عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 12:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2004, 08:50 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب

    أسسها عبد الرحمن مختار في 1961م العدد رقم: 4024
    2004-08-10

    كــجـــــــــــــــــــــراي

    بقلم
    بابكر محمود النور

    الشعر مملكة الخلود (1ـ2)
    الإهداء الى: ديشاب.. و.. جابر
    بمناسبة مرور عام على رحيل كجراي
    مدخل (1)
    الشاعر يغني للحب
    الناس لا يحترمونه في هذه الأيام
    ولكن.. بعد مرور ألف سنة
    فإن الشعب سيشيد له تمثالاً
    «دستيافسكي»
    مدخل (2)
    يموت ردئ الشعر
    من قبل أهله
    وجيده يبقى
    وإن مات قائله
    « دعبل»
    مدخل (3)
    وطن النسيان لا يثمر
    غير الحنظل الأصفر حقداً ومرارة
    يعرف الربح عقوداً ونقوداً
    ويرى في مقطع الشعر خسارة
    حينما يمتد في وجه المصابيح المضيئة
    ظل سحر من تراب أو حديد أو حجارة
    آهـ .. لا يبقى سوى أن ينزف الشعر دماً
    مرثية للفكر في عصر الحضارة
    فامض يا قلبي فما نبضك إلا
    مقطعاً للحزن خانته العبارة
    «كجراى»
    (1)
    ü كجراي هادئ لحد الصمت يستمع بشغف، نقي النفس يترك عندك انطباعاً بالتمنى أن تراه ثانية، جرئ في تناوله، مقدام، صادق مع نفسه وصادق مع الآخرين.
    (2)
    كتب في مقدمة ديوانه (الصمت والرماد) عام 1961م: «ولدت بمدينة القضارف، من اصل بجاوي. ونشأت في بيئة دينية صرف. وكان والدي رحمه الله من المتشددين في الدين، يأخذ اولاده بالشدة التي تبلغ احياناً حد القسوة، فكان يأمرنا ونحن اخوة اربعة، ان نصحو في الرابعة لصلاة الصبح جماعة، ثم نوقد المصابيح ونخرج الواحنا ونقرأ أجزاءً من القرأن الكريم مكتوبة على الالواح. ونظل على ذلك حتى الساعة السابعة صباحاً، ثم نعرض القراءة غيباً على والدنا. والويل لمن لم يكن يحفظ لوحه فإنه عرضه للعقاب الصارم.
    (3)
    وبعد تناول الإفطار نذهب إلى المدرسة، فاذا عدنا ظهراً أخذنا في كتابة أجزاء جديدة على الألواح. وهناك درس بعد صلاة العصر. ودرس بعد صلاة العشاء يشمل الفقه والتوحيد وقراءة القرآن. ويستمر ذلك أحياناً حتى منتصف الليل.
    (4)
    في الرابعة عشرة كنت قد حفظت القرآن وأتممت المدرسة الاولية، فارسلني والدي أنا واخوتي الى ام درمان للدراسة في معهدها الديني. وقضيت في المعهد خمس سنوات.
    وعندما رأى والدي وكان متزوجا من اربع نساء، ان يسرح والدتي اضطررت للانقطاع عن الدراسة. ودخلت معترك الحياة واشتغلت في التجارة برأسمال بسيط لأعول والدتي.
    (5)
    ü لكن الدكان الصغير الذي افتتحته احترق ايام الحرب، حينما امر المستر (لي) حاكم القضارف بحرق القرية التي اتخذتها موطناً لتجارتي، إذ اتهم اهلها بأنهم يهربون الاسلحة من الحدود الحبشية الى منطقة القضارف، فاشعل الجنود النار في القرية ليلاً بعد أن امروا السكان بالخروج منها، دون ان يأخذوا شيئاً من امتعتهم. ولم تكن الاسلحة تستعمل لطرد الانجليز من السودان، بل كان الناس يستعملونها للصيد. وكان الصيد محرماً في زمن الانجليز وهو مورد مهم للرزق في تلك القرية.
    (6)
    ü عدت للقضارف خاوي الوفاض. وقدمت طلباً الى مفتش تعليم المديرية لاشغل وظيفة مساعد مدرس عام 1947م، فقبل طلبي وتلقيت تدريباً على التعليم في معهد بخت الرضا».
    (7)
    ü «كجراى» واحد من شعراء العالم الثالث. ومن شعراء الوطن العربي عامة وشاعر سوداني بصفة خاصة، ساهم في إذكاء جذوة النضال من أجل الانعتاق من الاستعمار ومن أجل الحرية والديمقراطية.
    ان قيمة كجراى ليست في أنه شاعر (مع) أو (ضد) قيمته الاولى في صوته، هل هو صوت شاعر يستحق الاستماع اليه؟؟ أم أنه مجرد بوق دعائى مع، أو ضد لا فرق.
    (
    ü صنفته الأنظمة المتعاقبة سياسياً قبل شاعراً. وبأنه من قبيلة اليسار (الملتزم) أو اليسار (العريض). وحاربته عبر التمييز الفكري والسجن والإحالة الى الصالح العام.
    يقول الصحافي ( روجر روتر بلات):ـ الشاعر والسياسي يملكان أشياءً جوهرية مشتركة، احداهما تبدو في الحاجة لخلق الاحساس بالضرورة، الاستقلال مثلاً عند السياسي قد لا يعني ما عند الشاعر، فهناك فرق في درجة الاحساس بالشمولية.
    السياسة تمس بعض الناس وفي أوقات خاصة، أما جوهر الشعر الحقيقي فإنه سيبقى ثابتاً وقادراً على خلق التواصل مع الجميع وفي أي زمان.
    (9)
    ü كجراي كان يؤمن كشاعر، ان الاحداث السياسية ليست في حالة جمود. وإنما رمال متحركة، تمضي لتأتي غيرها. لذلك لم يستلهم في يوم من الايام الحدث السياسي اليومي العابر، فهذا ليس دوره. ولكنه كان يستلهم السياسة في حالة شمولها.
    وجاء من يهمس لي
    بأنني الثالث في برنامج الحفل
    وأني الأول السعيد في قائمة التكريم
    نصحني أن أترك الصراحة
    الجارحة العقيمة
    على جيوب معطفي الممزق القديم
    وارتاح حين ظن أن صوته
    يقودني إلى انتهاج مسلك
    المثقف المهذب القويم
    يا للضمير الحر حين تجدب الحياة
    لا يبقى سوى منحنيات الجدل
    المدمر العقيم
    (9)
    ü الديمقراطية هى صخرة كجراي (كمثل صخرة سيزيف) أوقف حياته ونذرها لتكون صعوداً متصلاً، انه لم يفكر ثانية واحدة للكف عن دفع الديمقراطية الى اعلى. وان فعل (ان كف) لفقد معنى وجوده. وستكون حياته بلا معنى.
    كان يعي تمام الوعي بأن الوصول الى الديمقراطية لن يكون خاتمة المطاف، بل الحفاظ عليها. وهذا لا يتأتي إلا بمواصلة الصعود.
    لقد تعلم من (سيزيف) ألا يتخلى عن دفع الصخرة «الديمقراطية» الى اعلى مهما تدحرجت نازلة الى السفح بعناد واصرار، فالعناد والاصرار يجعلان لكفاح الانسان ونضاله عامة والمبدع خاصة، معنى مأساوياً وتفاؤلياً في ذات اللحظة.
    وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء
    يا (سيزيف) اهدر في دروب الليل طاقاتي
    فيا وطن الضياع المر يا نصلاً
    يمزقني ويكثر من جراحاتي
    متى ينسل موج الضوء
    يغسل رماد واحاتي
    (10)
    ü روحه مسكونة بالتفاؤل، بل أن التفاؤل سمة من سماته لا يستطيع أن يحيا بدونه، تفاؤله يأتي من اللا مكان ومن كل مكان، كان هذا التفاؤل في نظر بعض (الانظمة) جريرته. ولا أدري متى كان التفاؤل مهدداً من مهددات الأمن، يستوجب التمييز والاعتقال والسجن والتشريد تحت مظلة قانون الصالح العام؟؟
    قالوا دبيب النمل يسمعه فعش
    في موكب الموتى
    حتى ارتعاشات الظنون تناثرت
    في مسمعيه، حناجراً صوتاً
    عش، كأبناء الحياة
    يتحملون مرارة الذل الأليم
    على السواعد والجباه
    يا ليتنا كنا
    بلا عيون
    أو شفاه
    (11)
    ü قال الشاعر كجراى في حوارٍ معه:
    اختياري لقب (كجراى) كاسم صحافي، كان منذ الاستعمار، إذ كان محرماً على اي موظف ان يكتب في الصحف، واذا حدث هذا، فسوف يكون الموظف عرضة للمحاكمة.
    لم ارشح لنفسي اسماً صحافياً آخر (كجراى) تعني (الجندي) باللهجة البجاوية. وارتحت لهذا الاسم لأنه يشرفني ان اكون جندياً من جنود الوطن.
    كان اول عمل صحفي وقعته باسم كجراى مقالاً نشر في الصفحة الاولى من جريدة (السودان الجديد) لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ (أحمد يوسف هاشم) ابو الصحف، كان ذلك في عام 1948م.
    أما أول قصيدة نشرت لي في مجلة (الرائد) الكويتية بعنوان ( السأم والأحلام الميتة) في عام 1957م.
    وفي يوم 6/3/1957م نشرت جريدة (الصراحة) قصيدتي التي كان عنوانها ( العنكبوت). وكانت بمناسبة زيارة (نيسكون) صاحب فضيحة (وتر قيت) التي طرد بسببها من البيت الابيض وكان آنذاك رئيساً للجمهورية.
    حضر نيسكون ليضغط على حكومة عبد الله خليل لتمرير ربط السودان بالمعونة الاميركية المشروطة. وكان لهذه القصيدة دوي كبير:
    جاء هذا الصفيق اللعين
    يحوك الشباك
    ويلغي الشراك
    وقد مزَّق الحقد أمعاءه
    وقد أكل الجوع أحشاءه
    ومن طول ما خيَّم العنكبوت على أرضنا
    ومن طول ما جثم العنكبوت على صدرنا
    عرفنا خطاه
    (13)
    ü والقصيدة عند كجراي وحدة جدلية. وهى المولود الشرعي للحوار الدائم والمتطور والمتجدد بين الذات والموضوع. هذا التجدد والاستمرارية هى سر اضاءة الشاعر كجراي دون ان يحترق.
    يقول كجراى: (نحن ضد المسلمات. وأقول المسلمات لئلا يحدث التباس.. هذه المسلمات تقول: أعذب الشعر أكذبه، إلا أن الصدق الشعوري وحده الذي يلهم التعبير الفني الرائع، أما الكذب فلا يلهم غير الزيف. والزيف توأم الركاكة. والكذب هو الذي أفرز هذا الكم الهائل من العبارات المحنطة في أدبنا العربي).
    (14)
    ü كتب عنه د. محمد مصطفى هدارة في كتابه ( تيارات الشعر العربي المعاصر في السودان): «يذكرنا اتجاه صلاح احمد ابراهيم في شعره بمحمد عثمان كجراى في ديوانه (الصمت والرماد) الذي يمثل استيعاباً حقيقياً لمضمون اتجاهات حركة الشعر الحر في التقائها الطبيعي مع المذهب الواقعي».
    موسيقاه تسترعي الانتباه، صوره المتراكمة الغريبة تضم جزئيات كثيرة ذات قدرة لا حد لها على التحليل والشرح والدلالات التي يحتويها المضمون ويلتقي بمحيي الدين فارس في موقفه من الطائفية:
    وغداً تموت
    حتى الحجارة يا عمالقة الظلام غداً تموت
    إلى أن يقول:
    ويشيد النقباء أعمدة الضريح
    وتدور ساقية الظلام
    لتروم معجزة المسيح
    نواصل


                  

08-10-2004, 09:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: omar ali)

    مادة دسمة ومفيدة.. تشكر يا عمر..

    لفت نظري بصورة خاصة هذه المقاطع

    Quote: كتب في مقدمة ديوانه (الصمت والرماد) عام 1961م: «ولدت بمدينة القضارف، من اصل بجاوي. ونشأت في بيئة دينية صرف. وكان والدي رحمه الله من المتشددين في الدين، يأخذ اولاده بالشدة التي تبلغ احياناً حد القسوة، فكان يأمرنا ونحن اخوة اربعة، ان نصحو في الرابعة لصلاة الصبح جماعة، ثم نوقد المصابيح ونخرج الواحنا ونقرأ أجزاءً من القرأن الكريم مكتوبة على الالواح. ونظل على ذلك حتى الساعة السابعة صباحاً، ثم نعرض القراءة غيباً على والدنا. والويل لمن لم يكن يحفظ لوحه فإنه عرضه للعقاب الصارم.
    (3)
    وبعد تناول الإفطار نذهب إلى المدرسة، فاذا عدنا ظهراً أخذنا في كتابة أجزاء جديدة على الألواح. وهناك درس بعد صلاة العصر. ودرس بعد صلاة العشاء يشمل الفقه والتوحيد وقراءة القرآن. ويستمر ذلك أحياناً حتى منتصف الليل.
    (4)
    في الرابعة عشرة كنت قد حفظت القرآن وأتممت المدرسة الاولية، فارسلني والدي أنا واخوتي الى ام درمان للدراسة في معهدها الديني. وقضيت في المعهد خمس سنوات.
    وعندما رأى والدي وكان متزوجا من اربع نساء، ان يسرح والدتي اضطررت للانقطاع عن الدراسة. ودخلت معترك الحياة واشتغلت في التجارة برأسمال بسيط لأعول والدتي.

    ما يستفاد من هذه السيرة أمور كثيرة أهمها عندي ما يلي:
    ـ التشدد في تعليم الأطفال الدين وإلزامهم به ربما نفع في الماضي ولكنه لم ينفع مع الشاعر ، بمعنى لم يجعل منه رجلا متدينا بطريقة والده، ولكني أرى أنه أكثر إنسانية من والده.. وبالتأكيد هذا النوع من التشدد لا ينفع مع الأجيال الحاضرة.. [أنا لا يغيب عني أن الأب نفسه إبن بيئته وظروفه ولذا لا ألومه كثيرا]

    ـ لاحظ أن الشاعر ترك المدرسة ليعول والدته التي تخلى عنها والده الذي يعيش مع زوجات أخريات.. هذا الإحساس بالظلم تجاه الأم كان السبب في رهافة حسه، بالرغم من طبيعة البجا القاسية..

    أما هذه الكلمات فهي الألق بعينه:

    Quote: وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء
    يا (سيزيف) اهدر في دروب الليل طاقاتي
    فيا وطن الضياع المر يا نصلاً
    يمزقني ويكثر من جراحاتي
    متى ينسل موج الضوء
    يغسل رماد واحاتي

                  

08-10-2004, 11:31 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: Yasir Elsharif)

    قرأت له ديوانه الرائع
    (الليل عبر غابة النيون) وقد كتبت
    معظم نصوصه إبان فترة الحكم (المايوى)..
    مجموعة نصوص وكأنها نص واحد بتنوعيات
    مختلفة فى الإيقاع ..أكثر ما لفت نظرى فى
    نصوص هذا الديوان التكرار الكثير لبعض الكلمات
    التى تحمل إشارات أو دلالات معينة إذا ما تم
    ربطها بتاريخ كتابة تلك النصوص وتلك الكلمات مثل
    الصمت ..الجدار...الإنتظار...
    كما أنه ناصر بشعره الثورة الإريترية
    وكتب الكثير من النصوص التى تمجد نضالاتها..

    أثرى وجداننا بغناء جميل ما زلنا نطرب
    وسنظل نطرب كلما سمعنا ..أحلف قلبك القاسى
    للفنان إبراهيم حسين ..ما فى داعى لمحمد وردى..وغيرها..

    لكجراى الرحمة فقد كان شاعرا ثائرا وعاشقا للحرية..


    لكم الود..


    عبد الرحمن قوى...
                  

08-11-2004, 00:25 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: omar ali)

    الاخ عمر
    دائما متفرد
    لدى سؤال عن البوست . كجراى اسم ام لقب اتخذه الشاعر
    ولك الشكر
                  

08-11-2004, 01:17 AM

Nagat Mohamed Ali
<aNagat Mohamed Ali
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 1244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: omar ali)

    الأخ العزيز عمر علي

    لك الشكر وأنت تذكرنا بالذكرى الأولى لرحيل كجراي.
    وأسمح لي أن أضيف هنا هذا المقال الذي نشرته جريدة الوطن في عددها الصادر في 25 أغسطس 2003، بعد ايامٍ من رحيله.
    لكن، لم تشر الصحيفة لكاتب المقال.
    وأتمنى أن تأتي لهذا البوست مشاركات ثرية، خاصةً إذا كان هناك من يستطيع أن يأتي بقصائد من شعره الذي اسهم مساهمةً كبيرة في حركة الحداثة في بلادنا.


    رحيل كجراي شاعر إريتريا الأول بعد أن شارك في مسيرة وطنه
    جدة: الوطن


    ودعت الأوساط الأدبية والثقافية في السودان وإريتريا الشاعر محمد عثمان محمد صالح كجراي، صاحب ديوان "الصمت والرماد" الذي جعل همه الأكبر قضية الحرية، حيث نسج قصائده عبر سنوات عجاف ليقدم روائعه الشعرية:
    أغلى ما أملك يا قلبي
    مهراً لعيون الحرية
    وهي حكاية النفس والذات، التي أبدع خلالها قصائده بدءاً من خطابه الموجه إلى الحرية رمز البراءة، والتعبير الداخلي لإحساسه بطفولته في قصيدة أكثر من نافذة مضاءة: (أدعوك يا أميرة السفوح والسهول/ يا وردة تعبق في رمالنا/ بالعطر حين تجدب الرياض والحقول/ نامي كطفل رائع يحلم بالخضرة في حدائق البراءة). حيث يوحي هذا التوظيف، اللون الأخضر (الرمز) في قصائده بقدرته على استغلال الفرق بين الدلالة اللغوية للكلمة وبين دلالتها الجمالية، لأن الرمز يجسد لكل ما في الحياة من أشياء ملموسة ومعنويات مجردة، وأداة طيعة للوصول إلى المعاني والمشاعر والهواجس والأحاسيس التي تعجز اللغة المباشرة عن إدراكها والتعبير عنها، لذلك نجد هذه المفردة متنوعة متجددة مع المفردات الأخرى للتعبير عن نفسية الشاعر: (ترقص الأرض اخضرار/ حيث تفتر البراري/ وتموج الغابة الخضراء/ في ضوء النهار)، وفي مقطع آخر (فاسلمي يا ساحتي الخضراء من كل عثار)، وفي قصيدة اللهيب المحرق (يا جراحاتي التي تنزف عطرا/ لنحيل الجدب في الأرض اخضرارا).
    ويرى الكاتب عبد الجليل عمر شيخ أن الرمز في قصائد كجراي، هو القناة المعبرة عن ذاته إلى الجموع، حيث إن المرحلة الأولى من حياته، كانت في ظل الاستعمار الإنجليزي للسودان، وهي المرحلة التي أنهى فيها دراسته الأولية والتحق بعدها بكلية المعلمين، ليعمل بعد ذلك في السلك التعليمي وتدرج حتى وصل إلى وظيفة مشرف تربوي في وزارة التربية والتعليم.
    ونجد الصورة الجمالية باستخدام الرمز، حيث المعركة الدموية صورة فنية رقيقة بما فيها من استعارات ليذكرنا بالشاعر عنترة، الذي تمنى تقبيل السيوف تقطر دما، لأنه يرى فيها صورة الحبيبة، لذلك نجد هذه الصورة الفنية برؤية معاصرة لأن المعركة التي يقاتل فيها بمثابة طقوس ولقاء الحبيبة - قصيدة لحن الانتصار: (فإذا ما هدر البارود نارا... ودخان/ وإذا ما رف ظل الموت في كل مكان/ يستعير الزئبق الأبيض/ لون الأرجوان/ يغمر الساحة عطرا/ من رياض الأقحوان).
    ويمكن تقسيم حياة الشاعر إلى ثلاث مراحل، الأولى مرحلة الاستعمار الإنجليزي للسودان حتى الاستقلال في 1956، وهي مرحلة الاغتراب النفسي: (ها أنا أرفع وجهي للقمر/ لنسيم الغيم ينساب رذاذا ومطر) لأن المواطن يصبح غريبا في وطنه تحت ظل الاستعمار، لذلك بدأت بذور الحرية تنمو منذ مولده وعشقه للحرية مهما بعدت عنه المسافات: (وها أنذا في اخضرار المسافات أعشق) وحيث إن الغربة تبدأ من الذات حتى تصبح قضية شعب، فإن السودان عاش تجربة البحث عن الهوية، وكان للأدباء السودانيين دور بارز في هذا المجال لأن معظم الذين شاركوا في الحركة الوطنية وفي مختلف مراحلها انطلقوا من رحاب الأدب، أو ما يعرف بمدرسة الأحد حسب تسمية الأستاذ الدكتور/ يوسف نور عوض، وذلك نسبة إلى ندوة يوم الأحد التي أقامها الدكتور محمد إبراهيم الشوش بعد عودته من لندن، والتي أثمرت المجموعات الأدبية التالية:
    1- الغابة والصحراء، وقضية الهوية السودانية (المجذوب، الفيتوري، عبدالحي).
    2- مجموعة الأكتوبريين وقضية الحرية (صلاح أحمد إبراهيم، كجراي، محمد المكي).
    3- مجموعة الأيادماكيين وأنصار الانغلاق على الواقع السوداني.
    إن هذه البيئة التي عاشها الشاعر بما فيها من ثراء أدبي ومعرفي، ومجتمع يعشق الثقافة، ويتميز بالكرم وطيب الضيافة، لا بد أن تشكل إحساساً مرهفاً قادراً على معايشة الواقع الإريتري، وما أفرزته الحرب من الإبادة الجماعية، وبروز ظاهرة الغربة الحقيقية (غربة شعب)، ليعيش كجراي بأحاسيسه غربة المكان والانتقال إلى المرحلة الثانية من حياته، وهي مرحلة الانتقال من البحث عن الذات إلى الغيرية، والتعبير عن غربة الشعب الإريتري، حيث إن الظلم لا مكان له في قلب الإنسانية حيث يتسع قلبه لكل البشر، فكأن حبه وعشقه بعد حرية السودان وثلاثة عقود من عمره إلى إريتريا أو جارة البحر كما يسميها، لأن لغة الخطاب الإبداعي للحرية تتجاوز الحدود الجغرافية كما أشار في كلمة سطرها في مقدمة ديوان (حين لم يعد الغريب) للشاعر أحمد عمر شيخ (لابد أن يختار اللغة التي يجيد التعبير بها ويضع نصب عينيه أن خطابه الإبداعي لا يتوجه به إلى فئة محدودة بل لا بد أن يشمل تغطية مساحة واسعة سواء كانت تلك رقعة الوطن المعروف أو المساحة لكل من يتحدثون بهذه اللغة المشتركة وفي هذا تعبير عن عمق الصلات الثقافية الأدبية والتاريخية) لذلك نجده يذكر إريتريا صراحة في قصيدة الجراح والحريق: (فإريتريا التي تعشقها/ تصنع أمجاد السلاح/ إنني أزهو بتاريخك/ يا شعبي بميلاد الجراح/ يا شراييني التي تنزف/ كي يولد في الأفق الصباح).
    ويؤكد شيخ أن غربة كجراي نابعة من ذات غارقة في البعد التاريخي لأجداده، ولتكون تعويضاً عن الشجاعة لذلك يعشق إريتريا لأنها رمز الحرية/ البطولة التي ينشدها الشاعر،ويستدل عليه من لقب الشاعر، حيث إن المعنى لهذه اللفظة في لغة البيجا/ البجة (الكجر/ الفارس) حيث يستلهم ماضي أجداده عوضا عن غربته، ومؤكداً حضوره الفعلي لأنه ثائر حر إريتري البطولة، وابناً للتاريخ المشترك الذي يعطيه الحق للدفاع عن ميراثه: (يا نفايات العصابات الدخيلة/ لن ينام الثأر في أرضي القتيلة/ فأنا أحمل ميراث الرجولة/ ثائر حر إريتري البطولة).
    شارك كجراي في مسيرة البناء والتعمير بعد قدومه إلى أسمرا في عام 1993 ليودع المرحلة الثانية من حياته، والبدء بقطف ثمار الحرية، حيث أدى دورا رائداً في المجالين التعليمي والأدبي إلا أن حبه للحرية التي ينشدها غير موجود على أرض الواقع لأنه يعيش الحرية بمفهومها الهلامي، الحلم الذي يراه في الأساطير، ورمزه النورس، حيث يعود بعد هذا العمر إلى عشه (وعاد الطائر النورس/ إلى عشه مخنوقاً) لأنه الطائر المغرد خارج سربه. ويمكن القول إن رؤيته للحرية بهذا المفهوم سبب انتكاس حالته النفسية، والتي انعكست على بعض قصائده.
    عاد كجراي إلى مدينة القضارف في شرق السودان - مسقط رأسه - في أواخر عام 1999، ليعيش سنوات عمره الباقية على نهر الحرية.
    رحل الشاعر محمد عثمان صالح كجراي، وهو يسير على نهر الحرية النازف من دمه تاركا لنا قراءة قصائده لمعرفة الصورة الحقيقية لمشاعرنا لأن غربة شعب انعكست على غربته الذاتية فأبدع شعراً من أجل الحرية حتى يصل إلى الهاجس الذي يقلق الشاعر والناقد والقارئ، وهي رحلة تناثرت أوراقها على صفحات ديوانه الصمت والرماد، الذي ينقسم إلى قسمين، القسم الأول يحتوي على قصائد كجراي عن السودان، والقسم الثاني يحتوي على قصائده عن إريتريا وفي الصحافة الأدبية في السودان و إريتريا، وفي كتاب ترانيم ثورية من إريتريا - إصدار جمعية المعلمين الإريترية - الميدان 1894، حيث حازت أشعاره على ثلث صفحات الكتاب والثلثين للشعراء الآخرين.
                  

08-11-2004, 01:43 AM

مارد

تاريخ التسجيل: 04-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: Nagat Mohamed Ali)

    سلام لكل المتداخلين
    لدى معلومة أود تثبيتها هنا ، وهى أن الشاعر الفذ محمد عثمان كجراى أرترى وليس سودانى كما تم تقديمه عاليه .. هو أرترى بالرغم من صلاته الوثيقة بالسودان ونشأته فيه ، وقد كان رئيساً لإتحاد شعراء أرتريا حتى مماته .. له الرحمة .

    تحياتى وكل الود
                  

08-11-2004, 12:34 PM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: مارد)

    الاخ مارد
    معلومة ان كجراى ارترى بناء على رئاسته لاتحاد كتاب ارتريافى
    منتصف العقد الماضى كافية لاثبات انتمائه للدولة الحديثه.عليه
    يعتبر الفيتورى ليبى الجنسية باعتباره كان ملحق ثقافيا بسفارة
    ليبيا فى بيروت . فعلاقة كجراى بموطنه ليست علاقة حكمتها صدفة
    الميلاد وبعض الصلات الوثيقة
    ولك الود
                  

08-11-2004, 03:55 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الراحل ...كجــــــراي.......شاعــــر من شرقنـــــا الحبيـــــــب (Re: MAHJOOP ALI)

    الاخوة الكرام ...تحياتي لكم..
    بحكم علاقتي اللصيقة{الجوار في الحي} بالعم والاستاذ المرحوم كجراي وافراد الاسرة الكريمة ..فان الرجل سوداني ولا غبار علي ذلك ولرفضه للدكتاتورية والانظمة الشموليه هاجر في بداية التسعينات الي الشقيقة اريتريا وبما ان الاخوة الاريترين كانوا معنا في كسلا قادة وشعوب ولنا معهم من الصلات اطيبها واوسعها فقد اختار الاستاذ كجراي اريتريا مقرا وموطنا ولاسرته الصلات العرقية والروحية باريتريا شعبا ومكان... ولي عودة مع اشعاره واغنياته باذن الله..

    وافضل من يتحدث الراحل الفقيد
    رفيق دربه وصديقه
    الاستاذ والاديب والشاعر
    احمد طه الحسن
    الجنرال المتقاعد قبل الانقاذ
    رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق
    وهو معنا في هذا البورد وهو شاعروفنان ورسام من الطراز الفريد
    اضافه الي انه رياضي اصيل ورئيس نادي الميرغني كسلا في منتصف التسعينات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de