|
|
 وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب
|
هكذا تبدأ رواية عماد يا أصدقاء واتمنى لكم تصفح ممتع
النكهة الأولى
رائحة الخبز الحار
اضطراب ورعشه فظيعة.. أصابع يدي ترتجف أثناء انزلاق قلم الروج على ممشى شفتي لأمحو باللون القرمزي الداكن أثار قبل زوجي الأنيقة بلا فائدة.. اشعر بالارتباك والقلق.. متلهفة لرؤيته بعد هذه السنين الطويلة وخائفة من مواجهته حدّ التوتر.. لقد انتظرتُ هذا اليوم على عتبة تنبؤاتي.. أبعزق في ارتباكي.. أتأملني في مرآة غرفه النوم.. أمد رأسي للأمام أميل باتجاهي.. كأنني أريد أن أفشي سري أبوح لصورتي.. أو ربما لنفسي.. رجعت أفرد رموشي أقوّسها.. قلم الكحل يهتز أيضاً فى يدي.. أحدّق فى نفسي جيـّداً.. أرى بعض تجاعيدي.. أتبرّم أضم شفتي ثم أضع بدره خفيفة بلون المشمش.. ولا انسي شعري فأعدله بلمسات خفيفة وأصابع مرتعشة.
وللمرة الرابعة أضع خلف أذني ذلك العطر الذي يحبه. ذات مره اعترف لي: انه حين يستحضرني في ذهنه.. كان يشم حتى رائحة عطري.. وفي نفس الأسبوع كتب لي قصيدة عنوانها (عطر امرأة).... [: ورغم ذلك سيظل شعري خشن مثل لحيتي ] هكذا كان يقول لي.
ابتسمت لنفسي في المرآة وغمزت لها بعيني اليسرى ابتهاجاً بومضة ذكرى أنعشت أنوثتي.. نهضتُ من مقعد التسريحه برشاقة وتأملتني في المرآة للمرة الأخيرة أهديتني قبله في الهواء ثم حوّصت بعينيّ ربما اهرب من اضطرابي.. ذهبت إلى المطبخ بخطوات سريعة كي أتمرّن على رشاقتي.. أطمئن علي الأكل.. ثم أعود إلى الصالة لأتأكد من أناقة الديكور.. أتأمل الأثاث ومدى انسجامه.. أقوم بتعديلات طفيفة أبدد بها بعض ارتباكي.. أزحزح الاباجورة من مكانها قليلا كمضيفة طيران أنيقة أدور حول طاوله السفرة.. اجلس علي كنبة الجلد السوداء.. أربط حزام بهجتي لحظة هبوط القلق.. ارمي بتوقعات أماكن جلوسه.. اقترح له الكرسي الذي يقابلني.
أتذكر منفضة السجائر.. أضعها على طاولة زجاج ذهبية بجانب مقعده المقترح.. افتح الثلاجة أتأمله خلسة في غيابه أحاول أن أجد له ملامح مبتكره.. فلابد أن يكون شكله قد تغير.. أخربش بأظافري علي باب الثلاجة أخمّن له وجها يرضيني أجسده على كرسيه الفارغ.. اشعر ببرودة الثلاجة.. اقف برهة أحاول أن أتذكر ماذا أريد منها!! انظر لساعتي مازال الوقت مبكرا لزيارته.. يزداد قلقي اشعر بنفسي مبعثرة ومضطربة.. ذهني مشوش.. اقف علي البلكونة أتأمل "واشنطن" وازدحامها.. أتذكر أنني أمسك فى يدي عصير برتقال ارتشف منه.. تنطبع أثار الروج القرمزي.. وفي نفسي ينطبع سأم وكآبه.. أخاف أن لا يأتي أو يعتذر فأنا أتوق لرؤيته وخائفة أيضاً.. أرجع للمرآة مرة أخرى لترتجف وتهتز أصابعي أثناء حركة قلم الروج.. أحس بشيء جاثم على صدري.. مشروع رغبه أكيدة في البكاء.. حوجه عنيفة لعناق وافي.. العبرة تحتشد فى حلقي فأقـيّدها واصلبها علي جدار اللهاة ثم كعادتي اسحقها بقوه أسناني.. تتثاءب رموشي ورغماً عني دمعٌ ثرٌّ يمطر الحزن ويرتـّل بداخلي.. وإذا المشاعر بُعثرت والمرتبكة سُئـلت بأيّ ذنب أدمعت !!
شاهدتني أتأرجح كطفلة يتيمة بين الأزمنة.. أبعزق فى توقعاتي.. أمسك بتميمة الماضي بيدي واصهرها بتوابل الحاضر.. ادفع بخيالي للأعلى واحلّـق في حذافير الماضي وحتف الأمنيات.. ينفش الهواء فستان ذاكرتي ولا استحي.. أرى مراتع خريف ذاكرتي تهطل فوق رأسي ويندّى ذهني.. أخاف أن تعود بي مراجيحي للأسفل وأتحسّر علي انقطاع المدّ.
.. وأخاف أيضاً انزلاقي علي طين لزج.. أجدني انتف مخاوفي وأتصفـّح حواراتي في سيناريو الماضي.
فاللحظة الأولى للقائنا ستظل محايدة وللأبد.. فهي لحظة خارج زمن العشق تظل صبية ولا تشيخ.. لحظة منحرفة عن شارع التوقع.. ودهشة أنيقة في معرض تراث العادة والملل.. تحتفظ دوماً بأزيائها الكلاسيكية ولا تحرد أناقتها من اجل أحد.. وتلبيّ الدعوة لداخل أذهاننا مهما حدث وتظل محتفظة بزينتها حتى لو استدعتها أرملة.. وهي لحظة لا تفتر من زيارة العشاق.. يتذكرونها حينما يزحف الملل برماله الشمطاء نحو براعم عشقهم الخضراء أو عندما يختلف العاشقان من فيهما أوقد شرارة الحب!!
كثيراً ما كنت استرجع معه لحظة لقائنا ونختلف في التفاصيل فلن أنسى يوم أدهشني إحساسه.. دهشة لم يخدش نقاؤها كل ما حدث بيننا من دمار.
يومها كنت أتجوّل داخل فناء جامعة الخرطوم.. طالبة جديدة في أسبوعها الجامعي الأول.. تتعرّف بحذر علي مبني الكليّة العتيق وفي خاطرها غردون باشا باني هذه الأقواس والعقد نصف الدائرية.
داخل هذه الأروقة.. أبطيء وأحياناً اقف مستمتعة ببرودة ظلها.. نفس طوب بيوت السكة حديد التي ترعرعت فيها وتذكرني دائماً بشاي اللبن.. أجس نكهة الكافيتريات وأدمن عصير الليمون.. أتحرك بتلصص ورعب إقليمي حول الأماكن المزدحمة.. دائما تربكني وأهابها.. أتهجّى العناوين البارزة علي الجرائد الحائطيّة.. أخجل وأتحشم من نظرات الطلاب حتى زملاء دفعتي كنت متوجّسة منهم.. لا أتعامل معهم مطلقاً.. اشعر بهم اكبر مني بسنوات.. أرد علي أسئلتهم بعنجهية وجفاء وأحياناً بلا.
لازلت في أسبوعي الأول فلقد التحقت بالجامعة متأخرة.. لم أتعرّف إلا علي زميلات حجرتي في الداخليّة.. تعاملت بشراسة مع أبناء دفعتي.
ففي هذا اليوم كانت المحاضرات شبه متوقفة.. لم يتردد علي القاعات سوانا نحن الطلاب الجدد , بدت لي الجامعة فوضوية وليس هناك ناظر يمسك بزمامها ويزجر هؤلاء الطلاب المضربين عن الدراسة وملتفون في جماعات وشلليّـات متعددة تحت أشجار اللبخ..
أصوات بحت من الاعتراضات والانفعالات.
زحمة مصطلحات سياسية لم اسمع بها من قبل
.. لعنات غاضبه في اتجاه الحكومة تصطدم بالدرابزين.. صداها ينتقل بين الأشجار كالطيور
.. همهمات استحسان واستنكار بصفافير مزعجة
.. ورغم فرحي وسعادتي بأنني طالبة جامعية وابتهاجي بالداخلية والحرية التي انتزعتها من منزلنا بالقوة.. إلا أنني شعرت الآن بالإحباط من جراء هذه الفوضى والزوبعة ولا ادري ما سبب كل هذه الزحمة والهيجان , وهل الجامعات دائماً هكذا ؟! فوضي ودربكة وزحام.. وتبدأ منها المشاكل السياسية!!
أبي حذرني بأن لا أتدخل في هذه الأمور وأداوم علي دراستي فقط.. وأن امشي محاذاة الضفة وفي اتجاه التيار.. غير عابئة بلزوجة الطمي.. وأحذر انزلاق قدمي في الماء فحتماً سيجرفني تيار قوي في اتجاه الضد. هكذا جئت احمل محاذير والدى داخل حقيبة يدي وحتى في غرفة الداخلية إذا رأيت دخان سياسي بدون جذوة أو لهب فما علي إلا أن اكتم أنفاسي واخرج من الغرفة.. احتضن وصاياه جيداً واحرص عليها فقد انحاز مع رغبتي ضد أخي كمال يسن الذي رفض مواصلتي لدراستي ومزق شهادتي الثانوية مما جعلني ألتحق متأخرة عن دفعتي.
لم اهتدِ إلى إجابة سريعة ومقنعة لهذه الزوبعة سوى أنها مظاهرة طلابية في طور الشرنقة.. فيجب علي أن انصرف إلى مبني الداخلية قبل أن يكتمل نمّوها.. فتحركت صوب البوابة الرئيسية والمقابلة لمبني داخليتنا.. أتلصص يمنة ويسرة علي انفعالات طلابية حمقاء.. تشنجات تصلُ حافة اللعنة وتختنق في توازنها.. صرخات مفزعة تنحرف عن الشارع السياسي وتهشم مصطبة الأخلاق الجانبية.
كنت امشي بخطوات مرتجفة وخائفة أشم رائحة حزازاتهم وغضبهم.. أدعو ربي أن يخرجني من هذا المأزق قبل أن ينفجر. العرق لم يتخل عن سلالته وينز من كفي أحس به منطبع علي دفتر محاضراتي.. أصبحت في مواجهة البوابة الرئيسية واشعر بخطواتي (حارنة) في مكانها.. أسير محاذية للرصيف المقابل لكافتيريا النشاط.. أحاول أن أسرع ودقات قلبي في بندولية متسارعة. رفـّت عيني اليمني بشده.. هل هذا وقت التنجيم!؟ صراخهم ولعناتهم تصم أذني.. فكرت في أن أجري وأهرب.. بدأت لي الفكرة إقليمية وساذجة ربما تلاحقني سخريتها !! كنت أسير لحظتها بالقرب من جمهره طلابية تحت شجره لبخ جوار الكافيتريا.. الت######## كان عاليا وصاخبا سرق انتباه المارة فانضموا لركن النقاش لإشباع حب استطلاعهم.. وجدتني أنجذبُ خاضعة لنفس القانون وأقف خارج محيط الدائرة البشرية يطولني جزء من ظل الشجرة ويسقط علي ملامح وجهي.. أقنعت ضميري بأن افهم ما يحدث وأعود إلى غرفتي متأبطة الوصايا بحذر..تابعت حديث الطالب الواقف علي كرسي في منتصف الدائرة..أحاول استيعاب كلماته.. صعدتُ علي أمشاطي لأراه جيداً.. أحملق وأجتهد مع أذني.. كنت حريصة علي أن افهم ما يدور وأنصرف.
وضح لي من مفرداته أنه طالب قانوني لبق.. تحدث عن بطش الحكومة وجسارتها وفساد القضاء وانهياره واعتبر المحكمة صوريه وكاريكاتيرية ولا يحق لها أن تعاقب شخصاً بالإعدام بتهمة كتابة منشورات معادية للسلطة.. كنت ارصده بكل أحاسيسي.. تحدث بطلاقة وفند كل القوانين التي لها الحق في معاقبة الأستاذ.. واثبت بالدليل القانوني الذي يحمله في يده.. ليست هناك مادة قانونية واحدة لها الحق في ان تزرد حبل المشنقة علي رقبة هذا الأستاذ.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب (Re: abdalla BABIKER)
|
صديقي براكه
انا مش باركت ليك اليوم داك !!ومش ساهرت معاك في الروايه دي لمن طلعت !! و مش ناقشتني فيها لمن انا تعبت ّّ!! و موش خطيبتي الزمان
الاسه بقت مرتي
عملت ليك عصير
باااااااااااارد
و
قهوه كتييييره !!
طيب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب (Re: منعمشوف)
|
اخي عماد براكة الزول الاخضر فكر ولونا
لك كل الحب والتحايا
شكر منعمنوش فقد اعدتنا سنينا الي ايام خالد بني وعبد الرحيم
ووفاء ومستشفى قرجي والسكن الداخلي
وكانت لنا ايام في القلب ذكراها
بالتوفيق اخي عماد
وتحياتي الي الي المبدع جدجدجدجدجدجدجد نصر الدين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب (Re: منعمشوف)
|
الاخوان منعم و عماد.
كم نحن سعداء بكم و لكم بهذا الانجاز الكبير.. الف مبروك ... سنكون في سعي حثيث للحصول على نسخة منه.. وإن كنت فخور جدآ بقراءت النسخة الاصلية بيد الكاتب مباشرةًٌُ".. الي الامام
صادق و هاله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
اولا شكر يا منعم شوف
كيف حالكم يا اصدقاء يا طيبين
شركائى فى العطر النسائى طارق ابوعبيده ونزار الخواض لكم التحية ..
ايضا التحية للاصدقاء
الصادق وتماضر
شمهروش والجندرية
نصار وعمر رجب
ابكر ادم اسماعيل
noha-g tmbis
خلال هذا الاسبوع ساستلم جزء من الرواية.. واذا ارسلتوا لى عناوينكم سابعث لكم نسخ من هذه الرائحة النسائية
ارسلوا لى عناوينكم على هذا الايميل
[email protected]
ايضا تباع الرواية فى القاهرة دار الحضارة والاخ محمدعليش
اتمنا ان تطلعوا على محاولاتى فى الكتابة
عماد براكة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب (Re: imad braka)
|
الأخ الصديق عماد بركة
تحياتي العميقة وسعداء بإنجازك وبحضورك
وشكرا لك على كرمك
لدي تعليق بسيط، وهو جزء من قضية أنوي مناقشتها في مقبل الأيام، متعلقة بطريقة الذهن السوداني في التعامل مع المنتوجات الكتابية. ولأنني مررت بتجربة يمكن أن توصف بأنها مريرة، لا أريد لك المرور بها ولو جزئيا، فأنت تعرف، ولكن بعض الناس ـ ربماـ لا يعرفون، أن نصيب الكاتب من كتابه المطبوع غالبا لا يتجاوز العشرين نسخة التي تسمى إكرامية، ولأن لأي كاتب، وخاصة السوداني منا، من الأصدقاء والأقرباء ـ وأقرباء هذه مهمة جدا في المجتمعات القرابية مثل مجتمعاتنا ـ ما لو وزع إليهم الطبعة كلها فلن تكفي. ليست هذه هي المشكلة كلها، وإنما هناك من الناس من يتعامل مع عملية طباعة كتاب لقريبه أو صديقة مثل تعامله مع (السماية)، فإن لم لم يقم صديقه أو قريبه هذا بإهدائه نسخة من (مولوده) فيبدو له الأمر وكأن صديقه/قريبه هذا قد تجاهله في عزومة السماية ـ وأنت تعرف ما يتناسل من هذا النوع من التصورات من مشاكل لا حصر لها.
وفي اعتقادي، أن هذه واحدة من أهم معوقات تطور الكتابة والنشر في السودان (التعامل مع مادة تخضع لشروط رأس المال مثلها مثل أي مادة أخرى، بشروط لا رأسمالية!) وهنا فلن ينفع كرمي أو كرمك أو كرم أي كاتب في حل المشكلة. ولذلك، أرجو ألا تكلف نفسك بما قد لا تستطيع، وحتى لو كنت مستطيعا، فأرجو أن تكرس هذه الإستطاعة في إنجاز مشروع كتابة جديد. كماأرجو من القراء تفهم هذا الأمر وإعفاء الأخ عماد بركة أو أي كاتب ينشر كتابا مما ليس هو من مسئولياته.
وآمل أن نكتفي بالدالة التالية:
| Quote: ايضا تباع الرواية فى القاهرة دار الحضارة والاخ محمدعليش |
فهنا يكمن المدخل الصحيح (بعد حذف كلمة "أيضا"):
أبكر آدم إسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وصدرت رواية عماد براكة يا بورداب (Re: imad braka)
|
الاخ الروائى
ابكر ادم اسماعيل
لك الود
اغفر لى هذا التأخير فى الرد ..
على اية حال اتفق معك على كل مفرده كتبتها بخصوص ازمة انتاج الكتابة .. ويجب ان نتحدث عن هذا الموضوع بشكل جادى .
ومن حسن حظ حاتميتى وصلتنى 3 عنواين فقط وسارسل لهم واكتفى بذلك
اتمنا ان نتراسل على الايميل لمزيد من التجربة
لك الشكر
عماد براكة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
منعمشوف
khider
شمهروش
الجندرية
tmbis
نصار
Abu Mariam
Tumadir
omar_ragab
noha_g
أبكر آدم إسماعيل
imad braka
Nejmuddin Hassan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست