|
|
 بورتوكلات حكماء نيفاشا والاجندة السرية- محمود الدقم- اليونان
|
بداية وعلى هامش انتهاء جولات التفاوض -المرحلة الاولى- في نيفاشا بين الحكومة والحركة اتقدم بالتهنئة "لمنظمة التضامن المسيحية العالمية" التي ترتبط كما هو معروف بالبانتغون على تحقيقها المرحلة الاولي من خطتها الاولي وهي تقسيم السودان الى ثلاث دويلات وهو مشروع نشره جون ايندر امينها العام عام ١٩٩١ في الواشنطن بوست ثم ١٩٩٨ في اللوس انجليس تايمز. وكذلك اهنيء "منظمة فور"د بفروعها الثمانية. و"الصندوق القومي الاميريكي لدعم الديمقراطية" و"منظمة الشعب النرويجية" كما اهنئيء ايضا شركات النفط على شاكلة هاليبرتون.. وشل.. وشيفرون.. على مشاريع ابادتها احداثيات ابيي وترحيلها المسيرية قسرا عن المنطقة عبر استفتاء شكلي يعد على عجل او مهل. اما نبؤة الكاتب الاستراتيجي الاسرائيلي المعروف زئيف شيف عن مقولة ان "انفصال جنوب السودان عن الشمال مسالة وقت" ليست غريبة باي حال عن منطق الحال الجيوسياسي الذي فرضه حكماء بورتوكلات نيفاشا مساء سبت السادس العشرين الجاري..
فلقد لاحظ المراقبون والمحلليين للشان السوداني بالداخل والخارج بمنتهى الاستغراب عدم تجاوب الشارع السوداني مع توقيع الاتفاقية. بل ان التظاهرات التي خرجت لاستقبال فريق الهلال لكرة القدم منتصرا من القاهرة كانت اضعاف... اضعاف تلك التي خرجت لاستقبال السيد على عثمان ووفده الميمون مظفرا من نيفاشا بل كانت مباراة الهلال مع منتخب جنوب افريقيا اهم من الاتفاقية والذين وقعوها بالرغم من الفضائية السودانية وارضيتها بذلوا الكثير من الدعايات الاعلامية
اما بخصوص الاتفاقية فالوقت والمستقبل القاتم سوف يكشف ما اذا كانت سيكتب لها البقاء ام لا؟؟ لكن يمكننا ان نؤمن على جملة ايجابيات مهمة وهى ان الحرب صمتت ونتمنى ان تصمت الى ابد الابدين اذ لا يوجد سوداني بن امراة سودانية او اي انسان يمت الى العالم الانساني بصلة يرضى ان يراق الدم في الجنوب او في دارفور وغرب كردفان او في اي سنتيمتر مكعب من السودان.. كما ان هناك ايجابية اخرى جديرة بالاهتمام تتمثل في عودة مليون لاجيء سوداني من الجنوب الى قراهم وحقولهم. وبودار تفكك منظومة الانقاذ وما اتفق على تسميته المشروع الحضاري-اللا اسلامي- حيث لا شريعة اسلامية طبقها هذا النظام من قبل ولا من يحزنون.
اما اذا تطرقنا الى بعض بنودها الملغومة التي نشرت على الصحف العربية والسودانية فاننا نخلص بالاتي:
١- لاول مرة يتم تشريح جثة الوطن وهو حي بهذا المستوى السياسي الغريب وتلاشت حدود سودان ١٩٥٦ وتقلصت الى كانتونات... ونجوع... ولاسيما جنوب وغرب كردفان حيث الفلسفة التي قامت عليها الاتفاقية تنطلق من بعد "عرقي" محض لا يؤسس لثقافة تعايش سلمي بعد ان تم سلخ ابيي من حدود كردفان بالرغم من الادلة التي تشير ان ابيي تتبع الى شمال السودان منذ العام ١٧٠٠م ولقد تحدثنا بالتفصيل الممل المموثق عن ملف ابيي عبر سودانايل
٢- لاول مرة نرى ونسمع في الثقافة السياسية للسيادة الوطنية ان يكون هناك جيشين في عاصمة تحكمها دولة معترف بها في الامم المتحدة ونظام سياسي على راس الدولة اتفقنا او اختلفنا معه معترف به
٣- لاول مرة في تاريخ السودان الحديث يتم تغيب تام لكافة مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب السياسية وحتى البرلمان عن سير المفاوضات التي تهم المواطن السوداني بلدرجة الاولى. فلم يتم تمليك المواطن الحقائق الا بعد ان حضر وفد اسرائيلي رفيع المستوى كرنفالات التوقيع بينفايشا... ولم يتم تبليغ البرلمان السوداني بشيء ولم يعترض نواب الشعب السوداني تحت قبة البرلمان الباردة حيث الكندشن والترطيبة... والسيارات الفارهة... التي دفع ثمنها الشعب الطيب.
٤- واخيرا لاول مرة يتم توريط رجال الدين الاسلامي من انصار سنة الى اخوان مسلمين الى صوفية في مشروع سياسي مستقبلي يكتنفه الغموض تماما علما ان كل المنظمات المتطرفة المسيحية امثال التضامن المسيحية والشعب النرويجية وفورد وغيرها كانوا موجودين لقطف ثمار ربع قرن من الجهود والملايين من الدولارات التي انفقوها لمثل هذا اليوم يوم القبض على شمال السودان.
اما عن الاجندة السرية فالامر لايحتاج لقاريء كف حاذق.. او منجم مغربي.. او فلكي.. يعاين النجوم والحساب. فالتنازلات التي قدمها النظام نبه الى خطورتها محلليين سياسين مشهود لهم على مستوي العالم العربي برجاحة الفكر وبعد النظر مثل المفكر السوداني المعروف عربيا ابو القاسم حاج حمد وغيرهم
فلقد تحدثت تسريبات استخباراتية من نيفاشا عن مخطط مستقبلي امريكي لجنوب السودان والمناطق الثلاث ابيي النيل الازرق وجبال النوبة واشارت هذه التقارير الصحافية انها في حالات طبقت الاتفاقية.. فان الامر لن يقف عند فصل الجنوب عن الشمال فحسب. بل ربما تقسيم كل تراب السودان وتعالوا نقف على ابرزها:-
اولا- فيما يتعلق بالترتيبات الامنية القادمة التي منوط بها حفظ ما اتفق عليه في نيفاشا فان هذه التقارير اشارات الى ان هناك ثماني عشرة الف جندي امريكي من سلاح المارينز سوف يغطون ارض الجنوب وحدود المناطق المهمشة الثلاث وهو بند سري اتفق عليه كل من نائب الرئيس السوداني وممثل الادراة الامريكية الى نيفاشا جون فورث والدكتور قرنق بحجة الحفاظ على ما تم انجازه في الحقيقة ان القوات الامريكية التي -لاسمح الله- ستطا اقدامها السودان مهمتها الاعداد لسلخ الجنوب عن الشمال ومراقبة تدفق البترول السوداني وعدم التنقيب مستقبلا دون اذن الادارة الامريكية وهذا التدخل الامريكي سيكون بموافقة مجلس الامن تحت طائلة البند السابع وبدعم قوي من حلف الناتو عطفا على مقررات الحلف في اجتماع واشنطن البند الذي يسمح للناتو القيام بمهام محددة خارج جغرافية الناتو.
ثانيا- وجود خمس جيوش على ارض السودان وهي الجيش الامريكي كما اسلفنا ثم الجيش السوداني في الشمال والجيش الشعبي في الجنوب وقوات التدخل السريع الدولية بامرة واشنطن ستربط بين جيش الحكومة والشعبي وقوات حفظ السلام الدولية وهي كوكتيل من المصريين واليمنيين والباكستانيين والافارقة... الخ ووجود عناصر استخباراتية اوروبية كما ينص الاتفاق السري "مجلة الوطن العربي ٢١-٥-٢٠٠٤ "الحادي والعشرون من مايو اربعمائة والفين.
ثالثا- تصعيد السيد علي عثمان الى منصب رئيس الجمهورية لان الاتفاق نص على وجود نائب واحد للرئيس وهو الدكتور جون قرنق اذن اين سيذهب علي عثمان وتقول هذه التقارير ان المبعوث الامريكي وعد نائب الرئيس بان تبذل الولايات المتحدة الاميريكية كل ما في وسعها لمكافة نائب الرئيس وذلك عبر انتخابات تجري داخل حزب المؤتمر الحاكم تطيح بالبشير من منصب الرئاسة ليحل في منصب الامين العام لحزب المؤتمر خلفا للبرفسور ابراهيم عمر الذي يعاني من امراض جمة اقلها الشيخوخة. او عبر انقلاب ابيض وبهدوء حيث لا حس ولا حركة.
رابعا- محاولة التطبيع مع اسرائيل كمرحلة اولى فتح مكتب تجاري في الخرطوم والباقي الله كريم وفي هذا الخصوص اشارات تقارير استخبارتية وتقارير لمنظمات اغاثية غربية ناشطة في جنوب وشرق السودان من فينا-سويسرا- عن وفد اسرائيلي امني عسكري رفيع المستوى كان قد زار الخرطوم سرا في شهر ياناير مطلع هذا العام والتقى بمسؤولين اثيوبيين بغرض ترتيب رحلة سفاري استيطانية لليهود الفلاشا الاثيوبيين الى اسرائيل وتضيف صيحفة السياسة الكويتية الصادرة بتاريخ ٢٣-ياناير-٢٠٠٤ -الثالث والعشرون من ياناير-ان مهمة الوفد الاسرائيلي الى الخرطوم ايضا التباحث في الامور اخرى
فهل تستفيق مؤسسات المجتمع المدني وعموم المثقفين السودانيين لما يحاك لهم في الظلام ام يتنظرون الامريكان حيث يكرم المرء او يهان؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمود الدقم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست