دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 11:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2002, 09:47 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه (Re: Abdel Aati)

    قضية الاصول والفروع والنظرة اللاتاريخية لنشوء وتطور الدعوة الإسلامية -2

    الخلل في زعمنا ينتج من انعدام النظرة التاريخية لنشوء وتطور دعوة الإسلام فى طوريها المكي والمدنى . فالاسلام فى مكة كان إسلام دعوة ؛ قائم على البواعث الروحية والأخلاقية فى ظل سلطة تعاديه ؛ وعقائد مضادة ؛ راسخة ؛ رغم سذاجتها ؛ ماديا وروحيا فى البيئة القرشية وفى عموم شبه جزيرة العرب . ان الاسلام فى مكة قد كان اسلام دعوة وتبشير ؛ وقد كان فى الموقف الاضعف من الصراع ؛ ولذا فقد كان مناخ التسامح هو اطاره ؛ والدعوة بالتى هى احسن هى مبدأه ؛ كما كان التركيز على الجانب الاخلاقى والقيمي فى محاطبة المسلم والداخل للاسلام وفى مواجهة الخصم ؛ وذلك فى انعدام اى ادوات اخرى ؛ اقتصادية او سياسية او عسكرية ؛ للربط ما بين المجموعة المسلمة من جهة ؛ ومقاومة المناخ المعادى من الجهة الاخري . اما الاسلام فى المدينة فقد تحول الى سلطة ؛ او قل الى مشروع دولة ؛ كان الرسول قائدها ومشرعها وزعيمها . ( اننا اذ نتحدث عن سلطة او عن مشروع دولة فى المدينة ؛ فاننا على معرفة بينة بخصوصية الظاهرة الدينية ؛ والتى تؤسس دولا مختلفة عن الدول المؤسسة مدنيا وسياسيا وإمبراطوريا ؛ كما نحن على إدراك بان مفهوم الدولة بمعناها الحديث ؛ لم يكن متوفرا لا فى مكة ؛ ولا فى المدينة فى اوائل الدعوة ؛ واستخدامنا هنا لمصطلح السلطة يعنى وجود اطر ادارية وقانونية وشكل من اشكال القيادة السياسية والروحية والعسكرية ؛ وهو الأمر الذى كان قائما فى كل من المدينة ومكة ؛ وخضع للتطوير فى المدينة على آخريات عهد الرسول ومن بعد على عهود الخلفاء الراشدين وعلى وجه الخصوص فى خلافة عمر بن الخطاب )

    ان دويلة المدينة قد كانت بعد الهجرة فى حاجة الى اعادة تنظيم اجتماعى ؛ بما يستوعب التغييرات فى بنيتها السكانية والايدولوجية ؛ بعد تبنيها الاسلام ؛ كما كانت تحتاج الى التشاريع الاقتصادية كالزكاة وقضايا الميراث وتوزيع الغنائم الخ ؛ والتشريعات الاجتماعية بما يعالج قضية المهاجرين ؛ كما كانت تحتاج الى التشريعات السياسية والإجراءات العسكرية لمعالجة قضية التعدد السياسى والقبلى فيها ؛ ولمواجهة العدوان القرشى والتحرشات من القبائل البدوية المجاورة ؛ ان الصحيفة وهى اول دستور فى شبه الجزيرة العربية ؛ قد حلت الإشكاليات الاساسية للعلاقات فى دولة المدينة ؛ ولم تكن ذات طابع دينى كامل ؛ وانما استندت على العديد من الاعراف القائمة وعلى توازن القوى الكائن حينذاك .

    بهذا المعنى ؛ فاننا نفهم ضرورة ايات السيف والقوامة والزكاة ؛ بما انها ادوات ضرورية فى مرحلة انتقل فيها الاسلام من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ؛ من مرحلة الدعوة الى مرحلة الدولة . ان مصير الدولة فى المدينة قد كان يرتبط مباشرة بتامين استقرارها ؛ ومساعدة المسلمين فى مكة ؛ وحل المعضلة اليهودية ؛ بما تشكله من استغلال اقتصادى واستغزازات عقيدية وتحالفات محتملة مع العدو القرشى ؛ وهى الامور التى تمت عن طريق مجموعة من الاتفاقات التحالفية والعمليات العسكرية والبناء الاجتماعى الداخلى ؛ الامر الذى ادى فى المحصلة الى تصفية الوحود اليهودى فى المدينة ؛ وفتح مكة والمناطق المحيطة بها ؛ ومن ثم التوسع فى كامل الجزيرة العربية ؛ والبدء فى نقل الدعوة الى خارجها ؛ وهو الاتجاه الذى بدا فى عهد الرسول ثم واصله الخلفاء من بعده .

    اننا نزعم بان اى مجتمع جديد يحمل مفاهيما وقيما مخالفة للسائد ؛ يحتاج الى تشاريع وعلاقات اقتصادية وسياسية وقيمية عسكرية جديدة ؛ وقد كان مجتمع المدينة الاسلامى الجديد يحتاج الى تاطير هذه العلاقات فى ظل وجود سلطة جديدة تجاوزت الاطار القبلى –الجاهلى – القديم ؛ ودعت الى دعوة توحيدية فى اطار العقيدة والعلاقات الاجتماعية ؛ فى اطار بناء امة – دولة فوق قبلية ؛ وفيما بعد فوق قومية ؛ كانت دويلة المدينة نواتها الاولى . كما استلزم هذا الهدف الخطير – الدعوة التوحيدية – ؛ حل معضلة الثروة ؛ وفق الاطر الجديدة لتدفقها ومصادرها ومستحقيها ؛ بما يعالج الفرو قات الضخمة والظلامات الصارخة التى كانت سائدة فى المجتمع الجاهلى . وقد ادت التشاريع الاقتصادية – الزكاة والميراث وتوزيع الغنائم وتحريم الريا الخ الخ ؛ الى اضعاف موقف الارستقراطية فى المدينة والى اضعاف القوة المالية اليهودية ؛ كما ادت الى تثويب المسلمين وانتقلت بفقرائهم من مدقعين الى اصحاب حق ؛ بفعل الزكاة والمؤاخاة فى البداية ؛ ثم بفعل الغزوات وغنائمها فى عهد الرسول ؛ والخراج و إقطاع الاراضى فى عهد الخلفاء ؛ بعد التوسع الاسلامى الى مناطق اكثر غنى وتطورا اقتصاديا واكثر مواردا ( العراق ؛ الشام ؛ مصر ؛ الخ الخ )

    نتوقف هنا لنشير الى ما رآه المستشرقون وما يخلط فيه الجمهوريون من ضرورة العمل العنيف لنشر الدعوة الاسلامية ؛ زكان الاسلام فى عهد الرسول لم ينتشر الا بالسيف . ونقول ابتداءا ان العنف قد كان جزءا من العلاقات السائدة وقتها فى عموم الجزيرة ؛ الامر الذى لا يمكن تحاهله ؛ ويعتبر عدم التعاطى معه انتحارا للدعوة وتدميرا للمشروع الإسلامي ؛ خصوصا ا ان الدعوة الإسلامية قد ووجهت بعنف من قبل خصومها منذ البداية ؛ وتمثل فى تغذيب المستضعفين من المسلمين ؛ والتآمر على حياة الرسول ؛ و اجبار المسلمين على الهجرة ؛ وعزل آل هاشم لفترة طويلة عن المجتمع القرشى . وقد استمر هذا العنف او زاد بعد الهجرة ضد من تبقى من المسلمين فى المدينة ؛ كما بدا الملأ القرشى بالتحرش بدولة المدينة . ان الدعوة الاسلامية وقد اكتسبت انصارا جدد ومؤطا قدم ؛ ما كان لها ان تقف موقف الدفاع فقط ؛ فى مجنمع قائم على العنف ؛ كما كان لتأمر اليهود وتحالف بعض الأعراب مع القرشيين تهديد مستمر لوجود دولة المدينة وللدعوة نفسها ؛ ومن هنا يمكن فهم الضرورة التاريخية لاستعمال السيف من قبل الدعوة التى اتت سلمية ؛ كوسيلة أخيرة للدفاع عن وجودها وضمان انتشارها . ان متابعة دقيقة لممارسة الرسول فى المدينة توضح انه كان ميالا للدعوة السلمية ؛ وحقق فيها نجاحات جمة من بينها اسلام اهل المدينة؛ و اسلام غفار واسلم وغيرها من القبائل ؛ كما كان صلح الحديبية احد معالمها الاساسية ؛ وقد كانت معطم حروبه اما دفاعية او وقائية ؛ ومن هنا يتضح لنا الظرف التاريخى لاية السيف والظروف الفعليىى لممارسة العنف من قبل دولة المدينة تجاه اعدائها .

    نرجع مرة اخرى الى التشاريع الاقتصادية كالزكاة والميراث ؛ والتى يزعم الجمهوريون انها متاخرة عن العفو ؛ وهو كل ما ذاد عن الحاجة ؛ والذى دعا اليه الرسول فى مكة . ونقول مرة اخرى ان الرسول لم يكن يملك سلطة فى مكة لاجراء التنظيم الاجتماعى ؛ وكانت سلطتة على محموعة المسلمين روحية بحته ؛ اما فى المدينة فقد كانت له السلطة السياسية والتنفيذية ؛ الامر الذى جعل اطلاق اية العفو يتنزل الى حلول اقتصادية محددة . اننا نتفق هنا ان الموقف الاجتماعى الراديكالى للاسلام من الاعنياء فى مكة ؛ قد تحول بعد الهجرة . وتفسيرنا لذلك ان الموقف المناهض للاعنياء فى مكة ؛ قد كان موجها فى الاساس ضد الارستفراطية القرشية ؛ والتى عادت الدعوة منذ بدايتها ؛ فى حين كان الفقراء والمعدمين هم الفئة الاجتماعية الاساسية التى وعت ضرورة التغيير واحتاجته . من الجهة الاخرى فان قسما عظيما من ارستقراطية المدينة قد دخل الاسلام من البداية ؛ كما انضمت فئات متيسرة من التجار و اصحاب البساتين وزعماء الاوس والخزرج الى الدعوة الاسلامية ؛ فاتسعت بذلك القاعدة الاحتماعية للمسلمين ؛ بما استتبعها من ضرورة النظر الى المصالخ الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفئات الجديدة والمتيسرة – بما فيها أرستقراطية المدينة المسلمة – ؛ وتخفيف الخطاب الحاد تجاه الاعنياء ؛ الامر الذى يؤدى الى تحقيق نوع من التوازن الاجتماعى وجد له الرسول حلا موفقا فى فكرة المؤاخاة التى طبقت بين اوائل المهاجرين والانصار ؛ ثم فى الزكاة والتىخففت الفروقات الاجتماعية ووفرت مصدرا ماليا لتمتين الدولة وبناء مؤسساتها – المسجد ؛ التسليح ؛ الخ - ؛ كما فى الغنائم والفئ والتى وفرت موارد اضافية فيما بعد ساعدت فى إعادة توزيع الثروة وانتزاعها من يد الملأ القرشى المعادى .

    اننا نزعم بان استمرار الخطاب الراديكالي تجاه الأغنياء والدعوة الى المساواة المطلقة – يسالونك ماذا ينفقون ؛ قل العفو – كان يمكن ان يهدد تطور الدعوة الجديدة ؛ وامكانية انتشارها وسط الفئات الاكثر تيسرا ؛ سواء كان ذلك فى المدينة ؛ او فى مكة ذات الثقل الاقتصادي والسياسي والعسكري لمستقبل الدعوة . ولذلك فقد كانت الدعوة اللاحقة عند فتح مكة ؛ بان " من دخل دار ابو سفيان فهو آمن " ؛ عاكسة للتحول العميق الذي طرأ تجاه الأرستقراطية القرشية ؛ والتي رغم وصفها بالطلقاء ؛ ورغم دورها السلبي فى بداية الدعوة الاسلامية ؛ الا انها قد لعبت الدور الاساسى فى بناء الدولة الاسلامية فيما بعد ؛ وخصوصا بعد خلافة عثمان بن عفان ؛ وترسخ دورها وقيادتها فى ظل الدولة الاموية ؛ الحاضنة الاساسية لنمو وتوسع الدولة الاسلامية والحضارة الاسلامية ؛ وان كان ذلك النمو والتوسع بمفهوم التاريخ والسياسة والحضارة ؛ لا بمنظور نقاء العقائد وعلو الاخلاق الذى كان عليه اوائل المسلمين وفقرائهم ؛ والذي لا يزال الفقراء عليه قابضون .


    ونواصل

    عادل عبد العاطى

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 12-28-2002, 09:58 PM)
    (عدل بواسطة Abdel Aati on 12-29-2002, 01:03 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-22-02, 11:52 PM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-22-02, 11:53 PM
    Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-23-02, 01:07 AM
      Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-23-02, 01:52 AM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-23-02, 02:41 PM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-24-02, 06:03 AM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-24-02, 06:31 AM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-24-02, 10:36 AM
    Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-28-02, 12:37 PM
      Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-28-02, 09:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de