|
|
 فرسان حمدي وعودة الماضي
|
فرسان حمدي وعودة الماضي
أمير تاج السر
لقد دهشت كثيرا ، وأحسب إن الكثيرين أيضا من مشاهدي التلفزيون السوداني ، قد دهشوا لعودة البرنامج القديم ( فرسان في الميدان ) الذي يقدمه ( حمدي بدر الدين ) ، إلى الظهور في خريطة السهرات بعد غياب طويل امتد لأكثر من عشرين عاما ، انقلب فيها العالم رأسا على عقب ، تغيرت حاسة التذوق حتى للأكل والشرب ، شاخ شعر المطارحة الذي كان سائدا ،مات محكمو السهرة ، ولم تعد ( سعاد ) تبين لذلك القلب المتبول أو يذوب أحد هياما بها .حتى مقدم السهرة نفسه ، ذلك الوسيم ، أبيض البشرة ومسبسب الشعر ، لم يعد كذلك .باختصار شديد .. كأنهم فتحوا متحفا فلكلوريا ، جددوا طلاءه بأصباغ (جوتن ) معاصرة ، بينما ظلت مكوناته كما هي .
عودة ذلك البرنامج الشيخ إلى الظهور ، ليس بدعة عندنا في السودان ، هي جزء من أحاييل الحنين التي نخترعها باستمرار، نربطها إلى عقولنا ، ونظل نمشي بها لنسقطها في عقول أجيال سوف تأتي ..هي عطور بلادنا التي لا تتجدد أبدا .. ( الريفدور ) و( السوار دي باريس ) و ( جاكومو ) التي انحدرت قيمتها المعطرة أمام زحف الدهشة والتحضر .. وظلت هكذا عالية القامة في بلادنا .. وحين كتب صديقنا ( عثمان الغزالي ) قصيدته ( درة ) مخاطبا عرب الشرق .. ويسألهم عن تفاعلهم إزاء الحضارات التي عبرت بأرضهم إلى أراضي أخرى ، بينما ظلوا هم على الهامش ، طويلي شعر الرأس ، متسخين ، ومعطرين بالودق الخشن ، كان محقا ..لكن لا أحد فهم .. لا أحد سمع ولا تساقط ودق الشعر عن الرءووس الخيام .
قل لي بربك يا دره .
وحضارة الأجيال مرت هاهنا ..
لم تغشكم ..
لم تسفز دمكم ..
ومرت لدماء فاغره .
أعود لفرسان حمدي المدثرين بعبق الماضي .. ما كان دهشة في ذلك الزمن ، تحول إلى ملل .. وما كان شادا .. أصبح طاردا ..وتلك الأبيات التي تردد الآن تحت رقابة مدرسين صارمين ومقاطعين في أغلب الأحيان ، يبحثون عن فاعل مرغ في الوحل أو مفعول أسيء إليه ، هي نفسها الأبيات التي قيلت في الماضي ، فقط كانت تحت رقابة مبدعين رحلوا وما أظنهم تخيلوا أن تعود سهرتهم تلك إلى الظهور مرة أخرى .
أتوسل إلى تلك القناة ما دامت فضائية ، وما دامت تقتسم تفس أثير ( الجزيرة ) و (آي أر تي ) و ( دريم ) ..أن تكف عن نبش الآثار .. أن تغدو معاصرة حتى نستطيع تذوقها بحاسة التذوق التي تغيرت بشدة .
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: أمير تاج السر)
|
عزيزى د. أمير
عادة البقاء للأقدم أظنها متوارثة عندنا بدرجة لا تسمح بتقبل الجديد بيسر .. فمازلنا نتمسك بغناء الحقيبة بدلوكته و رقّه و شياليه و دربكته و العالم كل يوم يطوّر آلات موسيقية حديثة و الأستاذ الموصلى يحدّت فى النظريات الموسيقية لكننا نصّـر على التغنى بالطير المهاجر .. حتى سياسيينا أظنهم إكتشفوا هذه الخصلة فينا فرفضوا أن يبدلوا عماماتهم .. نحن نحتاج لأستيكة لتمحو من عقولنا "يا حليل أيام زمان" .. هل تصدق رغم طول سنى غربتى و تنقلى المسمتمر بين مطاعم تعددت أطعمتها .. لكنى مازلت أستطعم ملاح التقلية و أموت فى الفول المصلّح .. ولا أقايض بكل ما هو ويكىّ.
فى الحقيقة تساؤلك مشروع بحث لهذا الظاهرة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: Ali Alhalawi)
|
علي الحلاوي
ليك وحشة أيها الجميل ..
وما دمنا في حضرة الماضي ، يحق لنا أن نتساءل ..ماهي وظيفة الترميم لمواكبة العصر . أعتقد أن الكسرة الآن تصنع بماكينات خاصة ، وملاح التقلية يمكن صناعته بمكونات ليس من بينها البصل المجفف ، لكن تلفزيون أمدرمان ليس محلك سر فقط .. ولكن إلى الوراء .. وحين ظهرت قناة النيل الأزرق استبشرنا خيرا ولكنها .. ( لحقت أبوي ).نحن بحاجة إلى نشال ( سكس ويل ) حضاري لينشلنا من ذلك الغرق الماضوي والاحتقاء برموز قالت ما عندها .. لكنها لم تذهب .. أنظر إلى الرواية التي يكتبها جيلناوندعى إلى شتى البقاع لطرح إبداعنا وأيضا نكرم كما حدث معي في بيروت وعمان، وفي السودان من يعرفنا؟..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: abuarafa)
|
الأخ أمير
تحية واحترام
لم أشاهد (فرسان فى الميدان) العائد. بيد أننى كنت أحرص على حضور البرنامج أوان ظهوره فى الثمانينات التى راحت فى حقّ الله القرن الماضى. وليس ثمة غرابة أن تعرض التلفزيونات برامج قديمة أو أن تعيد انتاجها من جديد. ولكن تلفزيون السودان يرزح منذ سنين تحت قبضة ايدولوجية خانقة ترصد خائنة الأعين وما تخفى الصدور. وتتوسل ببرامج التلفزيون كافة، وحتى الترفيهية منها، الى ارضاء توجهات السلطة الحضارية المزعومة. وهكذا تتحوّل الطلاقة والعفوية التى كانت سمة البرنامج فى الماضى الى صرامة وتجهم ونقاء ايديولوجى رتيب ومسيخ. ويتحول بعض المبدعين بحق الي رقباء على أنفسهم وموسوسين بخوف سلطة لا تستحى أن تفعل ما تشاء. وينسحب هذا النشاف الروحى والابداعى على مجمل البرامج القليلة التى اتيح لى مشاهدتها فى التلفزيون السودانى الذى تحتكره أقلية ترى أنه امتداد طبيعى لأجهزة أمنها الايديولوجى واستخباراتها العاطفية وحاكميتها الابداعية!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: أمير تاج السر)
|
الاخ/ امير تاج السر
اعتقد اعاده برنامج فرسان فى الميدان يمثل افلاس ثقافى للقائمين على امر الفضائية السودانية فالتاريخ لن يعود للوراء واذا عاد ولقى هذا البرنامج قبول فتكون ماساة حقيقية لهذا الشعب الصابر فلا يمكن ان يصلح برنامج موديل 80 لعام 2004م بتاتا الا فى حالة واحدة وهى توقف تطورنا السياسى والاجتماعى والثقافى فى العام1980م
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: abuarafa)
|
الدكتور الروائي امير تاج السر تحياتي وكثيف احترامي وتقديري
اولاً أحيك وانت تنثر لنا الدرر الغوالي من كتاباتك الفذة عبر هذا المنبر الذي أصبح وطناً لمن لا وطن له وملجأ ومتكأ لكل بعيد ووحيد في غربته يستأنس بصحبة خيرة وأصدقاء أوفياء لك التحية والتجلة مرة أخرى .
برغم أنك تعيش في الدوحة إلا أنني لم أحظ بلقائك إلا مرة واحدة في إحدى قاعات شيرتون الدوحة وذلك أثناء الليلة الشعرية التي أقامها الاستاذ القامة هاشم صديق ولكن نسبة لضيق الوقت لم نتشرف كثيراً بالجلوس معك وتجاذب الحديث أتمنى أن نحظ قريباً بمقابلتك مع تمنياتنا لك دوماً بالتوفيق .
أعود لموضوع البوست فرسان حمدي ..
أولاً أمن على ما ذكرته واضيف بعض المقتطفات عن تمسكنا الأزلي بالماضي وعدم الإنفكاك عنه بسهولة وهنالك الكثير من الحالات التي نتمسك بها وهي قد اندثرت أو تلاشت بفعل التقادم والتحديث المستمر دوماً
وعلى سبيل المثال لا للحصر
عربات البكاسي موديل 1981 وسيوبر 83 ياتو منطق هذا ونحن في 2004
صابون اللوكس
الكرسيدا
معجون سيجنال وكما ظهر أبو وردة
دكتور شول
وغيرها وغيرها من العادات التي ما زلنا نتشبث بها ونعتبرها من المسلمات التي لا يمكن الخوض أو الحديث فيها
مرة اخرى تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: ebrahim_ali)
|
الأستاذ إبراهيم علي
أشكرك على مداخلتك الرائعة
وما دمنا نستظل معا في الدوحة .. لماذا لا نلتقي ؟
لقد أوردت كثيرا من الأشياء الماضوية التي ما زلنا نتمسك بها .. والتي لا أظن ثمة فكاك منها ..وأنا شخصيا كتبت كثيرا في ذلك .. ولكن لا تغيير .. لا تطور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: abuarafa)
|
الأخ أبو عرفة ..
هذا فعلا ماحدث .. لقد توقف نمونافي عام 80 .. وما عودة ذلك البرنامج المتجهم القسمات إلا دليلا على ذلك .. أيضا أنظر إلى سهرة ( من الأمس ) ..التي لا يبثها تلفزيون غير تلفزيوننا .. المسـألة ليست مسألة حنين ..أبدا .. لكنه إفلاس يتعدى الحنين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: أمير تاج السر)
|
ناس ماشه قدام وناس راجعه وراء مصيبه برنامج لم يقدم اي جديد بل فقد علي المك وكتوره مني وحتي المتسابقين واجمهور اموات وكمان مصوره في القاهره حتي ما عايزين ينفعه الفنيين المساكين بشويه فكه وما خفي اكيد اعظم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: zumrawi)
|
أشكرك يا ياسر .. أنت تمنح الأبوة حقوقها كلها ..ولكن كيف يتغذى الروائيون حتى يكتبوا .. هذا مجرد عشق للأسماء المميزة يلازمني وفي ذاكرتي آلاف حصدتهامن المدن والقرى والعواصم .
لك تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: أمير تاج السر)
|
الاستاذ أمير تاج السر ـ
في منظوري أن برنامج فرسان في الميدان فكرة متفردة ويمكنها أن تتحول الي برنامج مشوق علي نطاق الوطن العربي كله ـ ولكن شخصيات البرنامج الحالية افقدتها تميزها ودفنت بريقها ـ في الماضي كانت شخصية الاستاذ حمدي بدرالدين الحيوية تضفي علي البرنامج بريقآ جذابآ بالاضافة للعامل المهم الآخر وهو تفاعل الجمهور والجوائز ـ
الآن أري حمدي فاترآ في تقديمه بدون جمهور ولا جوائز ، بالاضافة لاستوديو كأنما اريد أن تخفي قباحته بشدة الاستضاءة !! ـ
والظاهر تصوير البرنامج في مصر كان من باب السياحة للمشاركين فقط ـ
اتمني أن يستثمر هذا البرنامج بصورة اذكي شوية ـ و فقرة المطارحة الشعرية دي براها ممكن تتم حمايتها بقوانين الملكية الفكرية ـ (ومعها رقصة الرقبة السودانية ، شايفها اليومين ديل مكتسحة الشاشة)  ـ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: Munir)
|
أشكرك أخي منير ولكن اختلف معك في موضوع المطارحة الشعرية .. أعتقد أن الأمور تطورت كثيرا في الآونة الأخيرةبينما الإخوة ما يزالون يرددوا أبيات بهذه العتاقة .. أرى إن عودة البرنامج في حد ذاته .. تراجعا بعيدا إلى الوراء .. كأننا لا نملك مبدعين جدد يبتكرون برامج حديثة .
لك تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: zumrawi)
|
د. أمير ..
لم أشاهد للأسف برنامج فرسان في الميدان بعد التجديد .
سوى أني أذكره ببدلة حمدي بدر الدين الزرقاء وصوت المرحوم
ابراهيم عبد الكريم وناس المجموعه أ و المجموعه ب ..
وصياح الرجل كل شويه : الخرطوم / القاهره / أثينا / فرانكفرت !!
كان ذلك قبل أن ترابط طائرتنا الوطنيه كسيحه على أرض المطار
الصغير ......
المهم :
أنا في غاية الاعجاب بك وبرواياتك : صيد الحضرميه .. وسيرة الوجع
ومرايا ساحليه طبعاً ..
لم أستمتع قريباً مثلما استمتعت بكتاباتك ..
حاولت من زمان أن أتصل بك ..
واحد بحبو جدا اسمو الشيخ عووضه كان وعدني بذلك ..
لكن يبدو أن للزمان تصاريفه الخاصه
..................
أحبك , أكرر
وقد لزم التنويه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: Tlal Afify)
|
الأستاذ طلال عفيفي ..
أشكرك على قراءتك وعلى اهتمامك وأظنك تعمل صحفيا في السودان .. فٌإذا كان الأمر كذلك حتما سأجدك في أغسطس عند زيارتي للسودان ..وحتى ذلك الحين .. لك تحيات ممتدة .وفي انتظار أن أقرأ لك مقالا هنا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: إيمان أحمد)
|
العزيزة إيمان ..
طبعا أتفق معك في مسألة العودة بنا ( ديناصوريا ) إلى الوراء ..
أما موضوع الحنين فهو جين في دمنا لا نستطيع الخلاص منه وأتذكر هذه الجملة التي وردت في وصف إحباط الطبيب العائد إلى وطنه بعد أن درس في فرنسا .. في رواية ( الحب في زمن الكوليرا ) لماركيز .. يقول :
( عندما هبط في الميناء .. لمح الوحل والفقر .. والمخاط الذي يسيل على أنوف الأطفال .. لعن في سره أحاييل الحنين التي جرته مرة أخرى إلى تلك البلاد .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرسان حمدي وعودة الماضي (Re: أمير تاج السر)
|
د. أمير
دفقٌ من تحايا القلب ..
وفيضٌ من التشواق ..
من الطرائف .. أذكر أن أستاذنا عبد القادر الكتيابي هاتفني ذات أمسية ليست بالبعيدة .. دار الحديث عن قناة الجزيرة والتلفزيون السوداني .. وعند سؤالي .. هل تشاهد الأخير - أي التلفزيون السوداني- قال لا .. لا.. لاأشاهده .. قلتُ لماذا ؟؟.. لم يتردد في الإجابة ( لأسباب صحية) !!..
(متعكم الله باسماعكم وأبصاركم ما حييتم) عبارة يختتم بها الأستاذ حمدي بدر الدين برنامجه .. وهي نفسها التي كان يختتم بها النسخة الأصلية قبل سنوات .. ولكن شتان ما بين النطقين !!.
الله يستر علينا ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
abuarafa
Adil Osman
ebrahim_ali
Kostawi
Munir
إيمان أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست