|
|
 كلنا سارة منصور
|
السودان التشكيلة المتفردة من السحنات والمجموعة المتعددة الأعراق من زنوج وشبه زنوج الخليط الغريب جعل هذا السودان بلا هوية معروفة وجعلنا في تنازع مستمر وسؤال دائم هل نحن عرب ام أفارقة.؟
وقد يكون ظهور الإسلام ونشر الإسلام في السودان علي يد( العرب) رجح الكفة العربية عند العامة وجعلنا ننظر ان لم نكن عرب لا يكتمل إسلامنا فأخذنا بادعاء العروبة ونسينا نصفنا الأخر النصف الزنجي.
وتناسينا مع مرور الأيام والأجيال بشكل مريع إننا نتاج خليط طبيعي بين العنصر العربي والأفريقي الزنجي
وانطمس التكوين الجديد داخل الثقافة العربية المصطنعة ورغم أجادتنا لها غناء وشعر ومنطق وحجة إلا ان شكلنا الظاهر مازال هو زنجي (( الأنف , الشعر ,السحنة واللون)) إلا عند القليل.
هذا بالتحديد منطق اجتماعي سريعي يعبر عن واقع هذه التكتلات القبلية ألان. والمنكر لهذا المنطق لا اظنه سوف يتفق معي فيما أقوله أو أشير إليه فيما سيأتي عن قصة سارة منصور.
هذا الخليط الغريب ورغم (محاسنه) إلا ان اتجاهنا في منظومة الانجراف نحو التكوين جعلنا ننسي( المكون) من هذه الخلطة الغريبة(كثيرا من العربي قليل من الزنجي) نتاج هذا الانصهار ولد تنازع انشغل به جادة قبائل السودان في الشمال وفي الوسط وحتى في الجنوب الغربي والشمال من كرد فان وجنوب دار فور بل شكل نوع من الصراع بين الشمال والجنوب أي بين الشمال العربي والجنوب الزنجي. رغم اننا شكليا نميل للعنصر الزنجي.
من الطبيعي يكون نتاج هذا التنوع القبلي والبيئي والفكري هذا الصراع الذي ظهر بشكل عميق في محتويات الفكر والحراك الاجتماعي في السودان .
بل انه من الطبيعي جدا ان يكون هذا الصراع
الذي يشهد ألان السودان علي نطاق واسع حتى في الشمال والوسط ناهيك عن الجنوب وأقاصي الغرب عند أهلنا (الزغاوة.)
وكثير من المفكرين يظنون ان هذا الصراع هو دائما ما تزكي ريعه أنظمة الحكم الديكتاتوري في السودان وكثير ما يجهل او يتجاهل بعض المفكرين في خضم دراستهم هذه الصراعات العناصر الغير مؤثرة كما يعتقدون مثل الأنظمة الديمقراطية التي توالت علي السودان ولو لفترات قليلة. لكن دعونا نسوق في هذا البوست بعض هذه الأسباب ونطرح ونلجاء لم نظنه أسلوب علمي في تناول هذه الصراعات.
ليس من الواضح علي الإطلاق نوع وشكل الهوية في السودان وخاصة في عمق شمال السودان الي الجزء الكبير من وسط وغرب السودان
اذا نظرنا لشان كل القبائل المدعية بأنها عربية في السودان من قبائل الشمال وبعض قبائل الغرب والشرق دائما ما تربط نسبها بأحد الصحابة الذين شهدوا الأيام الأولي من الرسالة الإسلامية بل لم أجد قبيلة واحدة في السودان لا تذكر ان (العباس ) عم الرسول (صلعم)هو نواتها (طبقات ود ضيف الله) واذا كان هذا الافتراض صحيحا برجوعنا للتاريخ وقراءتنا للهجرات التي حدثت تجاه السودان القديم يجعلنا نصدق بعض من هذه الادعاءات.
نجد ان مردود التفكير بشان الهوية عند أهل هذه المناطق صراعهم الكبير في أصلوهم ومن اين انحدروا ومن هم وما اصل جذورهم بل هولاء يعتقدون بلا شك ان كل منهم ينحدر من سلالة النبي (محمد صلي الله عليه وسلم) لا تجد قبيلة من هذه القبائل في هذه المناطق إلا وتقر ان في شجرتها نسبها لعم او خال من سلالة النبي المختار .
ونجد إنهم تناسوا تمام الشق الأخر من النسب الزنجي كأن هذا النسب عار لا يجب ان يذكر لا نجد قبيلة من هذه القبائل تقول ان( بعانخي او ترهاقا) او أي زنجي هو أصلها بل نجد ان الثقافة الزنجية انحصرت فقط في الجنوب وحتى في الجنوب لبثت ثوب الظلام و انطمست. ونشاء هنالك صراع مضاد ضد الثقافة العربية وهو طبيعي وليس نحن بصدده ألان.
هذه الادعاء الكاذب جعلنا ولفترة طويلة من تاريخ السودان نظن ويظن الكثير الكثير منا إننا خلاصة العرب وان عروبتنا ضاربة في الجذور إلي ( يعرب بن قحطان )
وجرينا وراء هذه الأكذوبة وشربنا نخبها وثملنا بأفكارها وثقافتها وتناسينا ان هذه الثقافة وهذه الأفكار إنها أفكار الخليط وليس ثقافة وأفكار عربية . ولم نفيق منها الا ونحن علي ارض العروبة.
فشكل هذا أيضا صراع في الخارج . في خارج السودان وخاصة هولاء الذين هاجرو للشعوب العربية وبالتحديد منطقة الخليج العربي إلا ان الصراع هذه المرة كان صراع خذي وندامة وظهور حقيقة لدي هولاء المهاجرين لم يتقبلوها إلا بعد فترة كبيرة هي وجود معايير مختلفة للنسب العربي وإنهم ينظر إليهم بأنهم ليس عرب أو عرب (درجة ثالثة) هذا ما يحدث الان حقيقة ينظر إلينا بأننا ليس عرب.
نعم صدمنا بالواقع هنا نحن ليس عرب مثلهم ولأول مرة ننظر الي شكلنا الخارجي ونري حقيقة إننا فعلا كما قالو هم ليس عرب لا شكلنا ولا هيكلنا ولا حتى أخلاقنا تتماشي مع هولاء فمن نحن اذاً
حتى ابسط الأمور التعبيرية في مجال الأغاني وفي مجال الشعر عندنا يختلف حتى في طريقة الترنم والسلم الموسيقي والإيقاعات يختلف حتى ولو تشابه هذا قليل مع نمط بعض القبائل في كردفان مثل قبائل (البقارة ) وبعض قبائل دارفور.ورغم ان كل الدول الاخري اقصد العربية من الخليج حتى المحيط ما عدا نحن بالطبع لهجتهم الموسيقية واحدة وترنيمهم واحد وتكاد لو لم تكن خبير لا تستطيع ان تفرق بين ديانا حداد وعمرو دياب أيهم من مصر والأخر من لبنان.
لكن من الواضح جدا اننا وجدنا النظرة الدونية من هولاء ووجدنا أنهم ينظرون إلينا بأننا مسخ مشوه للعربية خليط غير مقبول. ((لمزيد من التفاصيل الرجوع لدفاتر انضمام السودان لجامعة الدول العربية ورفض لبنان انضمام السودان))
هذه النظرة التي أيضا نظرنا بها للقبائل الزنجية في السودان النظرة الدونية لهذه القبائل لشعورنا بأننا عرب ومتأصلين في العربنة كأنه لا يوجد جنس أفضل من الجنس العربي وحقيقة خدعنا أنفسنا شر خدعة وجرينا وراء الاستعراب بدون نسب .
وكما عبرت سارة منصور تعبير حقيقيا عن هذا الفكر ووصفها للأخ( دينق) بأنه سوف يظل في نظرها هو (المكوجي)
هذه النظرة ليست جديدة في السودان .... اذهب ألي أي مدينة أو فريق في السودان سوف تجد نفس هذه النظرات تجاه الدون .
استغربت للأمر حينما ثارة ثائرة الكثير من رواد هذا (السودانيز اون لين) ضد سارة منصور لوصفها لدينق (بالمكوجي).
ونسي كثير من في هذا البورد ان نفس الشئ الذي خبأته سارة منصور ردحا من الزمن قاله الاخ (عادل عبد العاطي )
للأخ( تمبس) ( يبتاع الموردة) علي ما اظن وهنا( الموردة) كناية عن شئ معروف للسوداننين. و رغم أننا استهجنا هذا القول من ( عادل) الشخصية المثقفة الرائعة المدركة لم تقول ان يخرج منها مثل هذا الكلام الا انه دليل واضح اننا لازلنا مشدود يين بما قمنا عليه من تربية قديمة خطاء يجب ان تصحح .
بل ارجعوا ( لأرشيف) ( بكري ابوبكر) سوف تجدونه ممتلئ بهذه العبارات المتسخة والشتائم والسب من الأعضاء تجاه بعضهم البعض .
ولو قدر لهذه العبارات ان تعباء جوالات من القذارة
واعلما تماما ان في نفس كل واحد منا مثل هذا القول تجاه الاخر هذا هو السلوك الذي نشاءنا فيه وتربينا عليه
اعلم تمام ان كل من في هذا البورد لو جلس مع نفسه قليلاً لوجد هذه الترسبات عالقة بيين نفسه
لم استغرب لما قالته سارة منصور
لان هذا القول اسمعه من كل الشعب السوداني ليس ضد القبائل الزنجية بل بعض القبائل التي تدعي ان أصلها العربي تنال من الاخري بان أصلها مكشوف الجعليين يرون ان اصلهم انقي واطهر وكذلك الشايقية والدناقلة حتى البقارة والرزيقات والتعايشة يرون إنهم أحق بالعروبية من غيرهم لان جدهم ينتسب لأصل عربي سمعنا هذا كثيرا .
نعم في دواخلنا ان دينق (مكوجي) و(جون قرنق) لا يصلح ان يكون الا (غسال ) هدوم
هذه هي التربية التي نشاءنا فيها وكذاب من يقول خلاف ذلك
وكذاب من يقول انه لا ينظر لدينق كما نظرة سارة منصور له
نعم نعترف بهذه الترسبات القذرة في نفوسنا ونتمنى ان تزال من نفوسنا اليوم قبل الغد لأننا قد اكتوينا منها هنا في ديار العروبة في الخليج العربي الأصل النقي
اخوتي تعالو نزيل هذه الترسبات
تعالو نغسل هذه الاوساخ من نفوسنا
تعالو نلجاء ونرجع الي اننا خليط فريد من نوعه ولد ثقافة يجب ان تأصل علي حسب ما نحن عليه وليس علي حسب ما هو أصلنا
أتراه أمر صعب
أرجو قبل ان يرد علي أحدكم ان يجلس ويغلق عيناه وينظر داخل نفسه
متأكد انه سوف يري هذه الترسبات.
فيا أخوتي سوف نري إننا كلنا سارة منصور
أتمني ان أكون قد غسلت بعض هذه الترسبات من صدري
في زماننا كان الدمع أعظم واقوي
لذا كنا نمسحه بمناديل حرير
لازالت في خزانة ملابسنا حتى ألان
ولكن حينما اخترعوا مناديل الأوراق
صرنا نرمي بالدمع مع المنديل
لذا لا ابكي ألان
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست