|
|
 «الدار» تنفرد بتفاصيل حزينة من منزل الشهيد عبدالخالق قائد فرقة الصحوة
|
إستشهاد أربعة من أعضاء فرقة الصحوة للإنشاد
وفاة ثلاثة من أعضاء فرقة الصفوة وإصابة أربعة
الخرطوم: نهى عمر الشيخ
توفى ثلاثة من اعضاء فرقة الصفوة للانشاد الديني ، اثر حادث مروري وقع ظهر امس بمنطقة النوبة بام درمان ، فيما اصيب اربعة اصاباتهم متفاوتة.
وحسب المكتب الصحافي للناطق الرسمي باسم الشرطة ، فان السرعة التي كان يقود بها السائق (الحافلة) ، التي كانت تقل اعضاء الفرقة ، قد تسببت في انقلابها ووقوع الحادث، وقد تم تحويل جثث المتوفين الى مشرحة الخرطوم ، فيما تم نقل المصابين الى مستشفى امبدة الجديد.
والمتوفون هم : محمد عوض ، وعبد الخالق عبد العزيز ، وعبد الحكم .
فيما اصيب كل من عبد الرازق بشير ، ومهيد عمر حسن ، وابراهيم جمعة ، ومحمد حسن (السائق).
_________________
«الدار» تنفرد بتفاصيل حزينة من منزل الشهيد عبدالخالق قائد فرقة الصحوة
Sunday, June 13
بقلم : عوض الجيد الكباشي
عندما تكتب عن شخص تربطك به علاقة عمل فقط فهذا أمر سهل.. ولكن عندما تتحدث عن شخص تربطك معه علاقة «صداقة»أو أكثر تكمن هنا المشكلة .. فبالرغم من ما تملكه من براعة في الكتابة وسلاسة في التعبير وقدرة في التلاعب بالألفاظ والكلمات إلا أن الكلام يهرب منك في تلك اللحظة .. وتجد نفسك لا تستطيع كتابة حرفاً واحداً وهذا ماحدث لي بالضبط .. فعلاقتي بالشهيد عبد الخالق عبد العزيز علاقة قوية وتربطني معه صداقة متينة جعلتني لا أستطيع الحديث عنه أو وصفه بالرغم من ما يميزه من صفات فهو إنسان وفنان وبشوش ومرح يحبه الجميع ويحترمونه ويقدرونه . عبد الخالق عبد العزيز محمد من مواليد مدينة «واو» بجنوب السودان عام 1974 م تربى وترعرع بمنزل عمته بالثورة وهو العائل الوحيد لأسرته المكونة من ثماني بنات وأخ وحيد وشقيقاته هن دليلة وجليلة ومدينة وحفصة وهبة وعنايات بالإضافة إلى أخواته من والده ميمونة وفدوى « متزوجة بمدني » إضافة لشقيقه الأصغر « محمد ».
رحل عبد الخالق أو « عبده » كما يسميه الجميع وترك والدته « مدلينا» وزوجته هويدا النور وهي «حامل » وترك ابنه الذي لم يبلغ عامه الثاني عبد العزيز .
رحل عبده عازف الأورغ الذي عرفه كل محب للفن وعاشق للموسيقى.
وداخل ميدان العزاء وجدنا أخيه الذي تربى معه ورفيق دربه وابن عمته فتحي إبراهيم وقد كان معه بالحادث المشؤوم وأصيب بيده وهو فني «ساوند » بالفرقة فماذا قال عن الحادث .. وعن عبده ؟!
- تربينا معاً في منزل واحد ونحن بمثابة الأشقاء تماماً وحتى الجميع يعتقدون أننا أشقاء .. فالشبه والطول لا يجعل الناس يفرقون بيننا .
أما بالنسبة للحادث كانت العربة التي تقلنا تسير بسرعة معقولة وبعد أن تخطينا الكلية الحربية والجزيرة اسلانج وفي منطقة النوبة بالتحديد ظهر لنا «لوري» كان يسير أمامنا وأمام « اللوري » كانت تسير عربة «بوكس » وفي اللحظة التي قام سائقنا بزيادة السرعة لتخطي « اللوري » الذي أمامه تحرك « اللوري »هو الآخر لتخطي « البوكس » فلم يكن أمام السائق سوى أن « ينزل » بالعربة من الأسفلت ثم يعود مرة أخرى للأسفلت ليفقد بعدها التوازن .. وعندما فقدت العربة التوازن تمسكت بالمقعد الذي أمامي بيدي ولم أتركه حتى أكملت العربة تقلبها لتقف بعد ذلك من التقلب .. ولم أجد معي بالعربة سوى المصور «مهيد » أما الجميع فكانوا بالأرض ، فنزلت لأتفقد من كان معي في العربة فوجدت أخي «عبده » قد فارق الحياة ثم محمد عوض ثم عبد الحكم وسمعت أحدهم يتألم بشدة فكان الباقر فأخذته ومعي «مهيد » وارسلناه إلى المستشفى بعربة كانت تسير بالطريق ومعه عبد الرازق كشك .
بعد ذلك حضرت عربة الإسعاف وحملتنا إلى مركز صحي الجزيرة إسلانج وأجريت لنا الإسعافات الأولية ثم أخذونا بعد ذلك لحوادث أم درمان ثم مستشفى النيل الأزرق .
{ ماذا حدث قبل الحادث ؟
الشهيد محمد عوض هو مساعد فني وكان من المفترض أن يذهب معنا في هذا اليوم لعدم حضوره لعدة أيام سابقة ولكن ونحن نستعد للمغادرة ظهر محمد عوض وأصر إصراراً شديداً على مرافقتنا إلى هنالك وطلبنا منه عدم الذهاب بحجة عدم جاهزيته ولكنه أصر على الحضور معنا .. وكان يرتدي «سفنجة » وأخبرناه أننا لن ننتظره حتى يغير ويستحم في منزله.. ولكنه كان مصراً على الذهاب وارتدى حذاء من أحذية الراحل عبد الخالق وكان حذاء أكبر منه .. ولكن إصراره على الذهاب كان كبيراً ليستشهد في الحادث المشؤوم .
{ وأيضاً داخل صيوان العزاء كان لنا لقاء مع شاهد عيان آخر هو المصور البارع « مهيد عباس » أحد الناجين من الحادث فقال :
عند تمام الساعة الثانية والنصف حضر لي الأخوة بالعربة للذهاب للمشاركة في هذه المناسبة وقد استعجلني بشدة الشهيد عبد الخالق وأخذ مني الساندوتش الذي كنت أحمله بيدي وطلب مني الإسراع في الخروج وكنا بداخل العربة نتحدث عن الموت كثيراً وكأن أحدهم يحس بأننا سنتعرض لحادث وسنفقد بعض أخوتنا .. وكانت عندما تسير العربة بسرعة شديدة وأمسك بأي شئ أمامي ينتبه إلى ذلك الشهيد عبد الخالق ويقول لي : « إنت خائف تموت » فأقول له إن الموت لا يخاف منه لكن العربة تسير مسرعة ولم يكن خائفاً وكان أكثر الناس حديثاً داخل الحافلة . وبعد أن انقلبت بنا العربة لم أجد سوى« فتحي» فقط يقف على رجليه .. وكان « الموبايل » الذي أحمله لم يتأثر بالحادث فأخرجته من جيبي وأجريت اتصالاً بالأخ عوض السيد وأخبرته بالحادث وطلبت منه إجراء إتصال بالإسعاف سريعاً .. بعدها أحسست بصداع شديد لم أفق بعد ذلك إلا في المستشفى ..
أخيراً أترحم على أرواح الفقداء والشهداء وأتمنى للمصابين عاجل الشفاء .
ماذا قال أصدقاء الراحل ..؟
إلتقينا أولاً برفيق دربه وصديقه الفنان الشاب أمير ميل فماذا قال :
يصعب الحديث في مثل هذه المواقف فعلاقتي بالراحل كانت منذ عام 1994 م وكان مجاملا ومحبوبا للجميع وعلاقاته جميلة مع من يعرفه وهو إجتماعي وكان رحمة الله عليه يمتاز بالأداءالجميل الراقي وأسأل الله العلي القدير أن يتقبله مع الشهداء فهو سفير من سفراء السلام ولا أعرف كيف سأقضي حياتي بعده .. رحمه الله .
{عصام الوسيلة .. مدير استديوهات ميديا ون الصوتية
«عبده » كان أخي وصديقي وهو فقد عظيم للسودان وكان يمثل الإنشاد الديني وهو من أوائل من أدخل فكرة الإنشاد بالاورغ وكان مستشارا لنا في كل ما يخص الموسيقى وله إسهامات كبيرة في الفن .. أتمنى أن يتقبله الله قبولاً حسناً.
{ الفنان الشاب محمد الفاتح « زولو » صديق الشهيد وقريب الشهيد محمد عوض المبارك
عبد الخالق هو أخي قبل كل شئ .. وقبل أن يتوجه إلى الرحلة الأخيرة كان معي وبعدها سمعت بالحادث وكان له الدور الكبير في ظهوري كفنان وكنت أتفاءل به كثيراً.
أما أخي محمد عوض فهو شخص عرف بالطيبة والقلب الكبير وأنه بشوش ومبتسم وأتمنى أن يتقبلهم الله مع الصديقين والشهداء.
{ مكي محمد علي صديق الشهيد «عبده »
لا أستطيع أن أقول غير أن عبد الخالق فقد للجميع.
{ هيثم الهادي محمد أحمد « عازف أورغ»
«عبده » إنسان فريد من نوعه .. فكنا لا نتعشى في المناسبات وعندما نتعشى في أي مكان كان «عبده » يصر أن يدفع هو .. وكان محبوبا للجميع .
وهو «أمين خزينة » للجميع أفراد الحي وأصدقائه لأمانته الشديدة .
{ الشيخ بكري «فنان »
الحديث عن الشهيد« عبدالخالق» يطول فهو فقد كبير والدليل على ذلك الجمع الغفير المتواجد بالعزاء الآن وحبه الكبير للناس جعله ملك للناس .. وهو متواضع لدرجة كبيرة رغم شهرته الكبيرة .
{ عوض السيد احمد .. عضو فرقة الصحوة للإنتاج الفني
تلقيت مكالمة من « مهيد »أخبرني فيها بالحادث الأليم واتصلت مباشرة بالإسعاف ولم أكن أظن بأن هنالك إصابات خطيرة في الحادث ناهيك أن تكون هناك وفاة وعند وصولي للمستشفى سألت عن « عبده » وعرفت بعد فترة أنه استشهد وتألمت كثيراً لفقده .. أترحم على روحه .
من المحرر :
كان ذلك داخل صيوان عزاء الشهيد عبد الخالق عبد العزيز .. البعض تحدث والبعض تحدثت دموعه بدلاً عنه .. لم أستطع أن أقابل والدته وأخواته بعد أن علمت أن حالتهم النفسية سيئة .. لم يستطع أحد أن يتحدث كلمتين قبل أن تمتلئ عينيه بالدموع .. «مهيد »المصور ورغم إصابته كان متواجداً بمنزل الشهيد .. وهو الوحيد الذي كان معه في الحادث الذي كان عام 1997 م بواو .. تحدث بألم .. ولم يستطع أن يكمل حديثه وكذلك أخوه فتحي وأمير ميل ولم يستطع عازف الأورق أيمن مصطفى « سرجلي» أن يتحدث .
{ زيارة أصحاب المناسبة التي كانوا يشاركون بها كان لها الأثر الطيب في قلوب المصابين وحضورهم إلى المقابر .. كان لفتة بارغة منهم .
{ ليس لنا إلا أننقول «إنا لله وإنا إليه راجعون »
_________________
اللهم أرحمهم
وأسكنهم فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء
love you alll
www.omerragab.com
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
omar_ragab
المسافر
sama7-au
أبنوسة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست