|
استراحة للجميع : حميمية الرسائل المكتوبة
|
أيها الأخوة الأعزاء سلام
لقد كانت تمثل الرسائل المكتوبة في الماضي القريب من أهم وسائل
التواصل بين الأهل والأصدقاء والعشاق، فما أن تستلم رسالة من أحد
أقاربك أو أحد أصدقائك أو من الحبيب فتكون في حالة من الشوق والفرح
إلى أن تفض الرسالة وتقرأ ما بها، لأنك تكون في شوق شديد لمعرفة ما
تحمله الرسالة من أخبار تود معرفتها وتود الاطمئنان على كاتب
الرسالة.
أما رسائل الأقارب تقريبا تجدها ذات طابع واحد ومتعارف عليه فتبدأ
بالتحية المعهودة وهذه العبارة التي غالباً ما نسطر بها رسائلنا وهي
( أما إذا دار محور السؤال عنا فنحن بخير لا ينقصنا شيء سوى رؤياكم
الغالية).
وكان هناك عديد من الناس لديهم هواية كتابة الخطابات الطويلة التي
لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا تخطها أيديهم لأنهم في المقابل يودون
عندما يأتيهم الرد أن يكون في مثل خطابهم .
أما رسائل العشاق فهي لها وقع خاص في نفسك فإذا أتتك الرسالة من
حبيبك تختلي بنفسك حتى لا يلاحظ الناس تأثير الرسالة عليك وأنت
تتابع قراءة سطورها بنهم وشوق شديدين ، وكان هناك ورق خاص لكتابة
مثل هذه الرسائل فتجده مزخرفا ومنقوشا وحتى الشخص عندما يبدأ
بتسطير رسالة الحبيب فهو يختار العبارات المنمقة والتعبير اللطيف
وتجده يحاول قدر المستطاع أن يكون خط الرسالة أنيقاً وجميلاً حتى يترك
انطباع جيد لدى الطرف الآخر .
ونجد أن الرسالة كان لها حضور مميز في أغنياتنا فمثلا نجد أغنية
الفنان الرائع الأستاذ صديق عباس :
عبر الأثير بكتب حروف لست هوايّ وأرسلها
تلقاها من مخلص عزيز تنزل دموعها تبللها
تقراها لآخر حرف وتبداها تاني من أولها
وأيضا أغنية الفنان الراحل المقيم أحمد الجابري :
من طرف الحبيب جات أغرب رسائل
بحكي عتابو فيها قال ناسينو قائل
بدل أشواق ومحنة ترسل لي مظنة
كلام يجرح شعوري وما يريح ضميري
وكذلك الفنان الأستاذ صلاح مصطفى في رائعته :
أكتب لي يا غالي الحروف
وهناك كثير من الأغنيات التي تغنت بشتى أنواع الرسائل من الوله
والحب والعتاب، والحبيب عندما يكتب لمحبوبته فإنه يختار في بعض
الأحيان بعض الأبيات الشعرية ويستشهد ببعض المقاطع الغنائية ، لأنه في
بعض الأحيان يحس بأن الشاعر يقصده هو بهذه القصيدة لأنها تمثل بالضبط
حالته التي هو فيها ، لذلك ارتبطت بعض الأغنيات بأذهاننا لأنها تصادف
الحالة التي نكون فيها، وبعد مرور الوقت وعندما نسمع هذه الأغنية
ترجع بنا الذاكرة إلى ذلك الموقف المعين ونسترجع تلك الذكريات
الطيبة والجميلة.
أما الآن وبعد أن تعددت وسائل الاتصال سواء كان عن طريق الهاتف أو
الإنترنت أو الجوال ورسائله لكن تظل حميمية الرسائل المكتوبة لا
يمكن الاستعاضة عنها .
فياليت لو شاركتموني ببعض أحاسيسكم حين استلام أو إرسال
الرسائل .
|
|
|
|
|
|