|
خطوات عملية واجبة تجاه دارفور و الوطن
|
خطوات عملية واجبة تجاه دارفور و الوطن
الاخوة و الاخوات يتضح من ما يُكتب و الحوارات التي تدور في المنبر الحر و طرق التواصل الاخري أن الأغلبية من أبناء السودان يتفاعلون مع مأساة اهل دارفور و يحسون بالخطر الحادث و مآلات الاحداث حسب الشروط التي تحكم مجرياتها علي الارض و ما يدور خلف الكواليس علي المستويات المحلية و الاقليمية و الدولية. لكن هل غاية ما يمكننا فعله يقف عند حد الكلام و ابداء الغضب لما يحدث و التعاطف مع الضحايا؟ و نحن من نعبر عن رؤي لسودان افضل، أذا كان هذا هو اقصي ما يمكننا فعله فقد خاب فأل وطن ينتظر منا أن نضمد جراحاً المت بكل جسده بفعل اجرام الجبهة و تقاعس المعارضة التي لم تستطيع أن تعتزر للشعب الكريم عن دورها في وصول الحال الي أن تتسيد امره عصابة موتورة تسومه العذاب و تنهب ممتلكاته و ثروات ارضه ليكابد الجوع و الزل و العدم.. اعتزار المعارضة بأحزابها التي اضاعت الديموقراطية ثلاثة مرات لا يكون بالكلام بل بتغيير ثوابتها البالية التي شلت حركتها و اضعفت المبادرة و الفعل الذان يمثلان طموحات الشعب و يحققان مطالبه بحق و ليس فقط في صورة شعارات جوفاء و مماحكة وصلت اكثر فصولها مأساوية في تهافت التجمع لارضاء الجبهة حتي ترمي له فتات من كعكة السلطة المنهوبة و مقابل ذلك يرهن قادة التجمع الواهن اهل السودان عامة و اهل المصاب الاعظم في دارفور. في هذا الواقع المتخسر لا تقل مسؤولية المعارضة السلبية عن مسؤولية الحكومة الباطشة فالصمت و القعود و أن لم يكونا بقدر ابتدار الجرائم فهما يقللان من خطرها في نظر المراقب و الجلوس علي طاولة نافع علي نافع في هذا الظرف يؤكد اختلال الاولويات عند قادة التجمع و يسئ لدماء و دموع و آلام الضحايا و الشهداء في دارفور و في كل ربوع الوطن المكلوم علي مدي سنين الانقاذ الكئيبة. فقد التجمع الحساسية السياسية التي من شأنها أن تعينه في تحسس نبض الجماهير فتاه في دروب تقوده الي مصالحة اعداء الشعب و الوطن في صفقة خاسرة قد يكون عائدها بضع كراسي وزارية لا تمنح الجالس عليها حق في حل و لا عقد و مقابل ذلك تقَوي الانقاذ اوتادها باظهار الخطوة بأنها تحول ديموقراطي حقيقي و مصالحة و طنية و سماحة الانقاذ مع من كانوا يناصبونها العداء... حسب ما رشح من اخبار فأن الانقاذ و قبل بداية هذه المباحثات قد حققت انجازات كبيرة بأن انتزعت من التجمع _او هذا ما اشترطته لبداية الحوار_ الاعتراف لها بالشرعية الكاملة و نبذ العمل المسلح ضدها، و بهذا رسمت الضلع الاخير في اطار الصورة الذي يضعها بحزو اسرائيل حين فرضت نفس الشروط علي المجلس الوطني الفلسطين لتسمح لقادة تنصلوا عن النضال و ما عادوا مؤمنون بجدواه أن يتكئوا علي زل اسموه وطن و هوان يدعونه سلطة،، و لن يكون مآل اهل التجمع بأفضل من حال عرفات و رفاقه ان هم ساروا في الطريق الي منتهاه أما حال الوطن و انسانه فالخسران المجهول النهايات. هذا هو الموقف الناقد مع أمل أن يعود التجمع ألي صوابه و ينتفض علي نواقصه بأن يلتفت ألي الشعب و يستصحب معه قواه الفاعلة بلا اقصاء و الابتعاد عن الموازنات و الترضيات و الطموحات الضيقة ليكون الوطن و مصالحه العليا هو القسطاط. و ان لم يفعل و هذا هو في ظني الاحتمال الاكثر حضوراً فما الذي يترتب علي كل من يعيبون هذا الموقف؟ المعارضة ليست مهنة بل واجب علي كل قادر صاحب رأي تجاه ما يحدث في الساحة الوطنية و هي بهذه الصفة ليست حكراً لجماعة او فرد و عدم الاتفاق مع او غياب الثقة في الجهات المعارضة أن اساء للجهات المعنية فلا يجب أن يهز مواقفنا و يمنعنا من عمل ما نراه صحيح في الايفاء بحق الوطن علينا و علي عكس ذلك يمثل هذا تحدياً اضافياً يُوجب جهدا مضافاً و تجويد لادواتنا و تمتين مواقفنا و حزم مجهوداتنا مع الافراد و الجماعات التي تلتقي معنا في حد معقول من الاتفاق و الوطن حد لا فوقه و لا دونه شئ. هناك الكثير من التنظيمات و الاحزاب و الافراد الوطنيون الذين يقتربون في رؤاهم لكيفية حلول مشاكل الوطن يتفقون قولاً و لم يسعون الي تجسير صلات تتراكم عبرها مجهوداتهم و تتكامل افكارهم و مبادراتهم و لعل الجدر القائمه بينهم تمثل ارث الماضي المشوه الذي خرجوا عنه و لم يتحرروا بعد من بقايا ثوابته التي خربت الواقع العام حتي وصلت البلاد الي هذا التيه المرعب،،هذه الجدر متوهم، و بقليل من العزم و الوعي يمكننا تجاوزها في سيرنا تجاه بعضنا البعض لنعبد طريق يدرج الي الوطن في استقامة لا يشبوها اعوجاج . ازالة السلطة هي التحدي و قضية دارفور راهن ملح لا يمكننا تجاوزه انسانيا و اخلاقيا و وطنيناً، فماذا نحن فاعلون لنؤكد صدقية الخطاب المتباكي الذي نثرناه في كل مكان؟ اريد أن اطلع علي اقتراحاتكم علي أن يمثل ايراد الاقتراح اعلاناً عن استعداد صاحبة علي الاشتراك في تنفيذه و سوف اتيكم بمقترحات محددة معززة بعزم صادق لفعل كل ما من شأنه أن يحولنا من خانة القول الي الفعل الجاد..
|
|
|
|
|
|
|
|
|