لأكثر من أربعين عاماً تفرغ عدد نابه من الشباب لقضايا النضال الوطنى فى السودان.. راكلين الميرى وكل مايجلبه من سِعة فى العيش وجاه وسلطان.. حاملين هموم شعبهم مؤمنين بأن رفاههم فى رفاه شعبهم.. دُفعتهم إستوزروا، وترقوا لأعلى درجات السلم الوظيفى.. وما زملاؤهم هؤلاء، بأكثر نباهةً منهم.. فشخص مثل يوسف حسين محمد كان أول صفه ودفعته عند تخرجه من كلية العلوم قسم الجيولوجيا جامعة الخرطوم.
Quote: التيجانى الطيب كان قد زارنا فى الشقة التى أقيم فيها وأسرتى ومعنا الشهيد على الماحى السخى فى القاهرة عام 1996.. صعد الأستاذ التجانى أدراج السلالم حتى الطابق السادس لتعطل المصعد –ستة أدوار فى العمارات القديمة، تعادل عشرة مما تعدون- أثناء الحوار طرح الأستاذ التجانى الطيب رغبته فى التقاعد، وحكى كيف أنه قبل عشر سنوات كان يستيقظ مبكراً كعادته، وعندما تدق الثامنة صباحاً يكون قد إستمع لكل نشرات الأخبار الرئيسية وقرأ ماتيسر له من الصحف، وبدأ فى الشروع فى كتابة موضوع أو تعليق! ثم شكى بأن قدراته تلك قد تناقصت لعامل السن..
Quote: أعرف رأيه الشخصي هو أن يتنحى عن القيادة السياسية المباشرة كل من تعدى السبعين .. ولذلك قد يكون موقفه الشخصي هو أن يقدم من يصغره سناً، لكن هذا يعتمد على أعضاء المؤتمر.
و د. فاروق هنا يعنى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى.
بناءً على ماتقدم أقترح تكوين لجنة قومية لتكريم الأستاذ محمد إبراهيم نُقُد والأستاذ التجانى الطيب بابكر، حال تنفيذهم رغباتهم التى أفصحو عنها تلك.. والتى نعتقد أنها مرتبطة بإنعقاد المؤتمر الخامس الذى نقدر أنه قد ينعقد خلال عام واحد -على الأكثر- من الآن. التكريم مبنى على إخلاصهم وتفانيهم وتكريس حياتهم للهم الكبير.. تقدم بلاد السودان وشعبه.. غض النظر عن صوابيتهم أو أخطاؤهم فى الممارسة العملية.
الإنتماء لفكرة، مذهب، كنيسة، حزب، رابطة، إلخ. لايحده تقدم العمر.. أرجو أن لايفهم حديثى على أنه دعوة للتقاعد عن العمل العام –لمن أستطاع إليه سبيلا- الذى هو بنظرى الحياة نفسها.. فلا يمكننى الدعوة للتقاعد عن الحياة! أدعو محمد إبراهيم نُقُد والأستاذ التجانى الطيب بابكر لمواصلة العطاء من موقع المستشارين أو الإستشاريين كأعضاء عاديين.. كما أنادى بضرورة تخصيص معاشات لهم من صندوق معاشى ينشأ ويرفد من مالية الحزب الشيوعى، تبرعات الأعضاء والأصدقاء.
أقترح توسيع قائمة الذين ينبغى تكريمهم بإضافة كل من يبدى رغبته فى التقاعد عن العمل القيادى من أعضاء اللجنة المركزية الآخرين.
إمتاز تاريخ المؤتمرات فى الحزب الشيوعى السودانى بصفة سالبة فيما يختص بتغيير القادة أو رفض أطروحاتهم.. إذ سرعان ماتُلصق .. بالرأى (وصاحبه) الذى لم تنحاز له الأغلبية صفات مثل الإنتهازية، ضيق الأفق، إلخ. بهذا الإقتراح أرجو أن نفتح فتحاً جديداً ونستن سُنة حميدة فى العمل السياسى السودانى عموماً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة