|
أما زال عجين الطواحين ( اللامبورية ) يعلف البلاد الكبيرة يا إنصاف ؟ !!!
|
" ... طيري ، طيري .. كان صوته ملحاً و واثقاً . و كلما هتف فيَّ طيري ، يخفُّ وزني تدريجياً ، تتبخّرُ أحزانُ الجسدِ لحمةً و شحمةً ، ترهف عظامه ، و تتحرر أجنحتي من ثقلِ العقلِ و الحقيقة ثم ، ثم .. بدأت العدو كحدأة رشيقة انطلقت في الفضاءات ، فوق ، فوق ، فوق الأرض . ارتفعت فوقه ، و كان منتصباً بمحرابه يكرر : ركِّزي . ارتفعت فوق مبنى المحراب ، فوقه ، قطياته الثلاث ... فوق . فوق دوماته الباسقات ... فوق أزهاره المتوحشة العشوائية ... فوق . فوق الغابة كلها ، فوق النهر ، مزرعتنا الخضراء و أشجار عرديبها . فوق الوابور الشفاط النائم على الشط ، حلقت عالياً ، صوته السهل الواثق ينساب حلواً و لذيذاً دافئاً ، ركّزي ركِّزي ركِّزي ركِّزي ... " .
( عبد العزيز بركه ساكن ، رواية " الطواحين " ، صفحة 9 )
|
|
|
|
|
|