|
ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط
|
هذا المقال اورده هنا عن الشرق الأوسط لنري كيف ينظر محمد الحسن احمد لقضية دارفور
عاجل.. حكومة قومية لإبعاد السودان من سيناريو الصوملة محمد الحسن أحمد
تبدّدت الآمال في سلام السودان الذي كان قد بات وشيكاً بسبب تفاقم احداث دارفور وانهيار المفاوضات بين الحكومة والمتحاربين قبل أن تبدأ في العاصمة الاثيوبية، وتبدّلت الآمال إلى مخاوف مرعبة من صوملة السودان، نتيجة إلى إعلان جماعة في الشرق أنها ستخوض أيضاً حرباً مماثلة للغرب ما لم يحصل شرق السودان على حصص معلومة في السلطة والثروة، وأبرمت تحالفاً مع مقاتلي دارفور للعمل معاً لاسقاط النظام، واصدرت بذلك بياناً مشتركاً حمل توقيع حركة العدل والمساواة من دارفور، والأسود الحرة السودانية من شرق السودان. وتعاهدت الحركتان على الاستمرار في المقاومة المسلحة ضد الحكومة وتوحيد جهودهما في المجالات كافة، العسكرية والسياسية والإعلامية.. وجاء في وثيقة الاتفاق: رفض الحلول الجزئية لمشاكل أقاليم السودان، والدعوة إلى تأسيس نظام ديمقراطي فيدرالي يمكّن أقاليم السودان من نيل حقوقها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ولكن المفاجأة الكبرى تتجلى في أن هذا التحالف يعتبر أقوى دليل على فرية التطهير العرقي بدارفور، لكون تنظيم الأسود الحرة في شرق السودان كله من أبناء قبيلة الرشايدة العربية، وهم من العرب الرحّل الذين يعيشون في شرق السودان، وحالهم يتطابق مع حال مجموعات من العرب الرحّل في دارفور الذين تجاوزت الاحتكاكات بينهم وبين المواطنين الذين يتحدرون من أصول افريقية هذه المرة، حدود ما كان يحدث في الماضي نتيجة لأخطاء من الحكومة وخطايا من جهات لها مآرب في تضخيم المأساة وتوظيفها ضد العرب والعروبة! ومعلوم ان حركة العدل والمساواة التي تقاتل الحكومة في دارفور هي حركة تنتمي إلى قبائل من أصول افريقية، وهي وشقيقتها حركة تحرير السودان، قد انزلقتا في منزلق ما سمي بالتطهير العرقي، مما جعل القضية تخرج عن مسارها من رفع المظالم إلى تلطيخ سمعة العرب واستغلال ذلك أبشع استغلال على نطاق العالم إلى درجة انصرفت الأنظار عن الفظائع التي ارتكبت في سجن أبو غريب، والتي تتواصل في فلسطين، ومَن يدري ربما كان ذلك هو القصد!، وربما كانت السلة مليئة بالأهداف، منها ما ظهر ومنها ما بطن. وإذا كان الأمر ليس كذلك، فكيف يفسر تسارع رفع قضية دارفور إلى مجلس الأمن وهي عمرها لم يتجاوز العام إلا قليلاً، بينما قضية الجنوب الأخطر والأكبر التي تجاوز عمرها الاربعين عاماً لم تصل بعد إلى مجلس الأمن، ولم تجد في كل تاريخها رواجاً يصل إلى ربع ما وجدته دارفور من رواج في العالم! وبالرغم من أن قضية الجنوب دخل فيها عامل الصراعات الدينية بثقل كبير، فإن كل أهل دارفور على دين الإسلام. ولعل ما يدهش القرّاء أيضاً، أن غالب أهل دارفور على مذهب سياسي واحد، فضلاً عن وحدة الدين. وآية ذلك أنهم في آخر انتخابات ديمقراطية كان كل النواب من المنتمين إلى حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، ما يعني وحدة الهدف وتماسك الصف بين مختلف القبائل عربية وافريقية. وهل هناك أقوى من عاملي وحدة الدين والسياسة في بنية نسيج وحدة المجتمع؟ فما الجديد الذي جعل كل هذا الإرث العظيم يتحول بين عشية وضحاها إلى تطهير عرقي؟ وكيف يكون العرب هنا في دارفور أعداء، وهناك في شرق السودان حلفاء، وهؤلاء وأولئك لا تمايز بينهما يذكر في الحياة والسلوك! في كل الأحوال فالمأمول أن يكون هذا الاتهام مجرد سقطة استغلها الآخرون وليست مخططاً مقصودا لمآرب أخرى ما زال السودان في بدايته، وسيظهر شيئاً فشيئاً بما يشي من نشاطات في مجلس الأمن وفي الأروقة الأميركية والأوروبية. وحتى لا نُتّهم بأننا من جماعة (فوبيا) نظرية المؤامرة، نستصحب معنا الآخرين في هذا التساؤل: هل من الطبيعي أن تتم كل هذه السلسلة من زيارات وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وغيرهم والأمين العام للأمم المتحدة الى السودان في زمن وجيز، وأن يكون مجلس الأمن مستنفراً وأمامه مسودة لإجراءات عقابية صارمة ضد السودان، بينما السودان يبصم بـ «نعم» لكل ما طُلب منه ويشرع في التنفيذ؟ بينما القمة الافريقية تجتمع فلا يملها مجلس الأمن ولا يصيخ المجتمع الدولي السمع لقراراتها النافية للتطهير العرقي، في حين ان المقصود بالتطهير هو العرق الافريقي؟! بعد كل هذه التحركات الغريبة والمريبة، ألا يحق لكل متابع للشأن السوداني الاعتقاد بأن هناك شيئاً يدبر للسودان أو للمنطقة أو للقارة بأسرها؟ ألا يجوز الافتراض أن هناك خريطة جديدة يجري رسمها لافريقيا أو بالنسبة للسودان وبعض دول جواره، خاصة البترولية منها، مثل تشاد وليبيا؟! علماً بأن البترول الافريقي أصبح في أولويات الاستراتيجية الأميركية، وأن احتياطي النفط المكتشف في السودان يقترب من البليون برميل، وان الاكتشافات تبشر بأضعاف اضعاف ما هو مكتشف، كذلك الحال بالنسبة لتشاد، ناهيك عن ليبيا التي يحلم قائدها بأي وحدة مهما كانت وكيف جاءت؟ أو لم يتطوع العقيد للولايات المتحدة بقبول نقل الإغاثة عبر الاراضي الليبية لدارفور من دون استئذان الحكومة السودانية؟ علماً بأن هناك اتهامات وشكوكاً تحوم حول وجود دور لليبيا في ما يجري في دارفور وتشاد، وأن الحكومة السودانية قد أبدت انزعاجاً من تواتر هذه الأنباء، ولما أكدت ليبيا صحتها من دون تشاور، عبرت الحكومة السودانية عن عدم موافقتها نقل الإغاثة عبر موانئ غير سودانية من دون إذنها، لكنها بالطبع ستكون عاجزة عن الصد، بالرغم من ان للإجراء دلالات خطيرة، لكونها لم تبلغ بالأمر من أميركا ولم تستشر من ليبيا مما يعني ان الولايات المتحدة بدأت تتعامل مع دارفور بالتنسيق مع ليبيا خارج نطاق سيادة الدولة السودانية، علماً بأن هناك اتفاقية بين السودان وتشاد تسمح بنقل المواد الغذائية عبر حدود البلدين! أولا يستحق هذا التنسيق بين أميركا وليبيا أن يشي باحتمالات لتدخلات على نحو ما في السودان والمنطقة على حد سواء؟ أو حتى تغيير هوية السودان كما حاول القذافي تغيير هوية ليبيا كلما اهتاج غضباً على العرب! من المهم النظر بعمق في كل الاحتمالات والافتراضات، لكن الأهم هو كيف يتحصن السودان من إعادة رسم خارطته ومن الطمع في تقسيمه بحسبانه بحجم قارة، وثرواته التي تجعل منه أحد سلال غذاء العالم، وبتروله الذي يتزايد انتاجه مضاعفاً بسبب الانكباب وراء التنقيب من كل الجبهات وفي أركانه المختلفة. هنا يكمن السؤال الأهم: هل بوسع السودانيين أن يحبطوا المؤامرات التي تحاك ضد بلادهم؟، والإجابة نعم إذا تحركوا بسرعة واستلهمت قياداتهم مصالح الوطن قبل ذواتها واحزابها. ولعل أول ما هو مطلوب التعجيل بتكوين الحكومة القومية حتى تكون هناك استدارة كبيرة وعظيمة تنقل البلاد من هذا الاحتقان الخطير ولإعطاء الثقة في توقيع اتفاقات السلام بإجماع كل القوى السياسية وحتى ينظر في كل ما يتعلق بقسمة الثروة والسلطة لكل أقاليم السودان في الإطار الذي تم الاتفاق عليه في نيفاشا، ولعل هذه الخطوة الاستباقية تكون تعويضاً لعدم مشاركة الآخرين في المفاوضات التي بحّت اصوات كل المهمومين بالشأن السوداني مطالبة بتحقيقها، وهي لو كانت تحققت ما كنا شهدنا المآسي التي تدمي القلوب والكرامة الإنسانية في دارفور، ولما وقّعت «الأسود الحرة» بالأمس الميثاق مع حركة العدالة والمساواة، ولما ظهر المنبر الذي نادى بفصل الشمال عن الجنوب أو تحركت ميليشيات الجنوب المناوئة للحركة مطالبة بحصتها في الغرب. ترى هل تتفق الحكومة والحركة على أن تكون الأولوية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان لتكوين الحكومة القومية ويتواصى الجميع على انجاز هذه المهمة التي قد تبدل هذه الصورة المفزعة والكئيبة الى صورة مشرقة ومفعمة بالأمل في خلق سودان جديد يشعر فيه الجميع بكينونتهم ومشاركتهم في حكم ديمقراطي يؤسس لسلام راسخ ولا يأذن للتآمر الخارجي بالنيل من وحدته أو نسيجه الاجتماعي أو ثرواته المتخمة، ويأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الجميع ورؤاهم التي ستصب كلها في ما من شأنه أن يجمع ولا يفرق. حقا، انها الفرصة الأخيرة، فهل يغتنمها البشير وقرنق ومن ورائهما كل أهل السودان؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ahmed haneen | 07-22-04, 10:19 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | إسماعيل وراق | 07-22-04, 10:29 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | خضر عطا المنان | 07-22-04, 11:47 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | Elawad | 07-22-04, 05:11 PM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | Deng | 07-22-04, 08:36 PM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | hamid hajer | 07-22-04, 09:50 PM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | عبدالماجد فرح يوسف | 07-23-04, 11:38 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | NEWSUDANI | 07-22-04, 11:08 PM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | Mohamed Adam | 07-23-04, 04:49 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ود حماد | 07-23-04, 06:52 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | Deng | 07-23-04, 07:07 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ود حماد | 07-23-04, 10:04 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | عبدالماجد فرح يوسف | 07-23-04, 11:26 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ahmed haneen | 07-23-04, 02:05 PM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | Mohamed Adam | 07-23-04, 04:51 PM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ahmed haneen | 07-24-04, 03:25 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ابن النخيل | 07-24-04, 06:49 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | omar ali | 07-24-04, 07:40 AM |
Re: ود العرب المشلخ ؟ محمد الحسن احمد ،،، يكتب للشرق الأوسط | ahmed haneen | 07-24-04, 08:51 AM |
|
|
|