضروب الخيال ألكابوسي، فكيف كان بمقدورهم التصور أن سلة غذاء العالم المتوقعة ستثقب و يتساقط من ثقوبها أبناؤها ويتسربون خارجها واحدا بعد الآخر، ففي الستينات وبداية السبعينات من القرن العشرين كان الاغتراب إلى السودان أملاً يراود الكثيرين من أشقائنا العرب خاصة من اليمن ومصر.
    منذ منتصف السبعينات شهد السودان هجرة واسعة نتيجة للتدني السياسي والاقتصادي، وتشير الإحصائيات إلى أنه حتى عام 1977 هاجر من السودان 229000 نسمة أي ما يعادل 1.4 % من مجل السكان البالغ عددهم 16.949.000 نسمة.(1)
    بينما وصلت تلك النسبة إلى 4.4% من العدد الكلي للسكان في بداية الثمانينات (2)، وهو وضع جد قائم مقارنة بالماضي حين كانت بلادنا قبلة الأجانب حيث تشير الإحصائيات إلى أنه في عام 1973 كان عدد الأجانب بالسودان 248 ألفاً، يمثلون 1.8 % من مجمل السكان البالغ عددهم 14.112.000 نسمة. (3)
    أما في الوقت الراهن فيوجد ثلاثة أنماط من سودانيي المهجر هم المغتربون أو المهاجرون مؤقتاً، واللاجئون الذين غادروا السودان لأسباب مختلفة أهمها الاضطهاد السياسي والعمليات الحربية وضيق المعيشة والتشريد من الخدمة والمجاعات فإذا تحسنت الأوضاع الطارئة فإن عودتهم للبلاد ستكون متوقعة، وأخيراً مجموعة إعادة التوطين وفق معاهدة جنيف عام 1951 وهذا الوضع يفترض الإقامة المستمرة في الدول المانحة لحق اللجوء وهي الدول الغربية الثرية. (1)
    المغتربون بين الظن والحقائق :
    حقيقة ليس كل ما يبرق ذهباً، فكثير من أهلنا بالسودان يظن أن حياة الاغتراب تساوي في الأغلب الأعم الراحة النفسية الناتجة عن الوفرة الاقتصادية، في الحقيقة فإن وجه العملة البراق لن يستطع طمس وجهها الآخر الذي يعلوه الصدأ، ففي الماضي كان المغترب يأتي إلى مهجره مشفوعاً بعقد عمل مجزى يضمن حقوقه المادية والإنسانية ويضمن له أن يكون بمأمن من تقلبات الزمان، اليوم مع ازدحام سوق العمل بالدول الخليجية وارتفاع معدل تعليم وتأهيل المواطنين أصحاب البلد بها ضيّق كثيراً من فرص العمل المجزية بالنسبة للأسرة العربية ممثلة في عائلها مما انعكس – سلباً – على أوضاع المرأة العربية وبالتالي السودانية.
    وتورد الإستراتيجية السكانية لدول مجلس التعاون 1999م الصادرة عن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تورد صراحة أهم ملامح التغير في السياسة المتبعة بالنسبة للعمالة الوافدة من حيث زيادة معدلات المشاركة الاقتصادية للمواطنين من الذكور والإناث مع الاهتمام بفتح مجالات عمل جديدة للمرأة الخليجية، إحلال العملة الخليجية محل العمالة الوافدة، تحقيق الاستخدام الكامل والأمثل لقوة العمل الخليجية، خفض معدلات الهجرة الوافدة لدول المجلس مع التركيز على استقدام العمالة الماهرة والمدربة والفنية وذوي التخصصات النادرة، هذا مع مراعاة المستوى التعليمي للعمالة الوافدة عند الاستقدام بما يتسق مع متطلبات العمل في القطاعات الاقتصادية المختلفة ويقلل من معدلات البطالة بين الوافدين ويحد من نسبة الأمية بينهم.
    مما سبق يتضح أن ثمة ظروف ناشئة استجدت دفعت دول النفط لاتخاذ مثل هذه الاستراتيجية لحل مشاكل العمالة الوافدة (ذكور وإناث) بها، أهمها تغير الأوضاع الاقتصادية لدول الخليج خاصة بعد حرب الخليج الثانية، حيث أضحت هذه الدول – شاءت أم أبت – دافعة لفاتورة التواجد الأمريكي في المنطقة، إضافة لعوامل أخرى.
    رابعاً : المرأة المغتربة في سودان المهجر
    جاءت حكومة الإنقاذ وبدت للوهلة الأولى وكأنها وضعت تعذيب المواطن السوداني وتضييق الخناق عليه سياسياً واقتصادياً على رأس أجندتها وأولى أولوياتها، فتحول السودان من واحة مسكونة بالظل إلى خندق مكتئب بالقتل والتنكيل وتحول السودانيين من شعب مقبل على الحياة، مضياف، جواد سمح إلى أمة ضاقت عليها بلادها فأصبح الاغتراب حلماً يراود الكثيرين، ولكنهم سرعان ما يجدوا أنفسهم بعد أن يتحقق حلمهم المزعوم أشبه بالمستجير من الرمضاء بالنار، فدول النفط – كما أسلفنا – لم تعد كسابق عهدها، مما انعكس سلباً على الأسر السودانية المغتربة وبالذات المرأة السودانية، ويمكن إجمالا تقسيم المرأة المغتربة إلى نمطين أساسيين: المرأة العاملة برفقة الأسرة – سواء الزوج أو الأبوين – والمرأة العاملة بدون أسرتها، والمرأة غير العاملة وبالتأكيد لكل فئة مشكلاتها وواقعها المختلف.
    أ)- مشكلات المرأة العاملة :
    1- تدني الأجور والرواتب وعدم توافر مكافآت أو حوافز تسهم في رفع المستوى الاقتصادي للمرأة ولأسرتها.
    2- الشعور العام بعدم الرضا الوظيفي نظراً لعمل نسبة كبيرة من المرأة السودانية في القطاع الخاص حيث لا توجد بدلات أو رواتب مجزية أو عقود عمل تحقق الأمان الوظيفي.
    3- انتشار ظاهرة التوطين في القطاعين العام والخاص وما تبعه من إنهاء خدمة أعداد كبيرة من المستخدمين الوافدين – عرباً و أجانب – أسهمت هي الأخرى في الإحساس بعدم الأمان المهني نتيجة توقع إنهاء الخدمة في أي وقت ودون ضابط.
    4- معاناة المرأة العاملة المتزوجة من عدم التمكن من رعاية أسرتها بشكل جيد نظراً للهاث وراء لقمة العيش مما ينتج عنه أحياناً التفكك الأسري وانحراف الأبناء والطلاق، وذلك لاعتماد الأسرة على المربيات الأجنبيات ذوات العادات والتقاليد والسلوك المختلف عن مجتمعاتنا، ويكفي أن نعرف أن متوسط ساعات العمل في القطاع الخاص في دولة الإمارات (10) ساعات يومياً لوجود دوامي عمل أو دوام طويل منذ الصباح وحتى المساء.
    5- قلة فرص التواصل الاجتماعي بين الأسر السودانية نظراً للانشغال وضيق الوقت.
    6- عدم وجود إجازة وضع مدفوعة جيداً وكافية المدة سواء في القطاع العام أو الخاص وهذا يعتبر من أبسط حقوق المرأة.
    7- عمل المرأة التي تغترب بدون أسرتها في أعمال هامشية ومتدنية المستوى قد لا تتناسب مع مستوى تأهيلها أو تعليمها.
    8- وجود ظاهرة اغتراب قطاع كبير من بناتنا غير المؤهلات بمجرد توافر ثمن الفيزا لها في السودان مع ما يترافق مع ذلك من وعود كاذبة بتوفير فرص عمل جيدة لهن في دول النفط وهذا ما أسميه مجازاً (مافيا التأشيرات) حيث تدفع المسكينة ما يزيد عن الألفي دولاراً أمريكياً، لتجد الأمر هنا عكس ما تصورت وينتهي بها المطاف للعمل في أعمال دنيا، وتكثر هذه الظاهرة مع فترات التسهيلات في منح تأشيرات الدخول للزيارة أو الإقامة في أيام المهرجانات وخاصة مهرجان دبي للتسوق وقد كنت شاهدة على إحدى الحالات حيث دفعت إحدى الفتيات اللاتي يرغبن في رفع مستوى أسرهن مبلغ ألف دولار لمتعهد في السودان يتعامل مع شركة تمنح تأشيرات لزيارة المهرجان والعمل في أحد أقسامه وخاصة القرية العالمية وعندما وصلت لم تجد نفسها موظفة في المهرجان بل وجدت نفسها تعمل خادمة عند قريبة المتعهد النصاب، وكثيرات مثلها ...
    9- مع ضيق فرص العمل وقلة المرتبات نجد أن ما يعطى للمغتربين باليمين يؤخذ منهم باليسار على هيئة رسوم ونفقات (في الدولة المضيفة) وضرائب لحكومة السودان ممثلة في سفارتها التي نسيت الدور الأساسي لها في تهوين الغربة على المواطن السوداني في الخارج وتقديم كافة التسهيلات لـه وانصرفت لأدوار أخرى أهمها دور جابي الضرائب والمخبر المنحصرة مهمته في تتبع غير الموالين للنظام الحاكم في السودان وتنسم أخبارهم وتحركاتهم وكتابة التقارير السرية عنهم، حتى تقر عين الحكومة في الداخل بتلاميذها النجباء في الخارج.
    ب)- المشكلات العامة للمرأة المغتربة :
    1- المشكلة النفسية الناتجة عن الإقامة الطويلة بدول الاغتراب حيث لا تنحصر آثار الهجرة على المرأة السودانية في انخفاض معدل المشاركة في النشاط الاقتصادي – نتيجة البطالة القسرية أو الطوعية – بل يتعدى ذلك إلى المعاناة النفسية من طول مدة الغربة وظهور حالات الاكتئاب النفسي الناجم عن عدم القدرة على التكيف مع بيئة الاغتراب خاصة مع المرأة في أول عهدها بالغربة، إضافة إلى الوحدة والإحباط وزيادة وقت الفراغ بالنسبة للمرأة غير العاملة.
    2- المشكلة الاجتماعية الناتجة عن اختلاف العادات والتقاليد في دول الاغتراب مقارنة بالسودان، حيث يتسم المجتمع الخليجي بسمات محددة أهمها أنه مجتمع مغلق متعدد الجنسيات من مختلف بقاع الأرض مما يعزز الإحساس بالغربة وإن كان ذلك التعدد يعد فرصة جيدة للتلاحم الثقافي بين الشعوب.
    3- معاناة الأبناء من عدم التكيف عند العودة للسودان سواء نهائياً أو لإجازة مؤقتة حيث يوجد قطاع كبير من المولودين في سودان المهجر تقتصر علاقاتهم بالسودان على السماع من الوالدين، وتحول الظروف الاقتصادية السيئة دون الرجوع دورياً إلى الوطن مما يعزل الأبناء عن مجتمعهم الأب، فيصابون بمشاكل عدم التكيف خاصة عند الرجوع للدراسة الجامعية بالسودان غير مزودين بمعرفة كافية عن تاريخ بلادهم أو تراثها.
    4- عدم توفر فرص التعليم الجامعي للأبناء إضافة لتضييق فرص التعليم الأساسي نتيجة فرض رسوم على التعليم الحكومي لأبناء الوافدين العاملين في القطاع العام ومنع أبناء العاملين في القطاع الخاص من دخول المدارس الحكومية لتعارض ذلك مع سياسات الدولة في الإمارات.
    5- شيوع النمط الاستهلاكي على مجتمع الاغتراب مما أفرز عادات اجتماعية ضارة منها التفاخر والمباهاة والإنفاق ألبذخي والنمط الاستعراضي في العيش والانخراط في اقتناء الكماليات وهذا بدوره يزيد من حجم الضغوط النفسية والاجتماعية لمجاراة المظاهر.
    6- الانصرافية ونعني بها الانصراف عن القضايا الجوهرية التي تهم المواطن السوداني كالتاريخ والثقافة وكيفية الارتقاء بالأفراد ورفع معدلات وعيهم الاجتماعي، إضافة إلى عدم الإلمام بالقضايا السياسية والاقتصادية التي تهم الوطن – ولو بشكل مبسط.
    ج)- مشكلات المرأة نصف المغتربة:
    المرأة في سودان المهجر لا تعني الموجودة فقط في دول المهجر، بل يوجد قطاع كبير من المرأة التي تعاني من تداعيات الأوضاع السيئة للعاملين في المهاجر، حيث يوجد عدد كبير من الأسر لا يتمكن عائلها من إلحاقها به في دول الاغتراب، التي تشترط في أحيان كثيرة راتب محدد يتمكن الزوج بموجبه من كفالة زوجته وأسرته، هؤلاء النسوة المنتظرات في الأوطان لا يمكن استثنائهن بأي حال من عباءة المرأة المهجرية حيث تعيش جزءاً كبيراً من واقع الاغتراب بين اليأس من اللحاق بالزوج هي والأبناء والأمل في تحقيق ذلك، فالهجرة والاغتراب لهما آثار سلبية على المرأة السودانية في مناطق الإرسال لأن هجرة الذكور بمعدلات كبيرة أدت إلى تزايد أعباء المرأة وتغير دورها في مناطق إرسال المهاجرين، في ضوء تزايد هجرة العمالة الدنيا كالعمال ذوي المهارات المنخفضة فإن مسئولية الإشراف على الأسرة في غياب الزوج تقع على كاهل المرأة إضافة إلى التأثير في مجال القيم الجماعية والمجتمعية والعلاقات الأسرية نتيجة للانفصال بين العائل والأسرة لمدة طويلة نسبياً مما أدى إلى إضعاف الروابط العائلية وخلق نوع من التفكك الأسري، بالإضافة لمشاكل تنشئة الأبناء واحتمالات انحرافهم نتيجة زيادة جرعات العطف والتدليل وإغداق الأموال عليهم واحتمال انحراف الزوجات نتيجة طول غياب الزوج.

    الخاتمة والتوصيات
    مشكلة المرأة السودانية في سودان المهجر بخاصة المغتربة كبيرة ومتشابكة، وقامة واقعها لا ترقى إلى هامة طموحها، والتحديات التي تواجهها جد كبيرة ولا بد أن تتضافر جهود الدولة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في دفع عجلة التنمية البشرية لدفتي المجتمع – المرأة والرجل – سواء داخل أو خارج السودان، وهناك العديد من التوصيات التي قد تسهم في إلقاء الضوء على مشكلات وآمال وطموحات وتحديات المرأة المغتربة في سودان المهجر، أهمها :-
    1)- إعداد البحوث والدراسات العلمية والإحصائيات الخاصة بتنمية المرأة المغتربة في سودان المهجر وتنظيم ورش العمل الخاصة بها على المستوى الرسمى و الحزبي وعلى مستوى منظمات المجتمع المدنى .
    2)- زيادة قنوات التنسيق والاتصال بين الداخل والخارج عن طريق زيارات مندوبات من قطاع تنمية المرأة لدول المهجر للوقوف – عملياً – على حجم ونوعية مشكلات المرأة السودانية بالخارج وبالتالي التمكن من وضع تصورات للحلول والتطوير والتنمية.
    3)- العمل على التوسع في مجال تعليم وتدريب المرأة.
    4)- العمل على توعية المرأة بالعادات الاجتماعية الضارة كالتفاخر والإسراف والنمط الاستهلاكي في المعيشة.
    5)- العمل على ربط المرأة المغتربة وأسرتها بالوطن مع التعريف بأهم مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبهذا نتمكن من القضاء على الأمية المعرفية التي تميز عدداً ليس بالقليل من نساء المهاجر وخاصة المغتربات.
    6)- لا بد من أن تتخلص سفاراتنا بالخارج من دور المخبر السري وتتفرغ لبناء الفرد السوداني القادر على التواصل مع مشاكل وطموحات مجتمعه مع التعريف بتاريخ وحضارة السودان وفلكلوره وثقافاته المختلفة.
    7)- غرس قيم التربية الوطنية في نفوس المرأة السودانية في السودان ودول الاغتراب حتى يتمكن أبناؤها من تشرب هذه القيم من خلالها، مع التوصية بأن تكون مادة التربية الوطنية إلزامية منذ المرحلة الابتدائية.
    - إنشاء مدارس للجاليات السودانية في دول الخليج وخاصة الإمارات التي تنعدم فيها مثل هذه المدارس حتى لا يجد الأبناء فارقاً شاسعاً بين المناهج التي درسوها في الخارج والمناهج الجامعية وأساليب التدريس في الوطن.
    9)- تسليط الضوء على مشاكل المرأة السودانية في سودان المهجر عن طريق الإعلام الحزبي والحكومي الرسمي ما استطعنا لذلك سبيلا.
    10)- العمل على إنشاء فروع خارجية للمنظمات الخدمية والتطوعية والثقافية النسوية السودانية، تضطلع بالدور التوعوي والتوجيهي للمرأة المغتربة وتعمل على حصار سلبيات المجتمع السوداني في المهجر.
    11)- الضغط على الحكومة السودانية للعمل نحو سياسات للهجرة الدولية تتكامل مع الكثير من قضايا المرأة السودانية.
    12)- الضغط على الحكومة السودانية لتنفيذ برامج تستهدف تحسين وحماية الحقوق القانونية للمرأة العاملة المغتربة في سودان المهجر وإزالة العوائق التي تعترض طريقها.
    13)- ضرورة أن تعمل الحكومة السودانية في اتجاه تعديل سياسة معاملة العمالة السودانية في الدول المستقبلة وأفراد أسرهم معاملة مساوية لتلك التي يتعامل بها مواطنو الدول المضيفة في مجال الحقوق الأساسية وشروط العمل والضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي والخدمات الاجتماعية الأخرى.
    14)- ضرورة أن تعمل الحكومة السودانية على رفع مستوى معيشة الأفراد وضمان الحريات الأساسية وحقوق الإنسان لهم وعدم التمييز بسبب الانتماء الفكري والأيديولوجي.
    15)- بلورة أسس تنظيمية واضحة وضمانات مرنة فيما يتعلق بالهجرة السودانية لدول الخليج من حيث مستوى الرواتب ونوع فرص العمل المتاحة والمعلومات المتوفرة في سوق العمل للذكور والإناث.
    16)- عقد اتفاقات ثنائية بين السودان والدول المستقبلة للعمالة تضمن حقوق العاملين وتوفير فرص عمل لأفراد أسرهم.
    17)- تقنين سياسة الباب المفتوح للهجرة وخاصة لهجرة المرأة العاملة ومحاسبة المتاجرين بأحلام البسطاء والمتاجرين بأكاذيب فرص العمل المذهلة في الخليج.
    1- تنظيم مشاريع تستوعب مدخرات المغتربين العاملين بالخارج من الجنسين وتستثمر أموالهم حتى يتمكنوا من العودة الطوعية السريعة بدلاً من العودة القسرية، وذلك عن طريق الأجهزة الحكومية المعنية بشؤون المغتربين والسودانيين العاملين في الخارج.
    19)- وأخيراً العمل على عودة الحرية والديمقراطية والسلام لتحقيق التنمية المستدامة والتوزيع العادل للثروة حتى يتقلص سودان المهجر الذي اتسع ليبتلع الكرة الأرضية مستوعباً سوداني الشتات واللجوء والاغتراب وليعود السودان كما كان دائماً لبنيه: حبة القلب ومنية النفس والروح.

    المراجع والمصادر
    1- الصادق المهدي، كتاب العودة، من تهتدون إلى تفلحون، 2000م.
    2- إحصائيات الأمم المتحدة الخاصة بإفريقيا، 1988م.
    3- إحصائيات عدد العاملين في الخارج، تقدير عائشة عبد الله، 1978م، عن جورج ديب: (الإطار القانوني للهجرة الدولية).
    4- إحصائيات المعهد العربي للتخطيط بالكويت واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، سياسات الاستخدام وانتقال العمالة العربية، 1986م، عن نازلي شكري وبيتر بريك، الهجرة في الشرق الأوسط،1983م.
    5- دونالد هايزل ، نظريات الهجرة الدولية، اللجنة الاقتصادية لغربي آسيا، الهجرة الدولية في العالم العربي، 1985م.
    6- فتحي أبو عيانة، التحركات السكانية والمرأة العربية، رؤية إقليمية.
    7- موسى سمحة، أنماط الهجرة واتجاهاتها في منطقة جنوب غرب آسيا خلال السبعينات، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، الهجرة الدولية في العالم العربي، 1985م.
    8- نادر فرجاني، الهجرة إلى النفط، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ، 1985م.
                  

08-21-2004, 12:36 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: محمد حسن العمدة)

    الي اعلي لمزيدا من التمحيص
                  

08-22-2004, 04:31 AM

yagoub albashir

تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 1025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: محمد حسن العمدة)

    ورقة بحثية قيمة تستحق الاطلاع عليها
    لك الشكر يا ود العمدة و دايما مبادر
                  

08-22-2004, 07:15 AM

Nagat Mohamed Ali
<aNagat Mohamed Ali
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 1244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: محمد حسن العمدة)


    الأستاذة لنا مهدي
    تحية طيبة
    هذه دراسة جادة، انتهت إلى نتائج وتوصيات واضحة.
    إلا أن لي مأخذٌ منهجي عليها. فعلى الرغم من أن العنوان يشير إلى تناولٍ للمرأة المغتربة في سودان المهجر، على إطلاقه، إلا أن الدراسة تتناول مشاكل المرأة السودانية المغتربة في دول الخليج العربي بتحديدٍ أكثر. لذلك أرى أنه كان من الضروري أن يشير العنوان إلى مضمون الدراسة الفعلي.
    فسودان المهجر، كما هو معلوم، يشمل السودانيين من كل أقاليم السودان وفي كل أنحاء العالم. وهناك نسبة كبيرة من المهاجرين من جنوب البلاد يعيشون في دول الجوار، خاصةً كينيا ويوغندا. ولا تتوفر لدي في لحظة كتابة هذه السطور إحصائيات محدد توضح أعدادهم، إلا أنها أعداد لا يُستهان بها. هذا بالإضافة إلى آلاف المهاجرين في مصر وليبيا والدول الغربية. ولكل فئة مشاكلها المشتركة مع بقية الفئات، ثم مشاكلها الخاصة بها تبعاً للواقع الذي تعيش فيه.
    وليس معنى هذا الانتقاد المنهجي إنني أطعن في مسعى الدراسة أو جدواها. بل على العكس، أعتقد أنه كلما انحصرت الدراسة في حقلٍ واضح المعالم وتناولت قضية ملموسة، كلما كان فحصها سهلاً وممكناً للباحث، مما يعين الباحث في التوصل إلى نتائج والخروج بتوصيات. ومن الطبيعي أن يحصر الباحث موضوع بحثه، خاصةً في حقل الدراسات الاجتماعية، في موضوع يمكن له دراسته ميدانياً، مثلما في دراستك هذه.

    لذا أعتقد إنه كان من الأمثل أن يكون العنوان أكثر دقةً، ومنحصراً في الحقل المعني. فمثل هذا العنوان يجعل القارئ العارف بالشأن السوداني يعتقد أن مشاكل المهاجرين إلى دول الخليج، الذين هم في غالبيتهم من أقاليم شمال السودان، تستأثر باهتمام الباحث وتجعله ينحى إلى التعميم. بينما يحجب من القارئ غير الملم بقضايانا حقيقة امتداد سودان المهجر إلى نواحٍ أخرى من هذا العالم.

    ولك جزيل الشكر، وللأستاذ محمد حسن العمدة
    نجاة

    (عدل بواسطة Nagat Mohamed Ali on 08-22-2004, 07:18 AM)
    (عدل بواسطة Nagat Mohamed Ali on 08-22-2004, 07:22 AM)

                  

08-31-2004, 10:37 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: Nagat Mohamed Ali)

    الف مرحبا بك الاستاذة نجاة وتشكري على المشاركة القيمة والملاحظة القوية وحقيقة نشكو من قلة الدراسات عن اوضاع المراة المغتربة بالدول الافريقية ويا ريت لو وجدنا ورقة تتناول هذا المر الهام
    لك خالص تحياتي
                  

08-22-2004, 07:25 AM

yagoub albashir

تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 1025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: محمد حسن العمدة)

    الاخت العزيزة نجاة
    ناقشت لنا ابان اعداد الدراسة حول العنوان و كان لى نفس تحفظك و كانت اجابتها ان الدراسة عن المراة المعتربة اى المراة فى بلدان الخليج واختارت الامارات كمثال /كما درجت التسمية على اطلاق اسم مغتربين على المغتربين فى الدول العربية ومهاجرين ومعاد توطينهم ولاجئين على القطاعات التى اختارت دولا بديلة لهافى استراليا و امريكا و المملكة المتحدة وكندا الخ
    ولك الود
                  

08-24-2004, 01:39 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: yagoub albashir)

    اذا ما انتفت الأسباب رجع الأحباب ؟؟؟
    من اسباب الهجرة المتعارف عليها بين علماء ودارسي الديموغرافية او ما يعرف بعلم الدراسات السكانية سواء اكانت هجرة داخلية او خارجية عوامل الجفاف والتصحر والتي تؤدي الى الفقر وانتشار الامراض فتتم حركة وانتقال السكان من مكان الى اخر بحثا عن الغذاء والكساء والامن أي البحث عن حياة افضل وربما تكون هذه الرحلة مؤقتة او دائمة
    بغض النظر عن بقية الاسباب سواء اكانت علمية او سياسية فان الدافع الاكبر لهجرة المواطن السوداني خارج حدود وطنه كانت بدافع من هموم البحث عن الماء والكلا والامن فلم يبحث المواطن السوداني عن بلد بديل مضيف قبل عام 1989 فاذا كانت الهجرة قبل هذا العام تسير بمتوالية عددية فانها بعد عام 89 صارت تسير بمتوالية صاروخية بصورة لم يثبق لها مثيل
    واذا رجعنا الي خلفية المجتمع السوداني وسمته التقليدية وتحديدا في ناحية المراة لبلغت دهشتنا قمة اتساعها فقديما كان لدى المجتمع السوداني ثوابت لا يمكن التنازل عنها رغم سلبيتها وتعليم المراة مجرد خروج المراة للمدرسة سوا اكانت بنفس القرية او قرية بالقرب منها .. كانت يعتبر من القضايا التي يستنفر لها حكماء وشيوخ القرية باكملها لمناقشة هذا الامر الجلل ناهيك عن ترحلها طلبا للعلم داخل القطر
    المراة السودانية انتزعت حقوقها انتزاعا واحتلت مكانها الطبيعي في قيادة المجتمع وبلغت قمة حقوقها عندما ترشحت الاستاذة سارة نقد الله لشغل منصب نائب رئيس حزب الامة كاول سابقة في تاريخ الاحزاب السياسية السودانية والافريقية والشرق اوسطية وبات الباب مشرعا لاحتلال منصب رئيس الوزراء او رئاسة الجمهورية اذا ما فازت بمنصب رئيس الحزب مستقبلا
    عوامل واسباب هجرة المراة السودانية هي نفس اسباب هجرة الرجل السوداني ولنفس الاسباب المذكورة سابقا فالاضطهاد السياسي ادى الى اختلال في توزيعات الثروة والحقوق الانسانية الاخرى مما ادى الى هجرة المواطن/ة السوداني /ة الى خارج حدود الوطن بحثا عن واقع افضل
    السؤال هو هل ستطول هجرة المواطنيين السودانيين وهل سوف يستقر بهم المقام في سودان المهجر ام هي هجرة متعلقة باسبابها متى ما انتفت الاسباب رجع الاحباب
    سوف أعود لاحقا لتناول ورقة الأستاذة لنا مهدي واتفق تماما مع الأخت نجاة حول تركيز الورقة على المراة العربية واقتصار هجرة المراة السودانية على دول الخليج العربية رغما من احتمال تأثر الأستاذة لنا بمهجرها بدولة الأمارات العربية المتحدة ولكن تتبقى هجرة المراة السودانية بالدول الافريقية والغربية والباسفيك في انتظار دراسات اخرى اكثر شمولا وتعمقا مع مراعاة الفروقات بين دول المهجر من حيث العادات والثقافات تباعدا وتقاربا ومن حيث الفائدة المعرفية والمادية والمعنوية واحتمالات اعادة التوطين او العودة لاحضان الوطن الام

    ويتبقى سؤال اخير
    اما ان لصاحبة الورقة الحبيبة لنا مهدي ان تعود للمنبر من جديد ؟؟
                  

08-24-2004, 01:59 AM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: محمد حسن العمدة)

    يا محمد حسن العمدة يا اخوي شنو حكايتكم انتو, ما كملنا دراسة الانصار جبتو دراسة حسن محمد حسن,تاني متلب انت بي هنا بي دراسة لنا وده موضوع اجتماعي هام واخوك زي السلحفاه في القرايه لازم اقراها ظاهرها وباطنها عشان اعرف شنو المقصود والمطلوب.

    مع فائق احترامي
    ود عوج الدرب
                  

08-24-2004, 10:00 AM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: saif massad ali)

    شكرا لك الأخ الحبيب / محمد حسن العمدة
    على اطلاعنا على هذه الدراسة الجميلة ومن الواضح جدا ان الأخت لنا مهدي بذلت فيها جهداً رائعاًومخلصا وبصبر أكيد أفضى الى هذه المادة الغنية والواعية والمدركة لأهمية قراءة ما يحدث للمرأة وفق هذه المعطيات الجديدة التي فرطتها وأفرزتها ظروف الهجرة والإغتراب ومبررات ذلك وقراءة نتائجه .
    وأجدني اتفق مع الأخت نجاة محمد على في ملاحظتهاأو إقتراحها، رغم إجابة الاخت لنا مهدي التي أوضحها الأخ الحبيب / يعقوب البشير في مداخلته .
                  

08-24-2004, 10:53 AM

خضر عطا المنان
<aخضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: nassar elhaj)

    أحبتي المتداخلون

    صحيح أن الروح التي بني عليها البحث ربما كانت بالفعل قائمة
    على اجتهاد واضح وجهد مقدر من قبل الأخت الفاضلة لنا مهدي .. فهي دون شك كانت مغامرة جريئة وربما تكون بهذا البحث قد فتحت أفاقا جديدة أمام كل باحث لذات الموضوع .. بل أن عزيزتنا لنا ايضا رغم افتقارها للمنهجية العلميةالمتعارف عليهافي مثل هكذا عمل .. الا انها أصابت في بعض جوانبه وحال كل مجتهد بل ومبادر شابه بعض القصور في جوانب أخري .. مع التأكيد أن ذلك لم يقلل البتة من قيمة العمل خاصة على الصعيدين : الاجتماعي والاقتصادي .. وعليه فليكن هذا البحث القيم بشارة ـ بل دعوة قوية من قلم حي ومكافح ـ لأصوات نسائية أخرى لتدلي بدلوها اثراءا له وبقاءا لنبضه حيا حتى تكتمل الصورة التي سيكون الفضل الأكبر فيها بل والبدء بالمبادرة للعزيزة لنامهدي ..

    لذا فهذه تحية اكبار واجلال لها ..

    ونحن لا نزال جميعنا بانتظار هذا القلم المبادر والعميق ليطل علينا اثراءا للمنبر ومنحه جدية أخذت تتآكل في الآونة الأخيرة .

    وبالطبع لا يفوتني هنا أن أشد على يد الأخ الكريم العمدة لتفضله بمدنا بهكذا عمل .. فله التحية هو الآخر والتقدير .

    خضر عطا المنان
                  

08-27-2004, 07:58 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: خضر عطا المنان)

    الاخوة الاستاذ سيف مساعد والشاعر المرهف الرقيق نصار الحاج والاستاذ خضر عطا المنان لكم الشكر اجزله للمرور والمشاركة
    ولي عودة انشاء الله
                  

09-19-2004, 10:08 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: محمد حسن العمدة)

    اخي الحبيب الشقيق محمد
    لا اعرف ماذا اقول سوى شكرا لاهتمامك بكل ما اكتب ومتابعتك لكل انتاج
    قلتا لى شنو؟؟
    نضارة الشيوخ فى حكمة الشباب؟؟
    ما حدش ح يقدر يكلمك تانى
    والشكروالامتنان للمداخلين اجمعين
    محبتى
                  

09-19-2004, 04:17 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدي تكتب : المرأة المغتربة في سودان المهجر (Re: lana mahdi)

    نضارة الشيوخ فى حكمة الشباب؟؟

    عارفة يا لنا الواحد صدق انو فعلا حكيم لكن نضارة دي نصدقا كيف ؟؟ وزي ما قال الشاعر

    الا ليت الشباب يعود يوما لاخبره بما فعل المشيب

    حتى الشيب في ناس حاسديننا عليهو

    وزي ما قال الشاعر مع بعض التصرف في البيت

    أنى يحسدوني على شيبي فوا أسفي
    حتى على الشيب لا أخلوا من الحسد

    وقديما قيل حسادك اجاويدك

    الا ليت ايام الصبا تعود ودهرا تولى يا بثينة يعودو
    قال شباب قال

    الف مرحب بيك مرة اخرى يا لنا وسط احبابك واخوانك واصدقائك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de