حتى لا تضيع قضية دار فور بين / على التوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2004, 08:49 AM

خالد
<aخالد
تاريخ التسجيل: 02-02-2003
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى لا تضيع قضية دار فور بين / على التوم


    -----------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حتى لا تضيع قضية دار فور بين
    تغيب الحقائق والطموحات السلطوية (1)*
    ــــــــ

    مقدمــه :
    ليس غريباً أن تصاب السياسة السودانية ممثلة في حكومة الإنقاذ الشمولية بعدوى بعض جوانب الخطاب العربي المعاصر المتميّز بتغييب الحقائق وبطمس العلاقة الجدلية بين الأسباب والوسائل والآثار والنتائج ، وكذلك بالتفسير الرومانسي واللا علمي للأحداث وللتاريخ 0 هذا بالإضافة إلى النهج التبريرى للأخطاء والالتفاف حول الحقائق ذات الآثار المباشرة على حياة الناس ومستقبلهم ، بل وعلي مستقبل العرب كأمة. ومما تتميز به بعض جوانب الخطاب العربي أيضاً الإصرار علي تحسين ملا يقبل التحسين وتقبيح ما هو حسن.


    * كُتبت هذه الورقة يوم 3 أغسطس 2004م مواصلة للمقالات التي كتبناها في نفس الموضوع ( قضية دار فور ) في صحيفة الأيام السودانية خلال النصف الثاني من العام الماضي ، ومواصلة أيضا لمقالنا بتاريخ 5 يونية من هذا العام والذي نُشر في موقع "سودانيز أون لاين" الالكتروني تحت عنوان "تحركات الجامعة العربية بين النوايا الحسنة وتغييب الواقع".


    نعم ليست هنالك ثمة غرابة لتأثر السودان الرسمي أو السلطوي بالخطاب العربي المعاصر لأن السودان ، برغم تنوعّه الاثنى والثقافي ، أصبح ومنذ زمن طويل محسوباً على الثقافة العربية بحكم طغيانها فيه 0 ولقد أتضح هذا النهج بجلاء في معالجة قضية دار فور 0

    لكن ربما كان من المناسب قبل الدخول في موضوع دارفور الذي آثار انتباه واهتمام العالم طولاً وعرضاً أن نستوضح حقيقة هامة عن انتماء السودان العربي ـ السودان الذي تمثّل دار فور جزء هاماً من شِقه الشمالي 0
    فأغلب عرب السودان عرب مستعربة دخلوه خلال قرون طويلة من شمال وشمال غرب أفريقيا وعبر البحر الأحمر ومن مصر بهذا التقادم إذا صحّت المراجع التاريخية والوثائقية 0 وفى السودان ، وبحكم التماذج الاثنى عن طريق الرق وعلاقات التزاوج الأخرى ، أصبح العرب السودانيون عرباً مستعربة ومتأفرقة وبمناسبة الرق والاسترقاق نؤكد مرة أخرى بأننا لا نعاني من أيّ عقدة نقص في هذا السياق لأن هذا تاريخنا الذي يمثل جزءً من تاريخ العالم ومن نسي قديمه تاه . وندهش ونتعجب لأولئك الذين ينصحون بعدم الالتفات للخلف.ألم يسمعوا بمقولة السيد ونستون تشرشل"من لا ينظر إلي الوراء لا يستطيع أن ينظر إلي الأمام" ؟ وهكذا فإن الباحث عن دماء عربية صافية في شمال السودان حيث تأصلت وتجذرت الثقافة العربية والإسلامية فلن يجدها بأكثر من نسبة ضئيلة جداً. فكثير من ذوي السحنة البيضاء أو الصفراء المقرونة خطأ بلون العروبية في شمال السودان إما تخفي جينات افريقية ( مثل سحنة وتقاطيع وجه السيد الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة والذي جدّه لأبيه أمه فوراوية) . وبمعني آخر فإن التركيبات الجينية المكونة لأعراف متمازجة قد تخفي الكثير من مظاهر أحد الأعراف. والمثل السوداني يقول "العرق دسّاس". وإما تميّز مجموعات صغيرة من السكان السودانيين المنحدرين من أصول غير عربية مثل الأتراك والأكراد والألبان والبرابرة المغاربين بالسحنة الصفراء القريبة من السحنة العربية فقد اندمجت هي الأخرى في الثقافة السودانية بل واسهم عدد كبير من أبنائها وبناتها في إبداعيات الأدب والفنون والعلوم والساسة السودانية. وخلال الأربعة عقود الأخيرة نزحت إلي السودان من نيجيريا قبيلة اسمها "الفلاتة أم بررو" وهي من القبائل الهائمة والمترحلة بأبقارها وقد انتشرت في كثير من ربوع شمال السودان من دار فور إلي جنوبي النيل الأزرق هذه القبيلة التي تتمّيز بالسُحنة الفاتحة ما تزال منقفلة علي نفسها إثنياً واجتماعياً وتتحدث بلهجتها ولا تستخدم من اللغة العربية أو السودانية الدارجة إلا القليل .
    بلغ اختلاط الدماء العربية ذروته فى خضم الأفرقة للأصول العربية فى كردفان ودرافور والنيل الأزرق وفى أنحاء كثيرة من أواسط السودان 0 ذلك لأن قليلون هم العرب الذين نزحوا للسودان بصحبة نسائهم ـ فقد جاءوا بالمصحف أو السيف أو بالاثنين معاً وبدأوا عملية الأفرقة بالزواج بالأفريقيات 0 ولقد أدى طغيان الثقافة العربية والاسلامية إلى الاعتقاد حتى فى البلاد العربية بأن شمال السودان عربى إثنياً وثقافياً 0
    لم يتأفرق العرب الوافدون إثنياً فحسب ، وأنما تأثرت ثقافاتهم الإجتماعية أيضاً بالثقافات الأفريقية إلى حدود بعيدة وإن ظلوا بحكم عوامل تاريخية وسياسية هم الأغلب نفوذاً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً 0 ومن جهة أخرى كان تأثر القبائل الأفروسودانية باللغة والثقافة العربية محدوداً على الرغم من إنهيار سلطناتهم ذات النفوذ السياسى والاجتماعى الكبير 0 ولقد تأثر أغلب أهالي دارفور بالطريقة الاسلامية التجانية الوافدة من جنوبى المغرب وموريتانيا عبر المسافرين إلى الحج فى السعودية أكثر من تأثرهم بالاسلام الوافد مع القبائل العربية الأخري من مصر وليبيا وعبر البحر الأحمر. وما تزال الطريقة التجانية الصوفية وغير المتعاملة مع السياسة هى الطريقة الغالبة فى كردفان ودارفور 0 واحتفظت قبائل دارفور الافروسودانية بلغاتها ولهجاتها غير المكتوبة وحال عدم انتشار التعليم والتقدم الاقتصادى والاجتماعى دون انتشار اللغة العربية كلغة تخاطب مشتركة كما حدث في اواسط السودان0

    وظلّت دارفور مهمشة اقتصادياً وسياسياً برغم غناها بالموارد الطبيعية والبشرية بداية بسبب السياسات الاستعمارية التى قصدت الانتقام من الفور لمقاومتهم للاحتلال لمدة ستة عشر عاماً ، وهو عين سبب تهميش شرق السودان وجنوبه ومنطقة جبال النوبة وجنوبى النيل الأزرق ، واستمراراً عبر جميع النظم السياسية بعد الاستقلال ، وامعاناً فى التهميش والأهمال والاذلال فى ظلّ حكومة الانقاذ باسم الاسلام واحتماء بالعرب والعروبة بعد فوات الأوان !
    وفى دارفور بحث المراقبون الدوليون عن السحنة العربية الخالصة فطال بحثهم وعبّروا عن دهشتهم عندما وجدوا بأن أغلبية من قابلوهم أو تحدّثوا معهم من (العرب) كانوا بسُحنات أفريقية وان تحدّثوا اللغة العربية بطلاقة 0 ومازلنا نذكر ما رواه شاب سودانى زار الولايات المتحدة فى منتصف الثمانينات وفى مقابلة اجتماعية بينه وبين أمريكى سأله المضيف أن كان هو من السودان0 فأجابه السودانى بنعم ، وكان لونه مائلاً إلى السُمرة 0 فقال له الأمريكى ـ " حدثنى عن الطريقة التى يعاملكم بها العرب فى السودان 00" !؟!
    غير أن كل هذا لا يغيّر الحقائق فى دارفور وهى أن العرب المتأفرقة والمنتمية إلى قبائل عربية شتى هى المسيطرة إقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً . صحيح أنها ظلّت لأزمان طويلة تعيش فى انسجام ووئام مع القبائل الأخرى التى نسميها بالقبائل السودانية الأفريقية وهى القبائل المنتشرة عبر حزام السافانا من الحدود التشادية إلى جنوبى النيل الأزرق 0 وكثيراً ما كان اعتماد القبائل العربية المترحلة جنوباً وشمالاً بحثاً عن الكلأ لأبقارها وجمالها وأغنامها يجعلها تدخل فى مصادمات ليس فقط مع القبائل السودانية الافريقية شمالاً ، وإنما أيضاً مع القبائل الجنوبية النيلية عبر بحر العرب وبحر الغزال 0 وكثيراً ما تكون تلك القبائل المحسوبة على الجنس العربى هى المنتصرة بحكم ما لديها من ثروة وسلاح ووسائل حركة 0

    دانياميكية المتغيرات الايكولوجية والسياسية والاقتصادية
    ومن سمات الخطاب العربى الذى تأثر به الخطاب السياسى السودانى(الحاكم) المعالجة الاستاتيكية الجامدة لعوامل التغيير الطبيعى والاقتصادى والاجتماعى ، وهى المعالجة التى تقود إلى طمس جدلية العلاقة بين الأسباب والآثار للأحداث مثل قضية دارفور موضوع الساعة0 فخلال الثلاثة عقود الأخيرة من القرن العشرين حدثت تحولات مناخية واقتصادية واجتماعية وسياسية فى حزام السافانا فى السودان وفى أقليم دارفور بوجه خاص أدت إلى تهيئة الظروف لنشوب نزاعات اجتماعية كبيرة تمخضت عنها قضية دارفور 0 نلخّص تلك المتغيرات فى الآتى:
    (1) الجفاف والتصحر بفعل الطبيعة والإنسان ( الرعى الجائر والتحوَّل بسبب زيادة السكان من الزراعة المتنقلة (Shifting cultivation) إلى الزراعة المتواصلة التى تنهك الأرض وتقلل من خصوبتها وانتاجيتها ؛
    (2) بيع الفقراء لحيواناتهم المحدودة العدد وتحوّلهم إلى مزارعين أو رعاة أجراء ؛
    (3) استيلاء الأثرياء وأغلبهم من " العرب " على الأراضى الخصبة وتوسعهم فى الزراعة الآلية والمزارع الرعوية دون إفساح المجال لأولئك ( السودانيين الأفارقة ) الذين فقدوا مصادر وموارد أرزاقهم وأصبحو مهمشين اقتصادياً واجتماعياً 0
    (4) الدعم المالى والسياسى الذى وجده ذوو النفوذ المحسوبون علي العرب من حكومة الانقاذ كجزء من برامج العمل السياسى لصالح الدعوة الاسلامية المسيسة والتى لا تفّرق بين مسلم أو غير مسلم في إختيار حلفائها وأعدائها 0

    حركة دارفور ثورة ضد الظلم وليست تمرّداً :
    وهكذا فإن الفهم العلمى والواعى لجدلية العلاقة بين الأسباب والآثار لأى ظاهرة أو حدث من جهة ، والتحليل الدايناميكى للمتغيرات التى تفرز الأسباب ، تجعلنا نرفض توصيف حركة دارفور بالتمرّد 0 فالتمرد كما هو معروف حركة مناوئة ومنقسمة عن قوى نظامية ، وهذا مالا ينطبق بالطبع على حركة دارفور التى ينبغى إعطاؤها صفتها وحجمها الطبيعى والحقيقى كثورة إجتماعية سببها المظالم الحقيقية التى عاناها ويعانيها من سلُبت حقوقهم ومواردهم 0 ولم يكن توجيه ثورتهم المسلحة علي حكومة السودان إلا بسبب تحيّزها ودعمها لمن نهبوا وسلبوا تلك الحقوق والموارد 0 التحيّز والدعم الذى لم يعد يخفى على أحد داخل الوطن أو خارجه 0 ولقد أصبح من المستحيل إخفاؤه أو التستر عليه بعد الزيارات والتحقيقات الميدانية التى أجرتها على الطبيعة ومع مجموعات من المنكوبين كل من إذاعة البى بى سى العملاقة والمعلّمة وصحيفة الحياة التى جاء ملفها الواقعى والموضوعى والمستند علي مسح ميداني إنساني واسع عن مشكلة دارفور نموذجاً للصحافة الديموقراطية الحرة والباحثة عن الحق والحقيقة ،وكأنما يمثل نهجها الصحفي مشعلاً وضاءً يدحض إفتراءات ومواربات الخطاب العربي المعاصر0

    هل لحكومة الانقاذ من فكاك من المسئولية؟
    000 قبل أن نتقدم بالأدلة الدامغة على تورط الحكومة بالتحيز السافر لجانب المعتدين على حقوق الناس ، ومنعاً لأي مغالطة او مزايدة، نقول بأننا، برغم إعجابنا بتحرك الضمير العالمى لنصرة المستضعفين والمنكوبين فى دارفور ، فإننا نقف بلا تردّد ضد أى تدخل عسكرى أجنبى فى دارفور أو السودان 0 وموقفنا هذا موقف مبدئى مستند إلى ثقتنا المطلقة فى شعبنا القادر على حلّ وحسم قضاياه بنفسه مهما طال الزمن أم قصر0 بل إننا نذهب إلى أبعد من ذلك فنحذّر من تراودهم مصالحهم أو أى دوافع أخرى بالتدخل العسكري، بأنهم سيكونون أول ضحايا أى تدخّل من هذا النوع ، وأن تدخلهم سيؤدى حتماً إلى طمس معالم القضية وإلى تقوية جانب الظالم والمعتدى والتعاطف معه 0
    وبنفس الدرجة من التحفظ والتخوف ندعو الجامعة العربية ومن تمثلهم أن تعالج تعاملها مع قضية دارفور بحذر شديد حتى لا يؤدى تعاملها مهما حسنت وخلصت النوايا إلى زيادة حدة الاستقطاب بين ما هو " عربى " وما هو أفريقى 0 ولقد سبق أن حذّرنا فى هذا السياق من رفض بعض الدول العربية ومن بينهم مصر وليبيا لميثاق منظمة " الايقاد " لحل مشكلة الجنوب ـ الميثاق الذى كان أكثر عدلاً وانصافاً لكل السودانيين ـ بتركيزه علي الفصل بين الدين والسياسة مع كفالة حرية العبادة وتأسيس نظام سياسي ديموقراطي تتساوي فيه الحقوق والواجبات ويتمتع فيه الجميع بالمواطنة الكاملة والمجزية. غير أن الخطاب العربي السياسي تدخل في شكل" المبادرة المشتركة " التى عمّقت عناصر الاستقطاب العربى الأفريقى ولم يستبينوا النُصح حتى ضّحى الغدِ !
    نعم ، لا فكاك لحكومة الانقاذ من تورّطها الانحيازى فى قضية دارفور 0 فعندما سُئل وزير الدولة أحمد هارون المشهود له بالموضوعية وبالتهذيب في التعامل مع الآخرين ، عندما سئُل فى برنامج البى بى سى عما إذا كان كل الجانجويد عرباً ـ قال " ليس بالضرورة " وهو تعبير لا تفسير له إلا بأن أغلبيتهم عرب أو من أصول عربية 0 وصحيح ما تتناقله بعض وسائل الاعلام بأن الجانجويد هم فى الأصل جماعة من قُطاع الطرق ممن احترفوا النهب والسلب وأن جناحاً من عرب تشاد يحمل نفس الاسم قد انضم اليهم داخل السودان ، لكن الحقيقة التى لا يمكن الالتفاف حولها بالتصريحات والتلميحات ولا بالنفى هى أن الحكومة استخدمت الجانجاويد كمخلب قط ودعمتهم بالمال والسلاح ، بل وبعناصر من الدفاع الشعبى ومن شباب الخدمة الالزامية الذين طاردتهم عربات الحكومة قبل سنتين فى العاصمة القومية وأخذتهم قسراً لمعسكرات التدريب وزجت ببعضهم فى محارق الجنوب وبعضهم فى الحرب فى جبال النوبة ، وأخيراً إلى صفوف الجانجويد في دارفور 0 كلّ هذا ثابت بالوقائع والشهود 0 وليس هنالك دليلاً أقوى على صلة الحكومة العضوية بميليشيات الجانجويد من وعد السيد رئيس الجمهورية للسيد الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارة الأخير للسودان ـ وعده بحلّ فصائل الجانجويد فوراً ـ وتوجيهه ، أى السيد الرئيس، لقواته النظامية بتنفيذ ما وعد به " فوراً " وليس لدينا أدني شك بأن السيد الرئيس عمر حسن البشير وحكومته ، بحكم ارتباطهم العضوي بتلك المليشيات ، في استطاعتهم حلها وابطال نشاطاتها المدمرة في أقل من أٍسبوع 0 أما تقديم بعض الشخصيات للمحاكمة والحكم عليهم بالسجن وبقطع اليدين والرجلين من خلاف فقد كانت مسرحية لم يتسلى بها أحد وكان التعجيل باعلانها بعد أيام من زيارة السيد كوفى انان والسيد كولن باول مهزلة واستخفافاً بعقول الناس ـ فما هي التهم الموجهة لهؤلاء ، وهل فى إدانتهم والأحكام الصادرة ضدهم ما يكفى لإنهاء القضية ؟!
    وإن استطاعت الحكومة أن تنكر تهمة التطهير الأثنى ـ وهذا مالا نشدّد عليه نحن أيضاً لكونه يضعف تركيزنا الموضوعى على الثورة ضد المظالم الإجتماعية كسبب، فهل تستطيع الحكومة إنكار الإبادة الجماعية بعد أن ثبت أنها تحرق القرى والمدنيين بالقصف الجوى فتمهد الطريق للجانجويد لتكملة " الرسالة " بالهجوم على الأرض ونهب وإبادة من تبقىّ وما تبقى ؟ واذا كان الفقراء والمخرجون من ديارهم مسلمين ويحاربون بواسطة حكومة تحكم بثوابت اسلامية ، الم يسمع قادتها ومفكروها بقوله تعالي"ومن يقتل النفس التي حرّم الله بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً" (صدق الله العظيم) .
    وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من مائة من كوادر القيادات الحكومية ممن تمكنوا من الحصول على مئات آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية والمراعى الخصبة ـ بعضهم من أهالى جنوب دارفور والبعض الآخر من خارجها وأكثر من عشرة منهم كانوا يشغلون مناصب رسمية ونظامية ولقد تم الاستيلاء على تلك الأراضى باستغلال النفوذ خلال العشر سنوات الأخيرة0ولم يعد خافياً علي أحد بأن الحكومة كانت قد مهدت الطريق لتلك الهجمات علي حقوق الناس بحلها لهياكل الحكم التقليدية المستندة علي القبلية والعشائرية في شكل "الدور" مثل دارفور ودار زغاوة ودار مساليت الخ الخ. وجعلت الحكومة البديل هو الحكم الولائي القائم علي التعيينات السياسية من صفوف الموالين لها من أهل دارفور او من خارجها مع عزل شبه تام لأبناء وبنات تلك المناطق.
    لم أعجب لدفاع الأخ وابن العم الدكتور / حسن عابدين سفير السودان بالمملكة المتحدة عن مواقف الحكومة وتبريره لها من خلال مشاركته فى ندوات البى بى سى على الهواء ، ولكننى تعجبت بل وأصابتنى خيبة أمل عند سماع الأستاذ الصحفى المخضرم حسن ساتى وهو يبرر الخطأ بالخطأ عندما يقول لماذا لا تنتقد أوروبا ما حدث ويحدث فى رواندا وبوروندى والكونغو والعراق وفلسطين قبل أن ينتقدوا ما يحدث فى دارفور !!؟
    وتحدث الأستاذ حسن ساتى أيضاً عن المصالح والأجندة الخفية لتلك الكيانات الدولية التى تبدى تعاطفاً مع أهالى دارفور 0 ومن الذى لا تحرّكه المصالح فى هذه الدنيا اليوم ؟! كلّ الذى ينبغى أن نفعله حيال تلك النزعات النفعية هو أن نفرّق بين الذى يسعى لتحقيق مصالحه من خلال نظم ديموقراطية تدعم العدالة الإجتماعية والمساواة فى الحقوق والواجبات ، وبين من يسعى لتحقيق مصالحه عن طريق النهب والسلب واستغلال السلطة غير الشرعية وغير الديموقراطية 0
    وان صح ما تناقلته وسائل الأعلام خلال اليومين الاخيرين من ابداء حركة تحرير السودان الجنوبية لاستعدادها لإرسال جزء من قواتها المسلحة لدارفور لمشاركة الاتحاد الافريقي في مراقبته وحراسته لاجراءات نزع السلاح من القوي المتصارعة ، فاننا نري بأن هذه خطوة غير موفقة من شأنها ان تثير دعاوي من يزعمون بأن للجنوبيين اجندة خفية تهدف الي السيطرة علي شمال السودان او علي الاقل علي جزء منه . هذا إضافة الي تقوية مثل هذه الخطوة لعملية الاستقطاب العربي الافريقي التي حذرنا منها مراراً وتكراراً ، والخطأ لا يبرر بالخطأ. ننصح الأخوة الجنوبيين بالتركيز علي تكملة مشوار السلام مع الحكومة وان يتركوا قضايا الشمال للشماليين بما في ذلك حسم قضية تطبيق الشريعة الاسلامية في الشمال والتي كما ذكرنا في مجال آخر من شأنها ان تؤدي حتما الي انفصال الجنوب . مما سيلقي مسئولية تفتيت السودان علي حكومة الانقاذ ورموزها الفاعلة وعل كل من سكت عن هذا المسلك قصير النظر والذي سيؤدي حتماً الي تفكك السودان الواعد بالنهضة والخير والعدل. وليس علي أي جهة أخري.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de