الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 11:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2004, 08:12 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ

    على الخرطوم أن تتذكر شرم الشيخ (1 ـ 2)
    عبد الرحمن الراشد


    في قمة العرب الشهيرة في مطلع شهر مارس عام 2003 تجنب الحاضرون إغضاب الحكومة العراقية آنذاك رغم ان طبول الحرب كانت تقرع، فتبنوا بيانا عنتريا يحذر ويندد ويؤكد، كما تم تمزيق العرض الوحيد بسلام يحمي العراق ويعوض القيادة العراقية بمخرج آمن أيضا.
    كانت تلك قمة الجامعة العربية الشهيرة في شرم الشيخ، وفي القاهرة انجزت الجامعة اجتماعا وزاريا الاسبوع الماضي حول دارفور التي صارت قضية دولية بعد ان تبنى مجلس الامن قرارا بالغ الخطورة تحت الفصل السابع الذي يهيئ لاستخدام القوة ضد الحكومة في الخرطوم. ومع ان الحكومة قدمت تنازلات مهمة بسعيها لمحاصرة المحسوبين عليها من ميلشيات الجنجويد المتهمة بعمليات قتل وتشريد واسعة النطاق، وقامت بفتح المجال للمنظمات الانسانية وابدت استعدادها للتعاون، الا ان هذا كله يسير بسرعة اقل من سرعة القرار الذي منح مهلة بقي منها عشرون يوما فقط لإنهاء أزمة ثلث مليون انسان.
    الجامعة العربية، بدل التعامل بجدية مع المشكلة، ارادت ارضاء حكومة شريكة ببيانات تعطي انطباعا خاطئا للسلطة في الخرطوم والشعب السوداني. فقد رفضت الجامعة التدخل في الشؤون السودانية ورفضت القوات من الجوار او الخارج بدون موافقة الخرطوم وساندت الحكومة في تأييدها. وكل ما يمكن ان نقوله للأخوة في الخرطوم ان عليهم ان يقرأوا بيان شرم الشيخ ويطالعوا كيف انتهى الحال بالسلطة والعراق والعراقيين ومن صار يجلس في كرسي المندوب العراقي اليوم.
    قال بيان الاول من مارس 2003 :
    ـ تأكيد الرفض المطلق لضرب العراق، باعتباره تهديداً للأمن القومي العربي.
    ـ دعوة كافة الدول لمساندة الجهود العربية الهادفة إلى تجنب الحرب.
    ـ المطالبة بإعطاء فرق التفتيش المهلة الكافية لإتمام مهمتها.
    ـ التأكيد على مسؤولية مجلس الأمن في عدم المساس بالعراق.
    ـ التأكيد على امتناع دولهم عن المشاركة في أي عمل عسكري يستهدف العراق.
    هذا ما طلبه وفد النظام العراقي السابق وسر بالحصول عليه.
    بيان مجلس الجامعة العربي الوزاري الاسبوع الماضي اسعد الوفد السوداني ايضا بقرارات بينها:
    ـ الموافقة على تركيز تحرك القوات المتمردة في مواقع متفق عليها، ونزع سلاح الميليشيات من قبل الحكومة السودانية.
    ـ الترحيب بجهود لجنة التحقيق السودانية المستقلة بشأن الانتهاكات في دارفور.
    ـ مطالبة كل من حركتي التمرد باستئناف محادثات السلام مع الحكومة السودانية.
    ـ دعوة مجلس الأمن، إلى إتاحة الإطار الزمني الكافي والمناسب للحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها.
    ـ رفض أي تلويح بتدخل عسكري قسري في الإقليم، أو فرض أي عقوبات على السودان وتقديم الدعم اللازم لعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم ومزارعهم، بعيدا عن أية ضغوط أو محاولات لفرض عقوبات.
    فهل سيحوَّل الاجماع العربي درعاً لمنع الكارثة السياسية ؟ في العراق كان مخدرا وأضر بالنظام وعجّل بسقوطه.
                  

08-11-2004, 04:39 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)


    الحلقة الثانية
    على الخرطوم أن تتذكر شرم الشيخ (2 ـ 2)
    عبد الرحمن الراشد

    لابد ان وزير الخارجية يشعر بالرضا من التأييد الكامل الذي لقيه من لدن زملائه وزراء الخارجية العرب الذين اعلنوه في بيان الجامعة العربية، انما عليه الا يغفو متوسدا ملف التأييد العربي. عليه أن يسال ناجي الحديثي، وزير الخارجية العراقي في النظام المنهار، الذي ركن وقيادته السياسية آنذاك الى جمع تواقيع المؤيدين في المؤسسات الاقليمية والدولية والمفاخرة بأن التأييد الدولي كاف لحسم الموقف.
    القرار الحاسم، في حقيقة الأمر، معظمه في يد السلطات السودانية، لا في جيب وزراء الخارجية العرب، كما أن أمر دارفور لن يحسم في سرادق الجامعة بل سيتأثر بما يقره مجلس الأمن، بل وربما سيحصر القرار الى ما دون ذلك.
    عند الحكومة السودانية مخاوف ونحن نشاركها هذه المخاوف مثل أن يؤلب المتمردون في دارفور حكومات العالم ضدها، وان تحول الكارثة الانسانية لأهالي الإقليم الى مشروع سياسي لفصله عن السودان. كلها حقيقية ويبرر للخرطوم ان تشك كثيرا في ما يقال ويعرض من حلول، انما أيضا عليها مواجهة الحقائق كما هي وان تعترف بحجم الأزمة التي تهددها. فالعالم يشاهد حدوث كارثة كبيرة تحت التنفيذ وبسببها ستلصق تهمة خطيرة بان هناك من قتل ثلث مليون انسان جوعا او تشريدا. المجتمع الدولي لن يسكت على الكارثة وسبق ان اضاع ثلاث سنوات بحثا وتحقيقا ومحاكمة في مجازر رواندا وامضى ضعفها في ملاحقة ومحاكمة جرائم البوسنة وكوسوفو، ولن يتردد في فعل الشيء نفسه في كارثة دارفور دون الالتفات الى صيحات السيادة وذرائع تفاصيل النزاع. ما سيحدث خلال الاسابيع المقبلة ومع تسارع الوقت أنه ستضخ وسائل الرصد المعلومات التي ستضع اللوم بيّناً على الحكومة لا على المتمردين، على اعتبار انها الجهة الرسمية والمسؤولة عن تصرفاتها، ولن يقبل منها حججا كملاحقة المتمردين او فرض سيادتها. إن مات عشرات الألوف من مواطنيها ستخسر الحكومة مهما توسدت من بيانات التأييد الاقليمية والدولية، ومهما قدمت اسبابا طبيعية او عسكرية للنتيجة.
    وقد يرى البعض ان الجامعة العربية لا تلام عندما تسعى لمساندة عضو فيها، العضوية عادة للنظام السياسي وليس للشعب، وهي بالفعل لا تلام كنادٍ سياسي بلا اسنان، لكن اذا وجد في تأييدها عيب فهو انه يعطي الشعور المضلل بالارتياح، وعليه تبني الحكومات رؤيتها للحل. على الجامعة ان تمارس دور الناصح وتساعد الحكومات العربية لفهم المخاطر المحتملة بدل التصفيق والتاييد. فما حدث في اجتماعات قضية التهديدات الموجهة للعراق في شرم الشيخ فيها شبه كبير مما يحدث اليوم في القاهرة في مناقشة قضية التهديدات التي تواجه السودان. والحل الوحيد مساعدة السودان على انقاذ ارواح ثلث مليون انسان حتى لا يموت مواطنوها ولا تسجل قضية قتل بحق الحكومة.

    [email protected]
                  

08-12-2004, 02:57 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)

    الأخ عمر علي
    سلامات
    عبدالرحمن الراشد إنسان رؤيته واسعه..
    معدنو نفيس.
                  

08-12-2004, 11:08 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)





    ولكن اين صوت العقل ...نظام جاء بالسيف
    وبقي طوال هذه المدة بالسيف ويريد ان
    يبقي بالسيف...وليس امامه الا ان يخوض
    في بحار الدماء التي احدثها الي ان يغرق
    فيه
                  

08-12-2004, 01:38 PM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)

    جامعة النونات الثلاث , نشجب ,ندين , نستنكر , وفاقد الشيئ لايعطيه ,
                  

08-16-2004, 03:40 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)





    والنون الرابعة يا اخ عصام هي
    نطالب
    هذه الجامعة الكسيحة لو كومو قرارتها
    نشجب وتستنكروندين ونطالب ستكون اعلي
    من مبني الجامعة نفسها بميدان التحرير
                  

08-16-2004, 07:27 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد:علي الخـــرطوم ان تتذكـــر شرم الشيخ (Re: omar ali)

    جامعة الدول العربية... تاريخ من التجمّل
    أمين المهدي الحياة 2004/08/17

    خلال الحملة الانتخابية لمنصب رئيس الجمهورية في الجزائر, وفي ظل رئاسة الأمين زروال, أرسلت الجامعة العربية وفداً للاشراف على عملية التصويت, وفي مطار بومدين فوجئ المستقبلون برئيس الوفد, وكان سفيراً مصرياً سابقاً يهنئهم بفوز الأمين زروال, وأمام استغراب المستقبلين وارتباكهم قال: "ان هذا ما يجب أن يحدث".

    تذكرت تلك الواقعة عندما قرأت عن مشاريع تطوير الجامعة العربية, وأثار انتباهي في شكل أساس الحديث عن برلمان عربي ومحكمة عربية, في الوقت الذي لا يوجد برلمان واحد في الدول العربية, غير مطعون في شرعيته أو شرعية القوانين التي أنشئ بمقتضاها, ناهيك عن عدم وجود دستور عربي واحد يستحق تلك التسمية في ظل مواثيق حقوق الانسان ومفاهيم حقوق الفرد والشعوب وشروط الدولة المدنية.

    النقطة الثانية هي أن المحكمة العليا العربية من المفترض أن تحاكم حكومات وحكاماً في حين لا يوجد قضاء عربي واحد يتمتع بأسس حقوقية واجرائية سليمة, أو لا ترتفع داخله وفوقه أجهزة الأمن, ناهيك عن منظومات التحري والتحقيق التي تعمل بقرارات دوافعها الأساسية هي السياسة والفساد, وتفتقر الى أبسط قواعد احترام البشر.

    وفيما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت أنقاض مبنى مكتب الأمم المتحدة في بغداد, قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة البرازيلي سيرجيو فيريرا دوميللو للسيرجنت الأميركي الذي كان يحاول انقاذه: "لا تترك###### ينقلون مكتب الأمم المتحدة خارج العراق", وكان عاد لتوّه من جولة في العالم العربي محاولاً عبثاً إقناع العرب بما فيهم الجامعة العربية بالتعامل مع مجلس الحكم الانتقالي من أجل العراق. كانت لجنة المتابعة 12 دولة عبر الجامعة العربية قررت رفض الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي, والأسوأ من ذلك رفض التعامل. وجرياً على العادات السياسية العربية بدأت حملة ملاسنات مع المجلس, وفي الفترة نفسها في تموز (يوليو) 2003 استقبلت مصر وسورية والجامعة وفداً طائفياً وعشائرياً يسمى هيئة العلماء في العراق, ثم جاء وقت الهمهمة الديبلوماسية التي لا يمكن فهمها: الجامعة بابها مفتوح لكل عراقي مهموم (تنص المادة 37 من ميثاق الأمم المتحدة على ان يمثل أمام مجلس الأمن ويخاطبه أفراد يمثلون أنفسهم أو أي جماعـات صغيرة), ولكن متى مَثُـل من يعانــون العبودية في موريتانيا والسودان ومن يعانون الاضطهاد أمام الجامعة العربية؟ ثم حان وقت النكات الديبلوماسية: "المجلس غير منتخب" ذلك انه "يتمتع" بعضوية الجامعة دستة من الجمهوريات العسكرية الناتجة من انقلابـات هي نمــاذج لمـا دون الحـد الأدنى حضارياً وفكرياً وخلقياً. انها اللغة التي غادرت معانيها وأصبحت خير غطاء لفروق التوقيت بين الضمــائـر والمعـانـي.

    ثم حل وقت الكشف, إذ أعلنت الجامعة عن استعدادها لاستقبال ممثلين لقوى ومنظمات عراقية بهدف وضع دستور عراقي جديد, وكان مجلس الحكم الانتقالي بمساعدة دوميللو شكل لجنة لوضع مسودة قانون. وبعد استقبال دول الخليج للمجلس أعلنت الجامعة انها يمكن أن تستقبل أعضاء المجلس كأفراد. وليس سوى رائحة واحدة لكل ذلك, أنها السياسة القديمة ذاتها, سياسة فرّق تسد تمهيداً للفوضى في العراق, تماماً مثلما حدث في لبنان وفلسطين والسودان والصومال والجزائر.

    ثم حان وقت العبث بعد كشف المقابر الجماعية المعروفة سلفاً, إذ أعلنت الجامعة عزاءها وأنها ستشكل لجنة للتحقيق ثم مضى كل شيء الى النسيان.

    لقد كشف تخبط النظام العربي عن هدفه: انه نشر الفوضى في العراق عبر الدعاية الفضائية والديبلوماسية والسياسية من أجل اسقاط المشروع الغربي للتنمية والديموقراطية والسلام وإسقاط مبدأ التدخل الانساني والدفاع عن نظم الاستبداد وإن كلف سفك الدم العراقي وتقسيم العراق وتحقيق أطماع تركيا وايران في التراب الوطني العراقي ورهن العراق لديون تبلغ 120 بليون دولار تقريباً, وكل ذلك يمنعه وجود التحالف بقيادة الولايات المتحدة, على رغم الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها تلك القيادة.

    أما التحول الدراماتيكي في الموقف العربي بعد ذلك بالاعتراف بمجلس الحكم وقبوله في مقاعد الجامعة ومؤتمر القمة من دون تفسير ومن دون تغير ملحوظ في مواقف الأطراف الأخرى وبخاصة الولايات المتحدة, فهو ما لا يفعله إلا العرب.

    وعن قضية العرب المركزية, كما يسمونها, فحدث ولا حرج بعد أن ركلوا اقتراحات كلينتون, وحولوها من قضية تحرر وطني عادلة الى قضية ارهاب, وفي مؤتمر القمة الأخير في تونس اكتشفوا ان قضية عودة اللاجئين ليست مقدسة وأنها قضية سياسية يمكن التفاوض في شأنها, واكتشفوا أيضاً أن إراقة دماء المدنيين على الجانبين هي جريمة, وليس ذلك طبعاً عن واقعية مفاجئة أو عن لجوء صعب الى العقل, ولكنه تساهل يت###### صفقة مع الولايات المتحدة في مقابل تساهل في مشاريع اصلاح النظم, وحتى لو تحولت فلسطين الى قضية اسرائيلية داخلية يقرر اليمين الصهيوني مصيرها.

    كانت الجامعة خير مرآة لصوغ وسلوك مشروع سياسي كارثي عمره يزيد عن نصف قرن, هو الذي يفسر كل تلك التصرفات والمفاهيم التي تبدو غير مفهومة وغير مترابطة.

    نشأت فكرة الرابطة العربية في خطط نابليون بونابرت ونابليون الثالث وفي فكر غوستاف لويون وارنست ينان ثم كان بعث القوميتين الالمانية على يد بسمارك والايطالية على يد غاريبالدي باعثاً لها في مخيلة الاقليات المسيحية في الشام للخلاص من تعسف الامبراطورية العثمانية. وهكذا كانت في البدء تحمل تصوراً علمانياً.

    كانت الجغرافيا السياسية والثقافية للفكرة القومية هي المشرق العربي, ولذا كان المؤتمر القومي العربي في باريس سنة 1913 وقفاً على المشرق ولم تدع اليه مصر.

    كان الصراع السياسي في مصر ينحصر ما بين الاحزاب الليبرالية المنبثقة عن حزب الامة ومنها حزبا الوفد والاحرار الدستوريان وعلى الجانب الآخر احزاب "مدرسة الشرق" (التعبير لمحمد حسنين هيكل) وهي الاحزاب المنبثقة عن الحزب الوطني, وهي الى جانب الوطني والاخوان المسلمين ومصر الفتاة وجماعة علي ماهر والضباط الاحرار والحرس الحديدي, بجوار القصر والازهر وكانت تمثل القوى الرجعية والفاشية. وعندما اقترح عبدالرحمن عزام على سعد زغلول انشاء رابطة عربية اسلامية سنة 1925 قال له: "هو صفر زائد صفر يساوي كام يا عزام؟". وقال اسماعيل صدقي تعليقاً على فكرة الجامعة "اؤثر ان اكون آخر المتقدمين على ان اكون اول المتخلفين". وكانت القوى الليبرالية الاقوى آنذاك تعرف العروبة على انها العروبة الثقافية وكانت تضعها في اطار البحر المتوسط, والدليل ان طه حسين اسس معهد الدراسات العربية في مدريد. وكانت مدرسة الشرق لا تعتنق سوى فكرة الجامعة او الخلافة الاسلامية.

    ورث الانكليز فكرة الرابطة العربية واكتشفوا نجاحها الباهر ضد الاتراك في الحرب العالمية الاولى ونمت في خططهم الى درجة محاولة تحويلها الى حلف, لكن وطأة الاحتلال الفرنسي لبر الشام جعلتهم يضيفون مصر لترجيح كفتهم وكان المخطط الاساس لذلك هو انتوني ايدن.

    كان تأسيس الجامعة العربية احدى ساحات الصراع بين القوى الليبرالية ومدرسة الشرق, وكانت الاخيرة تريدها جامعة للحركات والشعوب الاسلامية حتى تصبح مجالاً لإحياء فكرة الخلافة (راجع كتاب "القصر ودوره في الحياة السياسية" لحسن يوسف باشا) في حين عمل النحاس باشا على ان يقتصر التمثيل على الحكومات العربية كي تكون اداة ديبلوماسية للتنسيق بين الاقطار العربية. هكذا انتصرت فكرة النحاس موقتاً, وفي محاولة لاكمال الفكرة رشح محمد صلاح الدين باشا وهو من شخصيات الوفد البارزة ليكون اول امين عام للجامعة.

    تم توقيع بروتوكول الجامعة في تشرين الاول (اكتوبر) 1944, لكن الملك فاروق في تطور دراماتيكي أقال حكومة الوفد في اليوم التالي مباشرة وعين أحمد ماهر باشا رئيساً للحكومة الجديدة والذي حقق رغبة الملك بتعيين عبدالرحمن عزام أميناً للجامعة, وكان بحق أحد أبرز من مهدوا لمأساة فلسطين برفض قرار التقسيم وتشكيل ما سمي بجيش الانقاذ والتحريض على الحرب.

    بعد انقلاب تموز (يوليو) 1952 وجدت عصبة الضباط نفسها تؤسس جمهورية عسكرية تحمل ذهنية الاخوان المسلمين من دون ثقافة سياسية تذكر, وظل خطابها وطنياً دينياً فاشياً ولم تكن قريحة النخبة الناصرية قادرة على أن تنتج ما يزيد عن كتيبين ينضحان بالسطحية وبنمط من الفاشية العسكرية الريفية هما: "فلسفة الثورة" و"الميثاق".

    كانت الفكرة القومية في أوروبا هي تحديد وتوحيد للأسواق ونمط تنافسي في ظل رأسمالية المداخن في القرن التاسع عشر, وهكذا أفرزت الدولة القومية. ونظراً لأن معظم الكيانات العربية كانت في ما قبل الدولة وما قبل رأسمالية ومن دون توزيع عمل اجتماعي أياً كان نوعه, لذا اكتفت الأسواق العربية بالوقوف عند حدود الفاشية الانقلابية والوحدة على أسس عنصرية أقرب الى التوحيد القبائلي.

    هكذا وجد عبدالناصر الكنز القومي الذي ينتظر المخلص ويهب الشرعية لانقلابات ويتحدث عن أمة على موعد مع القدر. وببساطة وجد برنامجاً كاملاً لتحقيق حلمه البونابارتي, وهكذا عرف المصريون وتداولوا ثقافة سياسية ذات جسد مصري وعقل بعثي: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة", "وحدة عربية من المحيط الى الخليج", "فلسطين قضية العرب المركزية"... الخ, وهكذا توارث قضايا الحريات والتقدم والمساواة وبناء الدولة الحديثة.

    وتغيرت وظيفة الجامعة العربية من أداة للتنسيق بين الأقطار العربية الى ما يشبه مجلس الحرب لتعميد الطغاة الجدد, والى مجال للتنافس الاقليمي يخفي الموات الداخلي. وهكذا سكت الجميع عن أنهار الدم والنابالم في اليمن والاعتداء على سيادة لبنان, وعن تكلفة الصراعات العربية/ العربية والعربية/ الاسلامية والعربية / الزنجية التي تزيد مئات الأمثال تكلفة الصراع العربي ـ الاسرائيلي, وعن حواف الدم والقبور والجماعية مع الأكراد والشيعة. أما الاضطهاد للأمازيغ والزنوج والمسيحيين فحدّث ولا حـرج.

    وإذا كانت كلمة الديموقراطية لم تذكر مرة واحدة في ملفات الجامعة طوال عمرها المديد, فإن مشروع الاصلاح المقدم من مؤتمر القمة السابق في تونس, لم يذكرها سوى في مجال تنشيط الممارسة وفي سياق مشروع لا يتضمن أي التزام أو تعهد جاد, ووقعه فقط وزراء الخارجية بالحروف الأولى.

    يدفعنا كل ما سبق الى السؤال: هل يمكن في ظل المناخ السياسي العربي الحالي توقع اصلاح الجامعة كي تكون محفلاً للشعوب؟ لكن ذلك يقود الى سؤال أكثر حرجاً وهو: هل تتوافر للعروبة السياسية الأسس الأخلاقية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يمكن تحولها الى مشروع حضاري وانساني مستقبلي؟

    * كاتب مصري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de