|
|
 Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة (Re: محمد عبدالرحمن)
|
السلام في السودان بقراءة إستيفن واندو
حسن أحمد الحسن / واشنطن
[email protected]
عقدت الحركة الشعبية فرع واشنطن ندوة للتعريف بأتفاقات السلام التي أبرمتها مع الحكومة السودانية في نيفاشا ولجلب التأييد لهذه الإتفاقات. تحدث في الندوة نفر من قادة الحركة وحلفائها في واشنطن شارحين أبعاد الإتفاق الذي إعتبروه نصرا لفكرة السودان الجديد الذي تبشر به الحركة وإنتصارا لخطها النضالي الذي حملت السلاح من أجل إنفاذه .
كان من بين المتحدثين سفير الحركة في واشنطن ومدير مكتبها الذي لعب دورا مقدرا من خلال نشاطاته وصلاته في تعزيز ودعم التعاطف والمساندة للحركة سواء في أوساط الإدارة الأمريكية أو قطاعات المجتمع المدني الأمريكي ومنظماته وكنائسه وتياراته الضاغطة والقريبة من دوائر صنع القرار . بدا السيد إستيفن واندو واثقا من عباراته ومتعاليا علي الحضور بأنتقاداته الحادة التي شمل بها القوي السياسية الشمالية في معرض رده علي بعض التساؤلات حيث نالت أحزاب الأمة والإتحادي والشيوعي مالاتستحق من حليف آثرته هذه القوي علي نفسها رغم خصاصتها, بكل أنواع الدعم والمساندة قبل ومنذ العام 1990 الذي إنضمت فيه الحركة للتجمع الوطني وحتي لحظة التوقيع علي بروتكولات نيفاشا تاريخ بدء شراكة الحركة العملية مع المؤتمر الوطني .
لقد إختار السيد واندو المدخل الخاطيء وهو يحاول تبرير إعطاء الحركة ظهرها لحلفائها الذين لايزال البعض منهم يعيش في وهم حلفه الإستراتيجي معها . فحينما سئل عن مدي جدية الحركة في قضية التحول الديمقراطي وعن رأيه في إذاما حققت القوي السياسية الرئيسية التي همشها الإتفاق نصرا في الإنتخابات العامة المذكورة يخولها مراجعة الإتفاق , قال واندو بلسان حاد إننا لانقبل أن تعطينا أحزاب الأمة
والإتحادي والشيوعي دروسا في الديمقراطية وقال إن هذه الإحزاب هي سبب الإزمة في السودان . وقال إن ماحققته الحركة من إنجاز بأعتبارها التنظيم الوحيد الذي يمتلك القدرة والتنظيم والكفاءة سوف لن تسمح بما يعرضه للخطر وقال إذا قامت إنتخابات عامة وأفرزت قوي جديدة خارج طرفي الإتفاق فإننا سنلتزم فقط بقدر إحترامها لهذا الإتفاق وأشار الي أن الحركة تحملت الكثير من الثمن في الحرب دون أن تقوم القوي الأخري بدورها فقد دفعت الحركة بالآلاف من قواتها في الجنوب والشرق في حين عجزت الأحزاب مجتمعة في تكوين لواءوآحد .
وقال إن الحركة ذهبت الي جبال النوبة والنيل الأزرق وغيرها تدعو للسودان الجديد فلم يستجيب إلا القليل . وحاول السيد واندوأن يبرر ثنائية الإتفاق مع الحكومة بالحديث عن ضعف القوي الأخري وعدم إستجابتها للدعوة والداعية بما يستحق من تمام الولاء والتسليم دون أن يجد قدرا من الموضوعية في إعطاء هذه القوي بعضا من الإنصاف علي الأقل لدور (المغفل النافع ) الذي قامت به دعما ومساندة للحركة منذ منتصف الثمانينات وهو الدورالذي مكن الحركة سياسيا ودبلوماسيا بل ساهم في تطبيع دورها علي مستوي الحركة السياسية السودانية وعلي مستوي العلاقات الإقليمية لاسيما العالم العربي الذي كان ينظر للحركة كحركة عنصرية ذات إرتباطات بإسرائيل.
ورغم المداخلات التي حاول بعض الحضور من خلالها إنتقاد الإتفاق من زاوية غض طرف الحركة عن مايعرف بتطبيق قوانين الشريعة في الشمال ووضع العاصمة القانوني وهي المداخلات التي بدت كنوع من الإستجداء الذي عزز مدخل واندو الإستعلائي في الحديث إلا أن ذلك لم يغير من محصلة الندوة التي كشفت عن أبعاد قراءة بعض قادة الحركة لإتفاق نيفاشا وهي القراءة التي تعزز مزيد من القلق والمخاوف من هذا النوع من الإتفاقات الثنائية مالم يتم تدراكها وتصحيحها بوعي أكبر ونظرة إستراتيجية لمستقبل السودان . لقد إستشعر بعض عقلاءمن أنصار الحركة ممن عدم لياقة أسلوب واندو لكن لم يكن الإعتذار ليقلل من حجم عنف العبارات التي زادت من حجم الضبابية وذهبت الي عكس ماترمي اليه الندوة التي كان جل حضورها من السودانيين من غير أبناءالوطن من الجنوب.
ولم تنحصر ألسنة متحدثي الحركة الحداد علي منظومة القوي السياسية الشمالية فحسب بل إمتد الهجوم الي الدور العربي المتواضع الذي يحاول أن يجد له موطيء قدم لأحداث نوع من التوازن المفقود فهاجم السيد إستيفن واندو دور الجامعة العربية وقال لماذا هذا الدور الآن بالذات ؟ ووصف السيد عمرو موسي بأنه كان دائما داعما للحكومة وأجندتها وأضاف إننا نتسائل عن مغزي تحرك الجامعة العربية الآن مشيرا الي أن الهدف ليس بالضرورة لصالح الجنوب أو الحركة ملقيا بجراب من الإستفاهامات حول هذا الدور الي يعتبره جل أهل السودان ضروريا ولازما لإعادة التوازن المطلوب لإستدامة السلام وجدواه وهو مالم يفهمه السيد واندو الذي ينظر الي تاريخ السودان ومستقبله فقط من خلال منظار أيديولوجية السودان الجديد التي تقوم فلسفتها علي نقض ماهو قائم من وجهة نظر واحدة .
قد يكون السيد إستيفن واندو محقا في تقييمه للقوي السياسية الشمالية التي عولت كثيرا علي الحركة وراهنت عليها منذ مطلع التسعينات فقدمت الحركة علي أولوياتها التنظيمية وبناء قدراتها الذاتية لإعتقادها بأن ماتم الإتفاق عليه في أسمرا عام 95 كافيا لأخذ إلتزام الحركة الذي قطعته علي نفسها بالعمل الجماعي من أجل برنامج وطني جامع مأخذ الجد من أجل تحقيق السلام العادل الشامل وتحقيق التحول الديمقراطي المفعم بالحرية في وطن يتسع للجميع وتقوم فيه الحقوق والوجبات علي أساس الحقوق المتساوية بين المواطنين دون تمييز.
ويبدو أن معظم هذه القوي قد أدركت الآن رغم إعلان دعمها لأي إتفاق يوقف الحرب ويعزز من فرص الحوار أن ماتريده الحركة منها هو مجرد الدعم والمساندة وإطلاق التصريحات لماتريد وترضي دون أدني إلتزام من ناحيتها خاصة وأن هناك بعض الزعماء الذي يتحدثون بمناسبة وغير مناسبة عن تحالفاتهم الإستراتيجية مع الحركة وهو مايثير الضحك حتي في أوساط الحركة نفسها وهي تحالفات شكلية خالية من الإلتزامات بل لاتعدو عن كونها ضرب من الوهم المجاني وبالطبع فإن المنحي الذي تتخذه الحركة وتجده في لحن القول عند بعض قادتها والذي يتجاوز حقائق الواقع لايحقق طموحات الشعب السوداني سواء في الشمال أو الجنوب بل أنه يحمل جينات فنائه في داخلة وهو منحي تعززه حالة من الإستعلاء الذي بدأت تحسه الحركة وهي محاطة بالدعم الخارجي الذي أعانها علي ماحققته في غياب وتغييب معظم أهل السودان .
هذا الواقع الذي بدأ يستشعره بعض العقلاء في السياسة السودانية الذين مإانفكو يطالبون بتحويل الإتفاق الي إتفاق قومي بقض النظر عن نظرية مكاسب السلطة يفرض بالضرورة علي القوي السياسية السودانية الي إعادة تقييم قدراتها وتحالفاتها ودورها والنظر الي مفهوم القوة بمفهومه الواسع الذي يشمل علاقاتها البينية والإقليمية حتي يكون السلام في السودان محققا للتوازن بين كافة أقاليم السودان لا مصدرا لخلل جديد يفسر بعد جهد الماء بالماء .
هذا المقال كمايبين للاستاذ حسن احمد الحسن يصب في نفس الاتجاه وينقاش اشكالات تنبأ بها حزب الامة قبل الان وهاهي مخاوفه تتأكد
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-17-04, 02:14 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد حسن العمدة | 06-18-04, 02:11 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-18-04, 03:07 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | yagoub albashir | 06-18-04, 06:09 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-18-04, 09:45 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-19-04, 07:53 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | yagoub albashir | 06-20-04, 04:20 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-21-04, 07:53 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | yagoub albashir | 06-22-04, 09:11 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | Mahadi | 06-23-04, 05:30 AM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-23-04, 12:30 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | yagoub albashir | 06-23-04, 01:10 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 06-23-04, 09:46 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد حسن العمدة | 06-24-04, 08:50 AM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | yagoub albashir | 06-26-04, 04:45 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد حسن العمدة | 06-30-04, 02:40 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد حسن العمدة | 07-19-04, 01:23 AM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | yagoub albashir | 07-19-04, 05:21 AM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد حسن العمدة | 07-30-04, 01:51 PM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد حسن العمدة | 10-06-04, 01:18 AM |
| Re: المهدي يحذر من حرب باردة بين الحكومة والحركة | محمد عبدالرحمن | 10-06-04, 07:44 AM |
|
| |
محمد عبدالرحمن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست