الزنوجة "جولة في روايات إفريقية"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2004, 09:02 AM

Solara_sabah


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزنوجة "جولة في روايات إفريقية"


    لم تعترف الكولونيالية في يوم من الأيام بالثقافات الزنجية أو بالثقافات الأخرى التي لا تنتمي للعالم الغربي الكولونيالي، بل عملت على تدميرها دون أي شعور بالذنب.‏
    وقد نجح الاستعمار في جعل بعض الأفريقيين يحتقرون ثقافاتهم ويقتنعون بأنه لم يغزوهم إلا ليحضّروهم، ويقصد بالطبع الحضارة الغربية المهيمنة.‏

    وقد عبر الرئيس الفرنسي "بول دومي" 1931 بكل وضوح عن هذا الموقف بقوله: "ولكن، في الواقع، إذا ألقيتم كلمة حضارة على الأرض وإذا تخليتم أو قوّضتم هذا المفهوم فبماذا يمكن أن نبرّر وجودنا في المستعمرات".‏

    الزنوجة هي رفض لهذا الموقف الاستعماري من الحضارة الأفريقية وهي كما قال "سارتر" فإن الزنوجة هي رفض لرفض الزنجي".‏

    الزنوجة هي إذن إثبات للذات. إثبات سياسي، أولاً. يريد الزنجي أن يكون صاحب حق كامل وليس على الهامش وهي إثبات ثقافي، ثانياً. يريد الزنوج الأفارقة إظهار ما للثقافات التي طالما تجاهلتها القوى الاستعمارية واحتقرتها وحاولت تدميرها من جمال وقوة وعظمة وقيم وفي نفس الوقت يمرّرون ما يرونه صالحاً من هذه الحضارة الغازية التي يتحدثون عنها.‏
    يدور الأدب الأفريقي الزنجي إذن حول هذين المحورين الأساسيين وهو أدب ملتزم منذ ظهوره، فقد كان التعبير والمحرك للنضال ضد الاستعمار والمُدافع عن القيم الأفريقية التقليدية والمتصدي لغزو ولهيمنة الحضارة الغربية، وهو ما زال وفياً لهذه التوجهات مع فضح الانتهازيين الذين أفرزتهم الأنظمة الجديدة ووصف الواقع الجديد لأفريقيا بعد الاستقلال والمطالبة بالحريات وبالعدالة الاجتماعية والديمقراطية التي صادرتها الأنظمة الجديدة.‏

    1 ـ الطفل الأسود لكمارا لاي (غينيا)‏

    تعتمد هذه الرواية السيرة الذاتية. المؤلف يروي لنا سنوات طفولته وشبابه.‏
    لاي. طفل صغير يلعب قرب كوخ أبيه في "كوروسا" إحدى مدن غينيا العليا.‏
    تكنُّ له أمه محبة عظيمة، ورغم هذه المحبة تعاقبه عقاباً صارماً عندما وجدته يلاعب ثعباناً وأمرته بقتل الثعابين إلا ثُعباناً صغيراً أسود اللون يراه يزحف بهدوء وطمأنينة نحو كوخ أبيه. هذا الثعبان هو ملهم أبيه الذي يعتبر أحسن وأمهر صائغ في الجهة وحاز إعجاب الجميع وخاصة لاي الذي اندهش عندما شاهده يضع حلية من الذهب في ورشته.‏
    كان لاي محاطاً برعاية العائلة ينعم بمحبتها طيلة هذه الحقبة. كان يزور في بعض الأحيان جدته فيفرح به الجميع ويشاركهم جني صابة الأرز. أم لاي امرأة ذات مكانة وصاحبة نفوذ في "كوروسا" المدينة الصغيرة، ولها قدرات سحرية تستغلها لتقديم بعض الخدمات لجاراتها فتزداد محبة وتقديراً.‏
    يتعرض لاي وأصدقاؤه في المدرسة القرآنية لمعاكسة وقسوة "الكبار" فيثور لاي وصديقه "كوباتي" ويُعلمان أبويهما، فكانت هذه أول خطوة في طريق التحرّر ويتدخل أبو لاي فينقل مدير المدرسة. في هذه الفترة يحب "فانتا" صديقة أخته.‏
    بعد ذلك يأتي زمن "كوندن ديارا" اختبار الشجاعة الأول الذي يخضع له الأطفال قبل الدخول إلى المدرسة. يطلق الكبار كل ليلة زئيراً يشبه زئير الأسود لترويع الصغار وتدريبهم على الشجاعة قبل الختان الذي يدخلهم عالم الكبار وبجد اجتياز هذا الاختبار يخرج لاي من عالم الطفولة، فيشعر أن علاقته بأمه قد تغيرت.‏
    عندئذ يغادر لاي "كوروسا" لمتابعة دراسته بمعهد كوناكري الفني فيعيش بين أهل أبيه الذين يستقبلونه بحفاوة، وهناك يعمل يجد فينال شهادة الكفاءة المهنية بتفوق فيذهب إلى فرنسا لمواصلة الدراسة.‏
    يعود إلى "كوروسا" فيحضر موت "الشيخ" صديق طفولته بمرض عضال غير معروف فيقرر العودة مع "ماري" إلى باريس رغم حزن أمه.‏
    لكمارا لاي: ولد سنة 1928 في "كوروسا" بغينيا العليا وتوفي سنة 1980، شبّ وسط مجتمع تقليدي مسلم ودرس بالكتاب ثم أكمل دراسته بالمدارس الحكومية وبكلية "كوناكري" الفنية. نال منحة لدراسة الهندسة في فرنسا. وسافر رغم اعتراضات أمه. ثم درس الفنون على نفقته الخاصة. وفي تلك الفترة كتب روايته "الطفل الأسود" التي نالت الإعجاب وتحصلت على عدة جوائز وترجمت إلى عدة لغات.‏

    2 ـ الزنجي الشيخ والوسام لفردينان أويونو ـ الكامرون‏

    "ميكا" شيخ زنجي، مسيحي طيب حدّ السذاجة، وهب أراضيه للبعثة المسيحية الكاثوليكية التبشيرية وقدم ولديه للوطن الأم فرنسا.‏

    يعلم أن السيد الأبيض سيقلده وساماً يأتي من فرنسا يوم 14 جويلية فيفرح ويشاركه الجميع فرحته، يصل خبر الوسام إلى صهره الذي يسكن قرية أخرى فيفرح ويفكر أنها نهاية متاعب العائلة ونهاية الأعمال الشاقة والمرهقة فيحمل الهدايا ويقود زوجته تيسا ويذهبان لزيارته.‏
    يريد الحاكم المدني الأبيض أن يكون الحفل بهيجاً فيضع الإدارة والجيش في حالة استنفار قصوى فيعتقد بعض الأهالي أن الحرب قد قامت.‏
    يشتري الشيخ كسوة جديدة ويرجع إلى منزله فيجد الكثير من الأهل والأصدقاء جاءوا لتهنئته بهذه المناسبة. يرتدي "ميركا" الكسوة الجديدة فيجد أنها كبيرة جداً ثم يغسل حذاءه القديم ويملؤه رملاً وينتعله.‏
    ينتظر" ميركا" الوسام تحت شمس محرقة متحملاً آلام رجليه وأخيراً يُمنح الوسام فيخرج مزهواً.‏

    يشرب كثيراً فيفقد وعيه ويضيع الوسام، وفي طريقه إلى منزله تعترضه الشرطة فتشتبه في أمره وتقبض عليه وترمي به في السجن مع المجرمين وتسيء معاملته، وفي السجن يعود إليه وعيه ويتذكر دخول البيض الغزاة فيعرف أنه ضحية سذاجته منذ يوم تعميده "اليوم الذي أصبحت فيه عبداً" يتعرف عليه ضابط الشرطة فيطلق سراحه ويعده بوسام آخر. يخرج "ميركا" من السجن بعد أن تغير رأيه في أوروبا والأوروبيين. يستقبله أهله وجيرانه ساخرين من البيض فيوزع عليهم الخمر ويودعهم قائلاً: "البيض هم دائماً البيض... ربما يأتي يوم..." ولكن عندما يبقى مع صهره الذي يسأله عن رأيه في قريتهم يجيبه بأنها لا تهمه ويقول بصوت منخفض، "أنا الآن شيخ هرم".‏

    فردينان أيونو ولد سنة 1929 بالكاميرون. انفصلت والدته عن أبيه وهو ما زال طفلاً فاضطرت للعمل بالخياطة في المنازل كي تعول صغارها وعمل خادماً في كنيسة المبشرين. يرسله أبوه إلى فرنسا لإكمال دارسته، وفي باريس درس القانون والاقتصاد والإدارة.‏

    3 ـ زنجي في باريس لبرنار داديي ـ ساحل العاج‏

    رواية "زنجي في باريس" رسالة طويلة يرسلها "تانو برتين" موظف بمنظمة أفريقيا الغربية الفرنسية لصديقه يطلعه فيها على ما يراه ويلاحظه ويشعر به في زيارته إلى باريس التي استغرقت خمسة عشر يوماً.‏

    يفرح كثيراً عندما يعرف أنه أخيراً سيزور باريس هذه المدينة التي طالما حلم بها. قرّر أن لا يغمض عينيه طيلة هذه الفترة حتى يعرف ويستوعب هذه المدينة العجيبة. يأخذ الطائرة ولكن في داكار تظهر بعض المشاكل ولكن مضيفة طيبة تجد له مكاناً وبعد ساعات يطأ أرض باريس.‏

    يمكث "تانو برتين" خمسة عشر يوماً يجول بصره على الناس وعلى الأشياء بسذاجة خدّاعة. يصف الفرنسيين (في السيارة... وفي المطعم... وفي الميترو... وفي الشارع... وعلى الطاولة... وفي الكنيسة...) وفي أغلب الأحيان تمتزج الحكايات التي حشوا بها دماغه عن باريس بما يراه.‏

    يصيبه الذهول في بعض الأحيان عندما يقارن ما يراه بواقع أفريقيا (محبة الأطفال، هيمنة الفكر الغيبي... السحر والشعوذة... قسوة الماضي... الفقر...) وبما يراه (حرية التعبير...).‏

    يذكر أنه يكون في بعض الأحيان ضحية بعض السلوكات العنصرية (النادل الذي يرفض أن يقدم له ما يطلب... أو في النزل...) ولكن بصفة عامة كان الاستقبال جيداً.‏

    هذا الالتقاء بحضارة أخرى دفعه إلى النظر في واقع مسقط رأسه أفريقيا محاولاً استشراف مستقبلها.‏

    برنار داديي" ولد سنة 1916 بساحل العاج، هو أغزر الكتّاب الأفريقيين إنتاجاً، متعدد الجوانب، فقد كتب الشعر والمسرحيات والقصة القصيرة والنقد والمقالة والرواية. درس بالمدارس المحلية في ساحل العاج ثم التحق بمدرسة وليم بونتي للمعلمين بالسنيغال سنة 1933 ونال منها دبلوماً في الإدارة. عمل بعد تخرجه بالمعهد الفرنسي لأفريقيا السوداء. ساهم في الحركات الوطنية وعرف السجن وهناك كتب أول قصيدة في حياته.‏

    4 ـ نتف خشب الله. لسمبان عثمان ـ السنيغال‏

    تروي رواية "نتف خشب الله" وقائع إضراب عمال السكة الحديدية "داكار ـ النيجر" (خط حديدي يربط داكار بباماكو) وتدور أحداث هذه الرواية في داكار وباماكو وتياز (قرية في السنيغال).‏

    العنوان يشير إلى "الرجال" ملمّحاً إلى الاعتقاد بعد نتف الخشب عوضاً عن الرجال حتى يبقوا على قيد الحياة وتنهض الرواية على حدث حقيقي وهو الإضراب الذي تواصل من 10 أكتوبر 1947 إلى 19 نوفمبر 1948.‏

    قررت نقابة السكة الحديدية الإضراب، فتدخّل الجيش فسقط ثمانية قتلى، حاول المسؤولون الأوروبيون شراء ذمة الناشطين في النقابة، ورفض التجار البيع للعمال بتأجيل الدفع ونفد الماء ولكن الإضراب تواصل.‏

    تعكر الحوادث الكثيرة الحياة في باماكو وداكار وتياز المواقع التي وقع فيها الإضراب...‏

    "ديارا" المراقب يواصل عمله فيحاكم من طرف المضربين وتواجه النساء الشرطة ويقوم الشبان بأعمال عنف تكون مصدر قلق وخوف الأوروبيين.‏

    تفشل المفاوضات فينظم المضربون تجمعاً ويطلقون صيحة استغاثة، ويطلبون مساندة عمال القطاعات الأخرى فيستجيبون للنداء ويكون الإضراب العام.‏

    وبعد أن تتفاقم الأوضاع تنجح المفاوضات ويرجع العمال إلى أعمالهم.‏

    سمبان عثمان، روائي وسينمائي ولد سنة 1923 بالسنيغال لأسرة فقيرة مسلمة تعلم بالكتّاب وبمدرسة فرنسية، ترك التعليم مبكراً (في الخامسة عشر من عمره) واحترف صيد السمك كأبيه ثم انتقل إلى داكار وقامت الحرب العالمية الثانية، فجند بالجيش الفرنسي وانضم إلى القوات الفرنسية المتحاربة في إيطاليا وألمانيا، وبعد الحرب اشتغل حمالاً بميناء مرسيليا وصار زعيماً نقابياً لعمال الميناء وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، ولما استقلت بلاده سنة 1960 تفرغ للكتابة والسينما.
    ــ





    ساسي حمام- تونس‏


    (عدل بواسطة Solara_sabah on 07-18-2004, 09:16 AM)

                  

07-18-2004, 09:21 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوجة "جولة في روايات إفريقية" (Re: Solara_sabah)

    شكرا على هذا الغذاء الممتع..

    ياسر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de