|
|
 حوادث القتل في امدرمان – مواصلة
|
في المناسبات الوطنيه و خاصه وسط المغتربين في ايام الاعياد يسمع الانسان اغنية سوداني الجوه وجداني بريدو ، خاصة بصوت زنقار .
زنقار هو خال اخوة السيد مبارك زروق ( غير الاشقاء ) اول وزير خارجيه سوداني و احد مؤسسي الحزب الوطني الاتحادي . انه خال صلاح و محمود . و ال زروق يسكنون في شارع البوسته الذي يمتد من غرب بوستة امدرمان الي شارع العرضه منتهيا الي دكان علي عثمان الرباطابي في شارع العرضه و شمالا يحد بسور زريبة العيش .
زنقار كان يغني بصوته العادي و يغني اغاني التمتم بصوت نسائي . مما جعل المصريين يقدمونه في بعض الاحيان بالانسه زنقار . و كان لصيقا برابحه التمتم . التي كانت من اشهر مغنيات التمتم في امدرمان . و رفضت ان تسجل الاغاني بصوتها قائله ( ما عاوزه اعمل اسطوانه عشان ما كل صعلوك يجي القهوه يطلب شاي بي تعريفه ، يشنق طاقيته و يقول شغلوا لي رابحه ) .
زنقار كذلك ارتبط بالسيده المغنيه فاطمه خميس و هي مغنيه و شاعره و ملحنه . اشهر اغنياتها المناحه لرثاء والدها و التي تقول فيها ( يا دمعي الاتشتت و غلب اللقاط ) . ويقال كانت لفتره زوجة احمد او دمتري البازار الذي كان يسكن في بانت . و قد اكتشف ابراهيم عبدالجليل و ساعد في تسجيل الاسطوانات في مصر .
زنقار كان مشهورا بالاناقه و النظافه و الجلاليب السكروته . و كانت تربطه صداقه بكثير من اهل امدرمان و منهم الشاعر تلودي . زنقار عاش المجتمع الفني في امدرمان . و لكن بعيدا عن مجتمع الصياع . و مغني الحقيبه الذين امتازوا بالخشونه و الرجوله . فزنقار كان رقيقا .
و نحن صغار كنا نسمع الناس يتحدثون عن مقتل زنقار . و كان سائق سيارتنا في بداية الخمسينات عبدالرازق يوقف السياره بالقرب من دكان المكوجي ادم في الجزء الشمالي الغربي من السوق . حتي نشتري الكسره من الخاله هجوه من سوق الانجيره بالقرب من سوق الطواقي . و اذكر ان عبدالرازق كان يقول ان زنقار قتل في تلك المنطقه .
المفتش برمبل كان يجبر الجزارين علي تغطية اللحم بالملائات . و يمنعهم من ترك الجزر بملابسهم الملوثه بالدم حتي لا تنتقل العدوي الي اهل امدرمان . و اعطي ادم رخصه لكي يقوم بغسل ملابس الجزارين .
دكان ادم صار ناديا للكثيرين و كان احدهم عازف عود لا اذكر اسمه الان و قد ذكره لي الاخ عبدالله محمد زين شاعر امدرمان يجلس باستمرار في دكان الغسال و معه بعض العازفين و المغنيين .
و الشخص الذي قتل زنقار طعنا كانت تربطه بزنقار صداقه حميمه . و كان من المفروض ان يسافر معه الي القاهره و لكن يبدو ان زنقار ارتبط بشخص اخر و في اثناء النقاش ، طعن العازف زنقار . و صار متهيجا و عندما دخل الزقاق تردد رجل البوليس في اعتقاله . و البوليس وقتها لا يحمل مسدسا بل عصي صغيرا . و تصادف مرور احد سكان امدرمان الذي كان يحمل عصي ككثير من اهل امدرمان وقتها . فسخر من البوليس و اقتحم الزقاق و عاجل القاتل بضربه في ركبته و اتبعها باخري تحت اذنه ثم قال للبوليس ( اتفضل زولك قضي ) . و لقد شاهدت هذاالشخص في الستينات و كان نحيفا و قيل عنه انه الذي قبض علي قاتل زنقار .
في حفل استقلال السودان في يوم الاربعاء 1/1/1956 كانت هنالك سيده ترتدي ثوبا من ثلاثة الوان و هو علم السودان القديم . هذه السيده هي حواء الطقطاقه . و لقد افرد لها الشاعر توفيق صالح جبريل قصيده كامله و كانت بمثابة المغنيه مادونا في امريكا ، لا يقام عرس الا بوجودها . و كانت تعشق الوطن الاتحادي و فريق الهلال و هي مؤلفة الاغنيه ( ازهري اتعلي و التاني حسن عوض الله ، الكرش الامه بره ) .
لم اكن اعرف ان الملاكم محمد الفي هو شقيق حواء الطقطاقه الا بعد ان حكم عليه بالاعدام لقتله سالم في 1964 .
الفي كان قويا يبدو كمصفحه ، و من السودانيين القليلين الذين ليس لهم عرقوب بمعني ان سيقانه كانت مثل سيقان الاوربيين ممتلئه . و هو من الرعيل الاول امثال الملاكمين برناوي ، هاشم عوض الكريم ، خالد ارنب و النعيم فرج الله .
و لقد شارك معنا في بعض التمارين في سنه 1960-1961 ثم انغمس في الشرب . و انا في طريقي الي مدرسة الاحفاد شارع العرضه بعد الظهر ، لاحظت ان العربات تتوقف و شخص يسير في وسط الشارع و الحركه وقتها كانت شمال . و بالاقتراب منه عرفت انه الفي و الدم يقطر من يده اليمني .
و في المساء لاحظت ان لوح الزجاج السميك في شكل دائره علي باب غرفة تغيير ملابس الملاكمين في نادي المريخ ، مهشما . و القضبان التي كانت خلف الزجاج ملتويه .
و بعدها بايام قابلت الفي و انا بصحبة صديقي الملاكم عبد المنعم عبدالله حسن عقباوي امام سينما الوطنيه . و عندما ساله عقباوي عن الضمادات قال له ( شوقي ما كلمك ؟ ) . و كنت اظنه بسبب سكره لم يتعرف علي . و اعتذر لنا بانه عندما ذهب الي النادي و تذكر صديقه برناوي و الايام الخوالي و الاصدقاء الذين لن يعودوا تملكه الحزن و الغضب ، فاهوي بقبضته علي الزجاج .
الفي كان قليل الكلام مؤدبا ، الا انه يتحول الي اسد لاقل مضايقه . و في احدي المرات عندما كان يدخن البنقو مع عبد بضم العين ، اقترب منهم رجل بوليس ، و عندما مد يده لاخذ السيجاره دفعه الفي نحو الحائط و وضع ساعده علي عنق رجل البوليس و واصل التدخين . و عندما اطلق سراح البوليس قال له ( عاوز شنو ؟ ) . فقال البوليس و هو يجاهد لكي يتنفس ( بصفتي رجل بوليس ….) فرد الفي ( و بصفتنا راجلين ….حتشيل مننا السيجاره كيف ؟ يللا امشي ) .
اولاد اب ربح اثنين من الجزمجيه ، الكبير له دكان في شارع المشحمه الزريه في الزقاق شرق مقهي جورج مشرقي و الثاني يجلس في برندة البان جديد بالقرب من مقهي مهدي حامد و يجلس معه يوميا الاستاذ برعي احمد البشير المعروف بالقانون لاعب المريخ المشهور الذي كان بقامة صديق منزول .
الفي و الاخرون كانوا يسهرون و يشربون الخمر في دكان ود اب ربح في الزقاق . و تصادف ان كان هنالك شاب صغير السن اسمه مبارك عرف بشيتا لانه كان يشبه بعض الشئ الشمبانزي الذي يظهر في افلام طرزان الذي يعرف بشيتا . الا انه كان فاتح اللون .
و عندما قرر سالم ان ينصرف اراد شيتا ان ينصرف معه ، و يبدو ان الاخرين لم يوافقوا فطلب ود اب ربح من الفي ان يوقف سالم . و سدد الفي لكمه لسالم الذي لم ينطرح ارضا كما كان متوقعا ، و انصرف سالم مع شيتا وسط غضب الاخرين الذين كانوا يخططون شيئا لشيتا . و عير ود اب ربح الفي بانه لم يستطع ان يوقف سالم . فاخذ الفي سكين تقطيع الجلد و هي عباره عن قضيب رفيع من الصلب راسه احد من الموس . و لحق بسالم خلف الجامع الكبير . و بالرغم من ان سالم حاول ان يتفادي الفي محتميا بعربة الصحه التي تفرغ جرادل مراحيض الجامع . الا ان الفي طارده و سدد له احدي عشر طعنه ، اثنين منهن اخترقن جسده . سالم كان يناشد الفى قائلاً ( يا الفى انا اخوك , يا الفى انا اخوك ......) . وهكذا شهد عمال الصحه ( اولاد بانديه ) .
الملاكم من الخرطوم عبداللطيف محمد عباس الذي كان يحمل علم السودان في الاولمبياد لسنين عديده جاهد و حاول المستحيل . و اتصل بطلعت فريد عضو المجلس العسكري و وزير الاستعلامات و العمل الذي قال ان الفي لم يقتل شخصا في حلبة الملاكمه و ان ما قام به بعيدعن الرياضة .
و بما انني كنت اتواجد باستمرار مع اصدقائي الملاكمين ، الطيب عجوبه و عبدالرحمن كيكس و يعملان كعجلاتيه في الشارع في ميدان البوسته و يتواجد معنا الملاكمون محجوب عجيب و رزيق معبد وآخرون ، فكنت اقابل محمد الفي عندما يحضر مع البوليس لمقابلة شقيقه الاصغر ، للحصول علي ملابس نظيفه و بعض الاغراض .
الفي كان يبدو هادئا كعادته و كانما حكم الاعدام لا يخصه . و كان يترجل من الكومر و يدخل زقاق الاسكله بعيداً من رجال البوليس وقصاص الأثر الخير الذى كان يجلس على ظهر الكومر , و يتحدث مع معارفه و البوليس غير مهتم . فقد كانوا يعرفون ان امثال الفي لن يفكروا في الهرب . و عندما ينادونه يللا يا الفي ، يرد بلا مبالاه ( ما تقيفوا شويه ) و عندما يتاخر شقيقه يقول لي ( قول للود ده حنمشي و نجي راجعين ) .
و عندما شنق الفي مشي بثبات نحو المشنقه و زغردت شقيقته حواء الطقطاقه . و هكذا مات اثنين من ابناء امدرمان المحبوبين .
الغريبه ان مبارك شيتا كان سبب كثير من المشاكل . فمثلا كان هنالك شرطي اسمه حسن و يعرف بحسن اب سن ذهب . و كان رقيقا تميل حركاته الي الانوثه و يتحدث بطريقه خاصه . و عندما كان يقف في النقطه مرت الدوريه وسالوه ( يا اومباشي في حاجه ؟) فوضع حسن ظفر ابهامه خلف سنه و قال ( دي مافي ) .
و كان يفتخر بانه لم يحدث ان قدم اي شخص للمحاكمه . و عندما وجد اثنين في وضع مخل للاداب اكتفي بان قال لهم ( اذا بُليتم فاستتروا ) .
كان شيتا احد الاسباب في طرد حسن من البوليس . فبعد حفل في احد المنازل جنوب السينما الوطنيه خلع حسن ملابسه الرسميه و نام . فارتدي شيتا الملابس و وقف في الشارع الرئيسي . و تصادف مرور كومر في طريقه الي القسم الشمالي ، الا ان راكبي الكومر احسوا بان هنالك شئ غير عادي و كما قال حسن في القهوه ( الله يسالكم في تعظيم بقطعوه بالشمال !!) .
و عندما قابلت حسن في الاجازه في سنة 69 كان حسن يرتدي زي بوليس البلديه . و بعد ان حييته قلت له ( يا حسن ، خمسه سنين ما شفتك ، قلته ارجع القاك صول ) . فقال لي ( صول شنو يا شوقي ، مالي و مال التلتله و المشاكل . كده حسه انا مرتاح ، مستفيد وقفتى طالعه . ) .
شوقي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوادث القتل في امدرمان – مواصلة (Re: shawgi badri)
|
أستاذنا شوقي
زمان سألت والدتي عن زنقار.وكنت أظنه سيدة ..قلت لها أنتي يا أمي المرة البتغني دي منو
بعدها عرفت أنه رجل..و تحسرت جدا لموته عندما عرفت أنه مات مقتول..
قبل أعوام قليلة غنى طلبة الدورة المدرسية أغنية سوداني الجوة وجداني بريدو فأحبها الناس من جديد
زنقار فنان موهوب .. أكاد أجزم أن لا أحد في السودان لا يعرف الأغنية
شكرا يا عم شوقي
و الله يديك العافية وتكتب لينا كتيييييييير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوادث القتل في امدرمان – مواصلة (Re: shawgi badri)
|
الاستاذ العزيز شوقى
اذكر جريمه قتل حدثث فى بيت المال فى منطقه الكراكسه او حى السيد المحجوب كما كان يطلق عليه فى منتصف او نهاية الستينات..وقد حجبت تفاصيل الحادثه منا لصغر السن..
لا اذكر اسم القتيل و لكن اعتقد شنقيطى او شبراوى (شى من هذا القبيل) ....كان يسكن بيت ايجار تمتلكه اسره ابو العالى..و اعتقد انه كان بيت عزابه... و قد وجد القتيل ملضخا بالدماء امام باب المنزل...
اعتقد انها كانت واحده من الجرائم التى هذت امدرمان حينها و قد حكم على القاتل بالاعدام......
لا ادري اذا كنت تذكر هذه الحادثه ام لا !!!!
حقيقه انا استمتع بكتاباتك
تحياتى
النصرى امين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوادث القتل في امدرمان – مواصلة (Re: Elnasri Amin)
|
ابن عمي النصــــري لك التحية..
ليس عندي معلومات عن قتيل بيت العزابة.ولكن اذكر ان احد اليمنين قد خلف العم ابراهيم في الدكان المواجه للحائط الغربي لقصر الشريفة في بيت المال.نفس الشارع الذي يأتي من سوق حي الملازمين مارا شرق مدرسة البنات وعابرا شارع السيد علي ومنتهيا في سوق الشدرة . والدكان في الجزء الشمالي من منزل ال ابو جبل احد اسر ام درمان المشهورة.
هذا اليمني وجد مقتولا في سنة59 في الفجر. وجسمه قد تعرض للطعن . وهو في النزع الاخير ادخل رأسه بين الجوالات. ومات وراسه بين الجوالات. ومر به عدة اشخاص وكانو يحسبونه يصلي. الي ان لاحظ البعض ان صلاته قد طالت. الخال طلحة ابو شقة حمد والذي ولا شك تعرفه من حوش حمد من الذين شاهدو جثمان اليماني. ولفترة طويلة كان يحكي عن بشاعة المنظر ويقول انه اصابه بالهلوسة.
قيل ان اليمني قتل بسبب الثأر وان قتلته قد طاردوه من اليمن.
ولك التحية..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوادث القتل في امدرمان – مواصلة (Re: willeim andrea)
|
الاستاذ شوقى
شكرا للسرد الجميل وشرح مقتل زنقار وكنت اتمنى لو واصلت السرد للاخر حتى مرحلة المحاكمة التى اتهم فيها ناس كثيرون منهم اسرة القتيل ..
وانا كنت قرات لاحد الكتاب ممن تابعوا هذه القضية كلاما كثيرا واتهامات لاشخاص اخرين خاصة وانها اخذت وقتا فى المحاكم واعتقد ان وقائعها موجودة حتى الان فى ارشيف محاكم السودان ...
الشىء الثانى حدثنى احد ابناء حى العرب المخضرمين ان زنقار قتل فى احد ازقة حى العرب ..امام دكان مكوجى ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوادث القتل في امدرمان – مواصلة (Re: الكيك)
|
الكيك الكمل بلادو فريق
لك التحية والمودة
انا احاول ان اكتب عن الاشياء التي لاترد في سجلات الحكومة والمحاكم الاشياء الشوية غميصة. فضل المولي قتل امام دكان ادم المكوجي امام مجموعة من الناس والقاتل لم ينكر. وبما ان دكان ادم في نهاية السوق وبداية شارع الشنقيطي فيمكن ان تعتبر المنطقة حي العرب وهنالك يبدء حي العرب ليس هنالك تعارض. لكن المؤسف ان زينقار كان من الممكن ان يقدم الكثير والكثير.
لك الشكر..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
shawgi badri
mohammed alfadla
willeim andrea
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست