المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2004, 07:56 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية

    محاولة لاستفزاز الذاكرة المدينية عندنا خصوصا انو المدن السودانية تستأثر بكثير من حميمية الريف

    أرجو ان اوفق

    المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية (1)
    الخرطوم ( بندر البنادر ) والمقرن المضاع
    المدن السودانية ، أليفة الملامح ، طاعمة ، دافئة ، تسكن قلوب ساكنيها وتخلق منهم وحدةً تكسر حواجز القبيلة والنسب ، وتكتب على نواصي ذاكرتهم حضورها المسكون بعمقها الحميم ، تاريخ انتمائها لهم ، شارعاً فشارع ، وملعباً فملعب ، و ( حيشان وأسواق شعبية وحلاّل ومواسم ) ، والمدينة السودانية تخص نفسها دائماً بلونٍ خاص وطعمٍ من آخر ما يشتهي أولادها ، ورائحةٍ أكثر ما تحرِّك أوتار الحس المتنازع بين البقاء والهجرة ، وتبقى لها أعمق سمة من سمات الريف القديم وهي النزوع – عن وإلى – البندر والبندر في السودان هو الخرطوم العاصمة ، وهذه السمة هي التي خلقت رائحة وطعم ولون هذه المدن ، فالمدينة السودانية محاولة لخلق عاصمة للقبيلة – مكانياً – يتناولون فيها وفيها فقط مسائلهم الحكومية والتي تشمل على كل ما يخرج من نطاق حواشيهم المترعة بالقمح والقطن والسمسم والبفرة والباباي ، وتبدأ من السكر والشاي والكبريت وتنتهي بتصديقات الدواوين المختلفة ، فتكون حتى مدينتهم جزءً رئيساً من وعيهم الباطن وامتداداً لفكرتهم حول البندر المطلق ( الخرطوم ) وفي ذلك تستوي كريمة وكادقلي وبارا وأمدرمان التي تأبى حتى الآن صفة المدينة ( ذات السيقان الأسمنتية ) وتظل تحتفي بشوارع ( ود درو ) عاشقة الحفر ، والظلمة ، المتصاعدة أحياناً والمتلوية أكثر الأحايين ولكنها تنزف عبق تاريخهم ومعنى وجودهم وارتباطهم بالنيل مجرداً من سلاسل التحديث ، وقيود العولمة ، يظل يراشق ضفافه كما يشاء برذاذه المتطاير ويمنح صائدي الموردة أسماكاً تعطي المكان رائحته الأبدية ويظل سوق الجلود رمزاً لصنعة اليد الحاذقة ، يشهر سلاح رفضه ضد الآلة والمصنع ، ورغما عن ذلك تبقى أمدرمان جزءً من البندر السوداني وجزءً من صعيد أهل السودان ، تدفن رأسها في الرمل حيناً ، وهي تمرُّ بين سوق العناقريب ورائحة الحبال والجلود المعطونة بأيادٍ حذقت فن التجليد ، وتمرُّ بسوق العيش تشبع رئتيها بغبار الحبوب المتصاعد ، وأذنيها بهمهمات الباعة وصهيل الخيول المنهكة ، وعينيها بصور الماضي الذي يصرّ على الحضور ، وتمرّ على أحياء ودنوباوي ، وبيت المال ، والملازمين ، فتقرأ في عيون أهلها محاولة ترييف المدينة الصاخبة في منازل تتجشأ جدرانها من قليل المطر شقوقاً تبقى لسنين معالم ومواضع تشعل المكان بانتماءٍ نفسي يغوص في روح المكان لصوقاً بذكرياتٍ وتداعيات وأحلام ، تدسّ الأمهات فيها أوراق وخطابات المغتربين ، وأبواباً تنسى تاريخ التقاء مصراعيها ، مفتوحة يرقد على جانبيها حنين الريف وهواء البساطة وأغنام الحي التي تسرح هائمةً على أوجه أصحابها تتسمع دندنات العود من بيت لبيت ، وأبيات الشعر مقهىً فمقهى ، وألحان أغنية الحقيبة التي شكّلت وجدان الأمدرمانيين من كثيرين ذابوا في ذات سرور وكرومة ، وظلَّت أمدرمان على ذلك تتقلب بين مؤيد ورافض لمقولة د. عبد الله حمدنا الله ( أمدرمان مدينة مصنوعة ) ولكنها تنتبه فجأة إلى غابات الأسمنت الممتدة التي تذكرها بتسلّط البندر على ثقافتها ، فتتقطر عرقاً من احتمال ضياع الريف الذي يربض مترقباً بداخلها حيال قدرة البندر على الانتشار في أوصالها مبنىً ومعنى ، ولأمدرمان هذه أحاديث خاصة ، نأتيها حين عشقٍ قادم ، ولكن اليوم أفرد جناح الحرف صوب مدينة ٍ لا يدعي الانتماء إليها أحد لأنها اختارت أن تكون بندراً مطلقاً لا يأتيه الريف من بين يديه ولا من خلفه ، وهو بعد يعدّ العدة لخنق النيل الحرِّ مطلوق السراح بجسور وكورنيش حديث يقطع كثيراً من أحاديث الوجد السابق بين الماء والضفة ، إنها الخرطوم العاصمة.
    الخرطوم ومنذ زمنٍ بعيد ظلّت تشتهر بابتعادها عن وجدان الشعب ، ظلّت في مخيلاتهم مدينة ( اللاءات ) فقط ، عندما يغنّون ، يغنّون لعجو المحس التقيل ، ومنقة كسلا ، وعروس البحر ، وعروس الرمال ، ولكنهم يغتربون في العاصمة ، غربةً وجدانية ، فالنيل عندهم رهين بوابات القصر ، والنقل النهري ، والضفاف عندهم لا تعني براحات جروفهم وشتولها الخضراء بقدر ما تحاط في أذهانهم بحساسية الوصول و ( ممنوع السير على الحشائش ) وطيور المقرن البيضاء لا تعرف جنةً أخرى ولكنها تشكو ضجة الجسور وقوارب الأندية المترفة التي تخيف أمواج النيلين الهادئين ، وعندما جلس ( معاوية نور ) القرفصاء على ضفة النيل الأزرق من جهة الخرطوم وهو يطالع مقرن النيلين ، أمامه ، ومدينة الخرطوم بحري التي تقف بخجل ضفافها وعبق ذكرياتها واحتدام أحلامها في جوف يحنُّ إلى جزيرة توتي ، تقف خجلى خلف قصر الصداقة المهيب ، تقع على يمينه ، وأمدرمان القرية الكبيرة على شماله ، وجزيرة النور والمعنى وأشجار الليمون والبرتقال والبنطون الذي بات يشكو تحرشات صغار القوارب ، جزيرة توتي أمامه ، قال إنه يحتاج لبروست آخر ليشرح ما في وعيه المستتر ، إنها مكونات الحياة والجمال ، كانت أبواق السفن القريبة جزءً من ذاكرته المسكونة بنداءات الباعة وتلال القرع البلدي وجوالات الجرجير التي تنضح ماء وخضرة ، والخرطوم اليوم غربةً ثقافية ، يجئ إليها الشمالي ممكوناً بجراح وتمزقات خاطره حيال ما خلّف وراءه من حياة ، ينقرش طنبوره فتتفتح ورود الفول على ضفاف القرير الرائعة ، وترسم صفحة النيل أغنياتٍ خالدة تشارك القماري أعشاشها وتخطو على شوارع القلوب المفتوحة.
    شوفي الزمن يا يمة ساقني بعيد خلاص ... جرعني كاس ... دردرني واتعذبت يا يمة ... وريني الخلاص …. وينتحبون
    حمدي سافر جنس سفرة ... مالي حلق الحلة عبرة ... خلّ طين عضمين وتمرة
    ويجئ إليها أهل الغرب فتصفعهم أهواء الواقع الجديد ، يبكون زمانات ( ساورا ) وشلالاتها وزهور جبل مرة ذات الألف لون ، ومنقة أبو جبيهة ، وألبان ( كاس ) ، وريفها ، يمشون على أطراف الجبل بذاكرتهم وجباههم المصرورة في غير ما زعل والمطلوقة في أوجه القادمين ، يشترون بالتعريفة في زمنٍ يمارس فيه الجنيه النكوص على أعقاب قاتليه المترفين ، يهوّمون في أنحاء العاصمة غريبي الوجه والثقافة ، منهوكي القدرة على تحمّل آلام غربتهم الجديدة فيبكون : دارفور بلدنا ... رجِّعنا نعمل .... نزرع نعلى شانا
    ويهم أهل الشرق بالموت وهم يشتاقون لماءٍ تقتله الرائحة والطعم واللون ، ويتوضئون به ( في أمانة الله ) يندس في ( قربةٍ) واهنة في خلوات ( مسمار ) الواسعة ، يتحين ( قيطان ) عراريقهم أي مرورٍ أمام أحد الدكاكين ليتكرف فقط رائحة الصابون ويعود لشظف اتساخه ، فقط يبكون أيام وقوفهم على رجلٍ واحدة يستعرضون أيديهم على ( سفروقٍ ) يتعارض على كتوفهم ليطالعون ركاب القطارات ، ويستفزون أهل الشمالية القادمين من ( حش التمر ) بأن يبيعونهم البلح في محطاتهم ( البلح الحلو ) ويبدلون الحاء بهاء باهتة ، يلخصون الحياة كلها في ( فنجان جبنة في شمالو يسوى الدنيا بي حالو ) يحلِّفون اللوري أن يمنحهم فقط ( بوري ) وفي العاصمة يسحقهم الضجيج.
    ولكن الخرطوم ظلّت أغنيتهم الوطنية يتحدون معها وحدة كاملة وهم يحلمون بالسودان الواحد ، تعبّر عنهم جميعاً وتحتويهم
    يا خرطوم مين سلبك حلبك ، زنجك ، نوبتك ، بجتك ، عربك يا خرطوم
    مين الصلبك فوق الطلحة …… (ويدعون النقاط تفتح أسئلةً أخرى)
    هي نسيج السوداني الأوحد الذي خلق من دليب الشايقية ومردوم الغرب وباسنكوب الشرق وكمبلا الجنوب ، سبحة عشقٍ سودانية يسبّحون بها أطراف الليل وآناء النهار ، وجودهم الثقافي المتنوّع الذي تشكّل وحدةً واحدة وغنّوا معه
    غنّي يا خرطوم غنّي شدّي أوتار المغنّي ... ضوّي من جبهة شهيدك أمسياتك وإطمنِّي
    وكلما لفحتهم هجاير الغربة والمهجر كلما نشدوا سودانهم الصغير الخرطوم
    الناس يسألوني .. وأسأل غير ي عنك
    سبب الفرقة نحن ... واللا أسبابا منّك
    ليه الغيبة طالت .... ليه يا المشتهنّك
    الخرطوم بدونك ... ضهبانة وتفتّش لي واحات عيونك
    وعندما تحدّث سيد أحمد الحاردلو الدبلوماسي الشاعر ، في قصيدته عن الثائر الأفريقي الكبير ( لوممبا ) احتشد السودان كله في الخرطوم المدينة التي لا تعرف الظلام ، ويبدو أن التجاني يوسف بشير هو الوحيد الذي غازل الخرطوم وهو يراها كالزهرة المونقة ، وحتى عندما غناها أبو العلا مع سيد خليفة كان يعني السودان.
    ولأنها آلت على نفسها تحمّل رسالة العبء السوداني كاملاً ، لم تشكو يوماً من كثرة الباكين فيها على أحلامهم الدفينة ، ولكنها ظلّت تباكي الجميع وتحاول أن تجفّف الدمع عبر ذوبانها في اسمٍ واحد مع أمدرمان وبحري – القريتين الكبيرتين – ( العاصمة المثلثة ) لتمنح نفسها بعضاً من عافية الريف ، وتنشد أن يأتي يوم يحنّ إليها فيه جيلاً من الأبناء ضيّعهم المهجر خارج السودان أو في إحدى مدنه المتناثرة هنا وهناك بعيداً عنها ، مثلما حنّوا لأمدرمان وغنّوا
    من فتيح للخور للمغالق ... قدلة يا مولاي حافي حالق
    بالطريق الشاقّي الترام
    ما هو عارف قدمو المفارق ... يا محط آمالي السلام
    وتشتاق إلى زمانٍ يحنّ إليها فيه حتى أبناء الريف الذين غنّوا
    حبّيت عشانك كسلا ... خلّيت دياري عشانك
    وعشقت أرض التاكا ... الشاربة من ريحانك
    وإلى أن تفّك الخرطوم من يديها قيد اتصافها بـ ( بندر البنادر ) ، وتحلّ رهان نيلها حتى يصافح رذاذه ساكني الجريفات والكلاكلة وإلى أن يحنّ أبناؤها البعيدين عنها ويبكون ( أحنّ إلى خبز أمي … وقهوة أمي … ولمسة أمي ) ستظل فقط تفاخر بأنها مدينة اللاءات الثلاث في عالمٍ أدمن كلمة نعم.

    أسامة معاوية الطيب
                  

العنوان الكاتب Date
المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-17-04, 07:56 AM
  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-17-04, 08:01 AM
  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية mahdy alamin07-17-04, 08:48 AM
    Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-17-04, 10:40 AM
      Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-17-04, 10:44 AM
        Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-17-04, 07:38 PM
          Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-17-04, 07:41 PM
            Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية osly207-18-04, 03:38 AM
  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية Abdalla Gaafar07-18-04, 03:45 AM
    Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-18-04, 03:59 AM
  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية Ibrahim Algrefwi07-18-04, 03:54 AM
    Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-18-04, 04:06 AM
      Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية osly207-18-04, 04:14 AM
        Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-18-04, 04:29 AM
          Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-18-04, 05:32 AM
            Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-18-04, 12:35 PM
              Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-20-04, 04:47 AM
                Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية mohammed alfadla07-21-04, 02:56 AM
                  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-21-04, 06:35 AM
  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية mahdy alamin07-21-04, 01:46 PM
    Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-21-04, 09:56 PM
      Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية mohammed alfadla07-23-04, 03:49 AM
        Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-23-04, 09:44 AM
          Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية osly207-24-04, 07:43 AM
            Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-25-04, 04:26 AM
              Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية حبيب نورة07-25-04, 05:34 AM
                Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-25-04, 09:30 AM
                  Re: المدن السودانية أرياف تقتحمها المدنية أسامة معاوية الطيب07-26-04, 09:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de