|
|
 فريال المصري قد تصبح أول أميركية من أصل سعودي تنتخب لمنصب سياسي بكاليفورنيا
|
موقع : يو إس إنفو > منشورات > نشرة واشنطن
فريال المصري قد تصبح أول أميركية من أصل سعودي تنتخب لمنصب سياسي
مدرّسة بولاية كاليفورنيا تشن حملة انتخابية للفوز بمقعد في المجلس التشريعي بولاية كاليفورنيا
من أمينة البشلاوي، المحررة بنشرة واشنطن
واشنطن 21 حزيران/يونيو 2004 - فريال المصري مواطنة أميركية من أصل سعودي تعمل مدرسة بالمدارس العامة في ولاية كاليفورنيا، وهي الآن تكرس كل جهودها لحملتها الانتخابية بعد أن انتهى العام الدراسي في منطقتها التعليمية. فهي قد أصبحت مرشحة لشغل مقعد في المجلس التشريعي للولاية عن الدائرة 37 لتمثل مدينة نيوبيري القريبة من مدينة لوس أنجلوس.
دخلت فريال المصري المعركة الانتخابية للفوز بهذا المنصب بعد أن قرر الحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه، إضافة اسمها إلى قائمة المرشحين للمنصب، وحصولها في الاقتراع على ضم الاسم بـ3700 صوت متجاوزة بذلك بعدد كبير الحد الأدنى المطلوب وهو 1200 صوت.
وفي حالة فوز فريال المصري بالمنصب ستصبح أول سيدة أميركية من أصل عربي تشغل أحد مقاعد المجلس التشريعي بولاية كاليفورنيا، وواحدة من بين العدد المحدود من الأميركيين ذوي الأصول العربية الذين يشغلون مناصب عامة منتخبة في الولايات المتحدة.
وعندما سئلت السيدة فريال المصري عن السبب الذي دفعها لدخول المعركة الانتخابية، أجابت بقولها: "إنني أشعر بأننا (أعضاء الحزب الديمقراطي) مهمشون هنا. فالذين يمثلون الدائرة الانتخابية في المجلس التشريعي للولاية لا يمثلون بحق الناخبين الديمقراطيين في المنطقة."
ومن بين الأهداف الرئيسية التي ستسعى فريال المصري لتحقيقها في حالة فوزها بالمنصب هو حماية نظام التعليم العام الذي قد يتم تجاهله تماما في حالة فوز منافستها على المنصب، وهي مدرسة أيضا بالمدارس العامة في الولاية، ولا تمانع في منح أولياء الأمور الذين يريدون إلحاق أبنائهم بمدارس خاصة مبلغا من المال يستقطع من ميزانية المدارس العامة ليعينهم على مصروفات الدراسة بالمدارس الخاصة، وهو إجراء تتبعه بعض المناطق التعليمية في الولايات المتحدة.
لكن فريال المصري تعتبر السماح باستقطاع تلك المبالغ من ميزانيات التعليم العام جريمة ضد النظام الذي تسعى للمحافظة عليه وحمايته. ولدى فريال المصرى أفكار أخرى تتعلق بالمناهج التعليمية المطبقة في المدارس العامة، وهي تود إدخال تغييرات عليها إذ تقول: "إن المناهج المطبقة في المدارس العامة حاليا هي مناهج عامة يُفترض أنها تلائم الجميع." وهذا غير صحيح من وجهة نظرها. فكل تلميذ له احتياجات وقدرات تختلف عن غيره من التلاميذ وينبغي مراعاة ذلك. بالإضافة إلى ذلك تعرب فريال المصري عن اعتقادها بأن "التعليم أصبح أداة سياسية في يد السياسيين" وهي لا توافق على ذلك على الإطلاق.
من ناحية أخرى أشارت فريال المصري إلى أن الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة " تزداد ضعفا وفقرا بسبب الارتفاع المستمر في أسعار المنازل ونفقات التأمين عليها" وهي كأحد أفراد تلك الطبقة تعتبر أن طبقتها الاجتماعية مظلومة لأنها فيما تدفعه من ضرائب تتحمل عبء ما لا يدفعه الفقراء لعدم استطاعتهم الدفع، وما لا يدفعه الأغنياء نظرا لاستطاعتهم التهرب من الضرائب."
ومن بين القضايا التي تشغل فريال المصري بالنسبة لدائرتها الانتخابية قضية حماية البيئة. وهي ترى أن النمو العمراني والسكاني في المنطقة خلفا آثارا سلبية على البيئة وينبغي إيجاد حل للمحافظة عليها. كما أنها مهتمة بمساعدة سكان منطقتها بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم. وهي تدرك أن "نفقات التأمين الصحي تواصل ارتفاعها الجنوني وأن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا غير قادرين عليه. ففي الولايات المتحدة حوالي 45 مليون شخص بدون تأمين صحي."
وفي مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع نشرة واشنطن ومجموعة من الصحفيين في الرياض وجدة، أعربت فريال المصري عن حماسها الشديد لحملتها الانتخابية رغم المنافسة القوية التي تواجهها كمرشحة عن الحزب الديمقراطي في منطقة ينتمي نسبة كبيرة من الناخبين فيها إلى الحزب الجمهوري. فطبقا لما ذكرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز فإن 46% من الناخبين في الدائرة 37 بولاية كاليفورنيا ينتمون إلى الحزب الجمهوري، بينما لا تتجاوز نسبة المنتمين إلى الحزب الديمقراطي 34%.
وتطرق الحديث في المؤتمر الصحفي الهاتفي مع فريال المصري إلى عدد من القضايا المهمة بالنسبة للعرب، مثل جامعة الدول العربية،والجالية العربية في الولايات المتحدة، ومشكلة الشرق الأوسط. فانتقدت فريال المصري جامعة الدول العربية ووصفتها بأنها "ناد اجتماعي" أخفق في تحديد والتعرف على الواقع المرير في الدول العربية، وكذلك في حل النزاعات بين القادة العرب. كما أنها انتقدت أيضا الجالية العربية في الولايات المتحدة وقالت إنها تحتاج إلى الاتحاد والتلاحم.
أما بالنسبة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي فإن فريال المصري قالت "إن إسرائيل أصبحت أمرا واقعا في المنطقة" لكنها أضافت أن الدولة اليهودية يجب أن تتعاون مع جيرانها العرب لكي يعيشوا جميعا في سلام. وإن المجتمع الدولي لا يمكن أن يترك النزاع ليستمر إلى الأبد. وأشارت إلى أن "الفلسطينيين يجب أن تكون لهم دولة خاصة بهم. دولة حقيقية متواصلة جغرافيا بكل معنى الكلمة. وليست مجموعة من المستوطنات أو التجمعات السكنية المتناثرة."
وعودة إلى حملتها الانتخابية سئلت فريال المصري عن مدى قدرتها على جمع الأموال التي تحتاجها للحملة فقالت إن حملتها تعتمد بصفة أساسية على جهود المتطوعين لمساعدتها وهم من المنتمين إلى فئات عرقية متنوعة. فمنهم ذوو الأصول اللاتينية ومنهم يهود ومنهم مسلمون وغيرهم. وكلهم ساعدوها ومستمرون في مساعدتها سواء في جمع التبرعات أو بوسائل أخرى متعددة. وعلى سبيل المثال فإن مايكل دوكاكيس الحاكم السابق لولاية مساتشوتس ومرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية عام 1988، والذي يعمل حاليا أستاذا زائرا بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حضر أحد التجمعات التي أقيمت لجمع التبرعات لحملة فريال المصري وتحدث في الحفل مشيدا بها. وقال دوكاكيس وهو ابن لأبوين مهاجرين من اليونان إن الجذور العربية لفريال المصري ستكون عاملا مساعدا لها وللحزب. وقد نقلت صحيفة فينتورا كاونتي ستار وهي صحيفة محلية بالمنطقة إعراب عدد كبير من أعضاء الحزب الديمقراطي بالمنطقة عن تفاؤلهم باحتمالات فوز فريال المصري.
تجدر الإشارة إلى أن لقب المصري الذي تحمله المرشحة الأميركية السعودية الأصل هو لقب عائلة زوجها طبقا للتقاليد السائدة في الولايات المتحدة. أما لقب أسرتها هي فهو بيت المال وهي أسرة سعودية كانت تحترف طوافة الحجاج بمكة المكرمة حيث ولدت فريال وعاشت حتى سن العاشرة تقريبا. ثم انتقلت مع والدتها وأخوتها الستة إلى مصر حيث تلقت تعليمها وحصلت على ليسانس الصحافة من جامعة القاهرة. ثم واصلت مشوارها التعليمي في كل من فرنسا وانجلترا قبل قدومها إلى الولايات المتحدة عام 1979 . ثم حصلت على ماجستير في الإدارة المدرسية من الجامعة اللوثرية بولاية كاليفورنيا. أما الشهادة التي أهلتها للتدريس بالمدارس العامة في الولايات المتحدة فقد حصلت عليها من جامعة ولاية كاليفورنيا بنورث ريدج.
تمثل فريال المصري دائرة انتخابية تضم مزيجا من الثقافات والعادات والتقاليد قد تبدو متناقضة للوهلة الأولى، لكنها حسبما تقول، وبعد الفحص الدقيق ، وجدتها مكملة لبعضها البعض. وعن الهدف الأسمى الذي تسعى للوصول إليه قالت فريال المصري إنها تود أن تكون جسر سلام بين الثقافات التي تمثلها. أما عن قوتها الشخصية فهي تقول إنها استمدتها من والدتها ومن نساء الأسرة الأخريات وخاصة عماتها، فكلهن شاركن في تربيتها وتنشئتها في غياب والدها الذي كان دائم السفربسبب عمله.
وبمجرد استقرارها عام 1983 في مقاطعة فنتورا مع زوجها وليد المصري الذي يعمل حاليا مهندسا للكهرباء في إحدي قواعد البحرية الأميركية بولابة كاليفورنيا، تولت فريال المصري إدارة مدرسة إسلامية خاصة لتعليم الثقافة واللغة العربية لمدة عشر سنوات. وهي حاليا تقوم بتدريس التاريخ ونظام الحكومة في مدرسة كليفلاند الثانوية بلوس أنجلوس.
رزق وليد وفريال بثلاثة أبناء. أكبرهم محمد عمر، وعمره 24 عاما. ورغم أن فريال المصري تعرب عن اعتقادها بأن الحرب في العراق كانت خطأ، فإنها تعرب في الوقت نفسه عن دعمها للجيش الأميركي ولابنها الذي أمضى في العراق أكثر من شهرين كجندي احتياطي بعد استدعائه للخدمة، وكان يساعد هناك في بناء المدارس والمستشفيات. وفي رأيها أن ما فعله محمد في العراق "يمثل الوجه الآخر لقوة الولايات المتحدة وقدراتها وأنه كان يدعم الوجه المشرق للولايات المتحدة."
تعرضت فريال المصري لانتقادات بعض أفراد الجالية المسلمة في الولايات المتحدة بسبب عدم ارتدائها الحجاب، وردا على تلك الانتقادات تقول فريال إنه ينبغي ألا يكون الحكم على المرأة المسلمة بناء على التزامها أو عدم التزامها بالزي الإسلامي فحسب. وأشارت إلى أن كثيرا من السيدات المسلمات في الدول العربية والإسلامية لا يرتدين الحجاب.
أما عن رأيها فيما تمارسه الجالية المسلمة من أنشطة في الولايات المتحدة فقد أعربت فريال المصري عن أسفها لأن تركيز نشاط الجالية المسلمة ينصب على الأنشطة الدينية فحسب، وأن ذلك " يظهرأن الجالية لا تمارس أي أنشطة ثقافية أخرى قد تساعدها على الاندماج في المجتمع الأميركي." على حد قولها.
ورغم انشغالها بالحملة الانتخابية فإن فريال المصري لم تتراجع أو تهمل أنشطتها الاجتماعية والثقافية المتعددة الأخرى، وأحدثها تشكيل ناد ثقافي جديد للصبية والشباب اسمه نادي التعديل الأول. والمقصود به التعديل الأول للدستور الأميركي الذي ينص على حرية التعبير. والهدف من تشكيل هذا النادي الثقافي هو توعية الصغار بالحقوق المدنية التي كفلها الدستور الأميركي لكل المواطنين.
تصف فريال حصولها على 3700 صوت لضم اسمها إلى قائمة المرشحين للفوز بمقعد في المجلس التشريعي للولاية بأن "كان معجزة" حسبما قالت لصحيفة نيويورك تايمز. وأعربت عن ثقتها في أنها ستفوز بالمقعد في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن ماذا لو أن فريال المصري لم تفز في الانتخابات؟ سؤال أجابت عليه بقولها: "لا تهمني النتيجة. فأنا لم أدخل هذا السباق لمجرد الفوز بمقعد في المجلس التشريعي فحسب. ففي كل ما تحقق لي وما أفعله حتى الآن فإنني اعتبر نفسي فائزة بالفعل
|
|
 
|
|
|
|
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست