|
راى صحيفة [الاهرام]....خيار السودان الوحيد..هل يمثل الموقف المصري الرسمي
|
قضايا و اراء 42950 السنة 127-العدد 2004 يوليو 10 22 من جمادى الأولى 1425 هـ السبت
راى الاهرام خيار السودان الوحيد لم يعد أمام حكومة السودان خيار آخر سوي الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي لإنهاء مأساة إقليم دارفور بعد أن انضمت الدول الأفريقية إلي الدول الغربية, خاصة الولايات المتحدة, في المطالبة بنزع أسلحة الميليشيات العربية المسلحة في الإقليم, وفتح الممرات لإمدادات الإغاثة والدخول في مفاوضات جدية وعاجلة مع المتمردين لحل المشكلة بصورة نهائية. فقد طالبت القمة الإفريقية حكومة الخرطوم بالتحرك بسرعة للسيطرة علي الوضع الأمني في دارفور وتوسيع نطاق صلاحيات قوة الحماية الأفريقية المقرر انتشارها في الاقليم لتشمل حمايةالمدنيين إلي جانب حماية المراقبين الأفارقة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وفي الوقت نفسه يبحث مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكيا بفرض عقوبات علي قادة الميليشيات المسلحة وحظر وصول السلاح إليهم, وفرض عقوبات مماثلة علي الحكومة إذا لم تنفذ تعهداتها خلال30 يوما بنزع أسلحة الميليشيات وفي مقدمتها الجنجويد المتهمة بارتكاب فظائع ضد المدنيين من بينها القتل والتدمير والإحراق والاغتصاب. ويبدو أن المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن لن يتوقف عن تضييق الخناق علي حكومة السودان حتي ترضخ لمطالبه. فقد تحولت مشكلة دارفور إلي قضية دولية بسبب تشريد أكثر من مليون من أبناء الإقليم وفرار نحو130 ألفا آخرين إلي تشاد في ظروف غير إنسانية الأمر الذي يخشي معه المجتمع الدولي أن تتكرر مأساة مذابح رواندا الجماعية التي راح ضحيتها نحو مليون شخص عام1994 نتيجة تقاعس الأمم المتحدة عن حمايتهم وهو ما اعتذرت عنه بعد ذلك بعشر سنوات.
ولأن العقوبات ستضر بالشعب السوداني وحكومته معا, فيتعين علي الحكومة أن تتحرك بسرعة لتنفيذ مطالب المجتمع الدولي وإعادة بناء ثقة العالم في سياساتها. فماذا يضيرها إذا تم توسيع صلاحية القوة الإفريقية لتشمل المدنيين؟ علي العكس سيساعد ذلك القوات الحكومية علي السيطرة علي الأوضاع في الإقليم وإعادة الاستقرار والأمن لتشجيع اللاجئين والمشردين علي العودة إلي ديارهم وبذلك تتفادي العقوبات واللوم الموجه إليها من كل الجهات, ولكي يتعاون الآخرون معها في إيجاد حل نهائي للمشكلة.
|
|
|
|
|
|