كيف تكسب حمارا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 12:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2004, 09:55 AM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تكسب حمارا؟ (Re: bushra suleiman)

    ولكن الرقيب سيظل حمارا !


    بيننا وبين الرقيب في عالمنا العربي حرب معلنة, نحن نحاول ادخال مطبوعتنا إلى القاريء, وهو ينتظرها أينما تأتيه, من البر أو في بريد المطار أو في جمرك الميناء البحري, فالمهم أن السلطة لا تغضب منه, وتظل راضية عنه. والرقيب في عالمنا العربي أقل ذكاء من الحمار, وتختار السلطة الرقيب من بين المعتوهين أو المتخلفين عقليا أو الحمقى, وينظر في مئات المطبوعات, فيبحث أولا عن أي مقال أو تحقيق يزينه اسم زعيمه المبجل, فإذا كانت هناك شبهة لوم أو انتقاد أو عتاب أو عدم رضاء على النظام, فإن سلة المهملات تعلو قليلا, ولا مانع من ارسال تقرير إلى الجهات المسؤولة, فالسيد الحمار لم يكتشف بانجو قادما من باكستان, أو هيروين آتيا من تورا بورا,
    أو قات مرسلا من حضرموت, أو شريطا مسجلا بصوت أسامة بن لادن ضل طريقه إلى( الجزيرة ), أو خطة انقلاب وضعها أيمن الظاهري, لكنه وقع على الأخطر والذي يفوق الارهاب أهمية, أعني مطبوعة تنتقد العقيد معمر القذافي أو الرئيس حسني مبارك أو الرئيس القادم جمال مبارك أو الملك عبد الله الثاني أو الرئيس مدى الحياة وبعد الموت زين العابدين بن علي أو الرئيسة ليلى بن علي أو الحرس القديم في دمشق أو أمير المؤمنين في المغرب أو قائد الشمال السوداني البشير, أما شيطان بغداد فحدث ولا حرج! عندما كنت صغيرا في العمر ولم أكن قد بلغت الثامنة عشرة, بلغني أن حملة شرسة ضد المطبوعات الدينية تمتد إلى كل بيت, وكانت لدي مجموعة كبيرة من كتب سيد قطب ومحمد قطب والمودودي, ولم تكن لي علاقة من قريب أو من بعيد بالاخوان المسلمين. أسرعت أولا إلى مكتبة( وهبة ) ومكتبة ( علاء الدين ) بالاسكندرية لشراء الممنوعات قبل مصادرتها, وعدت إلى البيت ب( معركة التقاليد ) لمحمد قطب, و( المستقبل لهذا الدين ) لسيد قطب, وبعض الممنوعات الأخرى. ثم ذهبت إلى مطبعة قديمة ومتهالكة وعتيقة لاعادة تجليد الكتب بعد وضع أغلفة روايات غرامية عليها, فكان كتاب ( معالم على الطريق ) مثلا يحمل عنوان ( البنات والصيف ) أما ( جاهلية القرن العشرين ) فكان عنوانه الجديد ( رد قلبي ), فمعرفتي بالرقيب علمتني أنه لا يقرأ أبعد من أرنبة أنفه, أي عنوان الكتاب أو المقال, فإذا قرأ لا يفهم, وإذا فهم فشيء مختلف تماما عما قرأه! خلال تسعة عشر عاما هي عمر طائر الشمال في النرويج تعرضت المطبوعة لمقص الرقيب في عالمنا العربي عشرات المرات, وطاردها في كل مكان, ومنعها, بقدر ما أمكن, من الوصول إلى من بيدهم الأمر والنهي ورقاب العباد. والرقيب يعمل بجزء ضئيل جدا من عقله الصغير, وهو يفهم فقط أن انتقاد زعيم الدولة جريمة أكبر من التجديف في حق الذات الالهية, لهذا فإنه إن خٌير بين كتابين أحدهما عن ضعف منطق الكتاب الأخضر لرسول الصحراء, وبين ( الكون يحاكم الاله ) لعبد الله القصيمي فسيصادر الأول بدون تردد. قبل الغزو العراقي للكويت بثلاثة أشهر كنت في بغداد. وفي الفندق طلبت من موظف الاستقبال آلة كاتبة في غرفتي لبعض الوقت, وكادت الأرض تزلزل زلزالها, وتخرج أثقالها, فالرقيب الحمار امتدت أذناه إلى نزلاء الفندق , واعتبر طلبي كأنه انقلاب مضاد, إلى أن قدمت اعتذاري, وتقبلته أدارة الفندق الاستخبارية على مضض! عندما طلب مني ناشر وموزع مشهور في القاهرة طائر الشمال, أرسلت إليه ستمائة نسخة على سبيل التجربة, ولكنها لم تعرف طريقها إليه فحوصرت بين خوفه من تسلمها وبين رقيب المطبوعات, ثم انتهت إلى المصادرة فالمطبوعات المشاكسة كالأمراض المعدية يعرفها الرقيب الحمار كما يعرف أولاده. منذ سنوات وأنا اتحايل على ادخال طائر الشمال إلى مصر, ولكن هناك توجيهات حاسمة وأوامر حازمة بأن هذه المطبوعة ممنوعة من تنفس هواء القاهرة, أو الوصول إلى صندوق بريد مسؤول أو وزير أو محافظ أو مؤسسة أو إعلامي أو صديق, وعندما تجاوزنا الخطوط الحمراء بانتقادنا وراثة عرش الوطن واغتصابه في وضح النهار, فهم الرقيب أن كل الممنوعات الأخرى تهون بجانب انتقاد الرئيس القادم الشاب جمال مبارك, فالرئيس الوالد عمل لأكثر من عشرين عاما بجد ودأب وخطط محكمة لكي تنتقل السلطة المطلقة والوحيدة في ظل قانون الأحكام العرفية إلى الابن البكر حتى لو شج كل المصريين رؤوسهم في الحائط أو انتحروا من فوق كوبري 6 أكتوبر, والانتخابات ممنوعة, وترشح أكثر من واحد في ظل ديمقراطية من المحرمات, وأي نقد للسيد الرئيس يوحي بأن هناك شبهة اتهامه بأنه مسؤول عن أي خطأ أو ذنب أو كارثة أو انهيار أو تراجع منذ ولايته عرش مصر تدخل في باب الكفر البواح. العدد السابق من طائر الشمال لم يصل إلى إنس أو جن في طول مصر وعرضها, حتى الأعداد التي تم ارسالها بالبريد المستعجل المسجل سقطت في حجر الرقيب وصادرها على الرغم من أن هناك اتفاقات دولية بريدية تتعلق بالبريد المسجل للمطبوعات. ولكنها ديمقراطية السيد الرئيس! الشيء الذي لا يعلمه الرئيس حسني مبارك حتى الآن أنه لم تحدث معارضة صامتة في تاريخ مصر الحديث أو القديم لحاكم كما هي الآن, وأنني لم أقابل مصريا واحدا, في الداخل أو في الخارج, لا يتمنى رحيل السيد الرئيس وابنه والأسرة الكريمة, لعل زعيما وطنيا عاشقا لمصر يحتضن هذا البلد الطيب, ويمسح دموعه, ويطارد اللصوص والمفسدين, وينهي عصر امتهان كرامة المواطن, ويأمر بالافراج عن سجناء الضمير وبانهاء عصر سلخانات الشرطة, وبوضع مشروعات قومية للقضاء على الأمية والفقر والمرض, وببناء مساكن لسكان المقابر, وبانهاء الحكم العرفي العسكري, وباشراك الشعب في حكم مصر, وبالتخلص من المعوقين ذهنيا والمتخلفين من الحرس القديم الذين يحكمون قبضتهم على خيرات الشعب, وباعادة مصر الكبيرة إلى دورها القومي والعربي والاسلامي, وبوقف نهب أرض الكنانة الذي استمر لعشرين عاما كادت مصر الطيبة أن تشهر افلاسها كما فعلت بعض الدول في أمريكا اللاتينية. إن المجرم الحقيقي في مأساة مصر والاستبداد في أكثر دول عالمنا العربي هو الاعلامي المثقف والمفكر الجبان الذي باع وطنه من أجل حياة استكانة ومذلة وفتات الأثرياء ورضاء السلطة عنه وضمان عودته مساء كل يوم إلى أهله سالما وآمنا. أما خلافاتنا مع الرقيب في العالم العربي فهي معركة بين القلم وبين الحمار. والزعامة المستبدة في وطننا العربي تمنح الحمار كل الامتيازات والأموال والسلطة والسوط والرقابة والرقاب وأجهزة التعذيب وكيفية استدعاء ملك الموت, وتحاول أن تعلمه مراقبة البريد الالكتروني والتعامل مع الانترنيت اكسبلورر والميكروسوفت والنتسكيب, لكنه سيظل حمارا حتى لو حصل على شهادة من بيل جيتس نفسه!

    محمد عبد المجيد رئيس تحرير طائر الشمال أوسلو النرويج
                  

العنوان الكاتب Date
كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-15-04, 08:21 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ Teeta06-15-04, 08:45 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ almulaomar06-15-04, 10:28 AM
    Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-17-04, 05:19 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ ودقاسم06-15-04, 10:40 AM
    Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-17-04, 11:23 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ Teeta06-15-04, 05:28 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ Teeta06-15-04, 05:43 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ Teeta06-15-04, 05:57 PM
    Re: كيف تكسب حمارا؟ Hussein Mallasi06-15-04, 09:34 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-16-04, 09:42 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-16-04, 11:02 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-16-04, 12:54 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ Teeta06-16-04, 07:54 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-16-04, 10:15 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-16-04, 10:33 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-18-04, 09:18 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-18-04, 09:39 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-18-04, 10:00 AM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-18-04, 09:43 PM
  Re: كيف تكسب حمارا؟ bushra suleiman06-19-04, 09:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de