بعض الفتوات في امدرمان
بعض الفتوات في امدرمان من اكثر الفتوات الذين اعجب بهم في امدرمان هما يوسف تهمه و ادم قطيه ، فكما اعجب بالممثل الامريكي دوستن هوفمان بسبب موهبته ، و ليس طول قامته و عضلاته و وسامته ، اعجب بهذين الاثنين لانهما لم يكونا من ضخام الجثه . و امتازا بالشجاعه و الاقدام و قوة الشكيمه مما جعل الجميع يحترومونهم و يهابونهم . يوسف تهمه سكن في فريق عتاله . و هذا حي صغير محصور بين فنقر و تامه و خور ابو عنجه جنوب طاحونة ام سويقو العباسيه . و هنالك تشابه بين ادم قطيه و يوسف تهمه الا انه كان لادم قطيه لحيه . و الاثنين يبدوا من ملامحهم انهما ليسا من شمال السودان . يوسف تهمه اشتهر بضربة الراس . و كان يشاع انه يمكن ان يكسر الطوبه براسه . و قيل في انه غضب من حمار رفسه فضرب الحمار راس فاقعي الحمار . و اختلف مع العربي احد اشداء المورده . و انتظره العربي في قهوة ابو ضهير المواجهه للخور لعدة ايام . و عكازه المضبب بين فخذيه . و ما ان مد يوسف تهمه راسه حتي رفع العربي عكازه و اهوي به لكي يسقط علي الحائط لان يوسف سحب رأسه بسرعه . و اشتبك الاثنان فتدخل الجميع و فصلوا بينهم . و بعد مده تصالحا و قال العربي ( يا يوسف انا مستنيك تلاته يوم قلته اول ما تجي داخل اكسر ليك راسك المجنن بيه الناس ده ، تجيني داخل متاوقه . ) فكان رد يوسف تهمه ( انا راسي ده ما بدخلو في حته الا اتاوق و اشوف الحاصل شنو ) . اول مره اصطدم بيوسف تهمه كنت في السادسه عشر . فلقد كدنا ان ندهس كلبه بسيارة صديقي الميكانيكي عثمان ناصر بلال . فخرج شاتما و قال لعثمان ( اقتلو عشان الحقك ليه . ) و عثمان يرد بادب ( معليش يا عم يوسف ، متاسفين يا عم يوسف .....) . و انا لم اكن اري امامي سوي رجل عادي الحجم يخالط راسه الشيب ، فرددت عليه متحديا و حاولت الخروج من السياره فامسك بي عثمان هامسا ( ده يوسف تهمه ) . و فجاه يظهر صديقنا التجاني حسين الذي كان يعمل كعجلاتي عند العمده و هو جار يوسف تهمه و قال ( يا عم يوسف ديل اخوانا لكن ما بعرفوك . ) . فنظر الي يوسف تهمه لفتره ثم ضحك هازا راسه . في منزل التجاني حسين و في يوم الجمعه 11/9/1964 اكرمنا اولاد العباسيه و المورده بحفل شاي في فريق عتاله قبل ان اغادر مع شقيقي الشنقيطي الي براغ و تلك اخر مره اشاهد يوسف تهمه . يوسف كان رجلا قوي الشكيمه . قاسيا كالدنيا التي عرفها . و عندما مات شقيقه الاصغر عبدالملك بالرغم من قوته و شبابه و بسرعه خياليه لدرجه انه طلب ماءا و عندما رجع يوسف تهمه بالكوز من الزير كان عبدالملك قد فارق الحياة فقال يوسف ( يعني ما كان ممكن يقاوم المرض لحدي ما اجيه راجع ، ناس ضعيفه ياخي ) . يوسف وهبه ميكانيكي يميل لونه الي البياض و هو ضخم الجثه و يسكن في الزقاق الموازي لشارع المورده في فريق ريد . و عندما كنت اقوم بطلاء باب الحديد في منزل صديقي مصطفي كوتبا جار خميس بنقز و هو اول من ادخل البنقز في السودان ، توقف الجوكر فقال له مصطفي ضاحكا ( قالوا يوسف تهمه امبارح جا ماري عليكم ) . و القصه ان يوسف تهمه دخل علي مجموعه من اولاد المورده و بعض الضيوف في اول الشهر و في اثناء لعب الورق ، و سكينه كانت باديه من تحت كم الجلابيه المرفوع و وضع القرجه علي راس فاروق وهبه و لمده طويله لم يتحرك اي انسان . و العرق كان يتجمع في ذقن فاروق و يسقط . و اخيرا جمع يوسف تهمه كل الفلوس و قال لهم ( انا طالع من سجن و بعد تلتله و تعب اللواء حمد النيل ضيف الله شغلني منجد بالمشاهره في المخازن و المهمات ، يوميه 40 قرش ، انتو هنا كل يوم كلمه طيبه ، اداك ، خش ... طويله ....قصيره . مافي زول يجي يوم يقول لي يا عم يوسف هاك ) . في نهاية التسعينات كان توئم الروح بله حزينا في العباسيه و ذكر لي في التلفون ان الموت قد غيب خيرة ابناء الحي في فترة قصيره و ذكر عبدالعظيم ابو سنينه و عبدالحميد عبدالقادر عمر الصادق شقيق الجنرال محمد عبدالقادر و حمد ود الحداد البناء و الذي كان شيوعيا و عاش في الصين لفتره . و هو الذي ايقظني في الصباح في يوم 25 مايو 69 ليقول لي ناس عبدالخالق عملوها . و رجب صهر بله و نصر جباره باك العباسيه ثم المورده ، و استدرك اخيرا و قال و قطيه كمان يا شوقي مات الله يرحمو . و عرفت انه يقصد الاخ عثمان الذي لقب بقطيه لانه كان ركيباً حريفا في لعب الورق . و قديما كان يقال لكل انسان يجيد لعب الورق قطيه . و لهذا كان قطيه شخصيه خرافيه في امدرمان . ادم قطيه اشتهر كرجل كسر منزلي . و كان متخصصا في كسر الدكاكين و كنا نسمع و نحن اطفال ان ادم قطيه يقبض علي الطبله المسوكره ليكسرها باصابعه . كما كان مخنجيا و يبيع البنقو في منزله شرق قبة الشيخ دفع الله او مستشفي التجاني الماحي .و كان يقال ان لكل رجل كسر طريقه خاصه و يستطيع رجل البوليس المتمرس ان يحدد من الذي قام بعملية الكسر . و الغريبه انني شاهدت العم ضرار ( شنب الروب ) و هو صول امدرمان المشهور و والد الاصدقاء و زملاء الدراسه في الكتاب و الثانوي حسن و حسين التيمان ، يحي ادم بود و ادم يقف و يرد علي التحيه باحسن منها . في احدي المرات و في سوق المويه لم يكف شخص من الكلام في القهوه بالرغم من تحذير ادم قطيه ، فصفعه ادم قطيه . فتدخل الناس و اصلحوا بينهم و اعتذر ادم قطيه لانه كان يواجه حكما بحسن السير و السلوك . فاصر الشخص علي الذهاب الي المركز . فتبعه ادم قطيه بالزقاق الطويل الذي يبدا من ميدان البوسته مارا بالبار نبيذ و بيره علي كيفك و صاحبه ابوستولو و ينتهي في شارع العرضه عند مركز الشرطه . و كان ادم يناشد المضروب بان لا يذهب الي الشرطه و عند نهاية الزقاق اقتنع ادم قطيه بان الشخص لن يغير رايه . و عندما دخلا المركز كان الشخص مغطي بالدم . و قال ادم لرجل البوليس ( يا امباشي ادي الراجل ده اورنيك ثمانيه . ) ، و عند السؤال مالو ، قال ادم داقينو و عند السؤال دقاهو منو ، رد ادم انا . ادم عندما اقتنع بان الشخص لن يغير رايه قال ( انا ادم قطيه يودوني السجن بي كف ، الناس تقول شنو ) . باب منزل ادم قطيه في الزقاق الضيق كان مخلعا . و كان مصنوعا من الخشب العادي في شكل الواح صغيره سبعه تمانيه . و في احدي الليالي المقمره دخل ادم الي الغرفه الداخليه ليحضر شيئا فطرق شخص الباب فقال صديقي و زميل الدراسه طه امام عبدالله ( اتفضل ) و ربما بطريقه عفويه . و دخل شخص ضخم القامه يرتدي عمامه ضخمه و بدأالحديث مع ابن عمتي عثمان عبدالمجيد علي طه . و فجأه يظهر ادم قطيه و يسال الرجل ( كيف تدخل بدون ما تدق الباب ؟) ، فقال الرجل ( انا ما دقيت لكن نقرشته ) . و كان الرد صفعه اطاحت بعمامة الرجل ( نقرشه اااه ،.ما ترفع عمتك دي خلي نور القمره دي يضربك في راسك . ) . و لم يتوقف الصفع و نحن في حالة ذهول . و اذكر بعدها ان طه قال ( الزول ده كعب ، ما نمشي ليه تاني ) . في 1964 كان ادم قد قبض عليه لان احد اللصوص قد ملاء حقيبه بما خف وزنه و غلا ثمنه . و بعد ان قفز من فوق الحائط طارده اهل المنزل . فالقي بالحقيبه تحت اقدام ادم قطيه الذي حملها و تقدم نحو اهل المنزل و ارجعها لهم . و وقتها كان ادم قد صار يسير بطريقه معوجه فلقد تعرض لطعنات هائله حطمت بعض ضلوعه . و عندما عرضت هذه القضيه علي قاضي جنايات امدرمان محمد صالح عبداللطيف زوج اختي ، سالني اذا كنت اعرف ادم . و ادم كان يقول بانه لم يكن شريكا و الا لجري هاربا . و عند السؤال لماذا لم يحاول الامساك باللص قال لمحمد صالح ( سعادتك ، اولاد النوبه ديل بجروا ذي القطر ، انا ما بقدر احصلهم ) . فطلبت من محمد صالح ان ياخذ الرافه بادم لان حالته الجسمانيه في السجن كانت ستجعل الكثيرين من اعدائه يفتكون به . قبل سنتين عندما كان دكتور عبدالمنعم بدري في زيارتي تذكرنا ادم قطيه و قال عبدالمنعم انه في ايامه الاخيره تدهورت صحته . و كان يجلس في طرمبة البنزين بالقرب من سينما امدرمان . و عندما يري ابناء امدرمان القدامي كان يرفع اصبعه مناديا فيترجلون و يعطونه ما يستطيعون ، و لم يكونوا يردون له طلبا ، رحمة الله عليهم و كلما اذكرهم وأذكر امدرمان ( تخنقني العبره ) . شوقي....

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]